أبرزها الذكاء الاصطناعي وحرب غزة.. ما هي الملفات المهيمنة على أجندة دافوس 2024
تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT
السومرية نيوز – سياسة
تنطلق اليوم أعمال النسخة الرابعة والخمسين للمنتدى الاقتصادي العالمي في منتجع دافوس السويسري ويستمر لمدة 5 أيام، حيث يضم أبرز قادة العالم تحت شعار "إعادة بناء الثقة"، وعلى جدول أعماله مواضيع تتراوح من الاضطرابات الجيوسياسية، إلى معوّقات نمو الاقتصاد العالمي، في وقت يشهد فيه العالم حرباً مدمرة في غزة وأوكرانيا، وصولاً إلى آفاق ومخاطر الذكاء الاصطناعي، وتغيّرات المناخ.
*التحول الطاقوي بيد كبرى الاقتصادات
بعد أسابيع على تحقيق قمة “كوب 28” في دبي اختراقاً على أكثر من جبهةٍ مناخية، يأتي منتدى دافوس ليسلط الضوء من جديد على مكافحة التغير المناخي، التي يصفها بـ”الرحلة الصعبة”، مركزاً على التحول نحو الطاقة المتجددة.
وفقاً لتقرير منتدى الاقتصاد العالمي لعام 2024، سيصل الطلب على الوقود الأحفوري إلى ذروته بحلول عام 2030، كما ستتفوق مصادر الطاقة المتجددة على الفحم كمصدر رئيسي للكهرباء بحلول عام 2025.
كذلك، فإنه من المرجح أن تهيمن الطاقة الشمسية على أسواق الكهرباء في الفترة المقبلة، فيما تولّد كل من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح أكثر من 10% من إجمالي الطاقة الكهربائية، وتمثلان نحو 75% من القدرة الجديدة لتوليد الطاقة.
أما على صعيد الدول، فيرى منتدى الاقتصاد العالمي أن وتيرة التحول في مجال الطاقة ستقررها إلى حد كبير دول الاقتصادات الكبرى مثل الصين والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وهي أكبر الدول المصدرة لانبعاثات الغازات الدفيئة في العالم، ومن المتوقع أن تبلغ الانبعاثات في الصين ذروتها بحلول عام 2030.
*الذكاء الاصطناعي: سلاح ذو حدين
شهد عام 2023 طفرةً في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي دفعته لتصدّر الأولويات في عالم الاقتصاد والأعمال والتكنولوجيا. لكن رغم انتشاره بشكل متسارع، يرى المنتدى أن الاستثمار في رأس المال البشري يجب أن يبقى أولويةً.
مع استمرار العالم في احتضان القوة التحويلية للذكاء الاصطناعي، أصبحت حاجة الأفراد لاكتساب مهارات جديدة ملحة بشكل كبير، فهو تحول تكنولوجي يسلط الضوء على الفجوة المتزايدة بين أولئك الذين يستطيعون الوصول إلى مهارات الذكاء الاصطناعي ومن لا يستطيعون الوصول إليها.
المسؤولون التنفيذيون عالمياً يقدّرون أن 40% من القوى العاملة لديهم سيحتاجون إلى إعادة تأهيل مهاراتهم خلال السنوات الثلاث المقبلة لتتناسب مع الجديد الذي تطرحه تطبيقات الذكاء الاصطناعي. مع أن هذه النسبة تبدو كبيرة، فإن الطلب على القوى العاملة اليوم يمثل فرصة لتمكين مجموعة جديدة من الناس من دخول الوظائف المرغوبة والمعتمدة على مهارات الذكاء الاصنطناعي.
لا شك أن لهذه التكنولوجيا فوائد جمّة، من تشخيص الأمراض إلى التنبؤ بالزلازل، إلاّ أن الأعطال المحتملة واردة، وهنا يبدو وجود العنصر البشري أساسياً لتوجيه كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي وتقنياته، وفقاً لتقرير دافوس.
*مخاطر داهمة أبرزها المعلومات المضللة
مخاطر عشرة يناقشها المؤتمر، تتصدرها المعلومات المضللة والمغلوطة، تليها أحوال الطقس المتطرفة، والاستقطاب المجتمعي المعروف بظاهرة الشعبوية، وانعدام الأمن السيبراني، والنزاع المسلح بين الدول، وانعدام الفرص الاقتصادية، والتضخم، والتهجير القسري، والانكماش الاقتصادي، والتلوث.
ارتفاع وتيرة انتشار الأخبار الزائفة تأتي على رأس المخاوف في صفوف الحشد المشارك، بحسب استبيان، ما يؤشر إلى استمرارية هيمنة المخاطر السياسية على القمة التي ستقام في جبال الألب، إذ يقوض الاستخدام الواسع النطاق للمعلومات المضللة والمغلوطة شرعية الحكومات المنتخبة حديثاً، ويؤجج احتجاجات عنيفة، وربما يعزز الإرهاب، بحسب المنتدى.
*من سيشارك بفعاليات المؤتمر؟
نسخة هذا العام يشارك فيها أكثر من 300 شخصية عامة، من بينهم أكثر من 60 رئيس دولة وحكومة، ومن بين القادة السياسيين المشاركين رؤساء كل من المفوضية الأوروبية وفرنسا وبولندا وصربيا وأوكرانيا والأرجنتين، إلى جانب رؤساء وزراء الصين وكوريا الجنوبية وإسبانيا وقطر والعراق والأردن.
وبعد أن حملت النسخة الماضية شعار “التعاون في عالم متشرذم”، تأتي نسخة هذا العام بعنوان “إعادة بناء الثقة”، بما في ذلك ترسيخ مبادئ الشفافية والاتساق والمسؤولية.
*هل يشكل المؤتمر فرصةً لخارطة السلام الأوكرانية؟
تسعى أوكرانيا إلى الاستفادة من التجمع السنوي لقادة السياسة والأعمال في دافوس هذا الأسبوع، لتجديد الدعم وجذب المزيد من الاهتمام إلى معركتها مع روسيا.
يُتوقع أن يحضر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي يواصل الترويج لصيغة السلام الأوكرانية المكونة من 10 نقاط، جانباً من فعاليات المنتدى لعقد اجتماعات ثنائية وإلقاء خطاب سيحظى بالمتابعة. كما ستستضيف سويسرا موائد مستديرة للمستثمرين والمديرين التنفيذيين، تركز على إعادة الإعمار بعد الحرب، واستخدام الأصول الروسية المجمدة.
يأتي هذا وسط أزمات عالمية متفاقمة، على رأسها حرب إسرائيل في غزة، وهجمات جماعة الحوثيين في البحر الأحمر التي قلبت التجارة العالمية رأساً على عقب، واحتمال فوز دونالد ترمب بفترة أخرى في الانتخابات الرئاسية التي تُجرى بوقتٍ لاحق من العام الجاري.
*ماذا حقق المنتدى الأخير؟
أطلق منتدى دافوس عدداً من المبادرات خلال العام الماضي، شملت توظيف أكثر من 54 ألف لاجئ عبر “تحالف توظيف اللاجئين”، واستخدام الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بحرائق الغابات عالمياً في ظل تكلفتها المرتفعة التي تتخطى 50 مليار دولار سنوياً، وإطلاق تحالف لتحسين جودة الهواء عبر سلاسل التوريد العالمية، في وقت يعيش 99% من سكان العالم في أماكن تتجاوز فيها مستويات التلوث الحدود الآمنة لمنظمة الصحة العالمية.
كذلك، واصل المنتدى العام الماضي مساهمته في التحالف العالمي لتعزيز القدرة التنافسية في تجارة المنتجات الزراعية والغذائية في البلدان النامية والأقل نمواً ونجح التحالف في تنفيذ 14 مشروعاً في هذا الإطار، كما أطلق مبادرة لتمويل مشاريع الطاقة المتجددة في بعض الاقتصادات الناشئة والنامية مثل البرازيل، والهند، وإندونيسيا، وجنوب أفريقيا.
*محطات من دافوس على مدى 5 عقود
أُسّس المنتدى في 1971 على يد بروفيسور الاقتصاد الألماني كلاوس شوب كمؤسسة غير ربحية باسم منتدى الإدارة الأوروبية. لاحقاً، ولكي يعكس شمولية نظرته العالمية، قام المنتدى بتغيير اسمه إلى منتدى الاقتصاد العالمي مع بداية نهاية الحرب الباردة عام 1987.
ساهم المنتدى بحمل عدد من القضايا السياسية والمالية والصحية، من بينها توطيد السلام بين تركيا واليونان إثر اجتماعات بين رئيسي الوزراء التركي تورغوت أوزال واليوناني أندرياس باباندريو على هامش المنتدى في 1988، وإصلاح النظام المالي العالمي في أعقاب الأزمة المالية التي أثرت على الأسواق الناشئة وخاصة آسيا في التسعينيات. كما اتخذ التحالف العالمي للقاحات والتحصين المناعي في عام 2000 من المنتدى فرصةً لإطلاق برامج تلقيح ملايين الأطفال ضد الأمراض.
في 2007 توج المنتدى علاقته طويلة الأمد مع الصين بإنشاء “قمة الأعمال الصينية” السنوية، أو ما يعرف بـ”دافوس الصيفي” السنوي. وبعد سنوات، بدأت جائحة كورونا من الصين، واستجابةً للجائحة عُقد “دافوس” افتراضياً للمرة الأولى عام 2021.
بعدها بعام، كان لدافوس وقع مختلف حيث عُقد خلال ربيع جبال الألب للمرة الأولى، واضعاً حرب أوكرانيا وتداعياتها على الاقتصاد العالمي على رأس جدول أعمال المنتدى.
وفي 2023 عاد الاجتماع السنوي الثالث والخمسون إلى موعده التقليدي في يناير بعنوان غلبت عليه أهمية التعاون والتكاتف لحل الصراعات والأزمات في عالم متشرذم.
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: الاقتصاد العالمی الذکاء الاصطناعی منتدى الاقتصاد أکثر من
إقرأ أيضاً:
خاص 24.. كيف يُمكن الاحتيال على النجوم عبر الذكاء الاصطناعي؟
حالة من الجدل، أثارها تسجيل صوتي "مُفبرك" منسوب إلى الفنان اللبناني راغب علامة والإماراتي عبدالله بالخير، على منصات التواصل الاجتماعي، بسبب ما قيل إنه مساس بحسن نصرالله، وإهانة برموز سياسيين.
لم يكن راغب علامة الضحية الأولى للذكاء الاصطناعي وأدوات التلاعب بالأصوات والصور والتسجيلات، فقد سبقه نجوم كبار مثل: توم هانكس، وتايلور سويفت، ومورغان فريمان.. لكن يبقى السؤال: كيف يمكن تزييف أصوات النجوم، وما الهدف من ذلك؟.
التزييف العميقفي هذا الشأن، قال اللبناني رودي شوشاني، خبير تكنولوجيا المعلومات، إنه يتم الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتقليد أصوات المشاهير والفنانين، لاسيما تطبيقات التزييف العميق (Deepfake)، التي تعتمد على تعلم الآلة والشبكات العصبية لتوليد محتوى، يبدو واقعياً للغاية.
راغب علامة آخرهم.. نجوم وقعوا ضحايا الذكاء الاصطناعي - موقع 24أثار تسجيل "مفبرك" منسوب إلى اللبناني راغب علامة والفنان الإماراتي عبدالله بالخير، الجدل على منصات التواصل الاجتماعي، بسبب ما قيل إنه مساس بحسن نصرالله.ولفت شوشاني، في حديث خاص لـ "24"، إلى أنه يجري جمع تسجيلات صوتية للفنانين والمشاهير أو الشخصية المُستهدفة، وتحليل خصائص صوتها مثل النغمة، والإيقاع، والنطق، لاستخراج نُسخة مُشابهة كُلياً لنفس الصوت الأصلي.
وعن تقنيات التزييف العميق المُستخدمة في هذه العملية، أشار شاوشاني، إلى أن نموذج تحويل النص إلى صوت (Text-to-Speech Models)، وكذلك نماذج تحويل الصوت إلى صوت (Voice-to-Voice Models)، هي الأبرز في هذا المجال، حيث تتعلم من بيانات كبيرة لتقليد الصوت بدقة بالغة.
حرق وتشويه سمعة وأفعال منافية.. القصة الكاملة لما حدث مع راغب علامة - موقع 24موجة غضب عارمة وضجة واسعة رافقت منذ أمس تسجيلاً صوتياً "مفبركاً" منسوباً للنجم اللبناني راغب علامة والفنان الإماراتي عبدالله بالخير، حيث يزعم أن علامة أساء فيه للأمين العام لجماعة حزب الله.في هذا الإطار أوضح رودي شوشاني أيضاً، إنه يتم مؤخراً الاعتماد على نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI)، والتي تعتمد على "الشبكات التوليدية التنافسية" (Generative Adversarial Networks - GANs) لتوليد أصوات تحاكي الأصوات الحقيقية.
أهدافوذكر شوشاني، أن تحول أغلب هذه الأدوات إلى مفتوحة المصدر، وإتاحتها للجميع زاد من مخاطرها، حيث باتت تُقلد الأصوات لأغراض متنوعة منها الترفيهية والابداعية، وكذلك لأغراض السرقة والاحتيال كأن يتم تزييف أصوات المسؤولين والمديرين وإصدار توجيهات للأشخاص العاملين معهم كتحويل أموال على سبيل المثال إلى حسابات بنكية مُحددة.
خاص| كيف نحمي أنفسنا من الحسابات الوهمية؟ خبراء يُجيبون - موقع 24يقع كثير من الأشخاص عُرضة للابتزاز الإلكتروني بسبب المنصات الوهمية ورسائل الاحتيال والأنشطة الخبيثة التي يقف خلفها أشخاص ومنظمات هدفهم الإضرار بالمستخدمين واستغلالهم وسرقة بياناتهم الشخصية، مستفيدين مما توفره التكنولوجيا من أدوات تساعد من يقف وراء هذه الحسابات على التخفي.ويُشير شاوشاني أيضاً إلى أنه يجرى استخدام هذه الخاصية لإثارة الفتنة ولأغراض سياسية أو دينية، أو تشويه السمعة، كما جرى مع الفنان راغب علامة، لإحداث حالة من الجدل في المُجتمع.
بدوره، قال بشير التغريني، خبير الإعلام الرقمي، إن عُنصر الإتاحة لهذه البرامج جعل من السهل إنتاج مقطع صوتي مُقلد في ثوانٍ معدودة، عبر تقنية "ديب فيك"، لخداع الآخرين.
وشدد التغريني، في حديث لـ "24"، على أن توفير مثل هذه الأدوات في الأيدي الخطأ، يُنذر بسلسلة من الهجمات على البشر، الأمر الذي يتطلب تشريعات رادعة وقوانين مُنظمة تضمن حرية المعلومات، وفي نفس الوقت حماية الآخرين.
في هذا السياق، أوضح التغريني، أن المواطنين عليهم دور كبير في حماية أنفسهم في المقام الأول باعتبارهم خط الدفاع الأول، عبر تثقيف أنفسهم معلوماتياً وتكنولوجياً، مع إعمال التفكير النقدي باستمرار.
متخصصون: الوعي بالتطورات التكنولوجية يقي من الاحتيال الإلكتروني - موقع 24أكد متخصصون في نظم المعلومات والأمن السيبراني أن الوعي بالتحديثات والتطورات التكنولوجية أصبح ضرورة ملحة لتجنب الوقوع ضحية لعمليات الاحتيال الإلكتروني التي تتطور بالتوازي مع الابتكارات التكنولوجية والرقمية.كما أشار الخبير المعلوماتي إلى ضرورة التدقيق المُستمر في الصوت والصورة التي يتعرضون لها عبر المنصات الاجتماعية المُختلفة، لكشف الطرق الاحتيالية،باستخدام الأدوات المُختلفة المُتاحة أيضاً مثل أداة مصادقة الفيديو من "مايكروسوفت"، التي يمكنها تحليل الصور الثابتة والمتحركة وكشف التزييف فيها. بجانب أدوات مثل "WeVerify"، التي يمكنها تحليل الوسائط الاجتماعية المُختلف عبر شبكة الإنترنت.