وزير إسرائيلي: الحرب في غزة لن تنتهي إلا باستسلام حماس الكامل
تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT
أكد نير بركات، وزير الاقتصاد والصناعة الإسرائيلي، أن إسرائيل تصر على ألا تنتهي حملتها ضد حركة حماس قبل أن تستسلم الحركة الفلسطينية وتعيد جميع الرهائن المحتجزين لديها منذ أكثر من ثلاثة أشهر، برغم الضغط الدولي المتصاعد لإنهاء الهجوم على غزة.
وقال نير بركات، في مقابلة مع تليفزيون بلومبرغ، اليوم الإثنين، “علينا أن نحصل على الاستسلام التام من حركة حماس، وعلينا استعادة رهائننا، وعلى حماس أن ترفع الراية البيضاء”.
وكانت إسرائيل قد أشارت إلى أنها لا تنوي تخفيف الهجوم في غزة الذي بدأ بعد أن شنت حركة حماس هجوما من قطاع غزة في 7 أكتوبر، ما أسفر عن مقتل 1200 شخص في جنوب إسرائيل واحتجاز أكثر من 200 آخرين كرهائن.
وذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء أن الجيش الإسرائيلي سحب بعض قواته من غزة في وقت سابق من هذا الشهر، وقال إنه أنجز كثيرا مما كان يعتزم القيام به في الجزء الشمالي من الأراضي الخاضعة لسيطرة حماس.
ومع ذلك، لا يزال القتال محتدما في القطاع، وقال مسؤولون إسرائيليون إن القتال قد يستمر لعدة أشهر، إن لم يكن لفترة أطول. وقد تحول جزء كبير من قطاع غزة إلى أنقاض، ولقى أكثر من 24 ألف شخص حتفهم، وفقا لما ذكره مسؤولو الصحة هناك.
وذكرت وكالة بلومبرغ أن إسرائيل تركز معظم هجومها البري والجوي على وسط وجنوب القطاع في الوقت الحالي.
ويعتقد بركات، وهو عضو في حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، أنه “لا يوجد بديل آخر” للهزيمة الكاملة لحركة حماس، التي تصنفها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كمنظمة إرهابية.
وقال بركات “علينا أن نبحث عن شخص ما لديه الاستعداد للاعتراف بإسرائيل، ولا يريد ذبح وقتل ومحو إسرائيل من على الخريطة”. والمعروف أن حماس ملتزمة بتدمير إسرائيل ولا تعترف بالدولة اليهودية.
وقال بركات: “من الصعب معرفة” ما إذا كانت ستجرى انتخابات في إسرائيل هذا العام. وتراجعت شعبية نتانياهو في استطلاعات الرأي منذ هجوم حماس، ويضم الائتلاف الذي يتزعمه، وهو الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، عددا من الأحزاب المتطرفة غير الراغبة في تأييد أي خطوات نحو حل يفضى إلي إقامة دولتين في نهاية المطاف مع الفلسطينيين، وهو الحل الذي تدعو إليه الولايات المتحدة وحلفاء إسرائيل الأوروبيون.
وقال بركات “اتركوا كل هذا حتى نهاية الحرب، الجميع هنا يفهم أننا جميعا متحدون. نحن نركز على شيء واحد رئيسي: الانتصار في الحرب وإعادة رهائننا”.
وأضاف بركات أن الاقتصاد الإسرائيلي يجب أن يشهد انتعاشا سريعا بعد الحرب، في ظل التركيز الآن على النمو والاستثمار في التكنولوجيا والإنفاق الدفاعي. وقال إن “الأموال الذكية” مستمرة في التدفق على إسرائيل.
وقال بركات إنه، مع قيام الولايات المتحدة وحلفائها بشن غارات جوية ضد الحوثيين للتصدي لهجماتهم على حركة الملاحة البحرية، فإن المتشددين اليمينيين يمثلون الآن “تحديا عالميا”.
صحيفة البيان
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: حرکة حماس
إقرأ أيضاً:
تكرار الهجوم والانسحاب.. حلقة مفرغة دموية يدور بها الاحتلال شمال غزة
سلط تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز"، الضوء على الاستراتيجية العسكرية التي تنفذها إسرائيل في شمال غزة، والتي تعتمد على القصف المكثف مع انسحابات تكتيكية، وآثارها المدمرة التي أدت إلى معاناة مستمرة لسكان شمال غزة.
وقالت الصحيفة في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن "القوات الإسرائيلية عندما بدأت حربها على غزة السنة الماضية، استهدفت شمال غزة، وهي منطقة تمتد عبر مراكز حضرية مكتظة ومزارع فراولة صغيرة بالقرب من الحدود مع إسرائيل".
وأضافت، أنه "بعد مرور سنة تقريبًا يتكرر ذلك مرة أخرى، حيث تركز الهجوم الإسرائيلي على مدى الأسابيع الخمسة الماضية على شمال غزة، والذي شهد بعضا من أشد الهجمات عنفًا حتى الآن. وفي محاولة للقضاء على ما أسماه الجيش الإسرائيلي احتمال عودة حماس، قامت القوات والدبابات والطائرات المسلحة بقصف المنطقة بشكل شبه يومي، ما أدى إلى تشريد 100 ألف ساكن وقتل أكثر من 1000" وفقا للأمم المتحدة.
وقد أفاد العديد من السكان، وطبيب محلي بأن هناك الكثير من الجثث، لدرجة أن الكلاب الضالة بدأت تنهشها في الشوارع.
إبادة شعب بأكمله
وقال إسلام أحمد، وهو صحفي مستقل من شمال غزة يبلغ من العمر 34 سنة، واصفًا دفن جيرانه في مقبرة جماعية، إن الحياة خلال الأسابيع الأربعة الماضية يمكن تلخيصها بأن شعبا بأكمله يتعرض للإبادة.
وأوضحت الصحيفة أن "عودة القتال إلى أقصى شمال قطاع غزة تُظهر أن النهج الذي تتبعه إسرائيل أدى إلى ما يشبه الدوامة الدموية، حيث يطارد الجيش الإسرائيلي مقاتلي حماس في دوائر مفرغة".
وقد قارن مسؤولان أمنيان إسرائيليان ذلك باستراتيجية جز العشب، مستخدمين عبارة متداولة بين المسؤولين الإسرائيليين منذ سنوات، بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ويقولان إنه في كل مرة تنمو فيها خلايا حماس من جديد، تعود القوات الإسرائيلية لقطعها، وفقا للصحيفة.
ويعكس هذا النوع من القتال الدوري بحسب التقرير، "استراتيجية إسرائيل الغامضة في الحرب التي دخلت الآن شهرها الرابع عشر؛ فقد قضت إسرائيل على جزء كبير من القيادة العسكرية العليا لحماس، وقتلت الآلاف من مقاتليها، ودمرت العديد من أنفاقها، ومع ذلك لم تُظهر إسرائيل أي مؤشر على التراجع".
واعتبرت الصحيفة أن ذلك يعود جزئيًا إلى أن القوات الإسرائيلية تجنبت السيطرة على الكثير من الأراضي، كما لم يلتزم نتنياهو بخطة قابلة للتطبيق بعد الحرب، وقد ملأت حماس الفراغ الناتج عن ذلك.
وكانت القوات الإسرائيلية قد غادرت شمال غزة السنة الماضية بعد أن دكت المنطقة، وفي أيار/ مايو عادت في نوبة جديدة واستعادت جثث سبع أسرى احتجزتهم حماس، ثم غادرت مرة أخرى، وأعاد مقاتلو حماس تجميع صفوفهم قبل أن يعود الجيش الإسرائيلي من جديد.
وأكد مسؤول أمني إسرائيلي كبير تحدث للصحيفة بشرط عدم الكشف عن هويته، أن الهدف هذه المرة هو عزل مقاتلي حماس في شمال غزة عن بقية المقاتلين في القطاع، مبينا أن إسرائيل اعتقلت 500 فرد ممن يُشتبه بانتمائهم لحماس، وقتلت 750 آخرين في شمال غزة الشهر الماضي.
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي شجع المدنيين على الإخلاء لكنه لم يرصد الخسائر في صفوف المدنيين، موضحا أن القوات الإسرائيلية تخطط للبقاء لمدة شهر آخر على الأقل.
وقال غادي شمني، وهو جنرال متقاعد، وكان قائدًا للقوات الإسرائيلية في غزة، إن الاحتلال الكامل سيتطلب موارد هائلة، لكن النهج الحالي هو حل مؤقت له عواقب وخيمة على السكان.
وأكد شمني أن حماس ستستعيد السيطرة بمجرد انسحاب الجيش الإسرائيلي، معتبرا أن المشكلة الرئيسية أن الحكومة الإسرائيلية ونتنياهو يحاولان تجاوز الحل الحقيقي المتمثل في إيجاد بديل لحماس في حكم غزة.
وضع كارثي
وذكرت الصحيفة أن الوضع على الأرض أكثر سوءًا مما كان عليه قبل سنة؛ فالبنية التحتية تتداعى، والمساعدات الإنسانية مقيدة، وقد غادر العديد من طواقم الإنقاذ ومنظمات الإغاثة، وقالت لجنة مدعومة من الأمم المتحدة إن المجاعة "وشيكة" في شمال غزة.
وقال جهاز الدفاع المدني الفلسطيني إنه أوقف رسميًا عمليات الإنقاذ في المنطقة الشهر الماضي بسبب المخاطر الشديدة، وأكد الهلال الأحمر الفلسطيني، وهو إحدى منظمات الإغاثة القليلة التي لا تزال تعمل هناك، أنه لا توجد سيارات إسعاف يمكنها الوصول إلى المناطق الأكثر تضررًا في شمال غزة.
كما أن المستشفيات على وشك الانهيار، مما يؤدي إلى وفاة العديد من المرضى الذين يمكن علاجهم.
وأصدر الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان في جباليا، نداءً عاجلاً في 30 تشرين الأول/ أكتوبر قال فيه إن المستشفى يواجه نقصًا في الجراحين وإن لديه العديد من الضحايا الذين يحتاجون إلى عمليات جراحية.
وقال مسؤولو الصحة في غزة إن القوات الإسرائيلية قصفت المستشفى، بينما أكدت منظمة الصحة العالمية أن إحدى الغارات الإسرائيلية دمرت إمدادات طبية كانت قد سلمتها للمستشفى قبل أيام.
وقال الدكتور أبو صفية الأسبوع الماضي إن العاملين في المستشفى ما زالوا محاصرين، مؤكدًا أن مناشدتهم للعالم والمنظمات الدولية والإنسانية لم تلق استجابة.
كما أكدت الأمم المتحدة أن إسرائيل قطعت المساعدات الإنسانية تقريباً عن شمال غزة، وقد انتهت المهلة التي حددتها الولايات المتحدة لإسرائيل للسماح بدخول المزيد من المساعدات هذا الأسبوع.
ووفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، بقي في المنطقة أقل من 95,000 شخص، أي خُمس عدد سكانها قبل الحرب، بينما قال مسؤولون إسرائيليون إن عددهم أقل بكثير، وهو ما يصفه الفلسطينيون بأنه خطة إسرائيلية لإخلاء شمال غزة من سكانه بشكل دائم.
صمود فلسطيني
وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل أجبرت سكان غزة منذ بداية الحرب على الهجرة جنوبًا، على الرغم من أنها قصفت الجنوب أيضًا بشكل متكرر.
وقد اعترفت الحكومة الإسرائيلية بأنها درست خطة وضعها جنرال سابق لطرد الـ400,000 ساكن المتبقين في منطقة شمال غزة وإجبار حماس على الاستسلام من خلال قطع الغذاء والماء.
ورغم سياسة القتل والتهجير، يحاول سكان شمال غزة الصمود. في شباط/ فبراير الماضي، عاد علي يوسف أبو ربيع، وهو مزارع من بيت لاهيا، لزراعة المحاصيل لإطعام جيرانه، وساعده مزارع أمريكي في جمع 90,000 دولار.
وقدم أبو ربيع شتلات إلى 50 مزرعة ونشر مقاطع فيديو على إنستغرام تظهره وآخرين وهم يزرعون الحقول، بما في ذلك مناطق زراعية قصفتها إسرائيل.
وقال أبو ربيع في مقطع فيديو نُشر الشهر الماضي: "نحاول زراعة الطعام في أرضنا، أو ما تبقى من أرضنا، من أجل إنقاذ أنفسنا وإخواننا في الشمال".
وبعد عدة أيام، أظهر مقطع فيديو آخر ثمار عمله: حقل من المحاصيل. لكنه قُتل في غارة إسرائيلية بعد أسبوع واحد، وفقًا لأحد أفراد أسرته وأحد أصدقائه.