سلطان الجابر : الإمارات أدارت المفاوضات الدولية لـCOP28 بحكمةٍ وإنصاف ومسؤولية وتوازن
تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT
أكد معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس COP28، أن دولة الإمارات وبفضل دعم القيادة الرشيدة، نجحت في جمع العالم وتوحيد الجهود والوصول إلى توافق دولي وضعَ العالم على مسار العمل المناخي الصحيح، ونجح في التوصل إلى “اتفاق الإمارات” التاريخي الذي حظي بتوافق 198 طرفاً من جميع أنحاء العالم، وأرسى معايير جديدة للعمل المناخي العالمي، وقدّم استجابة طموحة لنتائج الحصيلة العالمية لتقييم التقدم في اتفاق باريس تساهم في الحفاظ على إمكانية تحقيق هدف 1.
واستعرض معالي الدكتور سلطان الجابر في حوار مع وكالة أنباء الإمارات “وام”، بعد مرور شهر على ختام COP28، أهم نتائج المؤتمر الذي توصل إلى اتفاق تاريخي شمل الجميع وأرسى مفاهيم عملية ومنطقية للعمل المناخي وتم من خلاله تحديث “اتفاق باريس”.. مؤكداً أن COP28 حقق تقدماً جذرياً في تاريخ مؤتمرات الأطراف من حيث النتائج التاريخية ووفر الفرص المتنوعة للمجتمع الدولي.
وأكد معاليه أن COP28 كان الدورة الأكثر احتواءً للجميع في مؤتمرات الأطراف حتى الآن، حيث مثَّلَ جميع الفئات والآراء في عملية صنع القرار، واتخذت رئاسة COP28 إجراءات جريئة وحاسمة لتحقيق إنجازات تتجاوز بنود النص التفاوضي وبما يسهم في تحقيق نقلة نوعية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي عالمياً، إضافة إلى تطوير آليات التمويل المناخي، وحماية البشر والطبيعة وتحسين الحياة وسُبل العيش.
وقال إن COP28 نجح بفضل توجيهات ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة “حفظه الله”، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، في تحقيق إنجازات تاريخية غير مسبوقة في مسيرة العمل المناخي الدولي لصالح الإنسانية جمعاء.
وأضاف أن رئاسة COP28 طبقت نهج الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، “طيب الله ثراه”، في التواصل مع المجتمع الدولي وبناء علاقات طيبة وشراكاتٍ نوعية تصب في مصلحة الوطن والعالم ككل، حيث كرَّس الشيخ زايد “رحمه الله” حياته للعمل على إيجاد حلول دائمة للتحديات التي واجهت عصره، ويتمثل نهجه هذا في مقولته :” إن التعاون بين البشر على الرغم من اختلاف الأديان والعقائد هو أساس السعادة، والتعاون يجمع بين القريب والبعيد”.
وأثنى معاليه على جهود فريق العمل، وأعرب عن الفخر بتكاتف الجهات كافة وجميع شرائح المجتمع في دولة الإمارات لإنجاح الاستضافة، موجهاً الشكر والتقدير للجميع، كما أعرب عن الفخر والاعتزاز بجهود فريق الإمارات التفاوضي الذي يضم كفاءات وطنية شابة ومتميزة.
وأوضح أن العمل بدأ منذ اختيار دولة الإمارات لاستضافة المؤتمر وذلك في ختام COP26 الذي أقيم في مدينة غلاسكو بالمملكة المتحدة عام 2021، وأكد استمرار التنسيق والتعاون مع كلٍ من أذربيجان والبرازيل اللتين ستستضيفان COP29 وCOP30 على التوالي، وذلك حرصاً على تنفيذ مُخرجات “اتفاق الإمارات” التاريخي.
– ثقة العالم في الإمارات.
وقال معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر :” إن نجاح المؤتمر كان نتيجةً لثقة العالم في دولة الإمارات ومصداقيتها وقدرتها على إدارة المفاوضات الدولية بحكمةٍ وإنصاف ومسؤولية وتوازن”، مضيفاً :”أن المسؤولية الكبيرة التي مثلتها استضافة COP28 في ظل الأوضاع الراهنة والانقسامات التي يشهدها العالم ، كانت تحدياً استثنائياً، لكن توجيهات ورؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة “حفظه الله” ، علَّمتنا مواجهة التحديات بثقة وعزيمة وتفاؤل، لذلك ركزت المفاوضات على تصحيح مسار العمل المناخي، وهذا ما نجحنا في تحقيقه والتوصل إلى نتائج عملية ملموسة تسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة”.
ولفت إلى أن المفاوضات خلال فترة انعقاد المؤتمر مرت بمراحل صعبة، كونه استضاف 198 دولة ومنظمة كل منها لديها مواقف وآراء ومصالح مختلفة عن الآخرين، وبما أن التوصل إلى القرارات والمخرجات التفاوضية في المؤتمر يجب أن يكون بالإجماع، كانت الجهود مضاعفةً والتواصل مع جميع الأطراف المعنية مكثفاً، كما تحلى فريق المفاوضين بمهارات دبلوماسية كبيرة لتذليل الصعوبات والحواجز وتقريب وجهات النظر والتوفيق بين الآراء بشأن قرارات ومخرجات المؤتمر.
– “اتفاق الإمارات” التاريخي .
وأضاف معاليه أن دولة الإمارات نجحت في تأمين توافق دولي تاريخي بين الأطراف، ودفع جهود العمل المناخي الدولي عبر “اتفاق الإمارات” التاريخي الذي يقدم خطة لتحقيق مستهدفات العمل المناخي لعام 2030، ويدعو الأطراف إلى تحقيق انتقال مُنظّم ومسؤول وعادل ومنطقي إلى منظومة طاقة خالية من الوقود التقليدي الذي لا يتم تخفيف انبعاثاته، بهدف الوصول إلى الحياد المناخي وتخفيف تداعيات تغير المناخ.
وقال إن الإجماع الدولي على “اتفاق الإمارات” يؤكد ثقة العالم بنظرة الإمارات المتفائلة والساعية إلى استكشاف الفرص الجديدة التي يحملها المستقبل، وإلى إيجاد فرص جديدة لدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة، حيث تحظى الإمارات بقيادة حكيمة تستشرف المستقبل، وتملك الرؤية والعزيمة والتصميم، ولديها علاقات دبلوماسية طيبة قائمة على الودّ والاحترام المتبادل مع كل دول العالم، واستفادت الإمارات من خبرتها العملية الواسعة في العمل المناخي لتحقيق تغيير جذري في مؤتمرات الأطراف، وتصحيح مسارها من التركيز على المفاوضات الممتدة، إلى اتخاذ إجراءات عملية تحد من تداعيات تغير المناخ، بالتزامن مع تحقيق التنمية المستدامة التي تحتوي الجميع، خاصةً دول الجنوب العالمي.
– الدبلوماسية الإماراتية.
وقال معاليه إن خبرة وحنكة الدبلوماسية الإماراتية تحت إشراف سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، رئيس اللجنة الوطنية العليا للإشراف على أعمال التحضير لـ COP28، كان لها دور كبير في نجاح المؤتمر، حيث قدم سموه التوجيه والدعم المستمر، وبذلت جميع الهيئات الدبلوماسية بالدولة وبعثاتها حول العالم جهوداً مكثّفة ساعدت على تحقيق هذه النجاحات، وساهم تواصلها المستمر، وعملها الفعّال في تحقيق إنجاز استثنائي وإثبات أن العمل الجاد هو السبيل الوحيد لرفع سقف الطموح المناخي والوصول للأهداف المنشودة.
وأوضح معاليه أن الاتفاق يشجع الأطراف على تقديم مساهمات محددة وطنياً تشمل كل قطاعات الاقتصاد، إضافة إلى استهداف زيادة القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات، ومضاعفة معدل تحسين كفاءة الطاقة سنوياً بحلول عام 2030، وبناء زخمٍ قوي لتأسيس هيكل جديد للتمويل المناخي.
– تجربة فريدة.
وأشاد معاليه بدور أعضاء اللجنة الوطنية العليا لـ COP28، وجهودهم في تحقيق التكامل بين جميع مؤسسات الدولة من أجل نجاح المؤتمر.
كما أشاد بدور اللجنة التنفيذية لاستضافة وإدارة الفعاليات، برئاسة سمو الشيخة مريم بنت محمد بن زايد آل نهيان، نائبة رئيس مجلس التعليم والموارد البشرية، رئيسة مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان، في الإشراف على استعدادات وترتيبات استضافة المؤتمر وتقديم تجربة فريدة للزوار، حيث اتخذت اللجنة برئاسة سموها الإجراءات كافة الداعمة لتحقيق المستوى الرفيع الذي يتوقعه العالم من دولة الإمارات، ونفذت خططاً مبتكرة للتصميم الإنشائي واللوجستي راعت تمكين جميع المشاركين لتوحيد الجهود والعمل والإنجاز.
كما ثمّن رئيس COP28 دور اللجنة الإعلامية للمؤتمر برئاسة، سمو الشيخ زايد بن حمدان بن زايد آل نهيان، رئيس المكتب الوطني للإعلام، والتي سلطت الضوء على تجربة دولة الإمارات في التخطيط للمستقبل وتطوير الاقتصاد وبناء نموذج نوعي للتنمية المستدامة.
وأشاد معاليه بالدور المميز والجهود المشكورة للجنة المراسم برئاسة معالي محمد عبدالله الجنيبي رئيس الهيئة الاتحادية للمراسم والسرد الإستراتيجي، ولجنة الأمن والعمليات برئاسة معالي الفريق طلال حميد بالهول الفلاسي، مدير عام جهاز أمن الدولة في دبي.
– مسؤولية وطنية.
وسلط معالي الدكتور سلطان الجابر الضوء على جهود فريق المؤتمر وفريق الإمارات الوطني للمفاوضات وجميع المعنيين والمتطوعين.. وقال: “تَحَمّل الجميع هذه المسؤولية الوطنية، وتم تقديم مؤتمر استثنائي مميز نجح في تعزيز الدبلوماسية الإماراتية، وحماية مصالح الدولة وتحقيق أهدافها من خلال جهد وطني شامل ساهم فيه كل من القطاع الحكومي والخاص، وكل الأفراد والمؤسسات، وجميع شرائح المجتمع”.
وأوضح معاليه أن COP28 قدّم تجربة مميزة للمشاركين والزوار خلال فترة المؤتمر، من خلال موقعه المثالي في مدينة إكسبو دبي، والذي ساهم في تعزيز التكامل وتسهيل التواصل بين الجانب السياسي في المنطقة الزرقاء، والقطاع الخاص وقطاع الأعمال في المنطقة الخضراء، إضافة إلى المحتوى الابتكاري الذي تضمنته الفعاليات، والخدمات اللوجستية المستدامة، مؤكداً أن دولة الإمارات قدمت منظومة عمل مبتكرة لمؤتمرات الأطراف، نجحت في دعم العمل المناخي بناءً على مخرجات المؤتمرات السابقة، وتمهيد الطريق أمام نجاح المؤتمرات القادمة.
– تجاوز التوقعات.
وأكد أن المؤتمر حقق إنجازات استثنائية تجاوزت بنود النص التفاوضي التاريخي الذي أقره الأطراف، حيث تم تحقيق تقدم في العديد من المجالات التي تدعم العمل المناخي، بما فيها جمع وتحفيز تعهدات مالية تفوق 85 مليار دولار، والتوَصّل إلى اتفاق تاريخي بشأن معالجة الخسائر والأضرار الناتجة عن تداعيات تغير المناخ، ودفعْ جهود تحقيق الهدف العالمي لـ “التكيّف”، كما أطلق مبادرات رائدة بشأن تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة.
وقال معاليه :”إنه على الرغم من التشكيك في قدرة دولة نفطية على استضافة مؤتمر المناخ، إلا أن ردّنا كان بالتركيز على العمل والإنجاز لتحقيق النتائج المنشودة وصنع تغيير جذري إيجابي، وهذا ما قمنا به بالفعل، حيث نجحت الإمارات بأن تقدم للعالم نموذجاً متفرداً في العمل الاستباقي من أجل حماية البشرية وكوكب الأرض”.
– إنجازات استثنائية.
وأكد رئيس COP28 أن إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، خلال كلمة سموه التاريخية في افتتاح القمة العالمية للعمل المناخي بحضور قادة العالم، عن إطلاق صندوق تحفيزي بقيمة 110 مليارات درهم “30 مليار دولار” تحت اسم “ألتيرّا”، كان له الأثر الأكبر في تحفيز جميع الأطراف على المساهمة في تقديم حلول لنقص التمويل المناخي وتوفيره بسهولة ويسر، خاصة للدول النامية، كما أسهمت كلمة سموه في تعزيز مسار عمليات التفاوض ودفع الجهود الدولية لمواصلة العمل المشترك للوصول إلى “اتفاق الإمارات” التاريخي.
وأضاف أن COP28 شهد إنجازات استثنائية، منها التوصل في اليوم الأول إلى اتفاق استراتيجي طال انتظاره لسنوات طويلة من أجل تفعيل صندوق عالمي يركز على معالجة تداعيات تغير المناخ، أعقبته مجموعة من الإعلانات والتعهدات التي شملت أولويات العمل المناخي، بما في ذلك التمويل والصحة والغذاء والطبيعة والطاقة، مشيراً إلى أن التعهدات والإعلانات الجديدة التي صدرت في COP28 حظيت بدعم عالمي غير مسبوق.
وأشار معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر إلى أن COP28 أطلق أيضاً “برنامج عمل الإمارات – بيليم”، الذي يمتد عمله لمدة عامين ويتضمن مؤشرات قياس التقدم المحرز نحو تحقيق أهداف إطار عمل موضوع “التكيّف”، كما أطلق برنامج عمل “التخفيف”، الذي يسلط الضوء على الفرص المتاحة والعقبات التي تواجه الوفاء بمستهدفات التنفيذ الخاصة بموضوع التخفيف، ويعمل على رفع سقف الطموح ومعالجة الثغرات عن طريق عقد جلسات حوارية عالمية وفعاليات خاصة بالاستثمار في مجال تخفيف الانبعاثات خلال عام 2024.
وذكر أن COP28 شهد زخماً سياسياً إضافياً واهتماماً إعلامياً كبيراً لأن العالم كان يترقب نتائج أعمالنا، لذا، تجاوز عدد الإعلاميين الذين قاموا بتغطية فعالياته 5 آلاف صحفي وإعلامي من مختلف أنحاء العالم، كما استقبلت المنطقة الخضراء أكثر من 545 ألف زيارة، واستقبلت المنطقة الزرقاء ما يزيد على 400 ألف زيارة على مدار أسبوعَي COP28.
وأضاف أن عدد الموفدين المسجلين رسمياً الذين حضروا فعاليات COP28 بلغ نحو 85 ألف شخص، أي ما يفوق ضعف حضور مؤتمر COP21 في باريس، ليصبح الأكبر تاريخياً بين مؤتمرات الأطراف بمن فيهم 178 من أهم القيادات الدولية هم 156 رئيس دولة وحكومة و22 قائداً لمنظمات دولية، إضافة إلى أكثر من 780 وزيراً، و500 عمدة ورئيس بلدية، وما يزيد على 50 ألف طالب، وآلافٍ من المعنيين الرئيسيين، منهم برلمانيون، وشباب، وممثلو شركات تجارية ومؤسسات خيرية ومنظمات للمجتمع المدني والشعوب الأصلية، ليشكل COP28 أكثر دورات مؤتمرات الأطراف مشاركة واحتواءً للجميع.
– القطاع الخاص.
وأكد معاليه أن رئاسة COP28 ركزت خلال المؤتمر على تعزيز دور القطاع الخاص في مواجهة تغير المناخ من خلال “المنتدى المناخي للأعمال التجارية والخيرية”، الذي شهد إطلاق أكثر من 20 مبادرة، والتعهد بتقديم 7 مليارات دولار لدعم العمل المناخي وجهود الحفاظ على التنوع البيولوجي، لافتاً إلى أن المنتدى شهد حضور أكثر من 1300 من الرؤساء التنفيذيين للشركات ورواد الأعمال التجارية والخيرية في العالم إلى جانب عدد من قادة الدول ورؤساء الحكومات، وتضمن برنامج عمله الذي امتد على مدار يومين 34 جلسة عامة و19 حلقة نقاشية.
وقال معالي الدكتور سلطان الجابر إن رئاسة COP28 حرصت على ضمان تركيز أجندة المؤتمر على الجوانب التي تمس الحياة اليومية للإنسان كالصحة والغذاء وحماية الطبيعة والاقتصاد المستدام، وفي هذا السياق، ركزت رئاسة المؤتمر على تمكين الأدوار الرئيسية للمجتمع المدني والمرأة والشباب والقادة المحليين والمجتمعات الدينية والشعوب الأصلية، والأفراد والمجتمعات الأكثر عرضة لتداعيات تغير المناخ.
– الأطفال والشباب.
وأضاف معاليه أن الأطفال والشباب قدموا “إعلان العدالة المناخية”، الذي شارك في إعداده أكثر من 750 ألف شاب، وتسلّمَتْه معالي شما بنت سهيل المزروعي، وزيرة تنمية المجتمع، رائدة المناخ للشباب في COP28، كما اتفق الأطراف على قيام جميع رئاسات المؤتمرات المستقبلية بتعيين رواد المناخ للشباب، دعماً لإعلاء أصوات وآراء الشباب والأطفال واحتوائهم في العمل المناخي ومنظومة عمل اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.
– الأولوية للطبيعة.
وأضاف معاليه أن جهود سعادة رزان المبارك، رائدة الأمم المتحدة لتغير المناخ لـ COP28 رئيسة الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، قادت إلى ارتفاع كبير في مستوى الإرادة السياسية للمشاركين في المؤتمر بهدف إعطاء الأولوية للطبيعة في العمل المناخي، حيث قدم رؤساء الدول والحكومات من الدول الغنية بالغابات في جميع أنحاء آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية والدول الغنية بالمصادر المائية في المحيط الهادئ، خططاً استثمارية غير مسبوقة لتنفيذ اتفاق باريس بالتزامن مع تنفيذ الإطار العالمي الجديد للتنوع البيولوجي، خاصةً في ما يتعلق بالطريق إلى COP30، وأعلنت بعض الدول الغنية بالموارد الطبيعية وشركاؤها عن تمويل أساسي لهذا المجال قدره 2.7 مليون دولار من مصادر حكومية وخاصة، وشددت على أهمية تحسين سبل العيش وتحقيق الأهداف التنموية للمجتمعات المحلية والأصلية.
– القمة الأمريكية الصينية الإماراتية.
وأشار إلى أن دولة الإمارات نجحت عبر استضافة القمة الأمريكية الصينية الإماراتية خلال COP28، في توفيق الآراء بشأن مستهدفات خفض انبعاثات غاز الميثان وغازات الدفيئة غير ثاني أكسيد الكربون للحدّ من ظاهرة الاحتباس الحراري على المدى القريب، مع الإعلان عن تمويل بأكثر من 1.2 مليار دولار لدعم جهود خفض انبعاثات غاز الميثان وغازات الدفيئة غير ثاني أكسيد الكربون في الدول النامية.
وقال معالي سلطان الجابر إن استضافة COP28 في دولة الإمارات حظيت بأهمية كبيرة، نظراً لأن تداعيات تغير المناخ تؤثر بشدة في منطقة الشرق الأوسط التي تتميز ببيئتها الصحراوية وشُحّ المياه وظروف جوية قاسية مثل العواصف الرملية، مما يتطلب أن يكون للدولة والمنطقة دورٌ فاعل في صياغة وبناء المستقبل.
وأضاف أن دولة الإمارات قامت خلال COP28 بدور رئيسٍ في صياغة سياسات المناخ العالمية، بما يُنصف الدول النامية والأكثر تعرضاً لتداعيات تغير المناخ، ويوازن بين أمن الطاقة وخفض الانبعاثات.
– الاقتصاد الوطني.
وأوضح أن مؤتمر الأطراف COP28 يسهم في دعم الاقتصاد الوطني عبر نقل المعرفة وتطوير التقنيات الخضراء المبتكرة في دولة الإمارات، إضافة إلى ترسيخ مكانة الدولة مركزاً للاستثمارات الخضراء، بالتزامن مع إيجاد قطاعات اقتصادية جديدة.
وأكد رئيس COP28 أن دولة الإمارات تنظر إلى العمل المناخي بوصفه فرصةً لتعزيز النمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام، إضافةً إلى الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة، ونقل المعرفة، وإيجاد فرص عمل في مجالات جديدة.
وقال معاليه إن رئاسة COP28 تتطلع إلى التعاون البنّاء مع كلٍ من جمهورية أذربيجان وجمهورية البرازيل الاتحادية خلال التحضير للدورتين المقبلتين من مؤتمر الأطراف، وتقديم الدعم اللازم من أجل مواصلة الزخم والبناء على ما تحقق من إنجازات تاريخية في COP28، بما يعزز مسار العمل المناخي الدولي.
ولفت إلى أن COP28 شهد إقرار أول تعاون ثلاثي رسمي “ترويكا” مع رئاستَي مؤتمرَي الأطراف القادمَين COP29 في أذربيجان وCOP30 في البرازيل لتحفيز تنفيذ “اتفاق الإمارات”.
– قطاع الطاقة .
وحول رؤيته لموضوع الحد من الانبعاثات في قطاع النفط والغاز العالمي.. شدد معالي الدكتور سلطان الجابر على ضرورة الواقعية والتوازن، حيث تدرك رئاسة COP28 أهمية هذا القطاع في الاقتصاد العالمي، لذلك فإنها تدعو إلى تحقيق انتقال منظّم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة يضمن النمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام بالتزامن مع خفض الانبعاثات، وهو ما يتطلّب استثمارات كبيرة في البحث والتطوير لتحسين كفاءة الطاقة والحدّ من الانبعاثات في جميع مراحل إنتاج واستخدام النفط والغاز.
وأضاف معاليه أنه من المهم أيضاً تعزيز تطوير تقنيات التقاط وتخزين الكربون التي تمكّن خفض البصمة الكربونية للقطاع بشكل ملحوظ، مع ضرورة الموازنة بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة لضمان مستقبل مستدام للأجيال القادمة، وقال: “أجدد التأكيد على أن هدفنا هو خفض الانبعاثات وليس إبطاء معدلات النمو والتقدم، لذلك، نحتاج إلى حلول تحقق نقلة نوعية كبيرة، وتعد التكنولوجيا ممكّناً أساسياً لهذه الحلول”.
– الجولة العالمية الاستباقية .
وحول دور الجولة العالمية للاستماع والتواصل التي قامت بها رئاسة COP28 في إنجاح المؤتمر.. قال معالي الدكتور سلطان الجابر إن هذه الجولة الاستباقية شملت جميع القارات، وما يزيد على 50 دولة، وشهدت لقاءات مع أكثر من 200 من القيادات العالمية والشركاء وخبراء العمل المناخي، واستمعت رئاسة المؤتمر خلالها لجميع المعنيين، واطّلعت على أولوياتهم ومطالبهم، وتبادلت معهم الآراء بصراحة وشفافية، مما ساهم في الانطلاقة الموفقة للمؤتمر.
– التمويل المناخي والدول النامية.
وعن رؤيته لتطوير أداء مؤسسات التمويل المناخي الدولية.. قال رئيس COP28 إن تغير المناخ أصبح “تحدي العصر”.. مضيفاً أن مواجهة هذا التحدي، عن طريق اتخاذ الإجراءات الصائبة وتنفيذ الاستثمارات الصحيحة، ستحقق أكبر قفزة اقتصادية منذ العصر الصناعي الأول، موضحاً أن تحقيق ذلك يتطلب تمويلاً يتراوح بين 4 و5 تريليونات دولار سنوياً، لذلك، كان تطوير آليات التمويل المناخي الدولية ركيزةً أساسية في خطة عمل مؤتمر الأطراف COP28، منوهاً بالدور الحيوي لمؤسسات التمويل الدولية في تحقيق نتائج فعّالة في العمل المناخي العالمي.
وأكد معاليه ضرورة دعم الدول النامية لضمان تطوير وتنفيذ استراتيجياتها المناخية، بالتزامن مع تطبيق مبادئ الشفافية والإشراف والمتابعة، لضمان توجيه الاستثمارات نحو مشروعات تحقق أكبر تأثير ممكن في الحد من تداعيات تغير المناخ وتعزيز قدرة المجتمعات والدول على التكيّف معها.وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: معالی الدکتور سلطان الجابر محمد بن زاید آل نهیان تداعیات تغیر المناخ السمو الشیخ محمد بن فی دولة الإمارات أن دولة الإمارات فی العمل المناخی مؤتمرات الأطراف التمویل المناخی المناخی الدولی اتفاق الإمارات الدول النامیة نجاح المؤتمر رئیس الدولة بالتزامن مع إضافة إلى رئاسة COP28 فی تعزیز وأضاف أن فی تحقیق رئیس COP28 أکثر من من خلال من أجل إلى أن
إقرأ أيضاً:
خالد القاسمي: حان الوقت للاعتراف بدور الثقافة أساساً للتصدّي للتغير المناخي
أبوظبي: «الخليج»
عقدت مجموعة أصدقاء العمل المناخي المرتكز على الثقافة في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «GFCBCA»، حوارها الوزاري الثاني الرفيع في «كوب 29» الذي عقد في باكو بأذربيجان في 15 نوفمبر 2024.
وكانت المجموعة عقدت اجتماعها الأول في «كوب 28» الذي استضافته دبي العام الماضي، حيث أعلن رسمياً، خلال المؤتمر، تشكيل «مجموعة أصدقاء العمل المناخي المرتكز على الثقافة» في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية، بشأن تغير المناخ من الرئيسين المشاركين، سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة في دولة الإمارات، ومارغريت مينيزيس، وزيرة الثقافة في دولة البرازيل.
ويدعو هذا التحالف، الذي يضم 40 دولة، و25 منظمة حكومية دولية، إلى الاعتراف بالدور المحوري للثقافة في السياسات المعنية بالتغير المناخي.
ويهدف إلى دفع الزخم السياسي باتجاه اتخاذ إجراءات عالمية فاعلة، ومتماسكة، ومنسّقة، والاعتراف رسمياً بأهمية الثقافة والتراث في سياسات وخطط ومبادرات المناخ.
وقال الشيخ سالم القاسمي «يشكّل هذا الاجتماع الرفيع فرصة لتبادل الأفكار والاطلاع على أفضل الممارسات والأساليب المبتكرة لدمج الثقافة في سياسات وبرامج المناخ. ونهدف عبره إلى إرساء إطار قوي للعمل التعاوني وتعزيز التبادل والشراكة بين الشمال العالمي والجنوب العالمي. وحان الوقت ليعترف العالم بدور الثقافة أداةً أساسيةً للتصدّي للتغير المناخي. فهي تشكل أحد الأصول التي يجب حمايتها من الآثار السلبية للاحتباس الحراري، وارتفاع منسوب البحار، وغيرها من العوامل التي تؤثر في كوكبنا. وانطلاقاً من الحاجة الملحّة إلى العمل الجماعي الشامل لمكافحة التغيّر المناخي، فإننا نرى الثقافة قوة دافعة تشكل القيم، وتؤثر في السلوك، وتؤدي دوراً رئيساً في تعزيز حلول المناخ التحويلية، ونتطلع إلى دور المجموعة الحيوي في زيادة الطموح، وحشد القوى العالمية للعمل معاً، وتعزيز التعاون لدفع التحول في العمل المناخي».
واعتمد الاجتماع على الإنجازات التي حققها العام الماضي، لتعزيز الحوار، وبناء رأي جماعي عن الدور الحاسم للثقافة في معالجة مشكلات التغير المناخي وتسريع جهود التكيف العالمية.
وناقش الوزراء سبل تطبيق إطار عمل دولة الإمارات للمرونة المناخية العالمية ( 2/CMA.5) الذي اعتُمد في «كوب 28»، مع التركيز على حماية التراث الثقافي من آثار المخاطر المرتبطة بالمناخ، حيث أبرزت المناقشات إمكانية أن تسهم أنظمة المعرفة التقليدية في تعزيز الاستراتيجيات الرامية إلى صون المفاهيم، والممارسات الثقافية والمواقع التراثية ودعم التكيّف، عبر البنية التحتية القادرة على الصمود في مواجهة التغير المناخي.
وفي إطار الرؤية الرامية إلى تعزيز الثقافة أداة للتكيّف، شملت المناقشات مبادرات سياسية مرتكزة على الثقافة لتضمينها في تنفيذ خطط التكيف الوطنية (NAP) والمساهمة المحددة وطنياً (NDC).
كما تناول التحالف الحاجة إلى تعزيز تنوّع أشكال التعبير الثقافي بدعم المجتمعات الضعيفة وتعزيز البحث والابتكار، وأكدت المناقشات أهمية تعزيز التعاون المحلي والدولي، لدفع العمل الجماعي.
وهدف الحوار إلى إرساء إطار واضح للعمل المناخي المرتكز على الثقافة، وتحديد المبادئ التوجيهية والأهداف والنتائج المتوقعة لهذه المبادرة.
كما أكد الحاجة إلى تعزيز التعاون بين الشمال والجنوب، وبين الجنوب والجنوب، بتشجيع تبادل المعرفة، وبناء القدرات، والتعاون بين الدول المتقدمة والنامية لتعزيز الحلول المناخية العادلة، وكذلك، جرى تأكيد أهمية جمع البيانات، وتطوير منهجيات لقياس تأثير المبادرات المناخية المرتكزة على الثقافة.