ليالي القيصرية تعيد إحياء ذاكرة شارع "ريفيرا الأحساء"
تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT
أعاد مهرجان "ليالي القيصرية" الذي تنظمه أمانة الأحساء ومحافظة الأحساء وهيئة تطوير الأحساء، ذاكرة الأهالي إلى ما كان عليه شارع القيصرية الذي يشهد إقامة الفعاليات، ليعيد الذكريات على ما كان عليه هذا الشارع قبل سنوات، والذي كان يشهد ازدحامًا كبيرًا وحركة بيع وشراء كبيرة، وهو ما أطلق عليه سابقًا "ريفيرا الأحساء".
وقال المرشد السياحي عبدالعزيز العمير، إن اختيار هذا الشارع وإقامة مهرجان "ليالي القيصرية" فيه كان اختيارًا موفقًا، كوّن هذا الشارع يعتبر من الشوارع المهمة منذ القدم، فهو الشارع المجاور لسوق القيصرية والمجاور للسور المحيط بحي الكوت، حيث كان هذا الشارع يعتبر من الشوارع التي كانت مزدحمة في السابق في عملية البيع والشراء، وأيضا تنقل الناس فيه بشكل كبير جدا، حتى إن الكاتب والاديب اللبناني أمين الريحاني قال عن هذا الشارع بأنه "ريفيرا الأحساء"، والسبب يعود لكثرة شهرة الشارع بالبيع والشراء والحركة لدى الناس في هذا الموقع المهم.
أخبار متعلقة صور.. عربات "الفود ترك" المهملة تشوه الواجهات البحريةرياح شديدة على أجزاء من الشرقية.. اعرف مواعيدهاوأضاف: "يعتبر مهرجان ليالي القيصرية في هذا الموقع المهم مكانًا جاذبًا للزوار من مختلف مناطق ومدن المملكة، وأيضا الزوار والسواح. إقبال من الجمهور على شارع الريفيرا إقبال من الجمهور على شارع الريفيرا إقبال من الجمهور على شارع الريفيرا var owl = $(".owl-articleMedia"); owl.owlCarousel({ nav: true, dots: false, dotClass: 'owl-page', dotsClass: 'owl-pagination', loop: true, rtl: true, autoplay: false, autoplayHoverPause: true, autoplayTimeout: 5000, navText: ["", ""], thumbs: true, thumbsPrerendered: true, responsive: { 990: { items: 1 }, 768: { items: 1 }, 0: { items: 1 } } });
دروازة العليمي التاريخية
وأشار إلى أنه في نفس الشارع وبالقرب منه توجد "دروازة العليمي" التي لها شهرة كبيرة، حيث إن الملك عبدالعزيز آل سعود - طيب الله ثراه - والأمير عبدالله بن جلوي آنذاك وعند خروجهما من سوق القيصرية متوجهين إلى حي الكوت عبرا من خلال الدروازة التي تسمى بـ"دروازة العليمي" متوجهيّن إلى قصر السراج داخل حي الكوت، وأيضا هناك صورة التقطت للملك عبدالعزيز مع الأمير عبدالله بن جلوي - يرحمهما الله - في هذا الموقع قبل دخولهما هذه الدروازة.
إحدى الصور التاريخية لدروازة العليمي إحدى الصور التاريخية لدروازة العليمي var owl = $(".owl-articleMedia"); owl.owlCarousel({ nav: true, dots: false, dotClass: 'owl-page', dotsClass: 'owl-pagination', loop: true, rtl: true, autoplay: false, autoplayHoverPause: true, autoplayTimeout: 5000, navText: ["", ""], thumbs: true, thumbsPrerendered: true, responsive: { 990: { items: 1 }, 768: { items: 1 }, 0: { items: 1 } } });
وأوضح أن هذه الدروازة من الدراويز أو البوابات المهمة قديمًا، حيث تشرفت هذه البوابة بمرور الملك المؤسس - طيب الله ثراه - منها، وهي تعتبر البوابة الثانية لقلعة الكوت، وفي أعلى برج من دروازة العليمي نشاهد أهمية هذا الشارع وكأنه شبيه بالشارع الذي كان عليه في السابق، حيث كانت حركة الشارع من البيع والشراء والتسوق، والآن كأننا ننقل صورة أخرى تشابه ذلك الوقت ولكن بأسلوب آخر.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: محمد العويس محمد العويس ليالي القيصرية الأحساء هذا الشارع
إقرأ أيضاً:
حين تكتب الحرب ذاكرة شعب- في مأساة المثقف السوداني ومعقولية الخراب
في عامها الثالث، لم تعد الحرب في السودان حدثًا عابرًا يُروى بين فقرات الأخبار، بل تحولت إلى نسيج يومي يُحاك من أشلاء الذكريات والجراح. صارت واقعًا يُعاش بكل ثقله: بيوتٌ تتهاوى كأوراق الخريف تحت دوي المدافع، وأطفالٌ يلهون فوق ركام مدارسهم، كأنهم يتحدون فكرةَ أن الطفولة لا بدّ أن تكون بريئة. هنا، لم يعد هناك فاصل بين الخاص والعام؛ فكل دمعة تسقط في بيت ما تُعد جزءًا من نهرٍ من الأحزان يغمر الأمة. الأحياء تتحول إلى خرائب، والأسواق التي كانت تعج بالحياة تصمت إلا من صدى الخطى الثقيلة لقدامى الجوعى.
الأمهات، بوجوهٍ نحتتها رياح اليأس، يُجدنَ فنَّ الصبر، بينما يتساقط الأقرباء والأصدقاء كأوراق شجر في عاصفة لا تنتهي.
في هذا المشهد الكابوسي، تبرز الكتابة كفعلٍ مُقاوِم، ليست مجرد أداة لتوثيق الألم، بل محاولة لإنقاذ الذات من الغرق في العدم. يكتب المثقفون بحبرٍ مخلوط بالتراب والدم، مسجلين تفاصيل البيوت التي انمحت، وأسماء الأحبة الذين صاروا ظلالًا في ذاكرة المدينة.
اليوميات التي يسطرونها ليست سردًا بطوليًا بقدر ما هي همساتٌ يائسة لاستعادة شيء من الإنسانية المهدورة. تصبح الكتابة بيتًا مؤقتًا، هشًا لكنه يقاوم السقوط، يحمل بين سطوره عبق الأيام الماضية ورائحة المقاومة.
الكتابة كوثيقة اجتماعية- بين التاريخ والوجع
لا تقتصر هذه النصوص على الرثاء، بل تتحول إلى وثائق تُجسد تداخل التاريخ مع المأساة؛ فهي تسجل تحول الوطن إلى شتات، والمستقبل إلى لغزٍ مُظلم. الكاتب هنا ليس مراقبًا من برج عاجي، بل هو ابن الأرض الذي يعيش تحت القصف، يكتب بألمٍ عن جاره الذي اختفى
وعن السوق الذي تحول إلى مقبرة جماعية. النصوص تكشف كيف صار "الوطن" فكرةً هاربة، بينما يختزل الواقع معاناة البحث عن رغيف خبز أو زجاجة ماء.
من الاستثناء إلى القاعدة- الحرب كحالة دائمة
في ذهن المثقف السوداني، لم تعد الحرب استثناءً، بل جزءًا لا يتجزأ من الهوية. يقول الكاتب أمير تاج السر: «نحن أبناء الحروب المتراكمة، نعرفُ صوت الرصاص أكثر من صوت الموسيقى»، معبرًا عن واقعٍ عاشه وجيله منذ طفولتهم في وطنٍ حُفر في ذاكرة الألم.
وقد أضاف الناشر العربي على غلاف إحدى الروايات عبارة "الحياة تستحق النشيد رغم قسوتها"، وهي ليست دعوة لتفاؤل ساذج، بل تأكيدٌ على إيمانٍ بأن الفن يعد آخر حصون الكرامة. وكأن صوت المثقفة البريطانية هيلينا كينيدي، حين تحدثت عن النزوح كجريمة ممتدة
يجد صداه في واقع الأسر السودانية التي تعيش التهجير كحالة متوارثة عبر الأجيال.
الخراب كوجهٍ للوطن- لماذا تصبح الحرب "معقولة"؟
وهنا يطفو السؤال الأقسى: كيف يصبح الدمار مألوفًا؟ قد تكون الإجابة في استبدال لغة الثورة بلغة التأمل، أو في تحول الألم إلى رفيق يومي. المعقولية هنا لا تعني الاستسلام، بل اعترافًا بفشل الخطابات الكبرى.
إذ أن المثقف الذي كان يرفع شعارات التحرر صار يكتب ليُثبت أنه ما زال حيًا، كأنه يردد روح محمود درويش عندما قال: «أنا لستُ لي، أنا وطني يكتبني»، مما يحوّل الكتابة إلى فعل أخلاقي، محاولة لإنقاذ المعنى من براثن العبث، وصرخة ضدّ التطبيع مع القتل.
ما بعد الكلمات- هل تكفي الكتابة؟
رغم كل هذا، تظل الحقيقة المرة أن الكتابة لا توقف الرصاص، ولا تُعيد الطفل إلى أمه. ففي الوطن الذي يموت فيه الإنسان، تموت معه الكلمات أحيانًا. لكن المثقف لا زال يكتب، لأن الصمت يعد خيانة، ولأن الحكاية لم تنتهِ بعد.
كما تقول الروائية بثينة خضر مكي: «نحن نكتب لنُثبت أننا لم ننزلق بعد إلى حافة الوحشية»، لتظل هذه النصوص، رغم دمويتها، بمثابة البذرة الأخيرة لشتلة أمل أو على الأقل شهادةً على تمسك شعبٍ برواية معاناته.
حين تصير الكلمات دمًا
في النهاية، يبقى المثقف السوداني حائرًا بين شقين- شاهدٌ على المأساة وضحيةٌ فيها. يرتجف قلمه ولكنه يرفض السقوط، إذ إن الحرب قد تسرق الأوطان لكنها لا تستطيع سرقة الكلمات التي تُخلّدها.
وكما كتب شابٌ عاقل في يومياته تحت القصف: «إذا متُّ، ابحثوا عني في كتبي».
أعلموا أيها القتلة- نحن الباكون على واقع اليوم ، ولكن من خلال الألم نصنع المستقبل.
zuhair.osman@aol.com