حمل الجسد المصلوب لأحد جنود الجيش السوداني في قلب مدينة الدلنج بولاية جنوب كردفان جنوب غربي البلاد أكثر من وزر التخابر مع الدعم السريع، فحادثة القتل الشنيع تمت دون محاكمة عسكرية، وفق مصدر عسكري تحدث لـ (التغيير)  لتكشف عن انشقاقات داخل الجيش على أسس إثنية.

التغيير: أمل محمد الحسن

التشفي في جثمان الجندي (الجقير) الذي يحمل رتبة رقيب وفق الراحلة راوية ضلمان، مديرة إذاعة كادوقلي، تم من قبل الأهالي الغاضبين، وقالت راوية في مساحة (دق جرس) على منصة (إكس) إن قتله تم على يد عناصر تابعة للجيش السوداني بالقرب من مصرف الإدخار في سوق مدينة الدلنج، ومن هناك قام آخرون بجره وتعليقه في تقاطع رئيسي بالسوق به (دوار) يعتبر من أبرز معالم المدينة حيث تم صلبه والتمثيل بجثته.

وخلال حرب الـ 15 من أبريل، تعد هذه ثاني حادثة تمثيل بجثمان ذات طابع إثني تنتشر على الوسائط بعد التمثيل بجثمان والي غرب دارفور خميس أبكر.

مصدر عسكري: مقتل الرقيب تم دون محاكمة عسكرية

وعلى الرغم من نفي عدد من المصادر العسكرية التي تحدثت لـ (التغيير) أن يكون هناك دوافعاً إثنية خلف مقتل الجندي، نافين مقتل آخرين في الوقت نفسه؛ فيما انتشر فيديو وصف بأنه حديث نائب قائد حامية الدلنج يحدث ضباطه عن خطورة خروج بعض أفراد الجيش من حامية الدلنج خوفا من القتل لأنهم لا ينتمون لإثنية النوبة التي تمثل غالبية سكان المدينة.

وقال: “في مجموعة كبيرة خرجت مفروض نحن نطمنهم ونرجعهم ونقول ليهم ما بتجيكم أي حاجة”.

وقالت مصادر من جنوب كردفان إن حادثة مقتل الجندي (الجقير) لم تكن الوحيدة؛ حيث تمت تصفية 8 أفراد داخل الجيش بينهم ضباط بتهمة التخابر مع الدعم السريع.

تفكيك السودان

اعتبر رئيس حزب الأمة المكلف، فضل الله برمة ناصر، أن أحداث الدلنج حملت مؤشرات تفكيك السودان، محملا قائدي الجيش والدعم السريع مسؤولية القتل والاستهداف على أساس إثني والتي سببها وفق ما ذكر يعود للتعبئة “العنصرية” وتحشيد أبناء الشعب السوداني ضد بعضهم البعض.

رئيس حزب الأمة القومي: البرهان وحميدتي يتحملان مسؤولية التحشيد العنصري

ووصف رئيس حزب الأمة المكلف حادثة صلب جندي الجيش السوداني بأنها أمر يحدث لأول مرة على الرغم من تاريخ السودان المليء بالحروب لأكثر من 50 عام، وأضاف: “هناك خطوط حمراء لا نقطعها ابدا”، محذرا من دعوات التقسيم والانفصال.

برمة ناصر

رئيس حزب الأمة القومي: على الرغم من استمرار الحروب لأكثر من 50 عام في السودان لكنه يشهد حادثة صلب جندي لأول مرة

انشقاقات رأسية

كانت هناك العديد من حوادث القتل على أساس إثني في منطقتي هبيلا والدلنج وفق مصادر من المنطقة، شملت حرق لاحياء كاملة وقتل في الطريق بين هبيلا والدلنج وفي بعض الأحيان يقفز البعض عبر حائط منزل لقتل شخص من إثنية محددة.

أستاذ علوم سياسية بالجامعات الأمريكية: أحداث الدلنج كشفت عن انشقاقات رأسية داخل الجيش

لكن حادثة مقتل الرقيب (الجقير) كشف أمرا خطيرا بحسب وصف استاذ العلوم السياسية بالجامعات الامريكية بكري الجاك، اسماها بـ “الانشقاقات الرأسية داخل الجيش على أساس اثني”.

وأشار الجاك إلى اصطفاف أبناء النوبة داخل الجيش الشعبي مع ابناء النوبة في القوات المسلحة، فيما اصطف أبناء القبائل العربية في الجيش مع قوات الدعم السريع.

بكري الجاك

استاذ علوم سياسية بالجامعات الأمريكية: السودان يمضي نحو الحرب الأهلية الشاملة (إن لم تقتل، تقتل)

وقال استاذ السياسة في الجامعات الأمريكية لـ (التغيير) إن ما يحدث في السودان يمضي نحو الحرب الأهلية الشاملة “إن لم تقتل، تقتل”.

وأوضح أن كل مظاهر التجييش التي تحدث في الولايات المختلفة تحت مسمى المقاومة الشعبية تقوم على أساس دحر “المتمردين الغزاة” مؤكدا أن الرسالة القبيحة هنا أن المجموعات العربية الدارفورية والتي تمثل العمق الاجتماعي لقوات الدعم السريع ستخوض حربا وجودية لأن هزيمة الدعم السريع ستضعهم بين كماشة المجموعات الأفريقية في دارفور وعرب البحر (الشمال والوسط)، وحذر الجاك من أن هذه الصراعات ذات الطابع الاثني تحمل مؤشرات صراعات سيكون من الصعب الانفكاك منها في القريب.

اعتقالات على أساس إثني

على الرغم من أن حادثة الدلنج أحدثت هزة كبيرة في البلاد، باعتبار ان تاريخها اتسم بالتعايش والتزاوج بين أبناء مجموعات النوبة والعرب الحوازمة، إلا أن مظاهر الاستهداف الاثني لم تنحصر هناك.

عاش حسن (إسم مستعار) من أبناء ولاية سنار أياما قاسية في الولاية الشمالية التي يعمل بها في المجال الطبي، ووفق ما حكى صديقه لـ (التغيير) أنه كان يتعرض للايقاف من قبل أجهزة الاستخبارات بالولاية في اي مدينة تضطره ظروف العمل للذهاب إليها.

وأضاف: “كان يتم أخذه فجأة من وسطنا”، وكان يتعرض للاستجواب في كل مرة ويخرج بعد أن يبرز بطاقته المهنية، حتى مل هذا الحصار والاتهامات المستمرة بسبب إثنيته، وعاد إلى موطنه مدينة سنار.

امتلاك حسن لبطاقة عمل معتمدة من وزارة الصحة انقذته من مصير الإعتقال الذي يتعرض أبناء دارفور أو كردفان في الولايات الشمالية بتهمة التخابر، أو التعاون مع الدعم السريع.

الأمر الذي جعل حاكم إقليم دارفور يصدر قرارا بتاريخ ٢ يناير لمتابعة اوضاع أبناء الاقليم الذين تعرضوا للاعتقالات بيد الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش.

ووفق مراقبين تمت عمليات اعتقالات واسعة لأبناء الاقليم خاصة العاملين في المهن الإضطرارية تحت زعم التخابر وموالاة الدعم السريع.

الوسومآثار الحرب في السودان الحرب الأهلية في السودان الدلنج حرب الجيش والدعم السريع ولاية جنوب كردفان

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان الحرب الأهلية في السودان الدلنج حرب الجيش والدعم السريع ولاية جنوب كردفان رئیس حزب الأمة الحرب الأهلیة الدعم السریع على الرغم من داخل الجیش فی السودان على أساس

إقرأ أيضاً:

مسؤولون: قوات الدعم السريع تفتح جبهة قتال جديدة في وسط السودان

أفاد مسؤولون سودانيون اليوم الأحد باستمرار الاشتباكات مع قوات الدعم السريع في ولاية سنار جنوب شرقي البلاد، في جبهة قتال جديدة.

إقرأ المزيد الأمم المتحدة تكشف عدد اللاجئين السودانيين المهجّرين إلى تشاد

وقال المسؤولون إن القتال استمر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة وسط البلاد، مما فتح جبهة جديدة في الأزمة المستمرة منذ 14 شهرا.

وقالت السلطات إن قوات الدعم السريع بدأت هجومها على ولاية سنار في وقت سابق من هذا الأسبوع، حيث هاجمت منطقة جبل مويا قبل أن تنتقل إلى مدينة سنجة، عاصمة الولاية، حيث اندلعت معارك جديدة.

وأعلنت قوات الدعم السريع أمس السبت استيلاءها على المنشأة الرئيسية للجيش، وهي مقر فرقة المشاة الـ17 في سنجة، وذكرت وسائل الإعلام المحلية أيضا أن قوات الدعم السريع تمكنت من اختراق دفاعات الجيش.

وفي وقت لاحق أعلن المتحدث باسم الجيش السوداني العميد نبيل عبد الله أن الجيش استعاد مواقعه في مدينة سنجة بولاية سنار كما استعاد السيطرة على المنشأة، مشيرا إلى أن القتال لا يزال مستمرا منذ صباح اليوم الأحد.

وفقا لمنظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة، فقد اضطرت 327 أسرة على الأقل إلى الفرار من جبل موية وسنجة إلى مناطق أكثر أمانا، مؤكدة أن  "الوضع لا يزال متوترا ولا يمكن التنبؤ به".

إقرأ المزيد خبراء أمميون: قوات الدعم السريع السودانية تستخدم إفريقيا الوسطى "خط إمداد" لتجنيد مقاتلين

وتتواصل اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق متفرقة بالسودان منذ الـ 15 أبريل 2023، حيث يحاول كل من الطرفين السيطرة على مقار حيوية، بينها القصر الجمهوري ومقر القيادة العامة للقوات المسلحة وقيادة قوات الدعم السريع وعدد من المطارات العسكرية والمدنية.

وتوسطت أطراف عربية وإفريقية ودولية لوقف إطلاق النار، إلا أن هذه الوساطات لم تنجح في التوصل لوقف دائم لإطلاق النار.

المصدر: أ ب

مقالات مشابهة

  • ناشطون: قوات الدعم السريع تضاعف الحصار على قرى بالجزيرة
  • الانتحار السوداني ... متى يتوقف وكيف؟!
  • حرب السودان.. تدمير جسر الحلفايا الرابط بين بحري وأم درمان
  • أبرز وأهم أخبار السودان اليوم الإثنين 1 يوليو 2024
  • مسؤولون: قوات الدعم السريع تفتح جبهة قتال جديدة في وسط السودان
  • الدعم السريع ترك خيبته هناك داخل الخرطوم
  • قوات الدعم السريع تعلن سيطرتها على مدينة رئيسية في السودان
  • الدعم السريع يعلن سيطرته على مدينة رئيسية في السودان
  • تصفية الأسرى في حرب السودان.. ما خفي أعظم!!
  • السودان.. الجيش يتصدى لهجوم في سنجة