لماذا يرفض نتنياهو صفقة حماس؟.. كاتب إسرائيلي يجيب بسببين
تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT
اعتبر الكاتب الإسرائيلي عاموس هاريل أن القبول بصفقة تبادل الأسرى التي تريدها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) سيعني اعترافا بأن إسرائيل فشلت مرتين وسيؤدي إلى انهيار حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بحسب مقال في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية (Haaretz).
وقال هاريل، في المقال الذي ترجمه "الخليج الجديد": "يبدو أن مطالب "حماس" في الجولة الحالية من المحادثات أعلى (مقارنة بالصفقة الأخيرة)، وهذا ليس فقط لأنها تطالب بصيغة "الكل مقابل الكل"، أي إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين (أكثر من مئة) مقابل جميع الأسرى الفلسطينيين (8800 أسر) في سجون إسرائيل".
وأضاف أن عدد مؤيدي الصفقة بهذه الصيغة يفوق بقليل عدد المعارضين لها، بحسب استطلاعات للرأي، لكن "يبدو من غير المرجح أن يغير هذا رأي نتنياهو".
واستدرك: "لكن المعضلة ستصل قريبا إلى عتبة شركاء نتنياهو المؤقتين في الحكومة ومجلس الوزراء، وهما الوزيران بيني غانتس وغادي أيزنكوت، ففي وقت قريب قد يضطران إلى اتخاذ قرار بشأن سحب حزبهما "الوحدة الوطنية" من الائتلاف، رغم خطر أن تزيد هذه الخطوة من نفوذ اليمين المتطرف على قرارات الحكومة".
اقرأ أيضاً
وزير إسرائيلي: كفى كذبا ولنبرم صفقة كبيرة مع حماس تعيد الأسرى
ليس انتصارا
و"الإدارة الأمريكية (الداعمة لدولة الاحتلال) على حق؛ الحرب في غزة عالقة إلى حد كبير، والدليل على ذلك يمكن العثور عليه في الملخصات الصحفية (الإسرائيلية) اليومية عن الحرب"، كما أضاف هاريل.
وأردف أن هذه الملخصات تتحدث عن قتل ما بين 10 إلى 20 مسلحا يوميا في غزة، وعن أنفاق وأسلحة مدمرة واكتشاف منشآت لتصنيع الأسلحة، "وهذا، بشكل أو بآخر، هو ما يحققه القتال الآن، ومن الصعب أن ننظر إلى هذا باعتباره انتصارا".
وقال إن "حماس" تسعى، من خلال الصفقة المأمولة، إلى "الحصول على شيئين مترابطين، وهما وقف طويل الأمد لإطلاق النار والالتزام بعدم تعرض قادتها للأذى".
و"موافقة إسرائيل على مثل هذه الصفقة ستعني نهاية الحرب بشكلها الحالي، كما أنه يشكل اعترافا من الحكومة والجيش بأنهما فشلا مرتين، أولا: في شن هذه الحرب، وثانيا في تحقيق الأهداف الطموحة التي وضعاها لأنفسهما بعد بدايتها، وهي هزيمة حماس وتفكيك قدراتها"، كما زاد هاريل.
وأردف أن "بعض كبار المسؤولين الحكوميين والعسكريين يقولون إن إسرائيل ليس لديها خيار آخر؛ لأن هذه الأهداف تتعارض مع هدف إطلاق سراح جميع الأسرى، وهذا هو الهدف الوحيد الذي يمكن تحقيقه حقا في الوقت الحالي".
اقرأ أيضاً
أكثر من نصف الإسرائيليين يعتقدون أن تل أبيب لن تهزم حماس
اعتراف بالفشل
وبحسب هؤلاء المسؤولين الإسرائيليين، فإن "الفشل الذريع الذي منيت به الدولة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي (في هجمات "حماس")، يُلزمنا أخلاقيا بتحريرهم (الأسرى)، حتى لو كان ذلك على حساب الاعتراف بالفشل".
وشدد هاريل على أنه "بالنسبة لحماس، لم يعد الهدف تهدئة مؤقتة (كالتي استمرت لمدة أسبوع وانتهت في 1 ديسمبر/ كانون الأول الماضي)، بل البدء في طريق ينتهي إلى وقف إطلاق نار يضمن بقاء حكمها ويحمي كبار مسؤوليها".
ورجح أن "نتنياهو سيجد صعوبة بالغة في قبول مثل هذه الصفقة، أولا؛ لأنه إلى جانب الاعتراف بالفشل في الحرب، فإن ذلك سيتضمن تنازلا غير مسبوق فيما يتعلق بإطلاق سراح (بعض الأسرى الفلسطينيين)".
واستطرد: "وثانيا، لأنه من شبه المؤكد أن يؤدي ذلك إلى انهيار ائتلافه الحاكم؛ بسبب رحيل شريكيه المتطرفين، (وزير الأمن القومي) إيتمار بن غفير و(وزير المالية) بتسلئيل سموتريتش وحزبيهما".
و"في الوقت الحالي، يتجنب نتنياهو اتخاذ القرار ويلعب على كسب الوقت، فمن ناحية، ينثر كل يوم أو يومين وعودا فارغة حول مواصلة الحرب حتى النصر، ومن ناحية أخرى يرسل أجوبة غامضة لحماس"، كما ختم هاريل.
اقرأ أيضاً
صحفي إسرائيلي: لم نُعد الأسرى ولم نهزم حماس وهذه هي نهاية الحرب
المصدر | عاموس هاريل/ هآرتس- الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: نتنياهو حماس صفقة أسرى إسرائيل غزة حرب
إقرأ أيضاً:
إعلام إسرائيلي: وضع جنودنا بغزة صعب جدا ويخشون عدم الخروج منها
سلطت وسائل إعلام إسرائيلية الضوء على الأوضاع الصعبة التي يواجهها جنود الاحتلال في قطاع غزة، في ظل تصاعد الحديث عن غياب أهداف واضحة للحرب، كما استمر الحديث عن مستقبل الأسرى وإمكانية عقد صفقة تبادل.
وأعرب يسرائيل زيف، رئيس شعبة العمليات في الجيش سابقا، عن قلقه الشديد إزاء وضع الجنود في غزة، وقال في تصريح للقناة الـ12 إن "الوضع صعب جدا جدا بالنسبة لهم، وقد سمعت من جنود احتياط أنهم لن يعودوا مرة أخرى بسبب الظروف القاسية التي يعيشونها في هذا المكان".
وأكد أن الجيش يبدو وكأنه يستعد لاحتلال طويل الأمد دون وضوح للأهداف، مشيرا إلى أن الجنود لا يعانون فقط من العبء العسكري، بل أيضا من تداعيات الحرب على حياتهم الأسرية، مما دفع البعض إلى التصريح بأنهم "لن يكونوا الحمقى لهذه الدولة"، حسب وصفه.
بدوره، يرى الخبير في الأمن القومي كوبي مروم أن حرب الاستنزاف في غزة مستمرة بكامل قوتها خاصة في جباليا، مشيرا إلى أن الجيش يستعد لاحتمالية إقامة حكم عسكري هناك بحلول عام 2025.
واعتبر مروم -في حديث للقناة الـ13- أن تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعدم وقف القتال تعكس رؤية طويلة الأمد للحرب.
السعي لعقد صفقةبينما تحدث اللواء يائير جولان، نائب رئيس الأركان السابق، عن ضرورة السعي للتوصل إلى صفقة لتحرير الأسرى بأسرع وقت، وقال إن "صفقة المخطوفين يمكن أن تؤدي إلى وقف إطلاق نار في الجنوب وربما أيضا في الشمال".
وأكد أن تصريحات بعض المسؤولين الأميركيين عن رفض حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التفاوض "غير دقيقة"، مشيرا إلى أن ممثل الجيش في المفاوضات نيتسان ألون صرح سابقا بأن التوصل إلى صفقة كان ممكنا، كما انتقد تقاعس القيادة الإسرائيلية عن تقديم أي توضيحات أو لقاءات مع عائلات المحتجزين.
وبينما ترى عضو الكنيست تساغا مالكو أن القضية ليست حزبية، بل تتعلق -حسب زعمها- برفض حركة حماس عقد صفقة، قاطعها مذيع قناة "كان 11″، مشيرا إلى تأثير شركاء الائتلاف الحكومي، مثل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، اللذين يدفعان باتجاه الاستيطان في غزة دون النظر إلى تسوية للصراع.
وفي السياق نفسه، أضاف أمنون سوفرين، رئيس شعبة الاستخبارات السابق في الموساد، أن المفاوضات هي "الخيار الوحيد لتحرير المخطوفين"، وقال: "لو كانت هناك إمكانية لتحريرهم بعملية عسكرية لكانت قد نفذت، لكن حرب العصابات الحالية قد تستمر إلى 10 سنوات من دون نتيجة".
في حين تساءلت وسائل إعلام عن سبب السعي لتسوية مع حزب الله اللبناني في الشمال، في حين يتم رفض أي تسوية مع حماس في الجنوب، وخلص معلقون إلى أن الأمر مرتبط بأجندة الشركاء في الحكومة، الذين يرون في غزة فرصة للتوسع الاستيطاني، بعكس لبنان.
وفي القناة الـ13، أكد المحلل السياسي رفيف دروكر أن الحكومة لا تواجه ضغطا حقيقيا من المجلس الوزاري المصغر لإنجاز صفقة تحرير الأسرى، وأضاف أن "القيادة تعقد الأمل على إمكانية تدخل الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لممارسة ضغوط جديدة، لكن معظم عائلات المخطوفين فقدت الأمل".