صديق الزيلعي
تواصل الحرب الكارثية، وتمددها المستمر الي مناطق جديدة، يهدد بالدمار الكامل لبلادنا. لقد تخطى الخراب، اجبار الملايين للهرب من مناطقهم، واستمرار القتل العشوائي، وتخريب البنيات الأساسية، وتحطيم النظام الصحي وتقويض النظام المصرفي وانعدام ضروريات الحياة. وتمضي عجلة الهلاك، التي لا ترحم، لإفشال الموسم الزراعي، وزيادة عدد الجوعى، وتعطيل وصول المساعدات الإنسانية الضرورية والعاجلة.

هناك ما هو أمر وأشق من الوجع نفسه، وهو ما قاله البروفسير حامد التجاني على راديو دبنقا هو 120 مليار دولار ما يعادل ميزانية 12 عاما. وان بلادنا تحتاج عشرين عاما للتعافي. كل هذه المخاطر، غير المسبوقة، تحتاج الوضوح التام حول كيفية ايقافها، ومن الذي يقوم بذلك، والمناهج التي سيستخدمها لتحقيق ذلك.
نشرت، في الأيام القليلة الماضية، مجموعة من المقالات حول تجارب بعض البلدان التي مرت بظروف وتحديات مشابهة. عرضت خبرات القوي المدنية في جنوب افريقيا وشيلي والأرجنتين وكوريا الجنوبية. هناك تساؤل مشروع، وردني من صديق، باننا نواجه حرب بين جيشين. نعم التساؤل مشروع وفي الخطة عرض تجربة سيراليون، لان بها جانب يتعلق بالتدخل الدولي لإيقاف الحرب. ولكن التجارب مهمة لان مهمة الحرب هي ضرب الثورة وانهاء عملية الانتقال الديمقراطي. الأمثلة التي عرضتها، فيها حرب النظام العسكري على شعبه، وقتل واختفاء مئات الألوف من المواطنين، الذين وجدت بقاياهم في مناطق نائية، بعد اسقاط الدكتاتورية. ليس الهدف نقل تلك التجارب بحذافيرها، لان كل بلد يتميز بخصوصية، تجعل من المستحيل محاكاة أو نقل تجربة بلد آخر. الهدف هو استيعاب الدروس العامة، والسمات التي أصبحت مشتركة بين مخلف التجارب، مما يجعل من الممكن البناء على أسسها العامة، وتطويعها للخصوصية الذاتية. فمثلا أحد أهم الدروس الذي تواتر في كل التجارب هو: تشتت القوي المدنية يعني استمرار الدكتاتورية، اما وحدتها فتعني عزل النظام عن أي قواعد شعبية، مما يسهل اسقاطه، ولا يعطيه أي هامش للمناورة. من الدروس الأخرى ان أجهزة أمن السلطة تعمل بكل طاقاتها لخلق العداوات بين القوي المدنية، واشعال الخلافات، بهدف ضربها ببعضها البعض. والدرس الثالث ان التفاوض مع النظام، وهو في حالة تراجع، عملية معقدة تحتاج لذكاء وقوة من المفاوضين، وضرورة اخطارهم لجماهير الشعب بكل ما يدور في الغرف المغلق. وان يستمر العمل الجماهيري في شكل مظاهرات واعتصامات واضرابات وبيانات، والا يتوقف الا بعد اسقاط النظام. والدرس الأخير ان العنف من السلطة او المعارضة هو ما يشوه معركة التغيير ويحرفها عن طريق الانتقال الديمقراطي ويحول المسألة الى حرب أهلية تدمر كل المؤسسات والأجهزة.
التحدي الآن امام القوى المدنية ان تتوحد من أجل إيقاف الحرب. لم تعلن أي قوة سياسية أو مدنية تأييدها لاستمرار الحرب، ما عدا الاسلامويين. هذا يؤكد ان هناك اتفاق حول هدف واحد محدد. تملك الحركة السياسية السودانية تجارب ثرة في التحالف من انجاز بند أو هدف واحد، كمؤتمر الدفاع عن الديمقراطية، هيئة التضامن مع الشعوب العربية الخ. لذلك العمل معا لإيقاف الحرب ليس بدعة. الملاحظ ان كل النقد الذي كتب عن اعلان أديس أبابا بين تقدم والدعم السريع تركز على الجانب السياسي ما يثبت ان لا خلاف حول إيقاف الحرب، ولكن الخلاف حول أي موقف سياسي آخر. وهذا يشكل أساسا صلدا للعمل معا. والعمل معا ليس بالضرورة تحالف كامل بأسس وأهداف بعيدة المدى. وانما يمكن ان يكون لجنة للتنسيق أو مظلة تعمل تحتها مجموعات مختلفة من اجل إنجاح هدف واحد ومحدد. وهل يمكننا ان نتعلم من تجربة الصين الشهيرة التي يطلق عليها: " نظامان وبلد واحد". فنظام الصين اشتراكي ويحكمها الحزب الشيوعي اما هونغ كونغ فرأسمالية، حتى النخاع.
يحمد لتنسيقية القوي الديمقراطية المدنية " تقدم" انها خلقت اختراق في الوضع السياسي.، وتقدمت الصفوف لكيلا تتحول المفاوضات الخاصة بالإيقاد أو منبر جدة، لتفاوض بين الطرفين المتحاربين، مما يساعدهما على اقتسام السلطة والافلات من العقاب. وأعتقد من واجب القوى السياسية التي تمت دعوتها مرارا، ان تتقدم وتجلس وتحاور وتنقد وتضيف وتحذف. هنا، الأمانة تقتضي، الإشادة بموافقة الحركة الشعبية شمال بقيادة الحلو وحركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور وحزب البعث (الأصل). وقبولهم التحدي بشجاعة للجلوس في طاولة مستديرة للحوار والاسهام في انقاذ هذا الوطن. ونقطة أخيرة لمن يخلقون تناقضا متوهما بين العمل الخارجي والعمل الداخلي، ان تجربة حكم الاسلامويين اثبتت فعالية المعارضة الخارجية والداخلية، وكيف كانتا تعملان في تناغم تام. بالإضافة لإمكانية الحركة الواسعة والحرة، وسهولة الاتصال بالقوى المؤثرة في الخارج.
علينا دعم توحيد المنابر، وان ندرس مظاهر ضعف وقوة منبر الايقاد، وكذلك مصادر قوة وضعف منبر جدة. وان نبني على نجاح تجربة مفاوضات التي أدت لتوقيع اتفاقية السلام الشامل. التي تمت عن طريق الايقاد، ولكن بدعم قوي من أمريكا واوربا والنرويج. وان تشجع فكرة احضار قوات دولية بالبند السابع من مجلس الأمن، رغم خطورة الفيتو في يد الصين وروسيا. أو من الايقاد بقوات افريقية. كما يوجد حل آخر هو الشركات الأمنية الضخمة التي نجحت في سيراليون، وتملك الكوادر والأدوات لإنجاز عملها، ولها تجارب في بقاع مختلفة من العالم، وتبلغ ميزانياتها المليارات من الدولارات.

siddigelzailaee@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

الحكومة توافق على مبادرة دعم القطاعات الصناعية ذات الأولوية.. ما شروطها؟

كتب- محمد أبو بكر:

ترأس الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، الاجتماع الأسبوعي للحكومة في مقرها بالعاصمة الإدارية الجديدة؛ وذلك لمناقشة عدد من الموضوعات والملفات.

ووافق مجلس الوزراء، على المُبادرة الجديدة لدعم ومُساندة القطاعات الصناعية ذات الأولوية، في صيغتها النهائية، بعد التوافق عليها من مختلف الجهات المعنية.

وتستهدف المُبادرة دعم الشركات من أجل التوسع في الصناعات ذات الأولوية، عبر تقديم تسهيلات تمويلية للقطاع الخاص لشراء الآلات والمُعدات أو خطوط الإنتاج، وقد قامت المجموعة الوزارية للتنمية الصناعية بتحديد 7 صناعات ذات أولوية، وهي: صناعة الأدوية، والصناعات الهندسية، والصناعات الغذائية، وصناعات الملابس الجاهزة والغزل والنسيج، والصناعات الكيماوية، وصناعات التعدين، وصناعة مواد البناء.

وتم استعراض أهم الاشتراطات والمحددات التي تتضمنها المُبادرة، والتي تشتمل على وضع حد أقصى لقيمة الدعم المقدم من خلال المبادرة، وحجم الائتمان المتاح في إطار المبادرة لكل عميل في ضوء حجم أعماله والقواعد المصرفية المُنظمة، إلى جانب وضع حد أقصى لمُدة الاستفادة من المبادرة، مع إعطاء أولوية للاستفادة من المبادرة للمنشآت المقامة في المناطق الأكثر احتياجاً للتنمية والأكثر عمالة، ومن بينها محافظات الصعيد، والمحافظات الحدودية، والمحافظات التابعة لإقليم قناة السويس، وجنوب محافظة الجيزة.

وتم تحديد شروط الاستفادة من المُبادرة، وتتضمن حصول الشركة على ما يفيد الانتهاء من الإنشاءات اللازمة والحصول على رخصة البناء، مع وجود فاتورة ضريبية للشراء المحلي للآلات والمعدات أو خطوط الإنتاج، على أن يتم وضع الآليات التنفيذية للمبادرة بالتنسيق بين وزارة المالية وكل من البنك المركزي ووزارة الصناعة والأطراف المعنية.

كما تم اعتماد مؤشرات قياس لأداء المبادرة لتقييمها بصفة سنوية على أرض الواقع، والوقوف على مدى الاستفادة المُحققة للاقتصاد القومي والشركات المُستفيدة منها.

اقرأ أيضًا:

أكثر من 1800 فرصة عمل متاحة برواتب مجزية والتقديم حتى هذا الموعد- التخصصات وخطوات التقديم

"فيضانات غير مسبوقة"..خبير يكشف مفاجأة بشأن مياه سد جبل الأولياء

رئيس الوزراء: اتفاق وقف إطلاق النار في غزة جاء بعد جهود مضنية لأكثر من عام

بعد ضمه للأوقاف.. أبرز المعلومات عن أكبر مسجد في مصر

الدكتور مصطفى مدبولي القطاعات الصناعية الصناعات

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة بتكلفة 120 مليون يورو.. الحكومة تمنح الرخصة الذهبية لإقامة مصنع خمائر بالنوبارية أخبار حدث ليلًا| بيان ثلاثي بشأن وقف إطلاق النار بغزة ومدبولي يستعرض سيناريوهات أخبار مدبولي يستعرض خطة هيئة سلامة الغذاء "2023 - 2026" أخبار افتتاح مصنع تجميع سيارات "جيلي".. مدبولي: خطوة مهمة في مسيرتنا أخبار أخبار مصر ضبط أطنان من السلع الفاسدة ومجهولة المصدر بالقاهرة خلال يناير 2025 منذ 30 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر وزير الدفاع يشهد حفل تخرج دورة التمثيل الدبلوماسي العسكري المصري بالخارج منذ 32 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر السيسي يتوجه إلى أبو ظبي للقاء نظيره الإماراتي منذ 35 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر رئيس الوزراء: اتفاق وقف إطلاق النار في غزة جاء بعد جهود مضنية لأكثر من عام منذ 54 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر أكثر من 1800 فرصة عمل متاحة برواتب مجزية والتقديم حتى هذا الموعد- التخصصات منذ 1 ساعة قراءة المزيد أخبار مصر "فيضانات غير مسبوقة"..خبير يكشف مفاجأة بشأن مياه سد جبل الأولياء بالسودان منذ 1 ساعة قراءة المزيد

إعلان

إعلان

أخبار

الحكومة توافق على مبادرة دعم القطاعات الصناعية ذات الأولوية.. ما شروطها؟

أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات

© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى

إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك 23

القاهرة - مصر

23 14 الرطوبة: 39% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • فشل الغرب في الحرب التي شغلت العالم
  • العارفي: العدالة غائبة في قرارات التعيين ومعالجة الفساد أولى من إيقاف الوظائف
  • التأمين الصحي الشامل: نولي اهتمامًا بالغًا لتحقيق التكامل بين مختلف المؤسسات الصحية لتحقيق الاستفادة القصوى
  • ترامب يجهز خطة "الضغوط القصوى" للتعامل مع روسيا وإيران وفنزويلا
  • آي صاغة: ارتفاع مؤشر الإنفاق الاستهلاكي القوي بأمريكا رفع الطلب على الذهب
  • منيمنة: الأولوية هي لتسليم الحقائب الوزارية الأساسية الى أصحاب كفاءات
  • الحكومة توافق على مبادرة دعم القطاعات الصناعية ذات الأولوية.. ما شروطها؟
  • الكومي: أسواق اليوم الواحد تساهم في استقرار السوق المحلي ومعالجة التضخم
  • الرشق: شروطنا التي طرحناها في بداية الحرب انتزعناها كلها وجثى المحتل على الركب
  • مجزرة الكامب الخامس – الوجه الحقيقي للحرب