سيدة تركية أقامت بغزّة 60 عاما: الحرب الحالية هي الأشد وحشية
تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT
تركيا – بعد 60 عاما من إقامتها في غزة عادت المواطنة التركية حسنية سوناي البورنو إلى بلادها بسبب ما شهدته منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، من حرب إسرائيلية على القطاع فقدت خلاله منزلها الذي دمر بالكامل نتيجة الغارات.
وتقول البورنو لمراسل الأناضول إنها شهدت العديد من الحروب في قطاع غزة، “لكن الحرب الحالية هي الأسوأ والأشد وحشية”.
وأشارت السيدة التركية التي أجلتها بلادها مع ابنها وحفيدها وزوجة ابنها من قطاع غزة، إنها “عاشت أيامًا مليئة بالرعب منذ بدء الهجمات الإسرائيلية على القطاع”.
وأعربت البورنو وهي من ولاية مانيسا التركية (غرب)، وقد تزوجت قبل 60 عامًا من طالب طب فلسطيني التقت به في مصر وانتقلت منذ ذلك الحين للعيش في غزة، عن “شديد أسفها لاضطرارها لمغادرة غزة”.
وذكرت البورنو، أن منزلها الكائن في حي الرمال وسط مدينة غزة يطل على معظم أحياء المدينة، وأنها تمكنت من مراقبة تطورات الحرب الإسرائيلية ومشاهدة المناطق التي تعرضت إلى القصف.
وقالت: “بعد يوم 7 أكتوبر الماضي، كنت أرى المناطق التي تعرضت للقصف من نافذة منزلي (..) كنا نسمع دوي القنابل والانفجارات دائماً”.
وأضافت البورنو: “اتصل بنا الإسرائيليون وأرسلوا لنا رسائل يطلبون منا مغادرة منازلنا على الفور، وحزمنا أمتعتنا بسرعة وغادرنا المنزل ولجأنا إلى حديقة مستشفى قريب من المنزل”.
وأردفت: “عدنا إلى منازلنا بعد بقائنا في المستشفى لساعات، لكن الإسرائيليين اتصلوا بنا مرة أخرى وأخبرونا أن منزلنا سيقصف وأن علينا مغادرته على الفور”.
وتابعت البورنو: “للمرة الثانية، كان علينا أن نستعد بسرعة ونغادر المنزل ولجأنا إلى مدرسة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في خان يونس جنوب قطاع غزة”.
وكانت إسرائيل طلبت من سكان مدينة غزة وشمال القطاع الواقعة شمال وادي غزة التوجه نحو المناطق الواقعة جنوب الوادي إلا أن القصف الإسرائيلي الذي أسفر عن سقوط مئات القتلى لم يتوقف.
وأشارت البورنو إلى أنها بقيت هناك لمدة 45 يومًا، لافتة إلى أنهم “كانوا 15 شخصا يقيمون في غرفة صغيرة والمكان ليس فيه مياه نظيفة ولا حمام”.
وقالت: “المواد الغذائية من طعام وشراب كانت أيضا محدودة للغاية (..) بقينا هناك في ظروف سيئة للغاية”.
وقالت “أونروا” مؤخرا، إن “الحرب الوحشية في قطاع غزة أجبرت 1.9 مليون شخص، أي 90 بالمئة من السكان على النزوح بأنحاء قطاع غزة، الكثيرون منهم نزحوا عدة مرات، منهم 1.4 مليون شخص يحتمون في منشآت تابعة للأونروا”.
واضافت البورنو إنها “لم تتمكن من مغادرة غزة لسنوات عديدة، ولم تتمكن كذلك من زيارة شقيقتيها في مانيسا، بسبب الحصار الجوي والبري والبحري الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة منذ عام 2007، حيث يعيش حوالي 2.3 مليون فلسطيني”.
وقالت: “توفيت والدتي في عام 2017، ولم أتمكن من حضور جنازتها بسبب الحصار”.
وأردفت البورنو: “ذهبت ابنتي نرمين إلى مانيسا لتلقي العلاج من مرض السرطان الذي أصيبت به في عام 2020 وأردت أن أزورها في المستشفى الذي كانت تعالج فيه، لكن رغم كل الجهود التي بذلتها، لم أتمكن من مغادرة غزة وزيارتها بسبب الحصار الإسرائيلي”.
وتابعت: “لم أتمكن من مغادرة غزة لأكثر من 10 سنوات بسبب الحصار الإسرائيلي”.
وردًا على سؤال حول أفضل الأعوام الستين التي أمضتها في غزة قالت البورنو: “الأيام التي كان فيها زوجي على قيد الحياة كانت الأجمل، وقد توفي قبل 25 عامًا”.
وأشارت البورنو، التي قضت 60 عاما من حياتها في غزة، إلى أن لغتها التركية ضعفت مع الزمن، وقالت: “لقد نسيت الكثير من المفردات التركية”.
وأوضحت البورنو إنهم “أثناء إقامتهم في مدرسة الأمم المتحدة، تلقوا مساعدات من تركيا ومصر”.
وقالت: “مدت لنا تركيا يد العون، وكانت القنصلية العامة التركية في القدس على تواصل دائم معنا، ولم تتركنا الدولة التركية وحدنا حتى بعد خروجنا من غزة عبر بوابة رفح الحدودية إلى مصر ومن ثم إلى تركيا”.
وأضافت “من هنا أود أن أعرب عن امتناني وشكري العميقين للدولة التركية ولفخامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان”.
وذكرت البورنو أن منزلها ” كان تعرض للتدمير خلال الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة في مايو/ أيار 2021، كما تعرض المنزل الذي كانوا يعيشون فيه للقصف أيضًا في الهجمات الأخيرة”.
وقالت البورنو: “أحب غزة كثيرا، أنا آسفة جدا لمغادرة القطاع لقد فقدت الكثير من ذكرياتي خلال الهجمات الإسرائيلية”.
وأضافت: “لم يتبق شيء، أصبحت بدون منزل ولم يتركوا لنا شيئا نعيش فيه وعليه”.
وأردفت البورنو: “جئت إلى هنا (إلى تركيا)، ورغم أنني أبتسم أحياناً، إلا أن قلبي يبكي عندما أشاهد ما يحدث في غزة عبر شاشات التلفاز، أريد أن ينتهي كل هذا”.
وتابعت: “نحن نخطط للبقاء هنا مع ابني وحفيدي إذا امتلكنا أسباب الإقامة من عمل ومكان للإقامة”.
وقال ممدوح نجل حسنية البورنو، إن إسرائيل “التي تواصل هجماتها الوحشية، جعلت غزة غير صالحة للسكن”.
وأضاف: “دمرت إسرائيل البنية التحتية والمستشفيات والمدارس بشكل كامل، ولم تترك مساحة للحياة”.
وتابع ممدوح: “هناك علامة استفهام كبيرة في الأذهان بعد الحرب، لا يوجد حاليًا مستشفى أو ماء أو كهرباء أو طعام أو شراب، لقد جعلوا غزة غير صالحة للسكن”.
بدوره قال فاضل نجل ممدوح وحفيد حسنية للأناضول، إنهم مروا بأيام “صعبة للغاية” في غزة بسبب الهجمات الإسرائيلية.
وشكر فاضل “تركيا والرئيس أردوغان على عدم ترك الأتراك الذين يعيشون في غزة وأقاربهم بمفردهم”.
وقال: “نحن محظوظون وفخورون جدًا بوجود زعيم مثل أردوغان يهتم بالمواطنين الأتراك أينما كانوا في العالم”.
وتابع فاضل: “مثل كل فلسطيني، أشعر بحزن شديد بسبب الدمار في غزة، والاستهداف المتعمد للنساء والأطفال، والتهجير القسري للناس”.
الأناضول
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الهجمات الإسرائیلیة بسبب الحصار مغادرة غزة قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
شاكرين تركيا .. سوريون يواصلون العودة إلى بلادهم
سرايا - وسط مشاعر الشكر والامتنان لتركيا، يواصل اللاجئون السوريون عودتهم إلى بلادهم عبر المعابر الحدودية بين البلدين، وذلك بعد سقوط نظام بشار الأسد.
وفي حديث للأناضول الخميس، قال محمد يوسف (16 عاما) أحد السوريين العائدين من معبر جيلوة غوزو (يقابله في الجانب السوري معبر باب الهوى) إنه جاء إلى تركيا قبل 11 عاما واستقر في إسطنبول مع عائلته.
وأعرب يوسف عن شكره لتركيا وشعبها على استضافة للسوريين بشكل جيد للغاية طوال سنوات الثورة.
وأضاف: "أشكر تركيا وشعبها، وأشكر أساتذتي وأصدقائي في المدرسة، وحان وقت العودة إلى الوطن لبناء المستقبل وتحقيق أحلامي".
بدورها، قالت بدرية بيرقدار إنها ستذهب إلى مسقط رأسها في مدينة حمص وسط سوريا، بعد فراق دام 6 سنوات.
وأضافت: "أشكر الشعب التركي كثيرا، فهم أناس طيبون للغاية. وتركيا هي وطني كما سوريا".
وتولي فرق الدرك التركية التي تتخذ احتياطاتها عند البوابات الحدودية، اهتماما كبيرا بالأطفال السوريين العائدين إلى بلادهم مع أهاليهم.
ويوزع الهلال الأحمر التركي وبعض منظمات الإغاثة الحساء الساخن للأسر السورية وفرق الدرك والصحفيين بالقرب من بوابة جيلوة غوزو الحدودية.
كما تسهم مركبات الخدمة المتنقلة لإدارة الهجرة المنتشرة عند بوابتي جيلوة غوزو ويايلاداغي في تسريع إجراءات مغادرة السوريين.
وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، سيطرت فصائل سورية على العاصمة دمشق وقبلها مدن أخرى، مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 562
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 26-12-2024 09:53 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...