أهل زوجي يريدون التدخل في شأن مولودي الذي لم يرى النور بعد. سيدتي، السلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.

حياك الله وبياك يا صدرا حنونا يلجأ إليه كل حائر من خلال منبر أراه فعالا في تيسير الأمور وبثّ السكينة في القلوب التائهة وأحيانا المتألمة.

وليس لي من مناص إلا الدعاء لله بديمومة هذا الموقع-موقع النهار أونلاين- عموما و هذا الركن –قلوب حائرة-على وجه الخصوص.

قصتي تعدّ واحدة من بين القصص التي تعكس الصراعات بين الحماة والكنة.

إلا أنّ لمشكلتي طعم آخر حيث أنها تلخّص مدى تدخّل أهل الزوج في الخصوصيات والأمور المصيرية مع حرمان أصحاب القرار بما من شأنه أن يدفع بحياتهم إلى برّ الأمان.

لن أسهب في الحديث سيدتي، وسأدخل في الموضوع مباشرة حتى يتسنىّ لك معرفة ما يثير غضبي. ويرهق فؤادي وأنا على عتبة إستقبال مولودي الأول.

سيدتي، في غمرة الفرحة التي لا توصف والتي تتوق أي أنثى لأن تحيا تفاصيلها ثانية ثانية.

بلغ مسامعي أنّ حماتي وأخت زوجي عقدتا العزم على المجيء لبيتي حتى تتمكنا حسبهما من مساعدتي في العناية ورعاية مولودي الذي أظنه سيرى النور في أجواء مشحونة ومغلّفة بالتوتر.

زوجي من جهته يعلم بمسألة رفضي بتاتا لهذا الأمر وهو يمتعض من قراري الذي يراه مجحفا في حق والدته وكل أهله.

لكنني في المقابل ولإرساء دعائم العدل منعت أهلي أيضا من التدخّل أو إبداء المشورة لي،  كوني إنسانة مستقلة ولا أريد أن يتدخل أي شخص من أهلي أو أهل زوجي في وفي إبني لا لشيء إلا لأنّ علاقتي بأهل زوجي لم تكن يوما جيدة.

كما أنّني أريد أن أمنح إبني فيض ما في قلبي من حب وتربية تختلف بالإيجاب طبعا عما نلته أنا أو زوجي من خرافات بالية ومعتقدات خاطئة منذ نعومة أظافرنا.

فهل أنا على حقّ سيدتي فيما أريد أن أستبقه كأحداث حسب زوجي، وهل من المعقول أن يتحول موقفي إلى إحتدام بين العائلتين؟.

وكيف لي أن أخرج من هذه التجربة من دون أن أخسر فرحتي بمولودي الأول الذي أريده أن يحيا السعادة والإستقرار.

أختكم ر.سماح من منطقة القبائل

الرد:

بوركت أختاه على كلمات الحب والثّناء التّي لم تزدني إلاّ فخرا وسرورا، فمعنى أن يبلغ الواحد منا درجة رفيعة من التقدير من طرف قراء موقع النهار أونلاين لهو الأمر الذي يزيد من همتنا كطاقم يسهر على راحة بال كل من دق أبوابنا في رحاب الخير.

ثمّ لا يفوتني أن أهنّئك مسبقا على المولود الذّي سيكون حتما محظوظا لأنك وعلى ما يبدو فأنت أم صالحة تودّ أن تحتوي إبنها والأكثر أسرتها بكثير من الإهتمام والمودّة.

أدرك جيدا حجم الحيرة التي تعيشينها في هذه المرحلة الأخيرة من حملك بنيتي. ولعلّ أكثر ما يثير الإنتباه حالة النفور التّي أراها في غير محلها والتي بدأت في ممارستها على المقربين منك. وهذا ما أعتبره خطأ.

فأهلك وأهل زوجك ينتظرون قدوم أول حفيد لهم على أحرّ من الجمر، وما رغبتهم في مساعدتك على العناية به إلا دليل على فرحتهم وغبطتهم. وتناسيهم جلّ الخلافات والمشاحنات التي كانت بينك وبينهم فقط كرمى لحفيدهم وإبنهم(الذي هو زوجك).

كما أنه عليك أن تعتبري قدوم المولود الجديد فرصة لتسوية الخلاف الذي بينك وبين حماتك وتلطيف الجوّ بين الأسرتين. وأعلمي أن المسامح كريم، و أنّ العفو عند المقدرة هو من شيم بنات الأصول.

وحتى لا تقعي في موقف محرج يجرّ عليك أمورا معقدة أدركي وأحسني الظن بأهل زوجك وهدّئي من روعك في هذه الفترة بالذات.

ولا تنسي أنك أمّ للمرة الأولى، ولن يمكنك بأي حال من الأحوال أن تتمكني من السيطرة على الأوضاع الخاصة بطفلك من إرضاع وتغيير لملابسه والعناية بمتطلباته التي لا تدركينها حتىّ بكونك أم لأول مرة خلال فترة النفاس المعروف عنها أنها فترة متعبة للأم.

كذلك عليك أن تتذكري أنّ أول الأيام بعد الولادة هي الأصعب على الإطلاق. فإلى جانب إعياء فترة النفاس والألم الجسدي وقلة النوم والتوتر، يكون مزاجك العام معرّضًا بشكل كبير للتغيرات الحادة بسبب الهرمونات والخوف من تجربة الأموم.

فلا بأس من أن توكلي تلك المهمة لحماتك أو أخت زوجك اللتان سبقتاك في التجربة والتي لست أظنهما سيحسبان حسابا لما كان بينكما من وضع متأزم.

هذا من جهة، من جهة أخرى فزوجك بين كل هذا وذاك سيكون موقفه موقف الحائر الوجل. وبين مطرقة القانون الذي فرضته عليه وعلى أهله. وبين سندان عديد التأويلات التي ستنغص فرحته بفلذة كبده.وكنصيحة أخيرة.

حاولي أن تكوني أنت السباقة لإذابة الجليد بينك وبين من سيهفو قلبها لإحتضان قطعة من روحها-حفيدها الأول-. لدرجة أن حماتك ستندم على سوء معاملتها لك أو إساءتها لشخصك في يوم من الأيام. فتعود المياه إلى مجاريها وتلتف العائلة الكبيرة حول مولود كان مقدمه سعادة ما بعدها سعادة.

ردت:”ب-س”

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

المصدر: النهار أونلاين

إقرأ أيضاً:

كيف يصنع القرار؟

شُغلت مراكز الدراسات والبحوث في العالم خلال العقود الماضية بالبحث عن إجابة حول سؤال مهم هو: كيف يُصنع القرار في العالم؟ كيف تَصنع الدول قراراتها الاستراتيجية والمصيرية؟

ورغم الكتب الضخمة التي خرجت للإجابة على سؤال «صناعة القرارات» بدءا من المستوى الشخصي وليس انتهاء بالقرارات الكبرى التي تتخذها الدول في اللحظات الصعبة والحاسمة إلا أن الأمر ما زال كثير التعقيد، ويخضع لتأثيرات مختلفة وعوامل متداخلة تحتاج إلى تقييم العديد من المؤثرات الداخلية والخارجية. ويختلف الأمر من دولة إلى دولة ومن مرحلة زمنية إلى أخرى بناء على الهياكل السياسية والإدارية والثقافية لكن بوصف الأمر ممارسة علمية فإنه يحتاج إلى خطوات لا يستقيم دونها تجمع بين التحليل والتخطيط والتنفيذ والمتابعة، ولذلك فإن كل قرار يتخذ في أي مكان أو زمان تكون فاعليته متأثرة بمستوى تحليل المعلومات وحجم البيانات والقدرة على قراءتها في إطار تكاملي ورؤية واسعة تخرج من مساحتها المحلية إلى رؤية إقليمية وعالمية لا تهمل السياق التاريخي.

وهذا الأمر هو الذي تنتهجه بشكل دقيق كلية الدفاع الوطني بأكاديمية الدراسات الاستراتيجية والدفاعية خلال تنفيذها للتمرين الوطني السنوي «صنع القرار» والذي يمكن وصفه بأنه البيان العملي الحقيقي لمختلف المعارف الفكرية التي اكتسبها المشاركون في دورة الدفاع الوطني، وترجمة عملية للبرامج النظرية والأكاديمية في مجال الدراسات الاستراتيجية التي نهل منها المشاركون خلال المرحلة الماضية. والحقيقة فإن أحد أهم أهداف أكاديمية الدراسات الاستراتيجية والدفاعية بمختلف كلياتها ومراكزها البحثية يتمثل في توسيع آفاق الفكر الإستراتيجي والقدرة التحليلية ومهارات التخطيط الإستراتيجي، وإعداد وتأهيل الكفاءات الوطنية. وهذا الدور هو تجسيد حقيقي لرؤية حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، حفظه الله ورعاه، الذي أعطى «صناعة القرار» عناية خاصة سواء عبر دعمه الخاص والمستمر لأدوار كلية الدفاع الوطني أو عبر توجيهه بإنشاء وحدة لدعم واتخاذ القرار تتبع الأمانة العامة لمجلس الوزراء وتهدف إلى رفع مستوى الأداء من خلال تعزيز كفاءة صنع القرار.

وبهذا المعنى فإن «القرار»، أي قرار كان، هو صناعة تحتاج إلى منهج علمي وإلى إعداد وتدريب وإلى معرفة تامة بكل المؤثرات المحيطة. وهذا ما يكسب التمرين الاستراتيجي الوطني «صنع القرار» السنوي أهمية خاصة فهو خطوة حاسمة وحيوية نحو إعداد قادة المستقبل سواء في المجال العسكري أو المدني. ويسهم التمرين في تطوير قدرات المشاركين على اتخاذ قرارات حاسمة في أوقات الأزمات.. وهذا أمر في غاية الأهمية خاصة في ظل التحولات اللحظية التي يشهدها العالم وتعقد مشاكلها وتداخلها بين المحلي الداخلي والاستراتيجي الدولي ما يتطلب أن يكون متخذ القرار على فهم ووعي بكل المتغيرات والبيئات السياسية والاستراتيجية الإقليمية والدولية.

إن وضع المشاركين في التمرين على محك سيناريوهات افتراضية مستقاة من جذور أحداث حقيقية يعزز قدرتهم على فهم العلاقات بين الأبعاد المحلية والدولية في بناء الاستجابات المنتظرة وهذا النوع من التدريب يساعدهم على تطوير رؤية شاملة ومتوازنة تُمكنهم من اتخاذ قرارات تخدم المصالح الوطنية ضمن إطار عالمي معقد.

مقالات مشابهة

  • كيف يصنع القرار؟
  • كيف تسيطر على أموالك؟.. نصائح للتخلص من أزمتك المالية
  • قرار هام لوزارة التربية بشأن امتحان الرياضيات
  • حظك اليوم برج الجوزاء الاثنين 1-7-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي
  • ولنبلونّكم بشيء!
  • التربية: إحالة ما أثير حول امتحان الرياضيات/الورقة الأولى إلى لجان المشرفين
  • اللجنة الفاعلة للمتعاقدين في التعليم الاساسي: هذا القرار يثبت حرصنا على حقوق الاساتذة
  • سبب محنتي أن زوجي يحملني مسؤولية رسوب إبنتي
  • "سأقتلك إن وقعت عيناي عليك"... المستوطنون والعنف في الضفة الغربية
  • برلمان باكستان يرد على قرار أميركي بشأن الانتخابات