اعتبر الكاتب الإسرائيلي عاموس هاريل أن القبول بصفقة تبادل الأسرى التي تريدها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) سيعني اعترافا بأن إسرائيل فشلت مرتين وسيؤدي إلى انهيار حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بحسب مقال في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية (Haaretz).

وقال هاريل، في المقال الذي ترجمه "الخليج الجديد": "يبدو أن مطالب "حماس" في الجولة الحالية من المحادثات أعلى (مقارنة بالصفقة الأخيرة)، وهذا ليس فقط لأنها تطالب بصيغة "الكل مقابل الكل"، أي إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين (أكثر من مئة) مقابل جميع الأسرى الفلسطينيين (8800 أسر) في سجون إسرائيل".

وأضاف أن عدد مؤيدي الصفقة بهذه الصيغة يفوق بقليل عدد المعارضين لها، بحسب استطلاعات للرأي، لكن "يبدو من غير المرجح أن يغير هذا رأي نتنياهو".

واستدرك: "لكن المعضلة ستصل قريبا إلى عتبة شركاء نتنياهو المؤقتين في الحكومة ومجلس الوزراء، وهما الوزيران بيني غانتس وغادي أيزنكوت، ففي وقت قريب قد يضطران إلى اتخاذ قرار بشأن سحب حزبهما "الوحدة الوطنية" من الائتلاف، رغم خطر أن تزيد هذه الخطوة من نفوذ اليمين المتطرف على قرارات الحكومة".

اقرأ أيضاً

وزير إسرائيلي: كفى كذبا ولنبرم صفقة كبيرة مع حماس تعيد الأسرى

ليس انتصارا

و"الإدارة الأمريكية (الداعمة لدولة الاحتلال) على حق؛ الحرب في غزة عالقة إلى حد كبير، والدليل على ذلك يمكن العثور عليه في الملخصات الصحفية (الإسرائيلية) اليومية عن الحرب"، كما أضاف هاريل.

وأردف أن هذه الملخصات تتحدث عن قتل ما بين 10 إلى 20 مسلحا يوميا في غزة، وعن أنفاق وأسلحة مدمرة واكتشاف منشآت لتصنيع الأسلحة، "وهذا، بشكل أو بآخر، هو ما يحققه القتال الآن، ومن الصعب أن ننظر إلى هذا باعتباره انتصارا".

وقال إن "حماس" تسعى، من خلال الصفقة المأمولة، إلى "الحصول على شيئين مترابطين، وهما وقف طويل الأمد لإطلاق النار والالتزام بعدم تعرض قادتها للأذى".

و"موافقة إسرائيل على مثل هذه الصفقة ستعني نهاية الحرب بشكلها الحالي، كما أنه يشكل اعترافا من الحكومة والجيش بأنهما فشلا مرتين، أولا: في شن هذه الحرب، وثانيا في تحقيق الأهداف الطموحة التي وضعاها لأنفسهما بعد بدايتها، وهي هزيمة حماس وتفكيك قدراتها"، كما زاد هاريل.

وأردف أن "بعض كبار المسؤولين الحكوميين والعسكريين يقولون إن إسرائيل ليس لديها خيار آخر؛ لأن هذه الأهداف تتعارض مع هدف إطلاق سراح جميع الأسرى، وهذا هو الهدف الوحيد الذي يمكن تحقيقه حقا في الوقت الحالي".

اقرأ أيضاً

أكثر من نصف الإسرائيليين يعتقدون أن تل أبيب لن تهزم حماس

اعتراف بالفشل

وبحسب هؤلاء المسؤولين الإسرائيليين، فإن "الفشل الذريع الذي منيت به الدولة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي (في هجمات "حماس")، يُلزمنا أخلاقيا بتحريرهم (الأسرى)، حتى لو كان ذلك على حساب الاعتراف بالفشل".

وشدد هاريل على أنه "بالنسبة لحماس، لم يعد الهدف تهدئة مؤقتة (كالتي استمرت لمدة أسبوع وانتهت في 1 ديسمبر/ كانون الأول الماضي)، بل البدء في طريق ينتهي إلى وقف إطلاق نار يضمن بقاء حكمها ويحمي كبار مسؤوليها".

ورجح أن "نتنياهو سيجد صعوبة بالغة في قبول مثل هذه الصفقة، أولا؛ لأنه إلى جانب الاعتراف بالفشل في الحرب، فإن ذلك سيتضمن تنازلا غير مسبوق فيما يتعلق بإطلاق سراح (بعض الأسرى الفلسطينيين)".

واستطرد: "وثانيا، لأنه من شبه المؤكد أن يؤدي ذلك إلى انهيار ائتلافه الحاكم؛ بسبب رحيل شريكيه المتطرفين، (وزير الأمن القومي) إيتمار بن غفير و(وزير المالية) بتسلئيل سموتريتش وحزبيهما".

و"في الوقت الحالي، يتجنب نتنياهو اتخاذ القرار ويلعب على كسب الوقت، فمن ناحية، ينثر كل يوم أو يومين وعودا فارغة حول مواصلة الحرب حتى النصر، ومن ناحية أخرى يرسل أجوبة غامضة لحماس"، كما ختم هاريل.

اقرأ أيضاً

صحفي إسرائيلي: لم نُعد الأسرى ولم نهزم حماس وهذه هي نهاية الحرب

المصدر | عاموس هاريل/ هآرتس- الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: نتنياهو حماس صفقة أسرى إسرائيل غزة حرب

إقرأ أيضاً:

استياء إسرائيلي من إهمال نتنياهو للأسرى / صور

#سواليف

عبّرت أوساط إسرائيلية واسعة عن استيائها من #سياسة #الإهمال التي تقودها #حكومة #الاحتلال برئاسة بنيامين #نتنياهو، تجاه ملف الأسرى الإسرائيليين في قطاع #غزة، على مدار الشهور الماضية، وهو ما ظهر اليوم على ملامح #الأسرى الثلاثة الذين تم الإفراج عنهم ضمن الدفعة الخامسة لصفقة التبادل، ضمن المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار.
وأطل الأسرى الإسرائيليون الثلاثة بحالة هزيلة وفقدان للوزن بشكل واضح، على خلاف الدفعات السابقة من أسرى الاحتلال، ما أشعل غضبا واسعا لدى مسؤولين ومراقبين في تل أبيب.

وللمرة الأولى جرى تسليم هذه الدفعة من مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة، وهي المنطقة التي لم تشهد اجتياحا كاملا لقوات #الاحتلال خلال #حرب_الإبادة الجماعية على القطاع والتي امتدت لنحو 470 يوما.

وتلا عنصر من “القسام” أسماء الأسرى الثلاثة، إلياهو داتسون يوسف شرابي وأور إبراهم ليشها ليفي وأوهاد بن عامي، وقال إن قيادة “القسام” قررت الإفراج عنهم في إطار الدفعة الخامسة من صفقة التبادل.

وظهر الأسرى الثلاثة بأوضاع مختلفة، حيث ارتدى اثنان منهم وهما كبار في السن زيا موحدا (بني اللون) وضع على قميصه صورة للأسير مكتوب بالعبرية أسفلها “أسير لدى كتائب القسام”، بينما خرج الثالث وهو يرتدي الزي العسكري الإسرائيلي.
وتعليقا على مشاهد الأسرى، سارع مكتب نتنياهو إلى إصدار بيان، وقال فيه إن “المشاهد الصادمة لعملية إطلاق سراح المختطفين الثلاثة اليوم لن تمر مرور الكرام”، لافتا إلى وجود تعليمات باتخاذ الإجراءات اللازمة بعد هذه المشاهد.

ورجح مراقبون إسرائيليون أن يتخذ نتنياهو قرارات عقابية ضد الأسرى الفلسطينيين أو على الأقل تقديم احتجاج لدى الوسطاء، بسبب مشاهد إطلاق سراح الأسرى في هذه الدفعة.

بدوره، قال وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس تعقيبًا على مشاهد تسليم الأسرى اليوم: “سنبذل كل ما في وسعنا لإعادة جميع الأسرى إلى منازلهم بسرعة، وفي الوقت نفسه، لن نسمح أبدًا لحماس بمواصلة السيطرة على غزة وتهديد وجود إسرائيل”.

سخرية من صدمة نتنياهو
ونقلت القناة الـ12 العبرية عن غال هيرش مسؤول ملف الأسرى في مكتب نتنياهو: “نرى بخطورة بالغة مشاهد إطلاق سراح المختطفين اليوم وحالتهم الصحية ونقلنا ذلك للوسطاء، سنقوم باتخاذ خطوات مناسبة ردًا على ذلك”.

من جانبها، نقلت إذاعة جيش الاحتلال عن زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد: “نتنياهو هل اكتشفت اليوم أن وضع الأسرى صعب؟ ألم تعلم من قبل؟، لأن ذلك كان مكتوبا في وثائق المخابرات التي وُضعت على مكتبك في الأشهر الأخيرة”.

وتابع لابيد بقوله: “رأيت هذه التقارير تمامًا كما رأيتها أنا. ما الفائدة الآن من أنك “أمرت باتخاذ إجراءات”؟ وإذا كانت هناك إجراءات، لماذا لم تأمر بها من قبل؟”.

من جهته، علق الصحفي الإسرائيلي يوفال سيغيف على تصريحات مكتب نتنياهو: “ليست واضحة تماما.. هل اكتشفتم اليوم أن هناك أسرى؟ هل كنتم تعتقدون أنهم جميعا يأكلون الكنافة وشرائح لحم الضأن؟”.

صحيفة “إسرائيل اليوم” قالت: “في ضوء الحالة التي خرج بها الأسرى الإسرائيليون الثلاثة اليوم، ستطلب تل أبيب شرطا لا تنازل عنه”، موضحا أن “هذا الشرط يتعلق بتقرير شامل حول وضع الأسرى المتبقين الصحي، مع إثبات أنهم يتلقون علاجا صحيا وغذاء مناسبا”.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الشرط تم تقديمه في السابق، لكنه سيكون هذه المرة شرطا لاستكمال المفاوضات.

وفي سياق متصل، لفت مسؤول تحرير موقع “كالكيست” العبري روعي بيرجمان، إلى أن “نتنياهو سافر إلى واشنطن للحصول على صورة نصر، وحصل على وعود سخيفة من رئيس مغفل وهذياني، تخدم فقط سموتريتش وبن غفير، لكن صورة الأسرى هي الحقيقة”.

لن يكون هناك نصر
وتابع قائلا: “لن يكون هناك نصر ولن يحدث ترحيل لغزة، ويجب على نتنياهو وحكومته المدمرة أن يرحلوا، لكي نتمكن من إعادة بناء الخراب الذي تسببوا فيه”.

وأكد موقع “والا” العبري أنّه “بينما يقيم نتنياهو في جناحه الفاخر في فندق ويلارد بواشنطن، يواصل إصدار البيانات التي يؤكد فيها أنه لا يمكن المرور مرور الكرام على الحالة الصعبة التي ظهر بها الأسرى الثلاثة المفرج عنهم”.

واستدرك الموقع بقوله: “لكن المفارقة أن نتنياهو نفسه اختار البقاء في الولايات المتحدة خلال عطلة نهاية الأسبوع، رغم لحظة الإفراج عن الأسرى، وكأنه تغاضى عن الأمر تمامًا ولم يعتبره أولوية”.

واعترف عضو مجلس الحرب السابق غادي آيزنكوت بأن “مشاهد الأسرى في غزة، دليل على الأثمان الباهظة التي تدفعها إسرائيل بسبب تأجيل صفقة التبادل”، وذلك في إقرار جديد بفشل سياسات حكومة الاحتلال في إدارة هذا الملف الحساس.

ونوه آيزنكوت إلى أن “الوقت ليس في صالح إسرائيل، حيث يزداد الضغط الشعبي وتتفاقم الأزمات الداخلية بسبب عدم حسم الحكومة لقرار التفاوض، ما يزيد من حالة الغضب والانقسام داخل المجتمع الإسرائيلي”.

مقالات ذات صلة إعلان تشكيلة حكومة نواف سلام .. والرئيس يدعوها لقصر بعبدا (أسماء) 2025/02/08

مقالات مشابهة

  • إعلام إسرائيلي: يجب محاكمة نتنياهو بتهمة الإجرام في حق الأسرى
  • وزير إسرائيلي يعارض المرحلة الثانية من "صفقة الأسرى"
  • سموتريتش يرفض المرحلة الثانية من صفقة التبادل ويصفها بـالخط الأحمر
  • كاتب إسرائيلي: خطة نقل سكان غزة هي أكبر مناورة سياسية عبر التاريخ
  • كاتب إسرائيلي: لماذا لا يستقبل ترامب سكان غزة في أميركا؟
  • إعلام عبري: وفد إسرائيلي يغادر الليلة إلى الدوحة لبحث صفقة الأسرى
  • عائلات المحتجزين الإسرائيليين بغزة: نتنياهو يفضل مجده الشخصي على حياة المحتجزين
  • كاتب: نتنياهو يبحث بشتى الطرق إفساد صفقة وقف اطلاق النار وتبادل الأسرى
  • استياء إسرائيلي من إهمال نتنياهو للأسرى / صور
  • نتنياهو مُعلقاً على تسليم المُحتجزين: مشاهد صعبة لن تتجاهلها إسرائيل