موقع النيلين:
2025-01-26@06:24:49 GMT
خيارات السودان ليست مفتوحة
تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT
1 قالت وزراة الخارجية السودانية فى ختام بيانها الصادر أمس تعليقاً على دعوة منظمة الإيغاد للمتمرد حميدتي (تظل خيارات السودان مفتوحة تجاه إيغاد في ظل إصرارها على التنكر لنظامها الأساسي بمقتضى القانون الدولي، والقبول بأن تكون أداة للتآمر على السودان وشعبه.).
الحقيقة ليست هناك خيارات مفتوحة يا وزارة الخارجية، إنما هو خيار واحد، وله اتجاه واحد يؤدي للخروج من منظمة الجراد هذه التي دائما في خشمها جرادة.
2
لو سردنا مواقف تلك المنظمة تجاه السودان منذ اندلاع الحرب تجاه لتوصلنا لنتيجة واحدة، أن هذه المنظمة أصبحت ظهيراً سياسياً للتمرد، يستخدمها التمرد ورعاته في تنفيذ أجندتها تجاه السودان. ولو أننا منذ اليوم الأول كان ردنا صاعقاً لما تجرأت المنظمة ودعت متمرداً مثل حميدتي للمشاركة فى القمة (أعلن حميدتي في تغريده له تلقيه دعوة من سكرتارية إيغاد للحضور والمشاركة في نفس القمة، وقبوله المشاركة في الدورة الاستثنائية الثانية والأربعين لمجلس رؤساء وحكومات دول إيغاد). هذه سابقة تاريخية لم تحدث في القارة، هذه المنظمة لم يحدث أن دعت جون قرنق وهو الرجل الذى تسانده كل أفريقيا، لم تدعه يوماً منظمة للمشاركة في القمة فكيف لإيغاد أن تفعل ذلك الآن، لولا أنها تستغل فرصة الحرب وتستغل هواننا على الناس والبطء القاتل في ردود أفعالنا تجاه سياساتها وأفعالها ضدنا.
3
منظمة تدعو رؤساء دولها لتدخل عسكري إقليمي في نزاع داخلي، ويدعون إلى نزع سلاح الجيش السوداني، ويفتحون في بلادهم مقرات لإدارة الحملات السياسية والإعلامية المضادة للسودان، وتفتح مطاراتها لنقل العتاد والسلاح للمتمردين عياناً بياناً، ثم يستقبلون المتمردين بالبساط الأحمر كأنهم رؤساء دول، تصور لو دعا السودان الجنرال تساند كان جبريتنسا، قائد التمرد ضد الحكومة الإثيوبية في إقليم تيغراي ماذا كان سيكون رد الفعل الإثيوبي؟.
4
منظمة تتجرأ وتزوّر مواقف السودان في بياناتها الرسمية ولا تعتذر، منظمة تستهتر برئيس السودان حين تدعوه للقاء متمرد ثم تعتذر عن اللقاء لأسباب فنية والمتمرد يتفنن في التنقل بطائرته في عواصم ذات الدول ونفس التوقيت. وآخر حلقات تآمرها أن تدعو قائد الجنجويد الذي ارتكب جرائم حرب وإبادة، للمشاركة في قمة مخصصة للرؤساء ضد قانونها وميثاقها وضد أي عرف دبلوماسي. منظمة كل ميزاننا التجاري معها لا يصل إلى 200 مليون دولار (نستورد من إثيوبيا وأوغندا البن والجنزبيل ومن كينيا الشاى.). فما هو السبب الذي يجعلنا حريصين على عضوية منظمة متآمرة بالمكشوف على بلادنا.؟
5
حسنا فعل الرئيس البرهان حين اعتذر عن المشاركة فى مسرح العرائس هذا المنصوب بكمبالا يوم 18 يناير المقبل، ولكنها خطوة ولابد لها من خطوتين إضافيتين، الأولى تتعلق برفض أي منبر آخر بديلاً لمنبر جدة، وذلك لنمنع المتآمرين من التسوّق بين المبادرات، ثم إن منبر جده التزاماته واضحة ومعترف بها دولياً فلماذا اللهث وراء دول الجراد ومنحهم أدوراً لا يستحقونها وتحت لافته منظمات أفريقية وهي في حقيقتها منظمات تعتاش على معونات الغرب وتأتمر بأمره، وتمثيلهم لأفريقيا محض وهم. الخطوة الثانية التي تليق بنا، هي مغادرة هذه المنظمة فوراً، وقد فعلتها من قبل إريتريا، فلم تقم القيامة ولا جرى نبذ إريتريا في أفريقيا، بعد جرد الحساب هذا من الأفضل أن نترك هذه المنظمة لتكافح جرادها ونتفرغ نحن لمكافحة المتآمرين داخلياً وخارجياً.
عادل الباز
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: هذه المنظمة
إقرأ أيضاً:
خيارات حزب الله جنوباً.. التصعيد ام مراكمة القوة
من الواضح ان اسرائيل لا ترغب بالانسحاب من جنوب لبنان في الوقت المحدد في اتفاق وقف اطلاق النار، اذ يبدو انها تريد البقاء في بعض النقاط في القطاع الشرقي لفترة غير معروفة ما يفتح الباب امام امكانية تدحرج الامور الى تطورات قد لا تكون عسكرية بالضرورة، لكن بقاء الجيش الاسرائيلي في جنوب لبنان تطور بالغ الاهمية وله تبعات سياسية واعلامية وربما عسكرية.بعيدا عن الصورة المباشرة لبقاء اسرائيل في لبنان والتي تعطيها نوعا من التفوق على "حزب الله" وتساهم في كسر اضافي في معادلات الردع، الا انها قد تكون عمليا خطوة تخدم الحزب اكثر مما تضره، فأولا على صعيد الرأي العام، سيتمكن الحزب من اثبات نظريته القائلة بأن اسرائيل لا تحترم القرارات الدولية وان المجتمع الدولي غير قادر وغير راغب على إرغام اسرائيل على عدم خرق السيادة اللبنانية او الاعتداء على لبنان.
كذلك سيكون امام الحزب قدرة واضحة على التملص من الاتفاق الذي وقعه، وقد تكون تجربة العام ٢٠٠٦ خير دليل، اذ ان الحزب الذي التزم نحو ٣ سنوات بالانسحاب شبه الكامل من جنوب الليطاني عاد وتمركز عند الحدود عند اول فرصة وكانت الخروقات الاسرائيلية الجوية والبحرية والبرية حجة كافية لتحركات الحزب، فكيف بإحتلال واضح لبعض القرى الحدودية؟
حتى ان خطاب الحزب مع بيئته سيكون مختلفا وسيعود بسهولة قادرا على استثمار كل ما حصل من اجل حشد الناس الى جانبه وجانب سلاحه، لكن بعيدا عن كل ذلك كيف سيتعامل الحزب مع بقاء الجيش الاسرائيلي في جنوب لبنان؟
عدة سيناريوهات ممكنة اولها ان يحافظ الحزب على الهدوء الذي بدأه ويكسب المزيد من الوقت من اجل ترميم قدراته وتعزيز واقعه التنظيمي، وهذا خيار وارد بشكل جدي.
السيناريو الثاني هو اعطاء الحزب للمواطنين من ابناء القرى اشارات موافقة على الدخول الى قراهم بالرغم من عدم سماح الجيش اللبناني معهم وهذا سيدخل لبنان في تحدي جدي فماذا لو ارتكبت اسرائيل مجزرة بحق المواطنين، هل نعود للحرب؟
السيناريو الثالث هو قيام الحزب بإنتظار وقت قصير قبل البدء بالعمليات العسكرية المشابهة لعمليات ما قبل الـ ٢٠٠٠ وعندها قد يتمكن الحزب من استعادة الردع بسرعة قياسية ويجبر اسرائيل على الانسحاب.
لا يبدو ان الولايات المتحدة الاميركية ستكون مرتاحة لبقاء اسرائيل فترة طويلة في القرى الامامية لان الامر سيضرب هيبة واشنطن اولا وترامب ثانيا الذي لا يرغب بأن يكون بايدن ثاني في العلاقة مع نتيناهو وعليه فإن احتمالات احتواء الازمة وحلها اكبر من احتمالات التصعيد.
المصدر: خاص لبنان24