سواليف:
2024-12-16@22:16:46 GMT

العدالة للجنوب

تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT

العدالة للجنوب

م. #أنس_معابرة

طالما كان #الجنوب مظلوماً؛ في أوطاننا نميل إلى الشمال دائماً، في الشمال تكون المدن والخدمات الطبية والتعليمية على أشدها، ولكن الجنوب يغرق دائماً في البطالة والإهمال الصحي، ويجب على أهله الارتحال نحو الشمال من اجل الحصول على #الوظائف والخدمات الصحية والتعليم.

بل حتى الأرض والأنهار وقفت إلى جانب الشمال، فالأرض هناك خصبة تؤتي اُكلها كل حين، ولكنها في الجنوب صخراً صلداً لا ينبت زرعاً ولا يخرج ثمراً، والأنهار كذلك؛ تجد الشمال ممراً سهلاً، وتبخل على الجنوب بقطرة ماء للشرب والحياة، وكأنها تعاند الجنوب وتدفعه إلى الهجرة والارتحال.

مقالات ذات صلة جنوب افريقيا تجر الكيان للمحاكمة من أجل فلسطين 2024/01/14

وفي عام 1966 عنما أطلق الطيب صالح رائعته: “موسم الهجرة إلى الشمال” تحدث عن ذلك، أهل الجنوب في أوطاننا يهاجرون إلى الشمال بسبب اهمال الجنوب، وأهل الشمال يجدون مناطق أكثر شمالاً مثل الدول الأوروبية من أجل الهجرة إليها.

هناك في جنوب افريقيا كان الإهمال حاضراً ايضاً، دولة عانت من الحروب الأهلية والقتال، ثم التمييز العنصري ضد ذوي البشرة السوداء، لدرجة قيام الأسود عن مقعده للأبيض داخل الحافلة، وعدم أحقية السود في مشاركة البيض في جامعاتهم ومدارسهم وأسواقهم.

ومن رحم المعاناة التي عاشتها #جنوب_افريقيا سابقاً؛ تخرج صرخة دولية إلى محكمة العدل الدولية، تطالب فيه الكيان العالمي المترهل المتخاذل بالوقوف أمام جرائم الاحتلال في غزة، حيث يسعى هؤلاء القتلة إلى جانب حلفاءهم وأعوانهم لتصفية الشعب الفلسطيني ومحاولة القضاء على أهل #غزة أو التخلص منهم عبر ترحيلهم إلى دول مجاورة.

أنا لا أؤمن بالعدالة الدولية كثيراً، ولا أنتظر الخير الكبير من المحاكمة المعقودة هناك في لاهاي، ولا أستبعد وجود صهاينة بين الحكام الدوليين الذين ينظرون في القضية وابعادها، والتي بإمكان طفل صغير تقدير همجية الاحتلال وعدوانيته تجاه أهلنا في فلسطين عموماً، وغزة خصوصاً.

إن هؤلاء القتلة يؤمنون تماماً بمبدأ القوة، فلقد أخذوا الأرض بالقوة، وقتلوا الفلسطينيين عام 48 و67، وأخرجوهم من بيوتهم بالقوة، ويتعاملون باستعلاء مع الدول المجاورة مدعومين بالولايات المتحدة الامريكية غيرها من حلفاء الشر، ويستولون على خيراتها من الماء والغاز بالقوة، وبالتالي لا يردهم إلا القوة.

وهي الرسالة التي وصلت إلى الشعب الفلسطيني بعد ثمانية عقود من المقاومة، ووصل بهم الحال إلى التوجه نحو المستقبل المجهول للنصر أو الشهادة، وهو أفضل بكثير من الوضع الراهن، حيث لا يجدون ما يقتاتون عليه وسط حصار محكم ظالم من الاحتلال الغاشم.

إن الصرخة الجنوبية من أفريقيا جاءت لتحرج الدول العربية والإسلامية والمنظمات الإقليمية والدولية وجامعة الدول العربية التي تعرف جيداً اجرام الاحتلال، وتخاذلت عن الوقوف ضدهم في محكمة العدل الدولية، حتى لو لرفع الحرج عن أنفسهم، وفضلوا الانصياع لقيادة الاحتلال والولايات المتحدة الامريكية بالتزام الصمت حفظاً للمصالح.

يجب اليوم على الدول العربية والإسلامية ومنظماتهم التي لا نرى منها خيراً أن تقف إلى جانب جنوب أفريقيا في دعواها ضد الاحتلال امام محكمة العدل الدولية، وأن تُلحقها بقضية ثانية وثالثة لكشف جرائم الاحتلال ضد الفلسطينيين أمام العالم أجمع.

ربما تأخذ المحكمة موقف الحياد، وربما تطالب بوقف الاعتداء على غزة، ولكنها لن تُصدر حكماً بالاعتقال ضد قادة جيش الاحتلال وسياسيه، ولكن سيكون لتلك المحاكمة واقعاً مدوياً؛ إذ ستفضح المؤامرة الدولية على فلسطين أمام شعوب العالم، وستكون قضية فلسطين محور اهتمام العالم بعد أن حاول الاحتلال كتمانها وتصفيتها باعتبارها لقمة سائغة، وستكون تلك الشعوب الحرة مصدر ازعاج لقادتها الذين يقفون إلى جانب الاحتلال.

تلك الشعوب تؤمن بالديمقراطية والانتخابات، وسياسيوها يعرفون ذلك جيداً، وبالتالي لن يكونوا قادرين على تجاهل دعوات شعوبهم إلى التوقف عن دعم الاحتلال في هجمته على فلسطين، كما ستوجعهم مقاطعة البضائع وستضر بمصالحهم الاقتصادية.

لقد آن الأوان للانتصار للجنوب وتحقيق العدالة له، نعم للعدالة لقضية جنوب افريقيا في لاهاي، ونعم للعدالة لفلسطين وجنوبها المتمثل في قطاع غزة، ونعم للعدالة للجنوب في اوطاننا.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الجنوب الوظائف جنوب افريقيا غزة جنوب افریقیا إلى جانب

إقرأ أيضاً:

البرلمان العربي يشيد بالجهود والإنجازات التي حققتها سلطنة عمان في مجال حقوق الإنسان تحت قيادة السلطان هيثم

أشاد رئيس البرلمان العربي محمد أحمد اليماحي بالدور الكبير والمهم الذي تقوم به لجنة الميثاق العربي في حماية وتعزيز قيم ومبادئ حقوق الإنسان.


جاء ذلك خلال كلمته أمام اجتماع لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان المنعقد اليوم الاثنين بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أن البرلمان العربي يولي أهمية خاصة للتعاون مع لجنة الميثاق، إدراكًا منه لدورها المحوري في متابعة تنفيذ الدول العربية لالتزاماتها وفقًا للميثاق العربي لحقوق الإنسان، باعتباره آلية عربية هامة لتعزيز جهود الدول العربية في مجال إعمال وإنفاذ وحماية حقوق الإنسان.


وأوضح أن البرلمان العربي يحرص على أن يكون له إسهام بارز في الارتقاء بالمنظومة الحقوقية في الوطن العربي، سواء من خلال إصدار قوانين عربية استرشادية تدعم الدول العربية في مراجعة وتحديث التشريعات الوطنية الخاصة بها ذات الصلة أو على مستوى الدبلوماسية البرلمانية.

 

واعتبر إن مناقشة هذه الدورة للتقرير الوطني المقدم من سلطنة عمان، يمثل نموذجاً مشرفاً لدولة عربية تظهر التزاما حقيقيا بتعزيز حقوق الإنسان، وتفاعلاً إيجابياً مع مبادئ وأحكام الميثاق العربي لحقوق الإنسان. وفي هذا السياق، يطيب لي الإشادة بالجهود والإنجازات التي حققتها سلطنة عمان في مجال حقوق الإنسان تحت القيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق وحرصها على تعزيز منظومة شاملة تستند إلى القانون والعدالة والتنمية المستدامة، بما يدعم رؤيتها المستقبلية ... رؤية عمان 2040 ، فضلا عن تبنيها نهجا شاملا ومتوازنا يربط بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية من جهة واحترام الحقوق والحريات من جهة أخرى.

وأشار إلى أهمية أهمية توثيق جرائم الاحتلال بشكل رسمي، في ظل حرب الابادة التي يشهدها قطاع غزة، دعماً لحقوق الشعب الفلسطيني أمام الجهات الدولية المعنية، وفي مقدمتها المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية.

مقالات مشابهة

  • البرلمان العربي يشيد بالجهود والإنجازات التي حققتها سلطنة عمان في مجال حقوق الإنسان تحت قيادة السلطان هيثم
  • هناء السمري: المنظمات الدولية كان لها موقف مخزٍ من أحداث فلسطين
  • تحذير اسرائيلي جديد لسكان الجنوب.. لا تعودوا!
  • أمين مجمع الفقه الإسلامي: فلسطين تعاني من فكرٍ متطرف ينتهك الأعرافَ الدولية
  • على هامش الندوة الدولية للإفتاء.. الهباش: ماضون في دفاعنا عن فلسطين ولن نستسلم
  • فلسطين.. نزوح قسري جديد للمواطنين في جنوب قطاع غزة
  • ميقاتي: الجيش اللبناني بدأ توسيع انتشاره في الجنوب
  • الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: الظروف العصيبة التي يعيشها اليمنيون لم تمنعهم من إسناد غزة
  • لبنانيون يعودون لمنازلهم المهدمة وجيش الاحتلال يواصل خروقاته
  • فلسطين.. قصف مدفعي إسرائيلي على شرقي مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة