بين أهلي وزوجي سأفقد صوابي
تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT
تحية طيبة وبعد، سيدتي أنا امرأة متزوجة ولي ثلاث أطفال، حياتي الزوجية مستقرة والحمد لله، لكن ثمة مشكلة تؤرقني في الحياة، فعلاقة زوجي بأهلي ليست على ما يرام، فهو لا يعاملهم أبدا أعامل أنا أهله، فبالرغم من أنه إنسان في منتهى الكرم والأخلاق إلا أنه لا يطيق أهلي ولا يسحن إليهم، طلبت منه مؤخرا أن يساعد أخي في مشروع يريد أن يعمل فيه فرفض ذلك ما جعل أهلي هو الآخرين يتخذون موقفا حياله، فوجدت نفسي بينهما أعاني في صمت، حاولت بكل الطرق إقناعه أن أهلي وأهله في نفس المنزلة لكن أبدا لا يصغي إليّ، وحين أزور أهلي يضغطون عليّ كثيرا ويتهمونني بأنني مسلوبة الشخصية معه، وليس لي أي مكانة في حياته، لكنها ليست الحقيقة فهو يحبني ويوفر لي حياة كريمة.
سيدتي لم يعد لي القوة على تحمل إهانة أهلي، ولا أنكر أنني فكرت في الطلاق لأرضيهم، لكن ما مصير أولادي بعد ذلك، أريد حلا لأرتاح فساعدوني بارك الله فيكم.
أختكم “و” من الوسط
الــــرد:
تحية أجمل وأطيب أختي الفاضلة، قبل كل شيء مشكورة على الثقة التي وضعتها فينا، ونتمنى أن يوفقنا الله لنخفف عنك ما أرقك، لذا سأكون صريحة معك، أنت
مخطئة في حكمك على زوجك، وهو الذي لم يبخل عليك ولا على الأولاد بالحب ولا بالاهتمام، فلماذا تعرضين حياتك الزوجية للخطر لأنه لا يحب أهلك، وهنا السؤال يطرح نفسه: ما هوة السبب يا ترى..؟ فمن غير المعقول أن لا يحبهم دون سبب، وأنت لديك الإجابة طبعا.
أما مسألة أنه رفض مساعدة أخاك، فهذا لا يعني نهاية العالم بالنسبة له، فإن لم يساعده زوجك، فالله أكيد سيجعل له مخرجا ويسخر له من يساعده بحول الله، لهذا لا تحملي زوجك المسؤولية، وبدل من أن تصغي لتحريض أهلك اسعي لبناء علاقة طيبة بينهما، حاولي أن تفهمي أهلك أن زوجك يحترمهم، والعطس أيضا أفهمي زوجك أن أهلك يذكرونه دوما بالخير لترق القلوب، وتصفو الأجواء، ويكبر الأولاد بين والدهم وبيت جدهم في هناء، أما فكرة الطلاق فاصرفيها عنك أنت مخطئة فيها تماما، واتقي الله في زوجك وبيتك وأولادك، ولا تكوني سببا في شتات أسرتك.
فكري حبيبتي بطريقة إجابية التي تنفعك في دنياك وآخرتك، ولا تكوني متهورة، ودمت في رعاية الله وحفظه.
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
احذروا المطب يا عرب!
د. أحمد بن علي العمري
كان العرب والمسلمون خير أمة أُخرجت للناس، ولكنهم عندما ابتعدوا عن دينهم ومبادئهم وقيمهم وشيمهم ونخوتهم، ضعفوا ووهنوا ولم تعد لهم قائمة. يقول الله تعالى: "وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ" (آل عمران: 85).
ولا عزة ولا كرامة إلا بالإسلام؛ فبالإسلام أعز الله العرب والمسلمين، وبدونه أصبحوا كما هم الآن. وعندما نقول الإسلام، فإننا نؤكد على الاعتدال والسلام والتسامح وقبول الآخر مهما اختلف، فلا غلو في الدين، ولا تطرف، ولا همجية، ولا تعصب، ولا نبذ، ولا إقصاء، ولا طغيان، ولا جبروت.
فلماذا نحن هكذا الآن؟ إنَّ أبواب الإسلام مفتوحة، وربنا غفور رحيم.
عندما ننظر لواقعنا المرير الآن، يتضح لنا الآتي:
لقد ماتت اتفاقيات مدريد وأوسلو روحًا وجسدًا، وماتت كامب ديفيد ووادي عربة روحًا، ولم يبقَ منها سوى الهيكل العظمي بدون أي مضمون أو محتوى. وقد هرولت بعض الدول مؤخرًا نحو التطبيع بدون أي مقابل. فهل نفعت خطط السلام؟ وهل قُبلت المبادرة العربية التي هي معروضة على الطاولة منذ عشرات السنين؟ أسمع الآن وأشاهد من يلوم المقاومة... فماذا بقي؟!
لقد استدرجتنا إسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية عبر مراحل متعددة حتى أوصلتنا إلى ما نحن عليه. لقد كانوا من قبل يحلمون بحل الدولتين، ومع تحول الزمن وتقدمه، أصبح هذا مطلبًا لنا صعب المنال.
فالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وهي الدولة الموعودة، بدأت تتلاشى، والمستوطنات تقضمها من كل حدب وصوب في استنزاف متواصل دون حول ولا قوة من الدولة أو حتى من أشقائها، بل وحتى أمتها كاملة.
ويظهر لنا مؤخرًا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليصرح بأن سكان غزة يجب أن يرحلوا للدول العربية المجاورة، مؤكدًا أن هذه الدول سوف توافق وتقبل بذلك، ليلتقطها نتنياهو ويعزف على جميع أوتارها وبشتى الألحان.
ترامب ونتنياهو أنفسهم يعلمان كما يعلم الجميع أن هذا الأمر مستحيل وغير قابل للتطبيق ولا يحمل أي معنى أو مضمون أو منطق. وإن فرضنا جدلًا وافقت بعض هذه الدول -لا سمح الله ولا قدر- فهل سيُوافق الغزاويون أنفسهم؟ أمر يستحيل مناله.
ولكنهم، وقد أصبح الهدف واضحًا وجليًا، يريدون أن تنتقل الدولة برمتها إلى قطاع غزة وفي شريطها الضيق، مدعين أنَّه سيكون لهم مطار وميناء وينفصلون تمامًا. وبعد ذلك، تبني إسرائيل جدارًا عازلًا حتى لو بطول 50 أو حتى 100 متر ليصعب على الصواريخ تجاوزه. وبهذا يكون على القدس السلام إلى الأبد، ويمكن بعد ذلك -والعياذ بالله- أن يُهدم المسجد الأقصى ويُبنى بدلًا منه الهيكل اليهودي المزعوم.
وبالمقابل، قد يحصل في قطاع غزة ما لا يُحمد عقباه ولا ما كنَّا نريده أو نتمناه، وهو أن تتناحر الفصائل الفلسطينية على القطاع رغم ضيقه، وتدخل في حرب أهلية أجارهم وأجارنا الله منها.
لهذا نقول ونذكر -لعل الذكرى تنفع- حذارِ حذارِ أن تقعوا في المطب، ويكفي ما مضى من مطبات ونكسات وتعثر وتشرذم وتفتت وخلاف واختلاف.
فهل هناك آذان صاغية وعقول مدبرة؟
ولله في خلقه شؤون.
رابط مختصر