وكيل وزارة التضامن بالأقصر يستقبل أم ثلاثة أطفال من أصحاب الهمم لتلبية احتياجاتهم
تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT
استقبل محمد حسين بغدادي، وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بالأقصر بمكتبه دعاء عبده يوسف أم لثلاثة أطفال من أصحاب الهمم ومقيمة بقرية الدير بمركز إسنا جنوب الأقصر وذلك لتلبية احتياجاتهم في إطار توجيهات الدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي وتعليمات المستشار مصطفى ألهم.محافظ الأقصر.
وكان موقع "الأسبوع" قدر عرض بعض احتياجات الأطفال الثلاثة من أصحاب الهمم من بينهم طفلين معاقين إعاقة حركية وضمور والطفلة الثلاثة إعاقة بسيطة وتدرس بإحدى مدارس قرية الدير "دمج".
وقالت دعاء عبده أم الأطفال أن هناك معاناة فى شراء البامبرز وأيضا مشقة التوجه بهم مستشفى العديسات التي تبعد عن محال إقامتهم أكثر من 20 كيلو متر بالإضافة لحاجاتهم استخراج بطاقات الخدمات المتكاملة لهم وعمل فيزا كرامة للطفلة الثالثة إيمان.
الأمر الذي جعل وكيل وزارة التضامن الاجتماعي يتصل بالوحدة الاجتماعية لقرية الدير التابعة لمركز إسنا لعمل فيزا للطفلة إيمان بعد الانتهاء من القومسيون الطبى وأيضا قام بالتنسيق مع مصطفى زمزم، رئيس مجلس أمناء مؤسسة صناع الخير وعضو التحالف الوطنى لتوفير تروسيكل ليكون مصدر رزق إضافي للأسرة، كما تم التنسيق مع جمعية القديس فلتاؤس السريانى القبطية الخيرية بالأقصر لتوفير البامبرز، كما تم عمل مساعدة شهرية لمدة 6 أشهر من مؤسسة التضامن صرف بونات مواد غذائية بقيمة 400 جنيه هذا وقدمت أم الأطفال الثلاثة أصحاب الهمم الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي لرعايته للفئات ذوي الإعاقة واهتمام وزارة التضامن.
كما قدمت الشكر لوكيل وزارة التضامن الاجتماعي محمد حسين بغدادي لحسن الاستقبال والاستجابة السريعة لجميع مشاكل المواطنين وخاصة أصحاب الهمم.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أصحاب الهمم أم الأطفال تلبية احتياجاتهم التضامن الاجتماعی وزارة التضامن أصحاب الهمم
إقرأ أيضاً:
غزة.. عندما تتساقط الطفولة بين أزقة النزوح
غزة- أزهقت إسرائيل أرواح أكثر من 30 طفلا فلسطينيا من شمال قطاع غزة إلى جنوبه في يوم الطفل العالمي الذي أرّخته الأمم المتحدة في 20 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام تأكيدا على ضرورة احترام العالم لحقوق الأطفال.
في ملعب اليرموك -الذي يتكدس فيه النازحون الذين هجّرهم الاحتلال قسرا من شمال قطاع غزة- تتساقط الطفولة بين أزقة الخيام، أطفال كبرت أكتافهم وعقولهم قبل أعمارهم وأجسادهم، تحمل وجوههم أسى لطختهم به عيشة التشرد ومأساة التجويع، وحمّلتهم الحرب عبئا أثقل منهم فصنعت من إناثهم أمهات ومن ذكورهم رجالا.
على باب الخيمة ينكفئ الطفل إسلام على حذاء مهترئ، يُصلح نعلا تحتضنه كفاه، يدس الإبرة ويسحبها بجهد يوازي ضَعف يديه، اقتربت منه الجزيرة نت وسألته عن دافعه للعمل الذي يقوم به فأجاب "أعمل من كسب يدي، ولا أريد أن أمدها لأحد"، في إجابة تفوق سن طفل لم يتجاوز الـ11 من العمر، صيّرته الحرب أبا ومعيلا لوالدته وإخوته الخمسة بعدما قتل الاحتلال والده في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي.
ومن طفل كان أكبر همه الفوز في مباراة كرة القدم مع أقرانه إلى رجل بجسد طفل يتسمر على كرسي يتوافد عليه النازحون لإصلاح الأحذية.
يطمح إسلام إلى أن يتخصص في مجال كهرباء السيارات كما كان والده، ويقول "حين تنتهي الحرب سأعود للمدرسة وأتعلم وأمارس المهنة التي كان أبي يعمل بها".
كما تجاوزت أبوته الإنفاق ليحمل همّ إخوته ويرعاهم، ويؤكد "نزحنا من جباليا إلى غزة ومن حولنا دبابات الاحتلال، كنت خائفا من أن يصاب إخوتي بسوء، ولم أهدأ إلا حين وصلنا بسلام".
الطفل إسلام يعمل بإصلاح الأحذية في مخيم اليرموك لإعالة إخوته ووالدته بعد استشهاد والده (الجزيرة) رفاهية "حق الحياة"وخلال تجول الجزيرة نت في المخيم التقت بخالد (10 أعوام) الذي يجر على الأرض الوعرة عربة أثقل منه فيها أخشاب جمعها من البيوت المدمرة حول المخيم، جلبها إلى أمه لتذكي بها الموقد وتعد لهم الطعام، ويقول خالد "لم نعد أطفالا، الفرق بيننا وبين العجائز شيب الشعر فقط".
في المقابل، يجلس أنس (7 أعوام) تعلق الدموع على طرف عينيه وحيدا على مدرج الملعب بعدما عجز عن أن يجلب لأمه وأخوته ما يشبعهم، وحين سألته الجزيرة نت عن والده أجاب "أبي محاصر في جباليا".
أما لبنى (13 عاما) فتسأل عن الحقوق النظرية التي تعلمتها في المناهج الدراسية، وتقول للجزيرة نت "تعلمنا أن من حق الأطفال اللعب والأمان، هل النوم على رمل الخيمة وافتقارنا إلى ما نأكله أو نرتديه في هذا البرد القارس من احترام حقوقنا؟!".
تحمل لبنى غالون الماء وتكمل السير وهي تتمتم "حرام اللي بيصير فينا والله، تعذبنا كتير".
في مخيم اليرموك بغزة تحولت حقائب المدرسة إلى حقائب نزوح، وطوابير المدرسة في الصباح إلى طوابير التكية والحصول على الماء، أما المدارس والملاعب فصارت مراكز إيواء ومساحات لنصب الخيام.
ويرى أطفال المخيم أخشاب الأشجار والأوراق ثروة لإشعال النيران والطهو، في حين يرون الماء المتدفق في الصنابير، والاستحمام في الحوض المخصص للاستحمام، والنوم على وسادة وسرير، واللعب والتنزه وأكل اللحوم والخضار وشرب الحليب كلها رفاهيات لا ينال منها الطفل الغزي اليوم شيئا.
الأطفال "غير المصحوبين"
اختطفت قوات الاحتلال عشرات القاصرين من قطاع غزة، إما خلال مرورهم عبر حاجز نتساريم الفاصل بين شمال وادي غزة وجنوبه أو خلال عملياتها البرية التي تعتقل فيها آلاف الفلسطينيين.
وتقول هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية إن إدارة السجون الإسرائيلية تتعامل مع أطفال غزة تعاملا أقسى من غيرهم، وفي هذا السياق كتب المحامي خالد محاجنة عبر صفحته الشخصية على منصات التواصل بعد زيارته سجن مجدو يقول "وجدت قاصرا يبلغ من العمر 15 عاما اعتقل من حاجز نتساريم فيما كان برفقة والدته محتجزا منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، بحجة أنه مقاتل غير نظامي دون تهم ودون تحقيق".
أما الأطفال "غير المصحوبين" كما يُعرّفون -الذين يخلي الاحتلال سبيلهم بعد اختطافهم لساعات- فيدفعهم إلى جنوب القطاع، وهو بذلك يفرقهم بعيدا عن أهاليهم في الشمال دون السماح لهم بالعودة.
كان الشاب عبد الله أبو عاصي وشقيقه الطفل عمر (12 عاما) ينتظران معا شاحنات المساعدات الإنسانية في منطقة دوار الكويت جنوب غرب مدينة غزة حين باغتهم الاحتلال واعتقل عددا كبيرا من الأشخاص هناك، كان منهم عبد الله الذي أفرج عنه الاحتلال بعد اعتقال دام 12 يوما وأبعده إلى رفح، في حين احتجز عمر لساعات ثم أفرج عنه جنوبا.
ويقول عبد الله للجزيرة نت إنه بعد مرور 10 أيام لم يتوقف فيها عن اقتفاء أثر أخيه سمع باسمه يُنادى عليه في المساجد، ليجتمع به بعدما يئس من محاولات البحث عنه.
يعيش عمر مع أخيه في خيمة دون والديه معتمدا على طعام التكية بلا مأوى أو حضن أمه وبلا أي مقومات للعيش، وبينما يلح عمر في العودة إلى بيته ووالديه في حي التفاح بمدينة غزة يفقد القدرة على التعبير عن مشاهد دهس الشهداء والأشلاء المتناثرة في الطرقات والتي رآها خلال احتجازه، والتي لم تكن الشهور العشرة التي مرت بعدها كافية له ليتعافى.
طفل مصاب بغارة إسرائيلية استهدفته وآخرين وهم نيام في حي الشجاعية بغزة (الجزيرة) الناجي الوحيدمشردون في المآوي أو قابعون في السجون أو مصابو حرب هذا حال أطفال قطاع غزة، ففي المستشفى الأهلي العربي المعمداني أطفال على أسرّة العلاج يعانون عاهات مستديمة وحروقا وتشوهات وإصابات أدت إلى الشلل أو العجز الحركي، وأخرى دماغية تؤثر على الإدراك والسلوك، كما فقد المئات من الأطفال بصرهم أو تأذت رؤيتهم، وأدت الحرب إلى بتر أطراف 4 آلاف طفل، بحسب وزاة الصحة.
في قسم الاستقبال المكتظ بحكايات الألم لمئات المصابين من الأطفال تبدو الحكاية الأقسى لمسعفين يحملون بين أيديهم أطفالا بوزن لا يتعدى الكيلوغرامات، أما على شفاههم فيحملون أثقل ما يمكن لبشر النطق به "طفل ناجٍ ووحيد".
لميس -التي لا يتجاوز عمرها 7 أشهر- بقيت وحيدة بعدما مُسح أفراد عائلتها من السجل المدني في استهداف منزلهم بحي الصبرة جنوب المدينة، يغيّر الممرض على جرحها دون أن تحتضنها أم أو يقف بجوارها أب، لتكون واحدة من 17 ألف يتيم حرمتهم حرب الإبادة من آبائهم وأمهاتهم.
خارج الاستقبال وفي ساحة المستشفى المعمداني تجلس آرام النازحة في المستشفى يوميا بجوار قبر شقيقتها، تغرس وردا على تراب قبرها، وتحدثها عن تفاصيل يومها وتخبرها بشوقها وبالوضع الصحي لوالدهما المصاب.
تقول آرام "أفتقد شقيقتي كل يوم، وأسأل: لماذا حرموني منها وهي لم تؤذهم بشيء؟!".
طفلان في مركز إيواء بقطاع غزة (الجزيرة) أشقاء مكفنونبعينين منتفختين ورأس يتأرجح مترنحا بين حقيقة ما ترى وبين ما ترفض تصديقه تجلس أريج أمام جثامين حمزة وعبد العزيز وليلى صغارها الثلاثة المكفنين الذين أودى بهم صاروخ واحد سقط على خيام نزوحهم في مدينة خان يونس جنوبي القطاع، فتفتتت على إثره أجسادهم وقلب أريج.
تتحسس وجوههم بيدها المرتجفة، وتسألهم "من سيناديني ماما بعد اليوم؟ لماذا رحلتم جميعا؟"، تقول أريج "كان حمزة يحلم ويدعو دوما أن يركب صاروخا ليصعد إلى القمر ويكتشفه، تحققت أمنيته وحمله الصاروخ إلى ربه".
تضع يدها على قلبها تضرب عليه وتقول "اثبت أُحُد، اثبت أحد، يا مثبت العقل والدين، ثبتني يا رب"، تسأل من حولها "أطفال نائمون يا عالم، أكبر همهم اللعب استيقظوا غارقين بدمائهم، بماذا آذوهم ليُقتلوا؟".
وقتل الجيش الإسرائيلي أكثر من 17 ألفا و400 طفل حتى اليوم، وتقول اليونيسيف إنه "حرم 60 ألف طفل من التعليم جراء الحرب، وجعل أكثر من 500 ألف طفل في القطاع بحاجة للدعم النفسي والعقلي".