الحكمة الماليزية وسلام السودان
تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT
كلام الناس
noradin@msn.com
*مسألة الهوية السودانية أخضعت لتخليط متعمد أعاد أهل السودان لمربع العصبية القبلية، وتسبب في دفع أهل جنوب السودان للانحياز لخيار الانفصال، بحجة وجود هيمنة عربية اسلامية، واستمرت الازمة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، ولازالت الحركات الجهوية تتغذى على حساب محاولة اضعاف الانتماء القومي للهوية السودانية.
*لذلك لم يكن من المستغرب سوء استغلال مسألة الهوية السودانية في اشعال الفتن المجتمعية وتأجيج الحرب العبثية واضعاف الحراك السياسي وتغذية الكيانات الجهوية.
*ان الذين يسعون للتفريق بين الشعوب والقبائل تحت راية الاسلام انما يشوهون رسالة الاسلام الهادية للبشرية جمعاء، التي أكدت في القران الكريم أن الله سبحانه وتعالى خلق الناس وجعلهم شعوباً وقبائل ليتعارفوا، لا ليتنازعو على أساس العرق واللون أو الرأي السياسي.
*أدرك باني حضارة ونهضة ماليزيا ومعجزتها الاقتصادية مهاتير محمد أهمية تعايش الأعراق والديانات والثقافات في بلده، وانه لايمكن انجاز التنمية في ظل الحرب الأهلية، وقال : في ظل القلاقل والاضطرابات لم نستطع وضع لبنة فوق أختها، وأن التنمية لاتتم الا اذا حل الامن والاستقرار، فكان لزاما علينا الدخول في حوار مفتوح مع كل المكونات الوطنية والاتفاق على تقديم التنازلات المتبادلة لكي نتمكن من توطيد الاستقرار والتنمية في ماليزيا.
*ما أحوجنا لهذه الحكمة الماليزية لوقف الحرب وأحياء العملية السياسية لتحقيق الانتقال للحكم المدني الديمقراطي وتأمين السلام في كل ربوع السودان وبسط العدالة ودفع استحقاقات الحياة الحرة الكريمة للمواطنين.
*لا داعي لاغراق السودان في المزيد من المتاهات السياسية، مثل الحرص على قيام انتحابات متعجلة لن تغير الاوضاع القائمة التي باتت في حاجة ماسة لمراجعة شاملة تتطلب اصلاحا مؤسسيا في أجهزة ومؤسسات الدلة المدنية والعسكرية وإنجاز برنامج الإسعاف الإقتصادي
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
بين باسيل وسلام : معارضة ولا قطيعة سياسية
كتبت ابتسام شديد في" الديار":كل المؤشرات الأولية تؤكد ان التيار الوطني الحر ذاهب الى المعارضة مع مفارقة انه وحيد في المواجهة لكن هذا الطريق ليس باختياره فهو يعتبر ان الوضع الحالي وصل اليه "مرغما" وليس بإرادته فالتيار من وجهة نظر باسيل سمى نواف سلام لرئاسة الحكومة وتعرض للغدر السياسي اذ لم يبادله سلام الموقف فلم يعرض على التيار تسمية وزراء كما جرى مع سائر القوى السياسية، مع ذلك يصر المقربون من التيار "ان هذا الامر لن يؤدي الى قطيعة سياسية مع رئيس الحكومة الذي وضع فيتو على توزير التيار في حين سمى حزب القوات والاشتراكي والثنائي وزراءهم وهذا الأمر يضع التيار حتما في وضع المعارضة من هذا المنطلق تم تثبيت خيار المعارضة على ان تكون كما يؤكد المقربون من التيار إيجابية وبناءة لا تقوم على التشفي والانتقام وعرقلة عمل الحكومة والوزارات "فلن يتم انتقاد الحكومة من دون سبب وسنعارض الحكومة عندما تخطىء فقط"، بالمقابل يتطلع التيار الى أداء حكومي يعالج الملفات الملحة بدءا بالنزوح السوري والمخيمات الفلسطينية واللامركزية المالية والإدارية مع الالتزام بتطبيق خطاب القسم".
المرحلة الانتقالية للتيار من الحكم الى المعارضة تحت المجهر السياسي فالتيار كان من أبرز القوى المؤثرة في المشهد اللبناني من العام ٢٠١٦ لكنه اليوم يمر بفترة استثثنائية فهناك علاقة سيئة مع الجميع بعد ان راكم التيار الأخطاء مع الحلفاء والأخصام بمن فيهم أقرب المقربين اي حزب الله وقد تظهر ذلك في الهجوم الذي تعرض له رئيس التيار من بيئة الحزب على خلفية عدم المشاركة في التشييع على الرغم من توضيح التيار ان علاقة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مع الرئيس ميشال عون والنائب باسيل "صادقة" وان الظروف الأمنية والسياسية حالت دون المشاركة في التشييع الذي تمثل التيار فيه بستة نواب الى الحضور الشخصي لتقديم التعازي، ومع خسارة الحلفاء وترنح وضعه الداخلي نتيجة الانشقاقات من الحزب وتراجعه في انتخابات ٢٠٢٢ على الساحة المسيحية فالتيار يعاني من عزلة خارجية بسبب العقوبات الاميركية التي ضيقت على النائب باسيل الأفق الدولي، وهذا الوضع كما تقول المعلومات يخضع اليوم لتقييم من اجل ترتيب البيت الداخلي وعمليا بدأت الاستعدادات لاطلاق ورشة إصلاحية ويتحضر التيار للانتخابات البلدية والاختيارية التي ستكون بروفا لاستحقاق الانتخابات النيابية فالتيار امام امتحان إعادة تنظيم نفسه وإلا سيكون ذكرى في تاريخ السياسة اللبنانية ولن يكون له موقع في المرحلة الجديدة.