أثير- موسى الفرعي

كعادة القائد الفذ والأب الحاني؛ قام مولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظّم -حفظه الله- بجولة سامية إلى محافظة مسندم، ليتفقد الجوانب التنموية والاجتماعية والاقتصادية في المحافظة عن قرب، ولم يكن غريبًا على أهل مسندم الكرام الفرح البالغ بالمقدم السامي والفرح الأكبر الذي تجلّى في ملامح جلالته وهو يرى الأطفال والشباب والشيوخ تفيض أعينهم بالفرح الصادق والمحبة الصافية.

أما اللقاء بالشيوخ والرشداء والأعيان وعدد من أعضاء مجلس عمان وأعضاء المجلس البلدي ورجال الأعمال، فقد اتسم بالعفوية العالية والحكمة والارتجال الأكثر بلاغة؛ لأنه حديث لم يُعدّ لرسم أوهام بل كان مبنيًا على حقائق واقعة وملموسة ورؤية منظمة ومدروسة، وكان جل حديث جلالته السامي موشّى بالشراكة الكاملة مع المواطنين، (كلنا نعرف، تعرفون، ساهمتم) تلك أفعال استخدمها جلالته وهو يتحدث عن المشاريع الاقتصادية والتنموية في المحافظة وعن مستقبلها، وكل قالب تعبير كان يؤكد مبدأ الشراكة الحقيقية والفعالة بين مختلف مكونات المجتمع، وهو المبدأ ذاته الذي صرّح به جلالته -أبقاه الله- من قبل في خطابه السامي حين قال “إن شراكة المواطنين في صناعة حاضر البلاد ومستقبلها دعامة أساسية من دعامات العمل الوطني”.

لقد كان أسلوب جلالته متسقًا اتساقًا كاملا مع فلسفته ورسالته ومبادئه التي يؤمن بها. كما أن حديثه -أبقاه الله- يؤكد – وجود رؤية منظمة للمستقبل تعمل جميع المؤسسات على تحقيقها مع طرح نماذج من ذلك؛ لذلك يمكن الآن استعادة السنوات الماضية بتفاصيلها وتحدياتها لندرك أن التكيّف مع الظروف الصعبة التي مرت به عُمان لم يكن سوى وسيلة لاستعادة العافية وتحديد الاتجاهات والسعي الحثيث إلى التطور وتجويد العمل، وذلك ما يقوّي الظهر لزيادة الحمل فيما بعد.

وقد كان معالي السيد إبراهيم بن سعيد البوسعيدي محافظ مسندم مثالًا حقيقيًا للأداء النافع والفعّال لمبدأ التفاعل مع المؤسسات الأخرى، ويدا حقيقية وقوية لتحويل الرؤى السامية في المحافظة إلى واقع محسوس، وهو الثمر الطيب للامركزية التي تعد إحدى سمات القيادة الاستثنائية والملهمة لمولانا -أبقاه الله- في اتخاذ القرارات والمبادرة، وذلك الإطراء السامي لمعالي السيد مبعث فخر واعتزاز، وغبطة ينبغي أن تدفع بالكثيرين للوصول إليها.

لقد كان كل شيء أثناء الجولة السامية يقود إلى اليقين بأن الرؤية السامية والإرادة الوطنية ميثاق السمو الدائم بعُمان نحو المكانة اللائقة بهذا الوطن المعظّم.

المصدر: صحيفة أثير

إقرأ أيضاً:

اليمن يفرض معادلة الحصار بالحصار

وضاح بن مسعود

إعلان السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي خطوةٌ تاريخيةٌ شجاعةٌ في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية بحق أهلنا في فلسطين المحتلّة.. في زمنٍ تخاذلت فيه الأصوات، وارتبكت المواقف، وتوارت الحقوق خلف صمتٍ دوليٍ مُريب، يَبرُز صوتٌ شجاعٌ يُذكر العالم بأنَّ الشرائع السماوية والإنسانية لا تُساوم. إنه صوت السيد القائد المجاهد عبدالملك بدرالدين الحوثي، الذي أعلن بكل وضوح وثبات: “أربعة أَيَّـام فقط…” مهلةً نهائيةً للوسطاء وللكيان الصهيوني لفتح معابر غزة وإدخَال المساعدات الإنسانية، وإلا ستعود اليمن إلى عملياتها البحرية دفاعًا عن إخواننا في فلسطين. إنه قرارٌ يُجسّد روح الجهاد، ويُحيي ضمير الأُمَّــة، ويُذكِّر الجميع بأنَّ دماء المظلومين لن تُهدر دون حساب.

ما أعلنه السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- ليس تهديدًا عسكريًّا فحسب، بل هو.. صرخة إنسانية… تُدين العالم الذي يتفرج على جريمة القرن: تجويع أهالي غزة وإبادتهم بطريقةٍ ممنهجة تحت حصارٍ غير مسبوق إنَّ المهلة التي حدّدها القائد اليماني تُعبِّر عن رفضٍ قاطعٍ لسياسة “الكيل بمكيالين”، وتُحمِّل المجتمع الدولي، وخَاصَّة الوسطاء العرب، مسؤوليةَ التواطؤ مع جرائم الحرب الإسرائيلية فكيف يُقبل أن تتحوّل القضية الفلسطينية إلى مساومةٍ سياسية، بينما الأطفال يُقتلون، والأسر تُجوع، والمستشفيات تُدمّـر؟!

قرار السيد القائد يحفظه الله ليس انفراديًّا، بل هو.. تطبيقٌ عمليٌّ لشرع الله وقواعد القانون الدولي، التي تُجيز للدول استخدام الوسائل المشروعة لوقف الانتهاكات الجسيمة. فإذا كان العالم يتغاضى عن حصار غزة، فَــإنَّ اليمن بقيادتها الحكيمة ترفض أن تكون شريكًا في الجريمة، وتُعيد للأُمَّـة الإسلامية كرامتها المهدورة.

كما أنَّ التصريح يُذكِّر بمسؤولية القادة العرب والمسلمين في تبني مواقفَ حازمة، بدلًا عن الاختباء خلف شعاراتٍ جوفاء.

إنَّ المهلة التي حدّدها السيد القائد هي اختبار حقيقيٌّ للعالم.. فإما أن يتحَرّك لإنقاذ غزة، أَو يُعلِنَ صراحةً أنه يُشرعن جرائم الحرب. إنها رسالةٌ واضحةٌ للكيان الصهيوني بأنَّ زمن الإفلات من العقاب قد ولَّى، وللعرب بأنَّ الصمت خيانةٌ لن تُغتفر. وكما قال السيد القائد يحفظه الله: “لله ثم للتاريخ.. ثم للعالم… وإن غدًا لناظره قريب” فالتاريخ سيسجل أنَّ اليمن وقفت عندما وقف الجميع، وسيُدين كُـلّ من تخلّى عن دينه وإنسانيته..

ختامًا: إذ نبارك ونؤيد هذا القرار الجهادي والإنساني، نرى فيه إحياءً لروح الأُمَّــة المجاهدة التي لا تهاب التحديات. فالسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي لم يقل كلامًا فحسب، بل حوَّل الكلمات إلى فعلٍ مُلهِم، يُذكِّرنا بأنَّ النصر بإذن الله هو حليفُ الصابرين. ندعو كُـلّ حرٍّ شريفٍ في العالم إلى دعم هذا الموقف، والضغط على الكيان الصهيوني لإنهاء حصاره الجائر. فكما نصر الله اليمنَ وقائدها، سننصر بكل قوةٍ قضيةَ فلسطين، حتى تتحرّر أرضها، وترتفع راية العدل.

مقالات مشابهة

  • ‏اليمن يكتب فصلًا جديدًا في التضامن العربي
  • القائد يحذر “إسرائيل”: الحصار بالحصار
  • من (وعي) المحاضرة الرمضانية السابعة للسيد القائد 1446هـ
  • (نص + فيديو) المحاضرة الرمضانية التاسعة للسيد القائد 1446هـ
  • د. نزار قبيلات يكتب: هل الفكاهة مهارة أم فلسفة؟
  • أحمد موسى يحذر على الهواء: سأقاضي الصفحات التي روجت لأكاذيب ضدي
  • السيد القائد.. زلزال الوعد وصاعقة الوعيد!
  • يـعـرف الـكـل أبو جـبـريـل إذَا حـذرّ
  • اليمن يفرض معادلة الحصار بالحصار
  • الدفاع توقع اتفاقية إسناد جوي بمحافظة مسندم