السومرية نيوز – سياسة

تنطلق اليوم أعمال النسخة الرابعة والخمسين للمنتدى الاقتصادي العالمي في منتجع دافوس السويسري ويستمر لمدة 5 أيام، حيث يضم أبرز قادة العالم تحت شعار "إعادة بناء الثقة"، وعلى جدول أعماله مواضيع تتراوح من الاضطرابات الجيوسياسية، إلى معوّقات نمو الاقتصاد العالمي، في وقت يشهد فيه العالم حرباً مدمرة في غزة وأوكرانيا، وصولاً إلى آفاق ومخاطر الذكاء الاصطناعي، وتغيّرات المناخ.

وفي وقت سابق من اليوم، توجه رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، الى سويسرا للمشاركة في منتدى دافوس الاقتصادي.

*التحول الطاقوي بيد كبرى الاقتصادات
بعد أسابيع على تحقيق قمة “كوب 28” في دبي اختراقاً على أكثر من جبهةٍ مناخية، يأتي منتدى دافوس ليسلط الضوء من جديد على مكافحة التغير المناخي، التي يصفها بـ”الرحلة الصعبة”، مركزاً على التحول نحو الطاقة المتجددة.

وفقاً لتقرير منتدى الاقتصاد العالمي لعام 2024، سيصل الطلب على الوقود الأحفوري إلى ذروته بحلول عام 2030، كما ستتفوق مصادر الطاقة المتجددة على الفحم كمصدر رئيسي للكهرباء بحلول عام 2025.

كذلك، فإنه من المرجح أن تهيمن الطاقة الشمسية على أسواق الكهرباء في الفترة المقبلة، فيما تولّد كل من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح أكثر من 10% من إجمالي الطاقة الكهربائية، وتمثلان نحو 75% من القدرة الجديدة لتوليد الطاقة.

أما على صعيد الدول، فيرى منتدى الاقتصاد العالمي أن وتيرة التحول في مجال الطاقة ستقررها إلى حد كبير دول الاقتصادات الكبرى مثل الصين والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وهي أكبر الدول المصدرة لانبعاثات الغازات الدفيئة في العالم، ومن المتوقع أن تبلغ الانبعاثات في الصين ذروتها بحلول عام 2030.

*الذكاء الاصطناعي: سلاح ذو حدين
شهد عام 2023 طفرةً في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي دفعته لتصدّر الأولويات في عالم الاقتصاد والأعمال والتكنولوجيا. لكن رغم انتشاره بشكل متسارع، يرى المنتدى أن الاستثمار في رأس المال البشري يجب أن يبقى أولويةً.

مع استمرار العالم في احتضان القوة التحويلية للذكاء الاصطناعي، أصبحت حاجة الأفراد لاكتساب مهارات جديدة ملحة بشكل كبير، فهو تحول تكنولوجي يسلط الضوء على الفجوة المتزايدة بين أولئك الذين يستطيعون الوصول إلى مهارات الذكاء الاصطناعي ومن لا يستطيعون الوصول إليها.

المسؤولون التنفيذيون عالمياً يقدّرون أن 40% من القوى العاملة لديهم سيحتاجون إلى إعادة تأهيل مهاراتهم خلال السنوات الثلاث المقبلة لتتناسب مع الجديد الذي تطرحه تطبيقات الذكاء الاصطناعي. مع أن هذه النسبة تبدو كبيرة، فإن الطلب على القوى العاملة اليوم يمثل فرصة لتمكين مجموعة جديدة من الناس من دخول الوظائف المرغوبة والمعتمدة على مهارات الذكاء الاصنطناعي.

لا شك أن لهذه التكنولوجيا فوائد جمّة، من تشخيص الأمراض إلى التنبؤ بالزلازل، إلاّ أن الأعطال المحتملة واردة، وهنا يبدو وجود العنصر البشري أساسياً لتوجيه كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي وتقنياته، وفقاً لتقرير دافوس.

*مخاطر داهمة أبرزها المعلومات المضللة
مخاطر عشرة يناقشها المؤتمر، تتصدرها المعلومات المضللة والمغلوطة، تليها أحوال الطقس المتطرفة، والاستقطاب المجتمعي المعروف بظاهرة الشعبوية، وانعدام الأمن السيبراني، والنزاع المسلح بين الدول، وانعدام الفرص الاقتصادية، والتضخم، والتهجير القسري، والانكماش الاقتصادي، والتلوث.

ارتفاع وتيرة انتشار الأخبار الزائفة تأتي على رأس المخاوف في صفوف الحشد المشارك، بحسب استبيان، ما يؤشر إلى استمرارية هيمنة المخاطر السياسية على القمة التي ستقام في جبال الألب، إذ يقوض الاستخدام الواسع النطاق للمعلومات المضللة والمغلوطة شرعية الحكومات المنتخبة حديثاً، ويؤجج احتجاجات عنيفة، وربما يعزز الإرهاب، بحسب المنتدى.



*من سيشارك بفعاليات المؤتمر؟
نسخة هذا العام يشارك فيها أكثر من 300 شخصية عامة، من بينهم أكثر من 60 رئيس دولة وحكومة، ومن بين القادة السياسيين المشاركين رؤساء كل من المفوضية الأوروبية وفرنسا وبولندا وصربيا وأوكرانيا والأرجنتين، إلى جانب رؤساء وزراء الصين وكوريا الجنوبية وإسبانيا وقطر والعراق والأردن.

وبعد أن حملت النسخة الماضية شعار “التعاون في عالم متشرذم”، تأتي نسخة هذا العام بعنوان “إعادة بناء الثقة”، بما في ذلك ترسيخ مبادئ الشفافية والاتساق والمسؤولية.

*هل يشكل المؤتمر فرصةً لخارطة السلام الأوكرانية؟
تسعى أوكرانيا إلى الاستفادة من التجمع السنوي لقادة السياسة والأعمال في دافوس هذا الأسبوع، لتجديد الدعم وجذب المزيد من الاهتمام إلى معركتها مع روسيا.

يُتوقع أن يحضر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي يواصل الترويج لصيغة السلام الأوكرانية المكونة من 10 نقاط، جانباً من فعاليات المنتدى لعقد اجتماعات ثنائية وإلقاء خطاب سيحظى بالمتابعة. كما ستستضيف سويسرا موائد مستديرة للمستثمرين والمديرين التنفيذيين، تركز على إعادة الإعمار بعد الحرب، واستخدام الأصول الروسية المجمدة.

يأتي هذا وسط أزمات عالمية متفاقمة، على رأسها حرب إسرائيل في غزة، وهجمات جماعة الحوثيين في البحر الأحمر التي قلبت التجارة العالمية رأساً على عقب، واحتمال فوز دونالد ترمب بفترة أخرى في الانتخابات الرئاسية التي تُجرى بوقتٍ لاحق من العام الجاري.

*ماذا حقق المنتدى الأخير؟
أطلق منتدى دافوس عدداً من المبادرات خلال العام الماضي، شملت توظيف أكثر من 54 ألف لاجئ عبر “تحالف توظيف اللاجئين”، واستخدام الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بحرائق الغابات عالمياً في ظل تكلفتها المرتفعة التي تتخطى 50 مليار دولار سنوياً، وإطلاق تحالف لتحسين جودة الهواء عبر سلاسل التوريد العالمية، في وقت يعيش 99% من سكان العالم في أماكن تتجاوز فيها مستويات التلوث الحدود الآمنة لمنظمة الصحة العالمية.

كذلك، واصل المنتدى العام الماضي مساهمته في التحالف العالمي لتعزيز القدرة التنافسية في تجارة المنتجات الزراعية والغذائية في البلدان النامية والأقل نمواً ونجح التحالف في تنفيذ 14 مشروعاً في هذا الإطار، كما أطلق مبادرة لتمويل مشاريع الطاقة المتجددة في بعض الاقتصادات الناشئة والنامية مثل البرازيل، والهند، وإندونيسيا، وجنوب أفريقيا.

*محطات من دافوس على مدى 5 عقود
أُسّس المنتدى في 1971 على يد بروفيسور الاقتصاد الألماني كلاوس شوب كمؤسسة غير ربحية باسم منتدى الإدارة الأوروبية. لاحقاً، ولكي يعكس شمولية نظرته العالمية، قام المنتدى بتغيير اسمه إلى منتدى الاقتصاد العالمي مع بداية نهاية الحرب الباردة عام 1987.

ساهم المنتدى بحمل عدد من القضايا السياسية والمالية والصحية، من بينها توطيد السلام بين تركيا واليونان إثر اجتماعات بين رئيسي الوزراء التركي تورغوت أوزال واليوناني أندرياس باباندريو على هامش المنتدى في 1988، وإصلاح النظام المالي العالمي في أعقاب الأزمة المالية التي أثرت على الأسواق الناشئة وخاصة آسيا في التسعينيات. كما اتخذ التحالف العالمي للقاحات والتحصين المناعي في عام 2000 من المنتدى فرصةً لإطلاق برامج تلقيح ملايين الأطفال ضد الأمراض.

في 2007 توج المنتدى علاقته طويلة الأمد مع الصين بإنشاء “قمة الأعمال الصينية” السنوية، أو ما يعرف بـ”دافوس الصيفي” السنوي. وبعد سنوات، بدأت جائحة كورونا من الصين، واستجابةً للجائحة عُقد “دافوس” افتراضياً للمرة الأولى عام 2021.

بعدها بعام، كان لدافوس وقع مختلف حيث عُقد خلال ربيع جبال الألب للمرة الأولى، واضعاً حرب أوكرانيا وتداعياتها على الاقتصاد العالمي على رأس جدول أعمال المنتدى.

وفي 2023 عاد الاجتماع السنوي الثالث والخمسون إلى موعده التقليدي في يناير بعنوان غلبت عليه أهمية التعاون والتكاتف لحل الصراعات والأزمات في عالم متشرذم.

المصدر: السومرية العراقية

كلمات دلالية: الاقتصاد العالمی الذکاء الاصطناعی منتدى الاقتصاد أکثر من

إقرأ أيضاً:

وزير التعليم العالي يشارك "عن بُعد" في المنتدى النووي الدولي الثاني للشباب بروسيا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شارك الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، في المنتدى النووي الدولي الثاني للشباب "أوبنينسك الجديد24 " والمقام بمدينة "أوبنينسك"، أول مدينة علمية روسية، في الفترة من 24إلى 29 من يونيو الجاري، وذلك من خلال كلمة ألقاها الوزير (عن بُعد) ضمن أعمال الجلسة العامة للمنتدى حول "المهارات المستدامة من أجل انتقال عادل للطاقة وتقنيات الطاقة النظيفة".

وفي كلمته، أكد الدكتور أيمن عاشور أن تحول الطاقة بمثابة تحول هيكلي للتوازن العالمي للطاقة، بما يؤدي لتقليل استخدام حصة الوقود الأحفوري وزيادة الاعتماد على استخدام الطاقة الخضراء والمستدامة لمواجهة التحديات المناخية. 
وأضاف الوزير أن الحاجة إلى توسيع قاعدة التعاون المُشترك في قطاع الطاقة النظيفة أصبح أمرًا جوهريا للتنمية الاقتصادية والاستقرار الاجتماعي وخدمة مصالح الأمن القومي والرفاهية لمختلف دول العالم وذلك من خلال التعاون المشترك بين المؤسسات التعليمية لتعليم وتدريب الشباب وإعداد الكوادر والمتخصصين في هذا المجال.
وأكد الدكتور أيمن عاشور ضرورة الاستفادة من التعاون بين دول البريكس في مجال التعليم العالي والبحث العلمي وتسخير كافة الخبرات والكفاءات والإمكانات لضمان التحول الأخضر لسوق العمل.
وألقى الوزير الضوء على التعاون المصري الروسي لتحسين البرامج التكنولوجية وإنشاءاستراتيجيات جديدة وتحديد الأهداف التعليمية التي تخدم المشروعات الإستراتيجية في هذا المجال، مثمنًا جهود الشريك الروسي في مشروع (الضبعة)، والذي يجري تنفيذه من قبل مؤسسة روس آتوم الروسية والذي يسهم في توفير الآلاف من فرص العمل، فضلًا عن المساهمة في توفير احتياجات جمهورية مصر العربية من الطاقة.
تأتي مشاركة الدكتور أيمن عاشور؛ تلبيًة للدعوة التي وجهتها مؤسسة "روس آتوم" الرائدة في مجال الطاقة النووية لوزير التعليم العالي والبحث العلمي خلال زيارته الأخيرة لدولة روسيا الاتحادية مطلع يونيو الجاري.

يذكر أن قطاع الشؤون الثقافية والبعثات برئاسة الدكتور شريف صالح قام بالتنسيق والإعداد لمشاركة وزير التعليم العالي والبحث العلمي في فعاليات المنتدى بالتعاون مع المكتب الثقافي المصري بموسكو.

وتضمنت فعاليات المنتدى الاحتفال بالذكرى الـ70 لإنشاء أول محطة للطاقة النووية في العالم، وفي هذا السياق قام الدكتور محمد السرجاني الملحق الثقافي - مدير مكتب البعثة التعليمية بموسكو ممثلاً عن وزير التعليم العالي والبحث العلمي بوضع شجرة باسم جمهورية مصر العربية في معهد روس آتوم للتكنولوجيا بمدينة أوبنينسك الروسية؛ احتفالًا بهذه المناسبة.    

يذكر أن المنتدى النووي الدولي الثاني للشباب بروسيا يقام كل عشر سنوات، ويعد منصة لمناقشة قضايا الابتكارات التكنولوجية الرئيسية والتعليم في الصناعات النووية العالمية، ويشارك بنسخته الثانية خبراء وعلماء شباب ومتخصصون وطلاب من أكثر من 75 دولة حول العالم.

 

مقالات مشابهة

  • برلمانية: تنفيذ توصيات الحوار الوطني أولويات على أجندة الحكومة الجديدة
  • مستقبل الأمن السيبراني على مائدة المؤتمر العالمي للجوال في شنغهاي
  • تحرش وتمييز عنصري في منتدى دافوس
  • 500 مليون دولار وفورات “أدنوك”من تطبيق 30 أداة للذكاء الاصطناعي
  • أجندة التوسع الإسرائيلي.. حرب غزة والطاقة واحتياطات الغاز
  • خبير اقتصادي يرصد أبرز الملفات المطروحة أمام الحكومة المرتقبة.. أبرزها زيادة الصادرات
  • QNB يتوقع تحسن الاقتصاد العالمي
  • "وول ستريت جورنال": موظفو منتدى دافوس يتهمون مؤسسه وإدارته بالتمييز والتحرش
  • كورسيرا 2024.. مصر تحقق قفزة هائلة في التعليم الرقمي والذكاء الاصطناعي
  • وزير التعليم العالي يشارك "عن بُعد" في المنتدى النووي الدولي الثاني للشباب بروسيا