أطروحة دكتوراة عُمانية تناقِش (الوعي السيبراني لدى الطلبة)؛ فما أبرز نتائجها؟
تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT
مسقط-أثير
في سابقة بحثية جمعت البحث النظري بالعملي والتطبيقي، ومناقشة الإشكالات وإيجاد الحلول لها لقضية تمس المجتمع بأسره؛ ناقشت جامعة السلطان قابوس ممثلة في قسم دراسات المعلومات بكلية الآداب والعلوم الاجتماعيّة أطروحة دكتوراه عنونت بـ(الوعي السيبراني بين طلاب التعليم ما بعد الأساسي) للباحثة عايدة بنت محمد الشبيبية.
وتناولت الأطروحة الوعي السيبراني في مرحلة لها خصوصيتها؛ وذلك لدى طلبة مرحلة ما بعد التعليم الأساسي؛ لأن هذه الفئة العمرية الأكثر تطلعا إلى مستحدثات العصر وتمثل الغالبية من السكان، ولأن تعزيز الوعي بالأمن السيبراني يخفف نقاط الضعف التي يواجهها الطلبة في المجال الرقمي، وفعالية الوعي تتوقف على السلوك السيبراني للأفراد الذي يمكن تعزيزه بالبرامج التدريبة التي تهدف إلى زيادة الوعي.
وهدفت هذه الأطروحة إلى التعرف على مستوى الوعي بالأمن السيبراني لدى طلبة ما بعد التعليم الأساسي بمحافظة مسقط والتعرف على مدى فعالية الحملات والبرامج التوعوية الحالية من وجهة نظر القائمين على تصميم البرامج التوعوية وتقديمها والمستفيدين منها. وسلطت الدراسة الضوء على العوائق والصعوبات الكبيرة المؤثرة في هذه الحملات التوعوية. بالإضافة إلى ذلك، اقترحت الدراسة نموذجا توعويا مبتكرا لتوعية هؤلاء الطلبة بالأمن السيبراني وتمكينهم من التنقل في الفضاء السيبراني بأمان.
واعتمدت الأطروحة نهجا متعدد الأساليب لاستكشاف الاستفسارات البحثية الأولية الثلاثة ومعالجتها، ويمزج هذا النهج بسلاسة بين عناصر التصميم المتسلسلة والمتزامنة لتوفير تحقيق دقيق. وتبدأ المنهجية بتصميم متسلسل مدفوع بالكمية [كمي نوعي] ، متبوعا بتصميم متزامن مدفوع بالنوعية [نوعي + نوعي ]، وانتهت بتصميم تسلسلي ثالث مدفوع بالكمية [كمي نوعي]. وإن هذا المزيج الدقيق من الأساليب يضمن فحصا قويا وشاملا لأسئلة البحث. واستخدمت الدراسة ثلاثة طرق لتحليل البيانات: الإحصاءات الوصفية للبيانات الكمية، والتحليل الموضوعي، وتحليل المحتوى للبيانات النوعية. ومن خلال دمج هذه الأدوات التحليلية المتنوعة، قدمت الأطروحة منظورا شاملا حول الظواهر التي حقق فيها.
وتشير النتائج إلى أن 51.1٪ من المشاركين يفتقرون إلى أساسيات الوعي بالأمن السيبراني، و80.6٪ لم يشاركوا مطلقا في برنامج توعية بالأمن السيبراني، و 74.2٪ تعرضوا لحوادث سيبرانية. بالإضافة إلى ذلك، فإن 76.3٪ من المشاركين غير مدركين لقنوات الإبلاغ عن الجرائم السيبرانية، ويرى ما يقرب من الثلثين (61.0٪) أن أساسيات الأمن السيبراني يجب أن تكون جزءا من المناهج الدراسية. وخلص الأشخاص الذين قوبلوا إلى: أن مبادرات الأمن السيبراني يقودها -عادة- العديد من الأفراد والمنظمات التي تفتقر إلى إستراتيجيات التوعية الفاعلة. وفي نهاية البحث جُمعت البيانات وحُللت واستعملت دراسات الأدبيات لتطوير نموذج أولي للبرنامج الوطني للتوعية بالأمن السيبراني يسمى “Cyber Aware”. وأظهرت النتائج فاعلية النموذج الأولي “Cyber Aware” أن برنامج المحتوى لتعزيز الوعي له تأثير ذا دلالة إحصائية على زيادة الوعي بالأمن السيبراني بين المشاركين.
وتؤكد الأطروحة أهمية إنشاء مبادرة وطنية محددة بوضوح لرفع مستوى الوعي بالأمن السيبراني. ولتلبية هذه الحاجة، قدمت الأطروحة اقتراحا استباقيا لوزارة التربية والتعليم لدمج مبادئ الأمن السيبراني الأساسية في المناهج الدراسية. واقترحت أن تبدأ الوزارة مشاريع بحثية تتماشى مع الإطار الوطني العماني لمهارات المستقبل إدراكا للوقت اللازم لدمج موضوع الأمن السيبراني بالمناهج الدراسية. الجدير ذكره أنه من شأن هذه المواءمة الإستراتيجية تعزيز كفاءة الطلبة في مهارات القرن الواحد والعشرين وتمكينهم من المعرفة والقدرات اللازمة للتنقل في العالم الرقمي بصورة آمنة.
ويمكن أن تسبر الدراسات المستقبلية موضوعات عدة مثل: تنفيذ تدريبات محاكاة للهجمات السيبرانية لتقييم المستوى الفعلي للوعي بالأمن السيبراني بين طلبة المدارس، بالإضافة إلى تحليل مسؤوليات الهيئة التعليمية في تعزيز الوعي بالأمن السيبراني بين الطلبة لتعزيز قدرتهم على مواجهة التهديدات السيبرانية، واستكشاف التأثيرات الثقافية والاجتماعية على سلوكيات الطلبة عبر الإنترنت.
المصدر: صحيفة أثير
كلمات دلالية: الوعی بالأمن السیبرانی السیبرانی بین
إقرأ أيضاً:
ما أبرز ما جاء في جلسة مجلس الأمن الدولي بشأن القضية الفلسطينية؟
مراسل الجزيرة تابع الجلسة ورصد أبرز ما دار فيها من نقاشات.
19/12/2024