أكد المهندس أحمد الظاهر، الرئيس التنفيذى لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "إيتيدا" أن العنصر البشري وتنافسية تكاليف التشغيل من العوامل الرئيسة التي تشجع شركات التعهيد على الاستثمار في المحافظات ولاسيما محافظات الصعيد.

وأضاف خلال زيارته الأحد لمحافظة أسيوط رفقة الدكتور عمرو طلعت، واللواء عصام سعد، محافظ أسيوط، أن الهيئة تعمل على تشجيع الشركات العالمية والمحلية على فتح مراكز لها بمختلف المحافظات والتوسع في أعمالها بمحافظات الصعيد والوجه البحري لتعظيم الاستفادة من وفرة المهارات وخريجي الجامعات بهذه المحافظات، مشيرا إلى الدور الهام الذي تقوم به الهيئة لتنمية وتوطين صناعة تكنولوجيا المعلومات ورعاية المبتكرين ورواد الأعمال في مختلف أنحاء الجمهورية.

وكانت الهيئة قد وقعت أمس خلال الزيارة مذكرة تفاهم مع شركتي "برايت سكايز" لحلول البرمجيات، و"سويفت أكت" في مجال تعهيد الخدمات التكنولوجية العاملتين فى مجالات تصميم وتطوير البرمجيات والأنظمة الإلكترونية المدمجة وذلك بهدف تعزيز التعاون وتدريب وتأهيل و200 شاب وشابة من خريجى جامعات محافظات الصعيد فى مجالات البرمجيات والنظم الإلكترونية المدمجة الموجهة للتصدير للخارج وتعيين 150 منهم على الأقل بمقراتهم بالمنطقة التكنولوجية بأسيوط الجديدة.

 كما سيتم التعاون بين الأطراف الثلاثة فى الأنشطة والمبادرات الخاصة بالتدريب وتأهيل الكوادر اللازمة لاحتياجات سوق العمل فى مجال تصميم البرمجيات والنظم الإلكترونية المدمجة، والمساعدة على ربط البرامج التعليمية الجامعية باحتياجات الصناعة.

أوضح الظاهر أن الهيئة لديها حاضنة للشركات التكنولوجية الناشئة تابعة لمركز الابداع التكنولوجي وريادة الأعمال "تيك" بجامعة أسيوط والتي قامت باحتضان 5 شركات ناشئة خلال عام 2023، وذلك بالإضافة إلى مركز إبداع الإلكترونيات بمبنى الإبداع بالمنطقة التكنولوجية بأسيوط والذي يضم مجموعة من المعامل التكنولوجية وهي معمل تطوير أنظمة انترنت الأشياء والروبوتكس، ومعمل تصنيع وتجميع الدوائر الالكترونية، ومعمل التصنيع الرقمي وعمل النماذج الأولية. ويقدم المركز خدمات لكافة القطاعات مثل الشركات الناشئة ورواد الأعمال، ويعمل المركز كمحفز لبيئة أعمال إبداع الإلكترونيات والنطام الإيكولوجي لهذه الصناعة الواعدة.

أكد الظاهر أن الهيئة تسعى إلى توفير فرص عمل كثيفة للشباب المصري في مختلف المحافظات في مجالات تكنولوجيا المعلومات، وكذلك مضاعفة حجم الصادرات من منتجات تكنولوجيا المعلومات والخدمات القائمة عليها، مشيرا إلى ان الهيئة وقعت اتفاقيات مع 74 شركة محلية وعالمية عاملة فى صناعة التعهيد منذ إطلاق استراتيجية مصر الرقمية لتنمية صناعة التعهيد في نوفمبر 2022، والتي بموجبها تقوم هذه الشركات بإنشاء والتوسع مراكز التعهيد في وتعيين 60 ألف متخصص في مجال تصدير الخدمات التكنولوجية على مدار 3 سنوات. 
شاركت الهيئة في جولة الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، واللواء عصام سعد محافظ أسيوط والتي تم خلالها زيارة لمقرات مجموعة من الشركات المحلية والعالمية العاملة فى مجال التعهيد وتصميم الإلكترونيات وتصدير خدمات تكنولوجيا المعلومات فى المنطقة التكنولوجية بمدينة أسيوط الجديدة بمحافظة أسيوط. وتضمنت الجولة زيارة مقر شركة "أيزون إكسبيرينس" iSON Xperiences الهندية التى تعمل في مجال خدمة العملاء للعلامات التجارية العالمية من خلال حلولها المبتكرة وخدماتها المتكاملة. ولدى الشركة أربعة مقرات فى مصر يعمل بها أكثر من 3500 موظف مصرى، منهم 50% من النساء و5% من ذوى الهمم. ويعمل بمقر أسيوط نحو 700 موظف يقدمون خدماتهم لتلبية متطلبات السوق المحلى المصرى.

كما تضمنت الجولة؛ زيارة شركة إجادة EJADA السعودية المتخصصة فى تقديم الحلول التقنية فى العديد من المجالات، بما فى ذلك: تكامل الأعمال، وإدارة تكنولوجيا المعلومات، وحلول الحوسبة السحابية، وحلول الأمن السيبرانى، وحلول البيانات والتحليلات، وغيرها من الخدمات والحلول التقنية الرائدة فى مجال التحول الرقمى. ويعمل بشركة إجادة فى مصر نحو 1700 موظف منهم ما يقرب من 50 موظف فى فرعها بأسيوط من خريجى الجامعات المصرية والبرامج التدريبية لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. وتقوم الشركة بتصدير أغلب خدمات فرع أسيوط للسوق السعودى، وتعتزم الشركة التوسع فى مدينة أسيوط ومواصلة الاستثمار فى السوق المصري.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: إيتيدا أسيوط عمرو طلعت الدوائر الالكترونية الشركات الناشئة التعهيد تکنولوجیا المعلومات فی مجال فى مجال

إقرأ أيضاً:

الصعيد.. و"ناسه"

لست ممن يتابعون الأعمال الدرامية سواء فى رمضان، أو غير رمضان، بل إنني توقفت تمامًا خلال السنوات الماضية عن معظم ما يعرض على الشاشات، باستثناء بعض ما يتعلق بالأخبار أثناء الأحداث الهامة، غير أن مقاطع من مسلسل يتناول الحياة فى الصعيد يمر أمامي بين الحين والآخر أثناء تصفح الفيس بوك، الفنان مصطفى شعبان يتألق فى أداء دور كبير العائلة والذى يستمد سطوته من الثروات الضخمة التى حصل عليها من تجارة الآثار، وبالتالي كلمته نافذة على الكبير قبل الصغير، المسلسل الذى يحمل اسم "حكيم باشا" يتبارى فيه كبار النجوم فى أداء أدوارهم، وكذلك النجوم من شباب الفنانات، غير أن هذا العمل كما سابق كثيرًا من الأعمال لا تعبر عن واقع الحال فى الصعيد.

أول ما لفت نظري هو أن "حريم القصر" كما يسمونهم فى المسلسل خلعن غطاء الرأس فى وجود ابن العم، وعم الزوج، وأبناء عم الزوج، وهكذا، وكلهن صففن الشعر، وتركهن مسدلاً على الاكتاف، وهذا ما لا يحدث على الإطلاق مهما بلغت درجة الثراء فى العائلات، بل إن السيدة أو البنت بمجرد نزولها من شقتها الموجودة فى بيت العائلة لا تستطيع أن تتخفف من ملابسها، أو غطاء الرأس، فهي دائمًا مستعدة لدخول ضيف، أو أحد الأقارب، ناهيك بالطبع عن طريقة اللبس التى تميل إلى الفلكلور، وكمية الذهب المبالغ فيها التى ترتديها كل نساء العمل، صحيح هم يحبون الألوان الزاهية ويلبسونها فى المناسبات والأثرياء منهم يملكون من الحلى الذهبية الكثير ولكنهم أيضًا لا يلبسونه إلا فى المناسبات.

منذ سنوات لبيتُ دعوةً لحضور حفل عرس أحد الأبناء فى محافظة سوهاج، بادرتني إحداهن "إيه رأيك فى عيشتنا.. يا تري زي المسلسلات؟" قلت لها: بالطبع لا، فقالت: "إحنا نفسنا بنضحك على اللى بنشوفه عن ستات الصعيد ونتمنى يكتبوا حاجه حقيقية عنا"، لم أجد هناك كلمة "الحرمة" التى نسمع عنها فى المسلسلات والأفلام، ولكنني وجدت سيدات تذهبن إلى وظائفهن دون أية قيود، وفتيات تعلمن فى الجامعات، ونبغن فى كليات القمة، بالإضافة إلى شابات، وفتيات صغار تجدن كل حنو ومحبة من الكبار.

على مدى سنوات عمري المهني والشخصي، كانت الصورة الذهنية للجزء الجنوبي من الوطن هى صورة نمطية تعكس موروثات من السلوكيات والعادات وربما الصفات التى تدور جميعها حول الثأر، وقهر وتهميش المرأة، وخشونة التصرفات، وقسوة المشاعر، وفوق ذلك معدلات فقر تؤكدها إحصاءات رسمية، ومصادر بحثية، ولكنني مع أول زيارة اكتشفت عوالم أخرى لا تعكسها الصورة المصدرة لنا دومًا عن تلك البقعة من أرض الوطن.

تجارة السلاح والآثار والتهريب تلك هى صورة الصعيد فى المسلسلات مع تزيد وتصنع فى اللهجة، مع أنه هناك لكنة مختلفة لكل محافظة، ولكنها عامة ليست بتلك الخشونة التى تصدرها المسلسلات، فمع زيادة نسب التعليم والتأثر بما يقدم فى وسائل الإعلام اقتربت اللهجة من طريقة "القاهريين" فى الكلام، أضف إلى ذلك بالطبع أن هناك قامات سياسية، وثقافية، وإعلامية أثروا بعلمهم، وموهبتهم، وثرائهم الثقافي المجتمع المصري ككل على مر التاريخ.

نتمنى على كتّاب الدراما، وخاصة ما يتعلق منها بالصعيد، زيارة هذا الجزء الجنوبي من أرض الوطن، ومعايشة قضاياهم، ومشكلاتهم، وواقعهم بالفعل، حتى تكون الأعمال مرآة للواقع ورسالة تخدم، وتفيد.

مقالات مشابهة

  • الصعيد.. و"ناسه"
  • الهيئة الوطنية للأمن السيبراني تعلن عن الشركات الحاصلة على «ترخيص تقديم خدمات مركز عمليات الأمن السيبراني المُدار» من المستوى الأول
  • نيجيريا تطلق صندوقا استثماريا لدعم الشركات الناشئة بتمويل ياباني
  • "مديولي" يُتابع مع وزير الاتصالات أهم ملفات العمل
  • تسارع الثورة التكنولوجية.. الصين تدرج الذكاء الاصطناعي بالمناهج الدراسية
  • مبادرة لرقمنة خدمات "حماية المنافسة ومنع الاحتكار"
  • رئيس الوزراء يتفقد وكالة الفضاء المصرية.. ويطلع على أحدث التطورات في مجال تكنولوجيا علوم الفضاء| صور
  • "جيوتك" تنشئ مختبرًا مُتخصصًا لتعزيز قدرات الطلبة في أمن المعلومات
  • جوجل تضيف مزايا التخصيص إلى Gemini استنادا إلى سجل البحث
  • بمنحة 600 مليون جنيه.. وزير الاستثمار يستعرض تنفيذ مشروع الرقابة على السلع الصناعية