بعد انخفاض التضخم.. هل يقترب البنك المركزي من تحقيق مستهدفاته خلال 2024؟
تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT
جاءت القراءة الأخيرة لمعدلات التضخم والتي تقيس ارتفاع أسعار السلع والخدمات داخل السوق المحلية منخفضة، ليسجل المعدل السنوي لإجمالي الجمهورية نسبة 35.2% خلال شهر ديسمبر الماضي من الرقم القياسي البالغ 36.4% في نوفمبر 2023، لكنها لا تزال بعيدة عن طموحات البنك المركزي المصري بوصولها إلى 7% مع حلول الربع الرابع من العام الجاري 2024.
وقال البنك المركزي المصري في بيانه الصادر الأسبوع الماضي: إن معدل التضخم الأساسي لأسعار المستهلكين الصادر من قبله - والذي يستثني أسعار الخضراوات والفاكهة باعتبارها العناصر الأكثر تقلبا، وتمثل 8.8% من السلة السلعية للمستهلكين، إلى جانب استبعاد العناصر المحددة إداريا كالسولار والبنزين والكهرباء والغاز الطبيعي وتمثل 19.4% من السلة السلعية - هبط للشهر السادس على التوالي إلى 34.2% في شهر ديسمبر الماضي، من 35.9% في نوفمبر 2023.
وعدل البنك المركزي المصري مستهدفاته لخفض التضخم بعد سلسلة من الارتفاعات في الأسعار جاء أولها بتذاكر المترو وعدد من خطوط قطارات السفر لتنتقل رويدًا رويدًا لأسعار شرائح الكهرباء منها إلى تعريفة خدمات الإنترنت وخطوط الشحن لدي شركات الاتصالات العاملة بالسوق المحلية، إلى ما دون 10% اعتبارًا من العام القادم 2025، وفقًا للرقم الذي أفصح عنه رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي في المؤتمر الصحفي الذي أقيم بالأسبوع الأول من شهر يناير 2024.
ورفعت وزارة النقل بحلول يناير الجاري أسعار تذاكر مترو الأنفاق بنسبة 10%، بجانب زيادة أسعار الرحلات المحلية للقطارات، كما اتجهت شركات الاتصالات لرفع أسعار خدمات الإنترنت وعدد من خدمات الاتصالات تشمل كروت الشحن لأول مرة خلال 7 سنوات، فيما تراوحت الزيادة الجديدة في أسعار شرائح كهرباء المنازل بين 7% و20%، وفي فواتير الكهرباء للقطاع التجاري بنسب من 6 إلى 13%.
ووفقًا للزيادات السابقة يتوقع هاني جنينة كبير الاقتصاديين ومحللي استراتيجيات الاستثمار بشركة كايرو كابيتال، أن يظل التقلب في معدلات التضخم حتي آخر 2024، على أن يبلغ ذروته في النصف الأول من العام الجاري بالتزامن مع أي تحرك جديد من طرف البنك المركزي المصري.
وأشار جنينة في تصريحاته لـ"الأسبوع" إلى أن تحركات البنك المركزي المصري تتمثل في رفع الفائدة بما لا يقل عن 3 حتى ٥%، وذلك بهدف ضمان عائد حقيقي موجب وليس سالبا، وهو الفارق بين معدليْ التضخم والفائدة الحاليين.
إلى ذلك لا يزال الاقتصاديون في مصر يربطون أي تحرك جديد في قراءات التضخم بمتوسط سعر صرف الدولار أمام الجنيه داخل السوقين الرسمي والموازي.
يذكر أن معدل التضخم العام في مدن مصر والصادر عن الجهاز المركزي للإحصاء تباطأ إلى 33.7% خلال شهر ديسمبر 2023، من نطاق 34.6% في نوفمبر من العام ذاته.
وأظهرت بيانات جهاز الإحصاء الارتفاعات السنوية لأسعار السلع والخدمات، والتي بلغت 60.1% في قسم الطعام والمشروبات، نتيجة لتغير أسعار مجموعة الحبوب والخبز بنسبة 44.5%، فضلاً عن ارتفاع أسعار مجموعة اللحوم والدواجن بنسبة 73.7%، وبنسبة 55.4% في أسعار الألبان والجبن والبيض.
وسجلت مجموعة الفاكهة صعودا بنسبة 56.5%والخضراوات نسبة 83.3%، فيما نمت أسعار البن والشاي والكاكاو بنسبة 57.9%، فضلًا عن النمو بنسب متفاوتة في كل من النقل والمواصلات وقسم الملابس والأحذية إلى جانب أسعار المسكن والكهرباء والرعاية الصحية.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: البنك المركزي البنك المركزي المصري التضخم انخفاض التضخم البنک المرکزی المصری من العام
إقرأ أيضاً:
البنك المركزي: 2.4% نمو الناتج المحلي الإجمالي في الربع المالي الثالث من 2024
قالت لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري، إن المؤشرات الأولية للربع الثالث من عام 2024 أظهرت نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بوتيرة أسرع من 2.4% المسجلة خلال الربع الثاني من العام نفسه.
أرجع تقرير لجنة السياسات النقدية الصادر اليوم، عن أن توقعات النشاط الاقتصادي للربع الرابع من عام 2024 تشير إلى استمراراتجاهه الصعودي، وإن لم يحقق طاقته القصوى بعد، مما يدعم المسار النزولي للتضخم على المدى القصير، ومن المتوقع أن يتعافى بحلول السنة المالية 2024/2025.
لماذا ثبت البنك المركزي سعر الفائدة؟.. تفاصيل أخبار التوك شو| مصير أسعار الفائدة في اجتماع البنك المركزي المقبل.. أهداف لائحة الانضباط وتأثيرها على العملية التعليميةوفيما يتعلق بمعدل البطالة، فقد شهد ارتفاعا طفيفا إلى 6.7% خلال الربع الثالث من عام 2024 مقابل 6.5% خلال الربع الثاني من العام نفسه، حيث إن وتيرة توفير فرص العمل لم تواكب معدلات نمو الوافدين على سوق العمل.
وظل التضخم السنوي العام مستقرا إلى حد كبير للشهر الثالث على التوالي، عند 26.5% في أكتوبر 2024، مدفوعا بشكل أساسي بارتفاع أسعار السلع غير الغذائية المحددة إداريا مثل غاز البترول المُسال (أسطوانات البوتاجاز) والأدوية.
قالت إن تثبيت سعر الفائدة جاء متسقا مع انخفاض التضخم الأساسي السنوي بشكل طفيف إلى 24.4% في أكتوبر 2024 مقابل 25.0% في سبتمبر 2024، وكذلك مع تراجع التضخم السنوي للسلع الغذائية، والذي بلغ 27.3% في أكتوبر 2024، وهو أدنى معدل له منذ عامين.
وتشير هذه النتائج جنبا إلى جنب مع تباطؤ وتيرة معدلات التضخم الشهرية إلى تحسن توقعات التضخم واستمراره في المسار الهبوطي، رغم تأثره بإجراءات ضبط أوضاع المالية العامة.
وتشير التوقعات إلى استقرار التضخم عند مستوياته الحالية حتى نهاية عام 2024 وإن كانت تحيط به بعض المخاطر الصعودية، ومنها استمرار التوترات الجيوسياسية، وبوادر عودة السياسات الحمائية، واحتمالية أن يكون لإجراءات ضبط المالية العامة تأثير يتجاوز التوقعات.