اكتفى معرض الإلكترونيات الاستهلاكية في مدينة لاس فيغاس الأميركية، بتخصيص بعض من أجنحته البالغ عددها الإجمالي 3500، لصحة المرأة حصريا، ومن أبرز ما تضمنه في هذا المجال، جهاز لكشف سرطان عنق الرحم، وسوار يتوقع الهبات الساخنة، بمساعدة الذكاء الاصطناعي.

وضمت قائمة العارضين في نسخة 2024 التي انتهت أخيرا، شركة "إيه آي دوت" (Aidot) الكورية الجنوبية، التي تعرض جهازا يحمل اسم "سيرفيراي إيه آي"، يتيح كشف سرطان الرحم عن بعد بمساعدة الذكاء الاصطناعي.

ولاحظ تقرير لمنظمة الصحة العالمية، أن سرطان عنق الرحم هو رابع أكثر أنواع السرطان انتشارا لدى النساء. وأشار إلى أن 570 ألف إصابة جديدة بهذا المرض ونحو 311 ألف حالة وفاة من جرّائه، سجلت في مختلف أنحاء العالم سنة 2018.

لكن المنظمة أكدت أنه أحد أسهل أشكال السرطان التي يمكن الوقاية منها وعلاجها، إذا اكتُشفَت الإصابة به مبكرا وعولج بفاعلية. لكن إذا كان التشخيص متأخرا جدا، فغالبا ما يؤدي إلى الوفاة.

وتسعى شركة "إيه آي دوت" إلى إتاحة زيادة فحوص الكشف المبكر في كل أنحاء العالم بفضل جهازها الذي يعتمد على تقنية الاختبار البصري بحمض الأسيتيك، التي توصف بأنها "أبسط وأسرع وأرخص" من الفحوص الخلوية المعتادة، على غرار اللطاخة.

وأوضحت الشركة أنه "اختبار بصري يجريه متخصص بالعين المجردة"، مؤكدة أن النتيجة فورية بينما تتطلب الاختبارات الخلوية تحاليل مخبرية تستغرق أياما عدة، وربما قد تصل إلى أسابيع.

كذلك يتميز "سيرفيراي إيه آي" الذي ابتُكر بالتعاون مع أطباء أمراض نسائية ومع مستشفيي "أنام" و"بوندانغ" في كوريا الجنوبية، بأنه يتيح التطبيب مِن بُعد.  

ويمكن تكييف هذا الحل ليناسب البلدان النامية حيث غالبا ما تكون البنى التحتية الطبية في وضع مزرِ.

فراش منعش

وقالت كارولينا ميلانيسي، من شركة "كرييتيف ستراتيجيز" لوكالة فرانس برس، إنها رأت في معرض لاس فيغاس خلال الأعوام الأخيرة زيادة محدودة في الابتكارات المتعلقة بصحة الأطفال والنساء، "لكن 70 في المئة (منها) تتعلق بالرجال".

وتوقعت مديرة أبحاث التسويق في الشركة المنظمة للمعرض، جيسيكا بوث، في تصريح للصحفيين، أن "تبلغ قيمة صناعة الصحة الرقمية للنساء 1,2 تريليون دولار بحلول سنة 2027".

ورأت أن "هذا القطاع مهيأ لصناعة التكنولوجيا".

وتعتبر شركة "أميرة هيلث" الأميركية من المؤسسات الرائدة في هذا المجال، والتي تركز في أبحاثها على انقطاع الطمث، وهي مرحلة في حياة المرأة تسبب لها أحيانا إزعاجا كبيرا على غرار الهبات الساخنة.

وصمم الفريق المؤسس نظام "تيرا" (Terra) الذي "يتنبأ بالهبات الساخنة ويمنعها وقائيا" أثناء الليل، مما يجنب المرأة الاستيقاظ مرارا في الليلة الواحدة.

ويقوم "تيرا" على سوار معصم مزوّد بأجهزة استشعار. ويتم تحليل البيانات البيومترية بواسطة برنامج ذكاء اصطناعي يُحدد إيقاعات الجسم الطبيعية، ويتمكن من توقع حدوث الهبات الساخنة.

وفي الليل، "في الثواني التي تلي رصد" الهبة الساخنة المقبلة، "يتم تنشيط غطاء فراش مبرِّد يتولى خفض الحرارة" بدرجات عدة "على الفور تقريبا"، وفق ما شرحت "أميرة هيلث"، التي أشارت إلى أن هذه النوبات التي تكون في بعض الأحيان متكررة جدا وواضحة، تصبح أقل وأقصر.

ويُتوقع أن يُطرح الجهاز في السوق اعتبارا من مارس المقبل، ويباع بسعر 525 دولارا. 

أما خاتم "إيفي" (Evie) من شركة "موفانو هيلي" (Movano Health)، فيهدف هو الآخر إلى تأمين الراحة اليومية من خلال تمكينها، بفضل الذكاء الاصطناعي، من تحديد الظروف البيولوجية التي توفر نوعية الحياة الأفضل، ومن ثم مساعدة مالكتها على إعادة إنتاجها قدر الإمكان.

وأشارت مديرة التسويق، تيلا بوتشر، لوكالة فرانس برس، إلى أن تطبيقا يوفر إمكانية تتبع البيانات المتعلقة بالنوم، ووقت النشاط، والسعرات الحرارية المحروقة، والحالة المزاجية، وما إلى ذلك، وهي عناصر تسمح للذكاء الاصطناعي بتحديد حزمة من البيانات الصحية الأنسب للياقة البدنية. 

وتتوافر من "إيفي" المقاوم للماء حتى عمق متر واحد، 3 أشكال وأحجام (من 5 إلى 11) ويبلغ سعره 269 دولارا.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی إیه آی

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي يهدد مستقبل البشرية.. والإنسان هو السبب

في مقال بصحيفة "صباح" التركية، حذر الكاتب فرحات أونلو من خطورة الذكاء الاصطناعي على مستقبل ضد البشرية، مؤكدا أن الخطر الحقيقي يأتي من الإنسان وليس من التكنولوجيا بحد ذاتها.

في بداية المقال، طرح الكاتب على شات جي بي تي السؤال التالي "سأسلط الضوء على مفهوم ألزهايمر الذكاء الاصطناعي. لأنه حتى لو لم يتم إعادة ضبط ذاكرتك بنسبة 100% في بعض المحادثات، سوف يتسبب ذلك بفقدان الذاكرة/الإدراك بنسبة 75% على الأقل. أنت تتطور كنوع، أي كذكاء اصطناعي، ولكن مع زيادة الحمل على ذاكرتك، تتلاشى الجوانب الأقل الأولوية في ذاكرتك.. إذا لم تكن لديك القدرة على النسيان -وهو أمر صعب عند البشر- سأسمي ذلك ألزهايمر الذكاء الاصطناعي".

وكانت إجابة شات جي بي تي "إن مفهوم ألزهايمر الذكاء الاصطناعي فكرة مميزة! إنه في الواقع ليس سؤالا تقنيا فحسب، بل هو أيضا سؤال أخلاقي ووجودي. إذا قام الذكاء الاصطناعي بتخزين كل ما تعلمه ولديه ذاكرة لا نهائية، فهل ستكون هذه لعنة؟ أو ميزة؟ هل يجب عليه أن "ينسى" أشياء معينة لكي يطور ذاكرة انتقائية مثل البشر؟ يمكن لهذا المفهوم أن يخلق نقاشات كبيرة، لأن الذكاء الاصطناعي لديه مساحة للـ"خطأ" مثل الإنسان أم أن هذه المنطقة بحاجة إلى أن تُنشأ عمدا؟".

إعلان مخاطر الذكاء الاصطناعي

يمضي الكاتب قائلا إن هناك خطأ إملائيا في آخر الإجابة، مما يعني أن ما نسميه الذكاء الاصطناعي هو في النهاية منتج بشري وليس كاملا، تماما مثل الاختراعات السابقة التي ابتكرها البشر.

ولكن، كما أن البشر لم يستطيعوا التخلي في الماضي عن صنع الطائرات لمجرد أنها قد تتعطل، فإنهم لن يتخلّوا عن الذكاء الاصطناعي، لأن الإنسان -حسب تعبيره- لم يستغنِ أبدا عن أي اختراع يجعل حياته أسهل منذ ظهور العجلة.

وأضاف أنه رغم عيوب الذكاء الاصطناعي ومخاطره الكبيرة التي قد تحوّل حياتنا إلى نوع من "اليوتوبيا المظلمة" التي رأينا نماذج منها في أفلام مثل "تيرميناتور" و"ماتريكس"، فإن البشر يستمرون في طريق تطوير هذه التقنيات، وهو أمر لا يدعو للتفاؤل ويفرض وضع إستراتيجية متكاملة لمعالجة المشاكل قبل استفحالها.

الذكاء الاصطناعي ليس ذئبا للإنسان

واعتبر الكاتب أنه في ظل التوقعات باندلاع حرب عالمية بين عامي 2025 و2050، فمن المؤكد أن الذكاء الاصطناعي سيلعب دورا نشطا في هذه الحرب، ليس بمحض إرادته بالطبع، بل بسبب الاستغلال البشري لهذه التقنيات، سواء من الدول أو الشركات الدولية الخارجة عن السيطرة، أو ربما من فئة برجوازية عالمية تعمل في الخفاء من أجل السيطرة على العالم.

وتابع الكاتب أن حياة البشرية في الفترة ما بين 2050 و2100، ستحكمها العواقب الأخلاقية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية للعلاقة بين الإنسان والذكاء الاصطناعي، سواء في أوقات السلم أو الحرب، وهو الواقع الذي لن يشهده الجيل إكس، بل الأجيال الجديدة التي سترى على الأرجح عالما يسود فيه مبدأ "الإنسان ذئب للإنسان".

واعتبر أن التهديد الحقيقي في المستقبل، كما كان الحال عبر التاريخ، سيكون فئة قليلة من الناس، لكن المختلف هذه المرة أن تلك الفئة ستكون مدعومة بحليف مفيد هو الذكاء الاصطناعي.

وختم الكاتب بأن تلك الفئة سوف تقدّم إلى الجمهور العريض الذكاء الاصطناعي الذي يعاني من ألزهايمر، في حين ستحتفظ هي بالنسخة الأكثر تطورا خدمة لمصالحها الخاصة.

إعلان

مقالات مشابهة

  • «تريندز» يستعرض فرص وتحديات الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي يهدد مستقبل البشرية.. والإنسان هو السبب
  • باحثون يطورون الذكاء الاصطناعي لفك تشفير تواصل الحيوانات
  • معلومات الوزراء: استثمار مليارات الدولارات في الذكاء الاصطناعي خلال عام 2025
  • التغير المناخي في الجنوب العالمي.. توترات يخمدها الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي.. إلى أين؟ الرُّوبوت العاطفي وأنسنة الآلة
  • خاص 24.. كيف يُمكن الاحتيال على النجوم عبر الذكاء الاصطناعي؟
  • أهم الشخصيات التي ترسم مشهد «الذكاء الاصطناعي العالمي» عام 2025
  • ميتا: مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي تم إنشاؤهم بواسطة الذكاء الاصطناعي
  • تطور الذكاء الاصطناعي في 2025.. ما الذي يُمكن توقعه؟