لم يتبق سوى أيام قليلة على بداية شهر رمضان 2024/1445، فحسب الحسابات الفلكية، من المفترض أن يبدأ الشهر الفضيل يوم الاثنين 11 مارس/آذار 2024، على أن يتم تحري الهلال بعد مغيب شمس يوم الأحد 29 شعبان 1445، الموافق العاشر من مارس/آذار 2024.
وتعتمد معظم الدول العربية والإسلامية تحري الهلال عبر المراصد الفلكية، عملاً بقول النبي -صلى الله عليه وسلم- "صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، وانسُكوا لها، فإن غُمَّ عليكم، فأكملوا ثلاثين، فإن شهِد شاهدان؛ فصوموا وأفطروا".
ومن المتوقع أن تدعو الدول العربية المواطنين إلى تحرّي هلال رمضان 2024 يوم 29 شعبان 1445، في حين تعقد المحكمة العليا بالسعودية جلسة تحرٍ للهلال بمدينة حوطة سدير (شمال غرب العاصمة الرياض)، تستعين فيها بأشهر الرؤاة الذين يستخدمون أحدث آليات الرصد الفلكي.
وبعد التأكد والتثبت من رؤية هلال رمضان بالطرق الشرعية والفلكية، يتم الإعلان عن رؤية الهلال من دور الإفتاء الرسمية للشعوب العربية والإسلامية، ليبدأ بعدها الشهر المبارك.
في المقابل، تعتمد بعض الدول الإسلامية الحسابات الفلكية في تحديد موعد بداية شهر الصيام؛ ففي تركيا، حددت رئاسة الشؤون الدينية يوم 11 مارس/آذار المقبل أول أيام رمضان 2024.
وحسب التوقعات الفلكية، سيمتد الشهر الفضيل لـ30 يوما، بحيث يكون يوم الأربعاء العاشر من أبريل/نيسان المقبل أول أيام عيد الفطر.
ومن المتوقع أن يكون عدد ساعات الصيام أكثر بقليل من 13 ساعة في أول أيام شهر رمضان المبارك في غالبية الدول العربية، بما فيها مصر والسعودية وقطر والإمارات والكويت والبحرين وسلطنة عمان والأردن وسوريا ولبنان وفلسطين، وكذلك تركيا وإيران، يزيد أو ينقص بضع دقائق في هذا البلد أو ذاك.
وسيكون اليوم الأول من شهر رمضان 2024 الأقصر في عدد ساعات الصيام بالدول العربية، ثم تزداد بعد ذلك تدريجيا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الدول العربیة شهر رمضان رمضان 2024
إقرأ أيضاً:
الأمة العربية.. من القوة إلى الهوان!
كيف وصلنا إلى هذا الحال؟ وما السبيل للخلاص؟
لا يمكن النظر إلى حال الأمة العربية اليوم بمعزل عن سياق تاريخي طويل من الأزمات والتدخلات الخارجية والداخلية التي أضعفتها، حتى باتت تعيش مرحلة غير مسبوقة من التشرذم والتبعية، بعدما كانت قوة يُحسب لها ألف حساب.
أولاً: كيف سقطت الأمة في دوامة الضعف؟1- سايكس بيكو والاستعمار:
بدأت المأساة مع اتفاقية سايكس بيكو (1916) التي قسمّت العالم العربي إلى كيانات منفصلة، لتُزرع بينهم بذور الخلافات الحدودية والهويات القُطرية، ما أدى إلى فقدان روح الوحدة.
2- اغتصاب فلسطين (1948) والتوسع الصهيوني:
إقامة الكيان الصهيوني لم يكن مجرد احتلال أرض، بل كان بداية لمشروع استعماري طويل الأمد يهدف إلى تفكيك المنطقة ومنع أي مشروع نهضوي عربي. وكان رد الفعل العربي الأولي ضعيفاً، مما أدى إلى توسع الاحتلال وتحويل القضية الفلسطينية إلى ورقة مساومة سياسية بدلاً من كونها قضية مصير عربي مشترك.
3- اتفاقيات السلام والانقسام العربي:
من كامب ديفيد (1978) إلى أوسلو (1993) ووادي عربة (1994)، تحولت القضية الفلسطينية إلى ملف تفاوضي بدلاً من كونها قضية مقاومة، مما مهد لقبول “إسرائيل” كأمر واقع، وأسقط مفهوم المواجهة العسكرية كحل وحيد لاستعادة الحقوق.
4- الربيع العربي:
ثورات تحولت إلى أزماتاندلعت الثورات العربية عام 2011 تحت شعارات الحرية والكرامة، لكن سرعان ما تحولت إلى فوضى وحروب داخلية، مما أدى إلى انهيار دول مثل ليبيا وسوريا واليمن، وانشغال الدول العربية بمشكلاتها الداخلية بدلاً من توحيد الصفوف.
5- التبعية الاقتصادية والسياسية:
مع تصاعد النفوذ الأمريكي والصهيوني، تحولت بعض الأنظمة العربية إلى وكلاء للغرب، وأصبح القرار العربي مرهوناً بإملاءات خارجية، خاصة مع الضغوط الاقتصادية وملفات الديون والتبعية المالية.
ثانياً: كيف نواجه هذا الواقع؟ المعالجات الاستراتيجية1- دعم المقاومة العربية كخط دفاع أول:
- المقاومة ليست خياراً بل ضرورة وجودية، فهي الحاجز الأخير أمام المخططات الاستعمارية.
- دعمها ليس دعماً لجماعة بعينها، بل هو دعم للأمة في مواجهة التفكك والانهيار.
2- إنهاء النزاعات الداخلية لدعم العمل العربي المشترك:
كيف يمكن للأمة أن تواجه التحديات الخارجية وهي غارقة في صراعات داخلية تستنزف مواردها؟ الدول العربية المتورطة في حروب اليمن والسودان وليبيا مطالبة اليوم بتحويل تدخلها من أداة صراع إلى عامل استقرار، بما يحفظ سيادة هذه الدول وأمنها واستقرارها، ويمنع استخدامها كأوراق بيد القوى الإقليمية والدولية.
• في اليمن:
دعم حل سياسي شامل ينهي الحرب ويضمن وحدة البلاد واستقلال قرارها بعيداً عن التدخلات الخارجية.
• في السودان:
وقف تغذية الصراع بين الأطراف المتناحرة، ودعم مصالحة وطنية تحفظ وحدة السودان.
• في ليبيا:
دعم جيش وطني موحد وإنهاء حالة الانقسام التي جعلت البلاد ساحة لتصفية الحسابات الدولية.
3- شطب الديون المصرية والأردنية ودعمهما اقتصادياً
بدلاً من ترك مصر والأردن تحت رحمة الضغوط الأمريكية، يجب على الدول العربية شطب ديونهما ودعمهما اقتصادياً وسياسياً، لأنهما يقفان في وجه المخططات التي تسعى إلى إفراغ فلسطين من شعبها وتهجيره إليهما.
4- تعزيز الاستقلال الاقتصادي والسياسي
•إنشاء صندوق عربي موحد لدعم الدول المهددة بالضغوط الاقتصادية.
•تقليل الاعتماد على الغرب عبر مشاريع اقتصادية عربية تكاملية.
•إعادة إحياء مشروع السوق العربية المشتركة لخلق اقتصاد عربي مستقل.
5- إعادة صياغة التحالفات الدولية:
لا تحالف دون ضمانات!في ظل التحديات الوجودية التي تواجه الأمة العربية، يصبح إعادة صياغة التحالفات الدولية أمراً ضرورياً لكسر الهيمنة الغربية ومواجهة المشروع الصهيوني.
لكن أي تقارب عربي مع إيران وتركيا يجب أن يكون مشروطاً وواضحاً، بحيث يستند إلى المصالح المشتركة للشعوب، وليس إلى أطماع توسعية أو نفوذ بأسم الدين والطائفية.
- على إيران أن تثبت جديتها في بناء علاقات متوازنة مع العرب، بعيداً عن دعم الميليشيات الطائفية والتدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة.
- على تركيا أن تتعامل مع الدول العربية كشركاء حقيقيين، لا كمجال لنفوذها السياسي والاقتصادي تحت أي غطاء أيديولوجي.
6- استعادة المشروع القومي العربي
•إحياء فكرة القومية العربية كإطار جامع يتجاوز الخلافات السياسية والطائفية.
•تأسيس مجلس أمني وعسكري عربي مشترك، يكون مستقلاً عن أي نفوذ خارجي، ليكون درعاً يحمي المنطقة.
•الاستثمار في الإعلام العربي المقاوم لمواجهة الحرب الدعائية والتضليل الإعلامي الذي يُستخدم لضرب الوعي العربي.
خاتمة: لا خلاص إلا بالوحدة والقوةما تعيشه الأمة اليوم ليس قدراً محتوماً، بل نتيجة سياسات خاطئة يمكن تصحيحها، والانهيار الذي وصلنا إليه يمكن أن يكون بداية لصحوة عربية جديدة.
لكن هذا لن يحدث إلا إذا أدركنا أن مصيرنا واحد، وأن المعركة ليست مجرد صراع سياسي أو إقتصادي، بل صراع بقاء ووجود.
فإما أن ننهض ونستعيد قوتنا، أو نبقى أمة تابعة تُفرض عليها الحلول وتُرسم لها الخرائط!
اقرأ أيضاًرسالة من النائب عمرو درويش عبر «الأسبوع» للرئيس السيسي حول قضية التهجير
«اللواء رضا فرحات»: الشعب المصري يدعم «السيسي» ولن يفرط في أرضه تحت دعاوى التهجير
«النائب عمرو درويش»: ثبات موقف الرئيس السيسي أمام ضغوطات التهجير نابع من اصطفاف الشعب المصري خلفه