«نديم أبو سريع» الذي «توحّد» معه الجمهور.. «حالات خاصة» بين البطولة والابتزاز العاطفي
تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT
أربع حلقات فقط، لا يتجاوز زمن إذاعتها ساعتين، ولكنها كانت كفيلة بإلقاء حجر ضخم في مياه راكدة منذ سنوات، تفاعل معها ملايين المشاهدين، اهتز وجدانهم مع كل نظرة عين "زائغة"، أو حركة جسد "مرتبكة" للممثل الشاب ذي الوجه الطفولي طه دسوقي، الذي استطاع في أول بطولة له بمسلسل "حالة خاصة"، أن يكتب لنفسه سطرًا مضيئًا في كتاب الدراما المصرية، نال إشادة "الاتحاد الرياضي المصري للإعاقات الذهنية".
طه دسوقي في شخصية "نديم أبو سريع" حالة خاصة شديدة التميز، مريض "التوحد"، الذي يعيش وحيدًا، يسكِت ضجيج العالم بموسيقى "هاني شنودة"، يحلم بأن يصبح محاميًا شهيرًا "مفوّهًـا" وهو الذي يتلعثم في كثير من الأحيان، لكنه يصرّ على التدريب والتعلم، بلا كلل، ويتفاعل مع الأجواء المحيطة على طريقته الخاصة، ليثبت للجميع أن مريض "التوحد" يمكنه أيضًا أن يجبر الظروف على "التوحد" معه، فيطوّعها لصالحه، بمنتهى البساطة، مهما بلغت تعقيدات الأصحاء!
وبعد قرن كامل من كشف العالم النمسوي "ثيودور هيللر" لـ"أول حالة إصابة بالتوحد"، جاء إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة، في 2007، باعتبار يوم 2 أبريل، يومًا عالميًّا للتوعية بمرض التوحد، ودمج حالاته في المجتمع، وفي نفس العام، طرحت السينما المصرية فيلم "التوربيني"، كمعالجة للفيلم الأمريكي "رجل المطر" الذي جسد فيه النجم داستن هوفمان شخصية مريض التوحد، وجسّدها في النسخة المصرية الفنان أحمد رزق، مع الفارق، ثم جاءت التجربة الثانية، في 2021، بمسلسل "إلا أنا" للممثلة الشابة مايان السيد، لتأتي "التالتة تابتة"، مع مسلسل "حالة خاصة".
وبعيدًا عن "التوحد" الذي يصنفه الأطباء كـ"اضطراب عصبي"، كان للفن المصري منذ زمن الأبيض، والأسود، عشرات المحاولات لـ"دمج ذوي الهمم"، في السياقات الدرامية للأحداث، سواء في السينما، أو التليفزيون، منها ما كان "بطولات نضالية مطلقة"، كانت بمثابة "صرخات حقيقية معبرة"، ومنها ما جاء في "أدوار ثانوية هامشية"، وقع بعضها في فخ "التنمر"، و"المظلومية"، والابتزاز العاطفي، واستدرار عطف المشاهدين.
بالنسبة لمريض "التأخر العقلي"، على وجه الخصوص، تعمّدت الدراما أن تصدّر عنه صورة ذهنية كـ"بركة" للمحيطين، كونه "بتاع ربنا"، أو "نمط شخصية" مسلوب العقل، يسخر منه الأطفال، أو "عبيط القرية"، مثلما فعل محمد توفيق في فيلم "حسن ونعيمة"، أما المخرج العبقري يوسف شاهين فقرر تجسيد شخصية "قناوي" بنفسه في فيلمه الأشهر "باب الحديد"، بينما استعان النجم محمد رمضان بـ"شخصيات مساعدة له"، مثل أحمد بجة في دور "ميخا" بفيلم "عبده موتة"، وحمزة العيلي في دور "مسكّر" بمسلسله "ابن حلال"، واستغلها هاني رمزي كـ"مادة للضحك" في فيلميه "غبي منه فيه"، و"توم وجيمي"، بينما عبر كبار نجوم السينما بصدق عن قهر المعاقين ذهنيًّا، مثل فاروق الفيشاوي، في فيلم "ديك البرابر"، ونبيلة عبيد في "توت توت"، وإلهام شاهين في "خالي من الكوليسترول"، ويونس شلبي في "الفرن"، ويحيى الفخراني في "مبروك وبلبل"، ومحمود عبد العزيز في "وكالة البلح"، وخالد صالح في "الحرامي والعبيط"، وفي مطلع الألفية تألقت حنان ترك في مسلسل "سارة"، وعلى خشبة المسرح أبدع محمد صبحي في "انتهى الدرس يا غبي"، وإسعاد يونس في "عروسة تجنن".
وتم توظيف "فقدان البصر"، العمى، في السينما المصرية منذ أربعينيات القرن الماضي، من خلال أفلام "ليلى في الظلام" للراحلة ليلى مراد، و"اليتيمتين" لسيدة الشاشة فاتن حمامة، و"العمياء" لسميرة أحمد، و"الشموع السوداء" للمايسترو صالح سليم، وتوالت الأعمال، أشهرها "أمير الظلام" للزعيم عادل إمام، وفيلم "قاهر الظلام" لمحمود يس عن قصة حياة عميد الأدب العربي طه حسين، نفس ملهم مسلسل "الأيام" للعبقري الراحل أحمد زكي، بينما وظّف أحمد آدم "العمى" بشكل ساخر، في فيلمه "صباحو كدب".
وكان فقدان النطق، أو "الخرس"، إعاقة ملهمة لصناع السينما واستطاع عدد من الفنانين تجسيدها ببراعة، في مقدمتهم نور الشريف في "الصرخة"، ومحمود ياسين في "الأخرس"، وسميرة أحمد في "الخرساء"، وكانت شخصية "بهانة" البكماء، التي جسدتها نعيمة وصفي، مفتاح لغز الجريمة في "رصيف نمرة خمسة"، بينما تجلت عبقرية الراحل عادل أدهم، في دور القاتل "الأبكم الأصم"، في فيلم "المجهول".
وإذا اعتبرنا "عيوب النطق والكلام"، من "الإعاقات"، فقد وظفها عبقري الدراما أسامة أنور عكاشة ببراعة، في شخصية "الدكتور هاني" التي جسدها الراحل إبراهيم يسري في مسلسل "الشهد والدموع"، بينما ضرب الممثل الكوميدي طاهر أبو ليلة، رقمًا قياسيًا في استخدام "عيوبه" كـ"إفيهات" لإضحاك الجمهور في عشرات الأفلام، منها "ثانية واحدة"، "عشان خارجين"، "جحيم في الهند"، "كلب بلدي"، وغيرها، أما "المعاقون الحقيقيون"، فقد اتجهت الدراما لـ"دمجهم" في عدد من الأعمال، آخرها الطفل كريم لؤي بمسلسل "وش وضهر"، ومعظم أبطال مسلسل "القضية 404"، إنتاج مبادرة "عالم موازٍ للفنون المعاصرة"، أما الحالة الأشهر فكانت للفنان المعاق ذهنيًّا "هشام مشهور" الذي حصد إعجاب الجمهور بإيفيه "وزة بيضا حلوة" في فيلم "الساحر"، للمخرج الراحل رضوان الكاشف.
واستخدم المخرج الكبير داوود عبد السيد، اثنين من أشهر الشخصيات الاستثنائية لـ"ذوي الهمم"، كـ"ركن أساسي للدراما"، وليست مادة دخيلة للتعاطف أو التنمر، فمن ينسى الشيخ حسني الكفيف في "الكيت كات"، للعبقري الراحل محمود عبد العزيز، و"الدكتور يحيى" المضطرب عصبيًّا، الذي جسده النجم آسر ياسين، في فيلمه "رسايل البحر"، ذلك الأخير الذي أقنع الجمهور أنه "مضطرب عقليًّا" بمسلسل "في كل أسبوع يوم جمعة".
وبعد أن كان "كرسي الإعاقة الحركية" مشهدًا "مؤثرًا مؤلمًا" في الدراما، قرر صناع مسلسل "عيشها بفرحة" تسليط الضوء على الجانب الإيجابي في مساحة درامية لائقة، ورئيسية، لأول مرة، مع شخصية البطلة "يسر" التي جسدتها هبة مجدي، ونالت إشادات واسعة.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: التوحد حالة خاصة طه دسوقي فی فیلم
إقرأ أيضاً:
أحمد بلال: جروس يمتلك شخصية قوية وخبرات
كشف أحمد بلال، لاعب النادي الأهلي السابق، أن السويسري كريستيان جروس، المدير الفني الجديد لنادي الزمالك، مدرب يمتلك خبرات وشخصية قوية.
وقال بلال، في تصريحات عبر برنامج “بوكس تو بوكس” الذي يذاع على قناة "etc":" إنفراد كهربا له حلين الأول كما فعل اللاعب والثاني أن يقوم بالمرور من الحارس وتسديدها في المرمي، ولو وسام أبوعلي موجود كان ممكن يسجلها".
وتابع: "وسام أبوعلي، هو المهاجم رقم واحد في الأهلي، وكان من الأفضل استمراره في الملعب 90 دقيقة، وممكن كهربا يرحل بسبب مباراة باتشوكا، ونفسيًا مع الجمهور استمراره سيكون صعب".
وأكمل: "كولر لا يعتمد على كهربا منذ عام ونصف، ووضعه في المرتبة الثالثة بعد وسام أبوعلي وموديست".
وواصل: "يوسف أيمن، مستواه لا يؤهله للعب في الأهلي، وأنا شاهدته قبل انضمامه للفريق، وحمدي لاعب مميز ومختلف في الأداء عن مروان عطية وأكرم توفيق".
وعن مباراة الزمالك والمصري، قال بلال: "المصري رغم فوزه على الزمالك وبيراميدز، في الدوري ولكنه لم يكن الأفضل في المباراة، وبيراميدز أهدر 6 إنفرادات، ورغم ذلك حقق الفوز، وطريقة اللعب يجب أن تتغير في بعض الأوقات، لأن الظروف لن تكون في صالحك بالفوز في كل مباراة عن طريق خطف هدف".
وشدد: "لاعبو الزمالك ظهروا بشكل جيد، بسبب تواجد كريستيان جروس في المدرجات، وهو شخصية قوية وعنده خبرات".