الدوحةـ "الجسد هنا والروح في غزة، داخلي غصة من الحزن، وأشعر بالقهر" بهذه الكلمات وصف الفلسطيني أحمد مطر حياته بعيدا عن وطنه، ومعاناة كل مواطنيه الذين ترعرعوا في الغربة بعيدا على بلادهم ولا يستطيعون العودة إليها.

وتربى مطر (36 عاما) في قطر، وعاش شبابه وحياته حتى الآن فيها، إلا أنه يشعر بحزن وقهر شديدين لعدم تمكنه من تحقيق حلمه الذي يعيش من أجله، وينتظر اليوم الذي سيعود إلى وطنه فلسطين.

ويقول للجزيرة نت "إن عدم تمكني من الذهاب إلى فلسطين يشعرني بالقهر، وعندما يأتي المنتخب الفلسطيني إلى الدوحة لا أستطع إلا تلبية النداء، والذهاب إليه ودعمه، لكن الفرحة بالمنتخب ودعمه ناقصة، ولن تكتمل إلا بنصرة أهل غزة وإنهاء العدوان عليهم".

الشباب الفلسطيني لم يطاوعه قلبه في ترك دعم منتخب بلاده بكأس آسيا لكرة القدم في أولى مبارياته ضد إيران بالمجموعة الثالثة، وحضر مرتديا الكوفية الفلسطينية وحاملا علم بلاده إلى ملعب المدينة التعليمية، متراجعا عن مقاطعته للبطولة بسبب الأوضاع المأسوية التي يعيشها قطاع غزة.

مطر يحلم باليوم الذي يعود إلى وطنه فلسطين (الجزيرة) دعم القضية

كان مطر ينوى مقاطعة البطولة الآسيوية لحزنه على مشاركة بلاده في ظل ما يحدث من عدوان على قطاع غزة، ولكنه عندما فكر في الأمر وجد أن المشاركة أفضل لدعم القضية الفلسطينية، ورأى أنه من الضروري الحضور ودعم المنتخب والقضية في نفس الوقت، خاصة أن البطولة يشاهدها العالم، والفلسطينيين شعب يحب الحياة ومن حقه أن يفرح ويدعم القضية في الوقت نفسه.

كما أن وجود منتخب بلاده في البطولة الآسيوية يسلط الضوء أكثر على القضية الفلسطينية، ويعطيها زخما كبيرا، ويؤكد أن الشعب الفلسطيني ليس مجرد أرقام، أو شعب حروب فقط.

وقد انعكس فقدان 3 من أبناء الخالة، واعتقال رابع من أبناء العمومة، ملامح حزن وحسرة على وجه مطر، ولكنه لم يؤثر في إيمانه ودعمه لقضية بلاده، وتعاطفه مع أقاربه وإخوانه في قطاع غزة الذين يعيشون أوضاعا مأساوية، وتمنى أن ينتهي هذا العدوان في أقرب وقت.

خليفة حرص على اصطحاب عائلته لتشجيع فلسطين ودعم قطاع غزة (الجزيرة) هتاف وتأييد

وعلى غرار مطر، حضر الفلسطيني ياسر خليفة بصحبة عائلته إلى ملعب المباراة، لتشجيع منتخب بلاده، ورفع راية فلسطين والهتاف باسمها في كل مكان سواء في فعالية رياضية أو غيرها.

ويقول خليفة للجزيرة نت إن حضوره لتأييد منتخب "الفدائي" نوع من الدعم لقطاع غزة وما يتعرض له من عدوان غاشم، وكذلك للقضية الفلسطينية التي يدعمها جميع الفلسطينيين منذ عام 1948.

ويضيف أنه منذ انتقاله إلى الدوحة قبل 4 سنوات، دائما يحاول حضور مختلف المحافل لدعم القضية الفلسطينية، ورفع اسم بلاده حتى يظل موجودا على الساحة والخريطة العالمية.

ونجله حمزة -الذي لم يتخط السنوات الست- حضر مع والده لدعم فلسطين، وهو يعي القضية جيدا، ويقاطع كل الشركات الداعمة للحرب على قطاع غزة، في وقت يؤيد شقيقه وليد حديث والده عن ضرورة دعم المنتخب ورفع راية فلسطين بالبطولة الآسيوية كونها بطولة يراها كل العالم، بينما شددت زينة على دعمها لقطاع غزة وحزنها على الأطفال الذين قتلوا دون ذنب.

وعلى دعم منتخب فلسطين والقضية وإدانة العدوان على غزة، اتفقت الجماهير التي حضرت المباراة سواء فلسطينية أو إيرانية، أو حتى الجماهير العربية في الدوحة والتي حضرت لمساندة فلسطين خارج الملعب، برفع الأعلام والشعارات الداعمة، أو داخله بالهتافات المؤيدة لفلسطين.

والتقدم المبكر لإيران بهدفين جعل جماهير المنتخبين تبتعد عن التعصب الكروي، وتتفق على تأييد القضية الفلسطينية سواء من خلال رفع علم ضخم لدولة فلسطين أو ارتداء الكوفيات الفلسطينية، والهتاف باسم فلسطين.

مهدي زاهدي حرص على رفع العلم الفلسطيني إلى جوار علم بلاده (الجزيرة) دعم إيراني

وحضر المشجع الإيراني مهدي زاهدي لمؤازرة منتخب بلاده في المباراة، وهو يحمل علمي إيران وفلسطين معا، مظهرا دعمه القوي للقضية الفلسطينية ورفضه الشديد للعدوان على قطاع غزة.

ويقول زاهدي إن الشعب الإيراني كله يشعر بتعاطف كبير مع الشعب الفلسطيني، ويؤيد القضية الفلسطينية التي هي قضية كل العالم الإسلامي.

ويضيف: نأمل في إيران أن يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه، وأن ينتهي هذا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي يودي بمئات الشهداء يوميا.

أما المصري أحمد يحيى -الذي حضر مع طفليه الصغيرين- فيؤكد أن دعم المنتخب الفلسطيني مساندة للقضية وتعاطف مع أهل غزة الذين يتعرضون يوميا لمذابح جماعية وإبادة من الاحتلال الإسرائيلي.

ويؤكد يحيى أن القضية الفلسطينية قضية كل العرب.

الجماهير الفلسطينية ساندت "الفدائي" والقضية من مدرجات ملعب المدينة التعليمية (الجزيرة) رسالة واضحة

ويرى الشاب الفلسطيني محمد ديب أن رفع علم بلاده ودعم المنتخب في مباراته أمام إيران هو أقل ما يمكن تقديمه إلى القضية الفلسطينية "وأهلنا في قطاع غزة الذي يعيش أوضاعا مأساوية".

ويقول ديب (24 عاما) -للجزيرة نت- إن رسالته من حضوره إلى المباراة هي دعم القضية الفلسطينية الأبدية وتسليط الضوء على العدوان الإسرائيلي.

ويتابع أن "وجودنا ودعم منتخبنا سيظهر للعالم أجمع أن الفلسطينيين في كل مكان، وأنهم يدافعون عن قضيتهم، ولن ينسوها أبدا".

وقد خرجت مباراة فلسطين وإيران بصورة جماهيرية رائعة في دعم القضية الفلسطينية وقطاع غزة، كما قدمت وجبة كروية دسمة انتهت بفوز إيران (4-1) في أولى مباريات الفريقين بالمجموعة الثالثة من البطولة القارية المقامة في قطر والمستمرة حتى 10 الشهر المقبل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: دعم القضیة الفلسطینیة على قطاع غزة دعم المنتخب منتخب بلاده

إقرأ أيضاً:

وزيرا خارجية السعودية وفرنسا يبحثان “مؤتمر تسوية القضية الفلسطينية”

السعودية – بحث وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو، العلاقات الثنائية والجهود المبذولة لعقد مؤتمر لتسوية القضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، المقرر في يونيو/ حزيران المقبل برئاسة مشتركة.

وجاء ذلك خلال استقبال بن فرحان لبارو، امس الجمعة في العاصمة الرياض، ضمن زيارة يجريها الوزير الفرنسي إلى السعودية قادماً من الإمارات، في إطار جولة شرق أوسطية شملت العراق والكويت.

وأفادت الخارجية السعودية، في بيان عبر منصة “إكس”، أن الوزيرين استعرضا العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، وبحثا الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها الأوضاع الحالية في قطاع غزة.

كما تطرقا إلى الجهود المبذولة لعقد مؤتمر تسوية القضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين المقرر عقده في يونيو المقبل، برئاسة مشتركة بين السعودية وفرنسا، دون تحديد مكان انعقاده، وفق البيان.

وتأتي جولة الوزير الفرنسي في إطار تحركات باريس بشأن المؤتمر الدولي حول حل الدولتين، الذي أعلن عنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في 9 أبريل/ نيسان الجاري، خلال زيارته إلى مصر.

وأشار ماكرون، إلى أنه سيرأس المؤتمر بالاشتراك مع السعودية.

وفي 10 أبريل، أعلن ماكرون، أن بلاده قد تعترف بدولة فلسطين خلال الأشهر المقبلة، وذلك في مقابلة مع قناة “فرانس 5” عقب زيارته لمصر وأشار إلى أن ذلك قد يكون خلال مؤتمر دولي حول حل الدولتين في يونيو المقبل.

وفي تصريح له عام 2024، قال ماكرون إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية ليس “محرما” بالنسبة لفرنسا.

ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، عززت المعارضة في فرنسا دعواتها للاعتراف الفوري بدولة فلسطين.

وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 168 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • نميرة نجم توضح تفاصيل جلسات الاستماع أمام المحكمة بشأن القضية الفلسطينية
  • جهود دبلوماسية بالدوحة وتقدم نحو وقف إطلاق النار في غزة.. ماذا يحدث؟
  • أحمد مالك من مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير: لم تعد المشاركة في الأعمال العالمية تهمني بسبب مواقفهم من القضية الفلسطينية
  • أحمد مالك: لم أعد مهتما بالمشاركة في الأعمال العالمية لموقفهم من القضية الفلسطينية
  • فلسطين وسوريا تتصدران مباحثات قطرية تركية رفيعة بالدوحة
  • رسالة إلى العالم.. طلاب بورسعيد يدعمون القضية الفلسطينية على طريقتهم
  • سفير الفاتيكان بالقاهرة: الكنيسة تشدد على موقف البابا فرنسيس تجاه القضية الفلسطينية
  • الخارجية تنعي اثنين من المواطنين ارتقيا خلال مشاركتهما في دعم القضية الفلسطينية
  • وزيرا خارجية السعودية وفرنسا يبحثان “مؤتمر تسوية القضية الفلسطينية”
  • عربية النواب: مصر ترفض تصفية القضية الفلسطينية ولن تتخلى عن دعم الأشقاء