يستمر "حزب الله" بشكل واضح بتصعيده العسكري جنوب لبنان، وقد نفذ امس عددا كبيرا من العمليات التي ادت الى سقوط قتلى من الجيش الاسرائيلي بإعتراف تل ابيب، وهذا ما لم يترافق مع تصعيد مقابل من قبل اسرائيل، اذ ان التراجع في سرعة التدحرج المفروض من قبل جيش الاحتلال بات اكثر وضوحا في الايام الماضية من دون معرفة السبب المباشر لهذا الامر.



امس، تحدث الامين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله عن التطورات في المنطقة وعن الحرب في غزة، وأوحى ان كباشه السياسي مع الاميركيين الذي اعلنه في بداية الحرب بات يميل لصالحه اكثر من اي وقت مضى، اذ ان نصرالله وضع هدفين الاول وقف الحرب على غزة والثاني انتصار حركة حماس في هذه الحرب وبالتالي افشال الاهداف الاسرائيلية.

وبحسب مصادر مطلعة فإن الحديث عن عودة عناصر حركتي حماس والجهاد الاسلامي الى شمال قطاع غزة بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي، يعني ان إنهاء حماس واسقاط حكومتها، وهو السقف السياسي الذي وضعه الاميركيون، بات شبه مستحيل، وهذا ما ركز عليه نصرالله في خطابه معتبراً ان تل ابيب لم تحقق اي هدف من اهدافها الاستراتيجية، وان وقف الحرب هو الطريق الوحيد للتفاوض..

من الواضح ان حماس وجميع حلفائها يريدون ربط بدء التفاوض الفعلي مع وقف اطلاق النار، وهذا الهدف بات واقعياً من وجهة نظرهم، وعليه فإن ما تشترطه حماس في غزة بات "حزب الله" يشترطه في لبنان: "وقف الحرب قبل بدء التفاوض حول الـ١٧٠١ او الترتيبات السياسية في الجنوب" الامر الذي سيشمل العراق واليمن والبحر الأحمر وكل الساحات المشتعلة..

وترى المصادر في اداء "حزب الله" تحولاً حقيقياً في التوازنات، اذ ان ما كان يظهر بأن "حزب الله" لا يريد الحرب في حين رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو يريدها لم يعد سارياً، فنصرالله أوحى بأن اسرائيل عاجزة عن اي حرب تجاه لبنان وفي الخطاب الثاني على التوالي اظهر رغبته واستعداده للتصعيد من دون اي سقف، وهذا يعني ان الحزب يحاول استعادة الردع والمبادرة في هذه المعركة... 

ليس واضحا بعد المسار الذي ستأخذه الحرب الحالية، فبالرغم من ان اسرائيل قد لا تكون قادرة على الاستمرار طويلا بتحمل الخسائر البشرية لمثل هذه المعركة المتعددة الجبهات، الا ان التسليم بعودة الامور الى ما كانت قبل 7 تشرين ليس ممكنا بالنسبة لتل ابيب، فهل يهرب نتنياهو الى الامام؟ ام انه سيحاول الانصياع للرغبة الاميركية وتجنيب المنطقة حربا شاملة في مقابل تسويات سياسية وهدن طويلة المدى.. 
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

بايدن: علينا تجنب اندلاع الحرب الشاملة في الشرق الأوسط

(CNN)--  قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه سيتحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "قريبا" مع تزايد التوترات في الشرق الأوسط في أعقاب اغتيال إسرائيل لزعيم حزب الله اللبناني حسن نصرالله.

وأضاف بايدن، الأحد، في تصريحات للصحفيين في قاعدة دوفر الجوية  وهو يتجه إلى البيت الأبيض: "نعم، سأتحدث معه، ويتعين علينا حقا تجنب الحرب الشاملة في الشرق الأوسط".

 وتابع: "لقد اتخذنا بالفعل الاحتياطات اللازمة فيما يتعلق بسفاراتنا وموظفينا الذين يريدون المغادرة، ونعمل بجد مع الفرنسيين وآخرين".

يذكر أن نتنياهو رفض، قبل مقتل نصرالله، مقترح لوقف إطلاق النار  توسطت فيه الولايات المتحدة وفرنسا والذي دعا إلى وقف إطلاق النار لمدة 21 يوما في الحدود الإسرائيلية اللبنانية، مما أثار غضب المسؤولين الأمريكيين.

مقالات مشابهة

  • بوريل أكد بذل كل الجهود لوقف اطلاق النار: مستعدون لمساعدة لبنان
  • الدبلوماسية الفرنسية تعطي الأولوية للرئاسة ووقف اطلاق النار
  • حزب الله على مفترق طرق
  • وزير الخارجية الإسرائيلي: تل أبيب رفضت مقترح التسوية مع حزب الله ووقف إطلاق النار
  • إسرائيل ترفض التسوية مع «حزب الله»
  • إسرائيل تزعم: في وقت ما خلال الحرب علمنا مكان السنوار
  • بايدن: علينا تجنب اندلاع الحرب الشاملة في الشرق الأوسط
  • إنتشال جثة الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله.. وهذا ما كشفه مصدران عن سبب الوفاة
  • آخرهم نصرالله.. قائمة قادة حزب الله وحماس الذين تعرضوا للاغتيال
  • لماذا لم تظهر وساطة عربية بين إسرائيل وحزب الله