سواليف:
2024-07-08@10:36:24 GMT

العدالة للجنوب

تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT

العدالة للجنوب

م. #أنس_معابرة

طالما كان #الجنوب مظلوماً؛ في أوطاننا نميل إلى الشمال دائماً، في الشمال تكون المدن والخدمات الطبية والتعليمية على أشدها، ولكن الجنوب يغرق دائماً في البطالة والإهمال الصحي، ويجب على أهله الارتحال نحو الشمال من اجل الحصول على #الوظائف والخدمات الصحية والتعليم.

بل حتى الأرض والأنهار وقفت إلى جانب الشمال، فالأرض هناك خصبة تؤتي اُكلها كل حين، ولكنها في الجنوب صخراً صلداً لا ينبت زرعاً ولا يخرج ثمراً، والأنهار كذلك؛ تجد الشمال ممراً سهلاً، وتبخل على الجنوب بقطرة ماء للشرب والحياة، وكأنها تعاند الجنوب وتدفعه إلى الهجرة والارتحال.

مقالات ذات صلة جنوب افريقيا تجر الكيان للمحاكمة من أجل فلسطين 2024/01/14

وفي عام 1966 عنما أطلق الطيب صالح رائعته: “موسم الهجرة إلى الشمال” تحدث عن ذلك، أهل الجنوب في أوطاننا يهاجرون إلى الشمال بسبب اهمال الجنوب، وأهل الشمال يجدون مناطق أكثر شمالاً مثل الدول الأوروبية من أجل الهجرة إليها.

هناك في جنوب افريقيا كان الإهمال حاضراً ايضاً، دولة عانت من الحروب الأهلية والقتال، ثم التمييز العنصري ضد ذوي البشرة السوداء، لدرجة قيام الأسود عن مقعده للأبيض داخل الحافلة، وعدم أحقية السود في مشاركة البيض في جامعاتهم ومدارسهم وأسواقهم.

ومن رحم المعاناة التي عاشتها #جنوب_افريقيا سابقاً؛ تخرج صرخة دولية إلى محكمة العدل الدولية، تطالب فيه الكيان العالمي المترهل المتخاذل بالوقوف أمام جرائم الاحتلال في غزة، حيث يسعى هؤلاء القتلة إلى جانب حلفاءهم وأعوانهم لتصفية الشعب الفلسطيني ومحاولة القضاء على أهل #غزة أو التخلص منهم عبر ترحيلهم إلى دول مجاورة.

أنا لا أؤمن بالعدالة الدولية كثيراً، ولا أنتظر الخير الكبير من المحاكمة المعقودة هناك في لاهاي، ولا أستبعد وجود صهاينة بين الحكام الدوليين الذين ينظرون في القضية وابعادها، والتي بإمكان طفل صغير تقدير همجية الاحتلال وعدوانيته تجاه أهلنا في فلسطين عموماً، وغزة خصوصاً.

إن هؤلاء القتلة يؤمنون تماماً بمبدأ القوة، فلقد أخذوا الأرض بالقوة، وقتلوا الفلسطينيين عام 48 و67، وأخرجوهم من بيوتهم بالقوة، ويتعاملون باستعلاء مع الدول المجاورة مدعومين بالولايات المتحدة الامريكية غيرها من حلفاء الشر، ويستولون على خيراتها من الماء والغاز بالقوة، وبالتالي لا يردهم إلا القوة.

وهي الرسالة التي وصلت إلى الشعب الفلسطيني بعد ثمانية عقود من المقاومة، ووصل بهم الحال إلى التوجه نحو المستقبل المجهول للنصر أو الشهادة، وهو أفضل بكثير من الوضع الراهن، حيث لا يجدون ما يقتاتون عليه وسط حصار محكم ظالم من الاحتلال الغاشم.

إن الصرخة الجنوبية من أفريقيا جاءت لتحرج الدول العربية والإسلامية والمنظمات الإقليمية والدولية وجامعة الدول العربية التي تعرف جيداً اجرام الاحتلال، وتخاذلت عن الوقوف ضدهم في محكمة العدل الدولية، حتى لو لرفع الحرج عن أنفسهم، وفضلوا الانصياع لقيادة الاحتلال والولايات المتحدة الامريكية بالتزام الصمت حفظاً للمصالح.

يجب اليوم على الدول العربية والإسلامية ومنظماتهم التي لا نرى منها خيراً أن تقف إلى جانب جنوب أفريقيا في دعواها ضد الاحتلال امام محكمة العدل الدولية، وأن تُلحقها بقضية ثانية وثالثة لكشف جرائم الاحتلال ضد الفلسطينيين أمام العالم أجمع.

ربما تأخذ المحكمة موقف الحياد، وربما تطالب بوقف الاعتداء على غزة، ولكنها لن تُصدر حكماً بالاعتقال ضد قادة جيش الاحتلال وسياسيه، ولكن سيكون لتلك المحاكمة واقعاً مدوياً؛ إذ ستفضح المؤامرة الدولية على فلسطين أمام شعوب العالم، وستكون قضية فلسطين محور اهتمام العالم بعد أن حاول الاحتلال كتمانها وتصفيتها باعتبارها لقمة سائغة، وستكون تلك الشعوب الحرة مصدر ازعاج لقادتها الذين يقفون إلى جانب الاحتلال.

تلك الشعوب تؤمن بالديمقراطية والانتخابات، وسياسيوها يعرفون ذلك جيداً، وبالتالي لن يكونوا قادرين على تجاهل دعوات شعوبهم إلى التوقف عن دعم الاحتلال في هجمته على فلسطين، كما ستوجعهم مقاطعة البضائع وستضر بمصالحهم الاقتصادية.

لقد آن الأوان للانتصار للجنوب وتحقيق العدالة له، نعم للعدالة لقضية جنوب افريقيا في لاهاي، ونعم للعدالة لفلسطين وجنوبها المتمثل في قطاع غزة، ونعم للعدالة للجنوب في اوطاننا.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الجنوب الوظائف جنوب افريقيا غزة جنوب افریقیا إلى جانب

إقرأ أيضاً:

ورقة ضد الأمريكيين.. مخاوف إسرائيلية من تدهور العلاقات مع الصين بعد حرب غزة

تراقب أوساط الاحتلال الاسرائيلي الميل المتصاعد في المواقف الصينية لصالح الفلسطينيين في السنوات الأخيرة، لكن اندلاع العدوان على غزة في أكتوبر 2023 قفز خطاب بكين تجاه تل أبيب خطوات أكثر عدائية، ما دفع الأخيرة لمحاولة معرفة السبب وراء التوجه الصيني الجديد، وما علاقة الدول العربية والولايات المتحدة بذلك، وماذا يجب على الاحتلال أن يفعله لوقف التدهور الحاصل، بعد أن شهدت علاقاتهما في السنوات الماضية تحسّناً ملحوظا، ولو على الأقل في الجانب الاقتصادي.

توفيا غيرينغ، الباحثة بمركز "ديان وغيلفورد غلاسر" للسياسة الإسرائيلية الصينية، والزميلة في مركز الصين العالمي التابع للمجلس الأطلسي، ربطت هذا التدهور "بانعقاد منتدى التعاون الصيني العربي CASCF هذا العام بمناسبة الذكرى العشرين لتأسيسه، وعلى مر السنين، أصبح المنتدى منصة للصين لزيادة نفوذها على الدول العربية على حساب الولايات المتحدة والغرب، لكن في الوقت نفسه تؤثر عليه الدول العربية لتبني مواقف متطرفة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وقد جاء البيان المشترك هذا العام على خلفية الحرب في غزة، هو الأكثر أحادية وعدائية للاحتلال حتى الآن، ويعكس أدنى نقطة وصلت إليها العلاقات الصينية الإسرائيلية".


وأضافت في ورقة بحثية نشرها معهد دراسات الأمن القومي بجامعة "تل أبيب"، وترجمتها "عربي21" أنه "طالما استمرت حرب غزة، وتزايد التنافس بين القوى، فمن المحتمل أن تفضل الصين استخدام ورقة الاحتلال الإسرائيلي كعصا للتغلب على الأميركيين، حتى على حساب الإضرار بالعلاقات الثنائية بينهما، مما يستدعي من الاحتلال الحفاظ على حوار مباشر ومفتوح مع بكين خلف الأبواب المغلقة لتخفيف الاتجاهات السلبية في سياستها، مع العلم أن انحياز الصين ضد الاحتلال ليس جديدا، وترى أن دعمها للفلسطينيين لا يأتي على حساب التعاون الاقتصادي مع الاحتلال".

وأشارت إلى أن "إقامة العلاقات الدبلوماسية بين تل أبيب وبكين منذ 1992، وبقاء القضية الفلسطينية دون حل، جعل الصين مستمرة في تقليدها السياسي المتمثل بزيادة الضغط على الاحتلال، حتى أن المنتدى الصيني العربي المنعقد كل عامين بات يشهد تصريحات ضده أكثر عدائية، بما في ذلك الدعوات المتكررة لـ"وقف الاحتلال"، ورفض "المستوطنات"، ودعم عضوية فلسطين في الأمم المتحدة واليونسكو، حتى جاء البيان الأخير الأكثر تطرفاً، ويكشف عن النقطة المتدنية التي وصلت إليها العلاقات الثنائية، والأكثر تشاؤماً لمستقبلها".

ورصدت الباحثة "إشادات حماس المتصاعدة ببكين، وتمتعهم بالشرعية التي توفرها، مما دفع "المعتدلين" الفلسطينيين لزيادة تشددهم ومواقفهم ضد الاحتلال، مع الحديث المتواتر حول أن "الصين ستقود العالم"، وبينما كشف استطلاع دولي لمركز "بيو" عام 2019 أن إسرائيل من بين الدول الخمس الأكثر تأييدا للصين في العالم، فقد أظهر استطلاع جديد في مايو أجراه معهد دراسات الأمن القومي أن غالبية الإسرائيليين يعتبر الصين حاليا غير ودية 42%، أو حتى معادية 12%، فيما أقلية صغيرة 15% تعتبرها صديقة أو حليفة، وهذه جميعاً معطيات قاتمة".


تكشف هذه الدراسة أنه مع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، وتصاعد التنافس مع الولايات المتحدة، ستواصل بكين استخدام ورقة الاحتلال كـ"عصا" للتغلب على واشنطن، التي تستخدم ورقة حرب أوكرانيا ضدها، صحيح أن للاحتلال مصلحة بالحفاظ على العلاقات مع الصين، لكن ذلك قد يتطلب منه تجنب الإجراءات التي من شأنها أن تفاجئها، ولهذا السبب فإن أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية يسرائيل كاتس لم يردا على الموقف المناهض الذي عبرت عنه منذ بداية حرب غزة، لكنهما في ذات الوقت لم يتحدثا مع نظرائهما هناك، ولم يحضر ممثلون عنها هنا، فضلا عن تحذير رعاياها بعدم زيارة دولة الاحتلال.

مقالات مشابهة

  • إصابة ضابط من قوات الاحتلال بمعارك غزة.. الحصيلة ترتفع
  • ‏إذاعة الجيش الإسرائيلي: حزب الله أطلق نحو 60 صاروخا باتجاه الشمال الإسرائيلي منذ الصباح
  • لقاء شامل للقيادات الدرزيّة في بيصور وجنبلاط: من لا يعجبه موقفي يستطيع الاستقالة من الحزب
  • بقيادة الإمارات.. «العدالة الخضراء» عملية دولية لإنفاذ القانون على جرائم بيئية في منطقة الأمازون
  • سيف بن زايد: «العدالة الخضراء» تؤكد أهمية تضافر الجهود الدولية في مكافحة الجريمة المنظمة وحماية البيئة
  • العالم على بعد خطوة من حرب مدمرة..!
  • البرلمان العربي يواصل تحركاته لإيقاف حرب الإبادة في غزة
  • ورقة ضد الأمريكيين.. مخاوف إسرائيلية من تدهور العلاقات مع الصين بعد حرب غزة
  • فيديو | سيف بن زايد: الإمارات تشارك بعملية «العدالة الخضراء» لمكافحة الجرائم البيئية في الأمازون
  • الجامعة العربية تؤكد دعم جهود قطر ومصر للتوصل لوقف إطلاق نار دائم بغزة