شفق نيوز:
2024-11-24@05:00:55 GMT

نيجرفان البارزاني.. الهوية الوطنية الصادقة

تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT

نيجرفان البارزاني.. الهوية الوطنية الصادقة

اشعر بالتفاؤل، مع كل زيارة يقوم بها رئيس اقليم كردستان نيجرفان البارزاني الى بغداد، وينطلق تفاؤلي من مصدر واحد يتعلق به شخصياً. فقد رأيت فيه عراقياً كردياً مؤهلاً، للتعامل مع هذه المرحلة المحتشدة بالتحديات والمليئة بمواقف التوجس والقلق.

وفي زيارته الأخيرة الى بغداد، التي تزامنت مع جلسة البرلمان لانتخاب رئيس بديل، كرس البارزاني الاحساس عندي، بانه أصلح نموذج يمكن اعتماده في تسوية القضايا العالقة بين حكومتي المركز والاقليم، فالرجل مؤمن بان قدر الاكراد ان يتعايشوا مع الحالة الجغراتاريخية العراقية الممتدة لقرون، برغم ما تحفل به من انتكاسات وتداعيات وتناقضات.

هو الأصلح لأنه لا يفرّق بين المتقاربين، ولا يرتفع أو يترفع على المتباعدين. انه يتعامل كفرد وكمجموعة، في الوقت ذاته، كفرد ينطلق من هوية وطنية، وكمجموع يفهم مغزى الشراكة، مصيراً ووجداناً وعملية قابلة للاخذ والرد، أي للتفاهم المطلق والمراجعة المحتملة، فقد دأب على التأسيس على المشتركات والافادة من المترادفات.

وكنت قد ارتأيت اختياره رئيساً اتحادياً للجمهورية، ابان أزمة الفراغ الدستوري الذي أعقب نهاية ولاية الرئيس السابق برهم صالح، لكن التوقعات والأمنيات لا تصل الى الهدف ولا تتحقق بالترجي دائماً، وغالباً ما يتنكر أحد أو فصيل أو كتلة أو ائتلاف، وتكون المحصلة خسارة وطنية عامة يتحمل وزرها الجميع، أقصد جميع المكونات. لقد فات أمد ذلك، لكني أشدد على ان تلك الأمنية أو الرؤية الممكنة، درس لن يتكرر، واذا تكرر فأن العراق ذو حظ عظيم.

والبارزاني فوق المناصب، وينأى بنفسه عن المغامرة والانفعال على وقعهما، ولو كان من النوع الذي يتصرف في علاقاته بضوئهما لقطع سبل التواصل مع حلفاء الأمس، وأسس لأحلاف مع اصفياء جدد، البارزاني ليس من النوع المنفعل، بل هو عقل استراتيجي تحكمه النتائج الكبرى، وليس المحصلات الصغرى أو المرحلية.

وفي سياق هذا التحليل، أجد ان الملفات العالقة، التي هي مصدر تهديد قوي للوجود العراقي، يجب وضعها بيد مثل هذا العقل، ورهنها لدى اصحاب مشاريع التعايش السلمي، وقبول واقعيات المصير المشترك. وقد يأتي يوم نرى فيه نيجرفان البارزاني يمسك بمهمة أو دور من هذا النوع، تمليه عليه مسؤوليته التاريخية، بوصفه كردياً عراقياً ضامناً للهوية، دون التفريط بمبدأ اخلاقي أو انتماء راسخ.

ان في شخصية نيجرفان البارزاني سمات وطنية جامعة، تابعنا معالمها في اكثر من مناسبة ونشاط شهدته كردستان، وعكسته لقاءاته الدورية مع أقطاب الحكومة الاتحادية، ولا تشذ زيارته الحالية الى بغداد عن هذا التوصيف. فما قلناه بحقه سابقاً نعيد تكراره بقوة، هذه المرة أيضاً. ولعل لقاءه برئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، أبرز دليل على ان قائداً ستراتيجياً مثله، مستعد لوضع النقاط على الحدود، ولا يهاب أو يتردد في معالجة المشكلات المستعصية، التي قد تكون صاعق تفجير للعلاقات الأخوية حيث توافقا على عدم تورط العراق باي نزاع بالمنطقة. وعبر مؤهلاته الاستباقية، ادرك ان عملية اختيار رئيس جديد للبرلمان قد تفجر خلافات كامنة تعيد الامور الى المربع الصفري. واجزم ان جولته على زعماء الائتلافات توحي بان جزءاً من زيارته الحالية يصب في هذا الهدف ولا سيما ان هناك مختصين بزرع الالغام بين المركز والاقليم.

وأظن ان نيجيرفان البارزاني يتفرد عن سواه، في انه ليس أسير الشحن الاعلامي والتقارير السوداء، التي ينطوي بعضها على تسريبات بقصد التسميم والنفاق السياسي.

وبالمناسبة فان هذه التقارير، قد تأتي عبر قنوات رفيعة، توهم بالحرص والمشورة الصالحة، فيما هي تهدف الى الايقاع بين الأخوة وجرهم الى المجهول. لكن البارزاني بمقدار ما يتحقق، فانه يراجع ويتفحّص ويبني قراراته وقناعاته على اساس الثقة والنيات الصادقة والمصالح العامة، واعزو ذلك الى بنائه الاجتماعي والنفسي، الذي مكن الاقليم من بلوغ الطفرة الانمائية الكبرى، في غضون عقد واحد من الزمان.

ومثلما رأيت في السابق، فاني اعزو نجاح التهدئة في أعقاب اي تصعيد بين الاقليم وبقية الارجاء، بما فيها الجوار، ما كان له أن يتحقق أو يستمر وربما ينمو، الا بوجود شخصية كالبارزاني، تتسم بالحكمة والنزعة التفاؤلية الصادقة، والاستعداد للحوار بإرادة التصالح وتجاوز الماضي، ونبذ فكرة التنافس على المغانم وتضييع حق المواطنين. وقد وجدت هذه النقطة، مثلاً، حاضرة في لقائه مع رئيس الجمهورية،حيث دعا الى تقريب وجهات النظر بين الاطراف السياسية وضمان حقوق جميع المواطنين بمن فيهم مواطنو الاقليم.

اننا نحتاج الى شخصية كنيجرفان البارزاني، تحمل في أربيل هموم مواطني بقية المحافظات، وتحمل في بغداد تطلعات مواطني الاقليم .. تطلعات المحبة والعيش الكريم.

 

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي

إقرأ أيضاً:

نائبة: قانون اللجوء يحمي الدولة من إقامة أي شخص مجهول الهوية على أرضها

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قالت النائبة سكينة سلامة، عضو مجلس النواب، إن قانون اللجوء هو أول تشريع داخلي ينظم شئون اللاجئين وطالبي اللجوء لمصر، بعد تجاوز عددهم الـ9 ملايين، في حين أن المفوضية أعلنت أن العدد المسجل لديها ثلاثة أرباع مليون لاجئ فقط. وبالتالي كان لابد للدولة أن تنظم وجودهم في إطار قانوني وفقا للاتفاقيات الدولية.

وأكدت «سلامة» في تصريح خاص لـ “ ”البوابة نيوز" أن قانون اللجوء ليس له علاقة بالتجنيس كما أثار البعض، بل يحمي الدولة من إقامة أي شخص على أراضيها غير معروف الهوية، من خلال الضوابط التي تمنع إقامة لاجئ غير مقنن أوضاعه.

وأشارت إلى أنه يمنح القانون أيضا اللاجئين حقوقهم في الحصول على الخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية كما تقرها القوانين الدولية.

وفيما يتعلق بملامح القانون، أوضحت أنه يمنح لطلبات اللجوء المقدمة من الأشخاص ذوي الإعاقة أو المسنين أو النساء الحوامل أو الأطفال غير المصحوبين أو ضحايا الاتجار بالبشر والتعذيب والعنف الجنسي، الأولوية في الدراسة والفحص.

وأكدت أنه سيتم إنشاء لجنة دائمة لشئون اللاجئين تكون لها الشخصية الاعتبارية وتتبع رئيس مجلس الوزراء بدلا من المفوضية، وستكون هي الجهة المعنية بشئون اللاجئين، وعلى الأخص الفصل في طلبات اللجوء، كما ستتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، وضمان تقديم كافة أوجه الدعم والرعاية والخدمات للاجئين.

مقالات مشابهة

  • الإتحاد الدولي للمصرفيين العرب يكرم رئيس رابطة المصارف الخاصة: شخصية قيادية وبارزة 
  • نائبة: قانون اللجوء يحمي الدولة من إقامة أي شخص مجهول الهوية على أرضها
  • وزير داخلية الاقليم: داعش الآن أشد خطورة مما كان عليه في 2014
  • تشكيلة جديدة لنادية الرواحية تجسد الهوية الوطنية وتعزز دور المرأة في المجتمع
  • مستشار رئيس الجمهورية يشيد بالجهود الوطنية لدعم القطاع الصحي بمصر
  • دعوة للأسر التي لم تصلها فرق التعداد السكاني في بغداد.. اتصلوا بهذه الأرقام
  • اختتام المؤتمر العلمي حول دور اللغة العربية في تعزيز الهوية الوطنية بالقنيطرة ‏
  • تحذيرات هامة للجميع.. السعودية تعلن عن عقوبة مشددة عند عدم إظهار الهوية الوطنية أو هوية مقيم في هذه الأماكن
  • د. عبدالعزيز بن عياف: «السلمانية» استعادة الهوية العمرانية الوطنية
  • ‏رئيس الهيئة الوطنية للاستثمار يؤكد تشكيل لجنة مختصة لإقامة المشاريع الاستثمارية الزراعية ومواجهة التحديات المناخيه