سواليف:
2025-03-06@13:16:39 GMT

مبتدأ وخبر

تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT

#مبتدأ_وخبر د. #هاشم_غرايبه

المبتدأ: رأيت مرة قطة كانت تحمي صغارها، تهاجم كلبا هائل الحجم بشراسة أذهلته، لدرجة أنه ولى هاربا.
لا شك أنها تعلم أنه لا يمكنها التغلب عليه في ميزان التفاضل في القوة، لكن شجاعتها كانت هي الفيصل في هذا الصراع، فعندما وجد الكلب بأنها صامدة حتى النهاية، أيقن بأنه سيدفع ثمنا غاليا لعدوانه فانسحب.


الخبر: يسود اعتقاد على نحو واسع، بأن أية إجراءات قانونية تبذل لوقف العدوان وإدانته ستبوء بالفشل، كون المنظمات القضائية الدولية مرتهنة للإرادة الغربية، حيث أن مصطلحات مثل (العدالة الدولية) و(الشرعية الدولية) مفرغة من معانيها، ولا توظف إلا لمصلحة الدولة العظمى وأتباعها الأوروبيين.
هذه المعلومة هي التي تتذرع بها الأنظمة الحاكمة للشعوب الإسلامية والعربية، لتبرير التقاعس عن التقدم بالشكاوي ومقاضاة المعتدين على الأمة في كل مرة تتعرض للعدوان، وآخرها العدوان على القطاع، فإن كانت ذريعتها بالتخلي عن واجب نصرتها لأمتها هي عدم تكافؤ القوى (وهي حجة أقبح من الذنب ذاته)، فما هو تبريرها للتقاعس عن تقديم الدعاوي الى المنظمات الحقوقية الدولية المعنية!؟.
الحقيقة الظاهرة للجميع أن سبب ذلك التقاعس هو الرضوخ للإملاءات الغربية بتجنب نصرة أهل القطاع ولو حتى إعلاميا ناهيك عن مقاضاة المعتدي، وهذه المعلومة ليست سرا، فقد أعلنها رئيس وزراء الكيان اللقيط على الملأ، لذلك وجدنا كل الأنظمة العربية والاسلامية آثرت السلامة فاستجابت وصمتت، فلم يجرؤ أي منها حتى على استنكار العدوان، ناهيك عن التقدم بالشكوى.
حتى سلطة عباس التي يفترض أنها تملك الولاية، ويفرض الواجب عليها ذلك، نأت بنفسها ولم تعلن حتى مشاركتها مع جنوب أفريقيا بالشكوى.
هذا التهديد والتخويف للأنظمة يدل على أن الكيان اللقيط وحماته يخشون المقاضاة، وذلك للأسباب التالية:
1 – بالرغم من سيطرة أمريكا على مدعي عام الجنائية الدولية “كريم خان”، مما أخرسه عن الاضطلاع بمسؤلياته التي توجب عليه التحرك العاجل عند حدوث انتهاكات للقانون الدولي باستهداف المدنيين في الحروب، إلاّ أن مجرد تقديم نظام سياسي الى المحكمة الدولية بتهمة الإبادة الجماعية، ومن قبل أن يحكم بنجاحها أو بفشلها، هو بحد ذاته عقوبة لكيان يدعي أنه الأكثر ديموقراطية في منطقته، ولجيش يقول عن نفسه أنه الأكثر أخلاقية.
هذا ما دعا الكيان اللقيط الى تهديد من يفكر بالتقدم بدعوى مقاضاة ضده، لأنه يريد إبقاء هذه الصورة الكاذبة المصنعة في الغرب المنافق، لأن انكشاف كذبها سيحدث تحولا كبيرا في الرأي العام للشعوب الغربية، وبالتالي سيخسر ذلك التأييد الغربي الكاسح، الذي ناله بسبب غفلة تلك الشعوب وانسياقها وراء الإعلام المضلل بلا تفكير.
2 – تشكل هذه القضية ضربة موجعة للإعلام الغربي، الذي اتبع أسلوب “غوبلز” في تكرار الكذبة مرة بعد مرة لكي ترسخ في ذهن المتلقي وكأنها حقيقة، مما يضع المليارات التي صرفت على ذلك في مهب الريح، لأن هبة خفيفة من رياح الحقيقة تذهب بأكوام من الكذب الى المزبلة.
3 – هكذا ورغم كل التحوطات والقيود التي ربطت أمريكا بها الزعامات الإسلامية، جاءهم الله من حيث لم يحتسبوا… من دولة تبعد آلاف الأميال عن الحدث، وليست دول اسلامية، بل ولا يربطها رابط مع المنطقة، سوى رابط الأخوة الإنسانية، ووحدة المصاب، فقد اكتوت بنفاق الغرب وتحيزه للظلم إبان نظام التفرقة العنصرية، ونالها الكثير من ويلات الإبادة العرقية، فلما رأت شبيها لها مما يحدث في القطاع، هبت لإنسانيتها، ولم تفلح كل الضغوط والإغراءات بثنيها عن عزمها.
هكذا رأينا بأعيننا كيف يقيض الله من يشاء لنصرة عباده المخلصين، فكل ما في الأرض والسموات جند له، ومثلما سخر “النجاشي” في فجر الدعوة لنصرة عباده المستضعفين وإيوائهم، كذلك سخر الأحرار في جنوب أفريقيا وأمريكا اللاتينية لنصرة من لم ينتصر لهم إخوتهم وأهلوهم رغم قدرتهم على ذلك.
وليتعلم البشر أن القوة العسكرية لا تفرض الحق، بل إن الحق يعلو ولا يعلى عليه، ومهما كان خصم الظالم صغيرا أو ضعيفا، فعندما يكون الحق معه تتضاعف قوته، فالحق وصاحبه اثنان.
وقديما قال المتنبي: لَا تَحْقَرَنَّ صَغِيْرًا فِيْ مُخَاصَمَةٍ … إِنَّ البَعُوْضَةَ تُدْمِيْ مُقْلَةَ الأَسَدِ.

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

بين جحيم ترامب، وتهديد حميدتی!!

عقب فوزه بنتاٸج الإنتخابات وقبل أن يٶدی اليمين رٸيساً لأمريكا، أطلق الرٸيس دونالد ترامب تهديده أن يفتح (أبواب الجحيم) علی منطقة الشرق الأوسط مالم تُطلِق حماس سراح الأسریٰ الإسراٸيلين لديها !!

ثمَّ سارت المفاوضات فی جولتها الأولیٰ بشروط حماس، ومضت إلیٰ غاياتها رغم عراقيل نتنياهو وتزمته، ولكن بقيت عبارة ترامب (فتح أبواب الجحيم) حاضرةً علی لسان قادة إسراٸيل فكررها نتنياهو، أكثر من مرة وكذلك فعل وزير دفاعه كاتس ووزير ماليته سموتريش وغيرهم من قادة الإحتلال الصهيونی لينشأ السٶال، هل مفاتيح أبواب الجحيم بيد ترامب وأصدقاٸه الصهاينة؟؟

ونحن بالقطع نعلم يقيناً بأن كل ما يظنونه جحيماً قد فتحوا أبوابه علی الشعب الفلسطينی منذ قيام الكيان الصهيونی فی أرض فلسطين المغتصبة، ولم يصلوا إلی مبتغاهم فی تهجير أصحاب الأرض والحق عن أرضهم وديارهم لأن ذلك لم يكن وارداً أبداً فی مخيلة الفلسطينيين مهما إشتدَّ عليهم البطش والقهر والعسف، ولم تُجدِ الإغراءات معهم نفعاً، ولم يزحزحهم كل الإبتزاز الرخيص قيد أنملة عن موقفهم الثابت رغم الخذلان المبين من أغلب الإخوة العرب، ولم يجزعوا من سلسة الإغتيالات التی طالت كبار قادتهم، ولم تروعهم أنهار الدماء التی سالت من الشهداء أطفالاً وشيوخاً ونساء فضلاً عن الشباب المقاومين، وبالتالی لم يأبهوا للتهديد الأجوف بفتح أبواب الجحيم!! وهم قد خبروا كل انواع القصف والتدمير والقتل وهدم المنازل ونسفها وتجريف شجر الزيتون والإعتقالات والإغتيالات، والتجويع، فعن أی جحيم يتحدثون؟

ونحن فی بلادنا، لم يكن ليجول بخاطر أشدَّ المتشاٸمين مِنَّا أن تقع مثل هذه الحرب التی تدور فی ربوع بلادنا من أقصاها إلیٰ أقصاها، حتَّیٰ بعد تهديد المجرم النَّهاب حميدتی كبير مليشيا آل دقلو، بأن عماراتنا ستسكنها الكدايس وأن علی الناس أن يعملوا حسابهم!!

– وها هی الحرب قد وقعت بأمر الله لحكمةٍ يعلمها هو وحده لا شريك له. لِّیَقۡضِیَ اللهُ أَمۡراً كَانَ مَفۡعُولاً لِیَهۡلِكَ مَنۡ هَلَكَ عَنۢ بَیِّنَةࣲ وَیَحۡیَىٰ مَنۡ حَیَّ عَنۢ بَیِّنَةࣲ وَإِنَّ اللهَ لَسَمِیعٌ عَلِیمٌ، والحمد لله ولم ينل الباغی ثمرة بَغْيِهِ،إذ لم تكن عماراتنا من نصيب (الكدايس) بين قوسين (عُربان الشتات) كما هددنا، بل صارت للأوباش فخاً كبيراً من ماركة أم زريدو، حيث يفتك جيشنا بكل متمرد فی أی بقعة من بقاع بلادنا، بلا إستثناء، لكی تدور الدواٸر علی الباغی، أينما كان وحيثما حلَّ، ولا يبتعد تهديد ترامب المتغطرس عن تهديد حميدتی الغبی فكلاهما مغرور بقوته وجبروته وماله، وكلاهما ينسی أن الله هو الجبار ذو القوة المتين وهو القاهر فوق عباده وبيده وحده سبحانه ملكوت السمٰوات والأرض ومابينهما.

وكما يتحدث الناس عادةً عن اليوم التالی،فإن كل مواطن فی بلادنا يعرف ما ينظره فی اليوم التالی بعد نهاية (حرب الكرامة) فليس من الكرامة أن نجرِّب المُجرَّب، وليس من الكرامة أن نصفح عن المجرمين أو أن نصافح المتعاونين معهم، أو أن نعود للمشاكسات الحزبية التی ذقنا ثمارها المُرَّة، وليس من الكرامة أن نتناسی تضحيات جيشنا ولا دماء شهداٸنا، ولا أن نتجاهل مواقف الدول الصديقة والشقيقة التی ساندتنا فی المحافل الدولية أو آوت اللاجٸين والنازحين من سعير الحرب، ولن نفتح أبواب الجحيم علی الدول التی دعمت التمرد لأننا نعلم إن مفاتيح الجحيم ليست بيدنا لكننا لن ننسیٰ ولن نغفر لهم ولدينا ما نبادلهم به من أذیٰ، وهم -قبل غيرهم – يدركون مغبة كسب عداوة دولة مثل بلادنا وشعب مثل شعبنا.

-النصر لجيشنا الباسل.

-العزة والمنعة لشعبنا المقاتل.

-الخزی والعار لأعداٸنا وللعملاء

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • بين جحيم ترامب، وتهديد حميدتی!!
  • شاهد| أهم الأشياء التي تقي من التأثر بالضلال
  • أمين سر إسكان النواب: مصر تقود العالم لنصرة القضية الفلسطينية وإعمار غزة
  • الرئيس اللبناني يؤكد ضرورة توحيد الجهود العربية لنصرة فلسطين
  • حماس: نرحب بخطة إعادة إعمار غزة التي اعتمدتها القمة العربية
  • المحيبس.. لعبة رمضان التي يجتمع عليها العراقيون (صور)
  • وادي محرم.. البلاد التي نُغادرها ولا تُغـادرنا
  • نص كلمة السيسي التاريخية في القمة العربية الطارئة لنصرة فلسطين
  • جنوب أفريقيا.. نموذج للصمود أمام الضغوط الدولية
  • خلفا لسلام.. محكمة العدل الدولية تنتخب يوجي رئيسا لها