ما قصة البقرات الخمسة الحمراء التي تحدث عنها أبو عبيدة ؟ / فيديو
تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT
#سواليف
أشار الناطق الرسمي باسم المقاومة الفلسطينية “أبو عبيدة”، في كلمة له الأحد 14 يناير/كانون الثاني 2024 إلى أن البقرات الحمراء لدى إسرائيل قد أصبحت جاهزة، فما الذي كان يقصده بهذا المصطلح؟
ما هي قصة البقرات الحمراء؟
لطالما سمعنا عن محاولات اليهود الصهاينة اقتحام باحة المسجد الأقصى من دون أن يتجرأوا على دخول المسجد نفسه، والسبب في ذلك هو ما يطلق عليه “البقرة الحمراء”.
البقرة الحمراء أو كما يقال لها بالعبرية “بارا أدومَّا”، هي بقرة ينتظرها اليهود من أجل هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل الثالث، وتتلخص بأن تكون بقرة ذات لون شعر أحمر كامل، لا يوجد فيها ولو شعرتان من أي لون آخر، لم تحمل ولم تحلب ولم يوضع برقبتها حبل وقد ولدت ولادة طبيعية وربيت على ما يقال إنه “أرض إسرائيل”.
مقالات ذات صلة الأورومتوسطي .. انعدام مياه الشرب بمنزلة حكم بالإعدام.. العطش يغزو غزة 2024/01/15عندما تبلغ العامين يمكن استخدامها في عملية تطهير ينبغي أن تجري فوق جبل الزيتون في القدس مقابل المسجد الأقصى، حيث يتم ذبحها بطريقة وطقوس خاصة، ثم حرقها بشعائر مخصوصة، واستخدام رمادها في عملية “تطهير الشعب اليهودي”.
ووفقاً لما ذكر في موقع “Messianic Bible” فإن هذه البقرة تقدم إلى الكهنة من أجل ذبحها بعد إضافة خشب الأرز والزوفا والصوف والغزل القرمزي المصبوغ، قبل أن يوضع الرماد المتبقي في إناء يحتوي على ماء نقي جارٍ أو من مياه الأمطار.
ووفقاً للعقيدة اليهودية فإن الماء يرش باستخدام مجموعة من أوراق نبات”الزوفا” على الشخص الذي لامس البقرة من أجل تطهيره من النجاسة.
وفي اليومين الثالث والسابع بعد حرق جثة البقرة، يقوم الكاهن الذي ذبح البقرة بالاغتسال بمياه جارية لتطهير نفسه من نجاسة البقرة.
لماذا ينتظر اليهود ظهور البقرة الحمراء من أجل دخول المسجد الأقصى؟
وفقاً لما ذكره موقع Middle East Monitor، فإن الحاخامية الكبرى لإسرائيل تحرم على اليهود دخول المسجد الأقصى؛ وهي فتوى قديمة قائمة على فكرة نجاسة الموتى.
إذ تشترط الشريعة اليهودية التي تتبناها الحاخامية الكبرى طهارة الشعب قبل السماح له بدخول المسجد الأقصى المبارك، الذي يعبرون عنه بقولهم “الصعود إلى جبل المعبد”.
ولكي يحصل اليهود على “الطهارة” عليهم انتظار ظهور بقرة حمراء “خالية من العيب” والتي تعتبر، بحسب اليهودية، مركزية للتنبؤ بـ”نهاية الزمان”، وبالتالي تمهيد الطريق لتسريع هدم المسجد الأقصى وإفساح المجال لبناء ما يسمى يسمى “الهيكل الثالث”.
وقد جاء في كتاب “سفر العدد” وهو أحد الأسفار المقدسة في “التناخ” الكتاب المقدس لدى الديانة اليهودية والعهد القديم لدى المسيحية؛ والذي يعتبر أحد الأسفار الخمسة الأولى المنسوبة إلى موسى ويشكل جزءاً من التوراة: “هذه فريضة الشريعة التي أمر بها الرب قائلاً: كلم بني إسرائيل أن يأخذوا إليك بقرة حمراء صحيحة لا عيب فيها، ولم يعل عليها نيرٌ”.
ولذلك يعتبر الحاخامات البقرة الحمراء من أسرار التوراة، وأن رمادها سيطهر اليهود من الخطيئة والدنس.
ويدعي اليهود أنه منذ أكثر من 2000 عام لم تولد بقرة حمراء بهذه المواصفات مُطلقاً.
ووفقاً لما ذكره موقع Forward وهو موقع أمريكي متخصص بأخبار اليهود، فإن ظهور البقرة ليس مهماً لدى اليهود وحسب، وإنما لدى المسيحيين أتباع الطائفة الإنجيلية، التي تبشر لهم بنهاية الزمان، وعودة يسوع إلى الأرض.
إسرائيل حاولت استيراد أبقار من هذا النوع منذ عدة سنوات!
في الوقت الذي ينتظر فيه اليهود ظهور هذه البقرة، فإن حكومتهم لها خطط أخرى من خلال الاستعانة بمعهد تمبل الأمريكي الذي كرس نفسه منذ إنشائه عام 1987، للعثور على البقرة من خلال حصوله على أموال تبرعات ضخمة تقدم له من جماعات صهيونية محلية ومسيحيين إنجيليين، وهو ما كان يقصده الناطق الرسمي باسم المقاومة الفلسطينية “أبو عبيدة”.
أبرز المنظمات التي تدعم معهد تمبل الأمريكي من أجل الحصول على البقرة الحمراء هي:
“بونا”: وهي منظمة إسرائيلية تتكون من مسيحيين إنجيليين وأشخاص يمينيين برئاسة تساحي ميمو.
معهد “ميكداش”: الذي يتولى رئاسته الحاخام يسرائيل أريئيل، وهو الراعي الروحي للوزير إيتمار بن غفير.
ففي عام 2022 تم شحن 5 أبقار مرشحة لأن تكون هي البقرة المنتظرة، من ولاية تكساس الأمريكية التي تعتبر واحدة من أكبر أسواق تربية الأبقار في العالم إلى مزرعة سرية تابعة للمعهد في مدينة بيسان شمالي الأغوار.
ولكن تقرير لقناة 12 العبرية أثار ضجة كبيرة، لا سيما عند الحاخامية الكبرى لإسرائيل؛ كون أحد شروط تلك البقرة الحمراء أن تكون قد وُلدت على ما يسمى “أرض إسرائيل” وليست مستوردة من أمريكا.
وجاء في التقرير أن الحكومة الإسرائيلية قدمت إجراءات استثنائية لهذه البقرات الخمس، إذ لم تخضعها للفحص الإلزامي ولم تضع عليها الأختام الخاصة بالأبقار، وأن هناك شخصيات مثيرة للجدل حول هذه الأبقار، من بينهم الحاخام “يسرائيل أرئيل” الذي كان نائب الحاخام المتطرف “مائير كاهانا” المصنف في إسرائيل نفسها إرهابياً.
في المقابل نفت وزارة الزراعة الإسرائيلية ذلك، مدعية أنّ يتم منح رخصة استيراد الأبقار طالما أن هذا النوع معتمد من الدولة، وقد تمت الموافقة على استيرادها من قبل الولايات المتحدة لمدة عام تقريباً، وتم استيراد البقرات المذكورة لأغراض التكاثر، واستيفاء جميع شروط الاستيراد التي تطلبها الوزارة.
ويعتبر البعض أن شراء إسرائيل البقرات الخمس هذه مقدمة لتنفيذ المخطط الإسرائيلي لهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المقدس المزعوم على أطلاله.
خطط قديمة لذبح بقرة حمراء في 2024!
يمتلك معهد تامبل الأمريكي قناة نشطة على اليوتيوب، حيث ينشرون بشكل متواصل حلقات بودكاست أطلق عليها اسم “Temple Talk”، ومقاطع فيديو توضح بالتفصيل جهودهم لتمهيد الطريق الهيكل ثالث.
وأنهم قاموا ببناء شمعدان ذهبي عملاق، وفقاً لمواصفات التوراة، ويصل وزنه إلى نصف طن، بما في ذلك 45 كيلوغراماً من الذهب عيار 24 قيراطاً، وأن هذا الشمعدان متواجد في الساحة المركزية للحي اليهودي في البلدة القديمة بالقدس، وهو جاهز للإشعال في الهيكل المقدس المعاد بناؤه.
في حين أن مجموعة Boneh Israel، وهي مجموعة أخرى مؤيدة للهيكل الثالث، تضم أعضاء يهوداً ومسيحيين، ووفقاً لموقعها على الإنترنت يدعون أنهم يتجهزون ليوم ذبح البقرة الحمراء، وأنهم المسؤولون عن شحن العديد من العجول الحمراء من تكساس إلى الولايات المتحدة إلى إسرائيل.
فيما قال الحاخام يتسحاق مامو، قبل نحو عدة أشهر، إنه يخطط لإقامة حفل عيد الفصح عام 2024 لذبح العجول المستوردة، على افتراض أنها لم تظهر عليها أي عيوب قبل ذلك الحين.
أضاف مامو أنه اشترى قطعة أرض مطلة على جبل الهيكل (المسجد الأقصى) قبل 12 عاماً، على أمل استخدامها على وجه التحديد في مراسم الذبح وبدء الاستعدادات لبناء الهيكل الثالث؛ وفقاً لما نقله موقع Forward.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف البقرة الحمراء المسجد الأقصى من أجل
إقرأ أيضاً:
القدس على صفيح ساخن.. تحذيرات من محاولات ذبح القربان في المسجد الأقصى
القدس المحتلة - الوكالات
أعلن الجيش الإسرائيلي رفع مستوى التأهب في جميع أنحاء البلاد، مع اقتراب عيد الفصح، وذلك عقب تقييم للوضع أجراه رئيس هيئة الأركان العامة إيال زامير. ومن المقرر أيضاً تعزيز الوجود العسكري في مختلف أنحاء إسرائيل، حيث أكد زامير "أهمية الحفاظ على الجاهزية حتى يتمكن الإسرائيليون من الاحتفال بالعيد في أي مكان في البلاد"، بحسب بيان للجيش الإسرائيلي، ونقلته صحيفة تايمز أوف إسرائيل.
وعيد الفصح اليهودي، هو أحد أبرز الأعياد الدينية في اليهودية، ويُحيي ذكرى "خروج بني إسرائيل من مصر" كما ورد في التوراة. وهو عيد ذو طابع ديني وشعائري عميق، يتضمن عددًا من الطقوس والرموز التي تُمارس سنويًّا، وتكتسب أبعادًا دينية وتاريخية في السياق الإسرائيلي المعاصر. وفيما يلي أبرز ما نعرف عن طقوس العيد:
يُعرف أيضًا بعيد "التحرر من العبودية"، إذ يُحيي ذكرى خروج بني إسرائيل من أرض مصر بقيادة النبي موسى، كما ترد القصة في سفر الخروج.
يستمر الاحتفال به لمدة سبعة أيام في إسرائيل (وثمانية في الشتات)، ويبدا من يوم السبت 13 أبريل حتى 20 أبريل.
الطقوس الأساسية لعيد الفصح:
1. عشاء "السيدر" (ليلة الفصح الأولى):
يُعدّ من الطقوس المركزية في العيد، ويُقام مساء الليلة الأولى (وأحيانًا الليلتين الأوليين).
يتخلله قراءة "هَجّادا" (نص تقليدي يروي قصة الخروج من مصر)، وترافقه رموز غذائية تعبيرية، منها:
الخبز الفطير (ماتسا): يُؤكل بدلاً من الخبز المخمر، لرمزيته بالخروج العاجل من مصر.
أعشاب مرة: ترمز إلى مرارة العبودية.
كأس نبيذ: يُشرب أربع مرات خلال العشاء، ترمز إلى وعود الفداء الأربع.
2. التطهّر من الخمير ("حاميتس"):
يُحظر خلال العيد تناول أو امتلاك أي طعام يحتوي على الخمير (كالخبز والمعكرونة).
قبل العيد، تُنظَّف البيوت بعناية من كل ما يحتوي على خمير، فيما يُحرق أو يُباع "الحاميتس" كجزء من الطقوس.
3. الحجّ إلى القدس (في الأزمنة القديمة):
كان يُقام ذبح قربان الفصح في الهيكل في القدس، وهي طقس مركزي توراتي. واليوم، تحاول جماعات يهودية متطرفة إحياء هذا الطقس رمزيًّا أو نظريًّا، ما يثير توترًا سياسيًّا ودينيًّا كبيرًا، خاصة في محيط المسجد الأقصى.
وفي السنوات الأخيرة، تزايدت دعوات جماعات "الهيكل" المتطرفة لتنفيذ طقوس ذبح "قربان الفصح" داخل باحات المسجد الأقصى، في محاولة لفرض واقع ديني جديد، وهو ما يُعد استفزازًا خطيرًا للفلسطينيين والمسلمين.
وهذه الدعوات تتزامن عادة مع استنفار أمني إسرائيلي واسع، وفرض قيود مشددة على دخول المصلين الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى.
وفي هذا العام، نشر متطرفون صورًا تخيلية لوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير وهو يحمل "قربان الفصح"، وهو ما وصفته محافظة القدس بأنه "تحريض خطير" يستهدف المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية.