نصرالله يربط التسوية والحرب بغزة.. وقف اطلاق النار قبل التفاوض
تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT
يستمر "حزب الله" بشكل واضح بتصعيده العسكري جنوب لبنان، وقد نفذ امس عددا كبيرا من العمليات التي ادت الى سقوط قتلى من الجيش الاسرائيلي بإعتراف تل ابيب، وهذا ما لم يترافق مع تصعيد مقابل من قبل اسرائيل، اذ ان التراجع في سرعة التدحرج المفروض من قبل جيش الاحتلال بات اكثر وضوحا في الايام الماضية من دون معرفة السبب المباشر لهذا الامر.
امس، تحدث الامين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله عن التطورات في المنطقة وعن الحرب في غزة، وأوحى ان كباشه السياسي مع الاميركيين الذي اعلنه في بداية الحرب بات يميل لصالحه اكثر من اي وقت مضى، اذ ان نصرالله وضع هدفين الاول وقف الحرب على غزة والثاني انتصار حركة حماس في هذه الحرب وبالتالي افشال الاهداف الاسرائيلية.
وبحسب مصادر مطلعة فإن الحديث عن عودة عناصر حركتي حماس والجهاد الاسلامي الى شمال قطاع غزة بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي، يعني ان إنهاء حماس واسقاط حكومتها، وهو السقف السياسي الذي وضعه الاميركيون، بات شبه مستحيل، وهذا ما ركز عليه نصرالله في خطابه معتبراً ان تل ابيب لم تحقق اي هدف من اهدافها الاستراتيجية، وان وقف الحرب هو الطريق الوحيد للتفاوض..
من الواضح ان حماس وجميع حلفائها يريدون ربط بدء التفاوض الفعلي مع وقف اطلاق النار، وهذا الهدف بات واقعياً من وجهة نظرهم، وعليه فإن ما تشترطه حماس في غزة بات "حزب الله" يشترطه في لبنان: "وقف الحرب قبل بدء التفاوض حول الـ١٧٠١ او الترتيبات السياسية في الجنوب" الامر الذي سيشمل العراق واليمن والبحر الأحمر وكل الساحات المشتعلة..
وترى المصادر في اداء "حزب الله" تحولاً حقيقياً في التوازنات، اذ ان ما كان يظهر بأن "حزب الله" لا يريد الحرب في حين رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو يريدها لم يعد سارياً، فنصرالله أوحى بأن اسرائيل عاجزة عن اي حرب تجاه لبنان وفي الخطاب الثاني على التوالي اظهر رغبته واستعداده للتصعيد من دون اي سقف، وهذا يعني ان الحزب يحاول استعادة الردع والمبادرة في هذه المعركة...
ليس واضحا بعد المسار الذي ستأخذه الحرب الحالية، فبالرغم من ان اسرائيل قد لا تكون قادرة على الاستمرار طويلا بتحمل الخسائر البشرية لمثل هذه المعركة المتعددة الجبهات، الا ان التسليم بعودة الامور الى ما كانت قبل 7 تشرين ليس ممكنا بالنسبة لتل ابيب، فهل يهرب نتنياهو الى الامام؟ ام انه سيحاول الانصياع للرغبة الاميركية وتجنيب المنطقة حربا شاملة في مقابل تسويات سياسية وهدن طويلة المدى..
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
هوكشتاين إلى واشنطن...نتنياهو لا يريد وقف الحرب إلا بشروطه
يوم وافق لبنان على اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل قيل إنه لولا موافقة "حزب الله"، الذي أعلن أنه يقف خلف الدولة في ما تقرّره، لما كان هذا الاتفاق قد أبصر النور. هي حقيقة لا يمكن التنكّر لها أو التعامي عنها. فلو لم يعطِ "الحزب" الضوء الأخضر للسير بهذا الاتفاق لما كان في استطاعة لبنان التوصّل إلى ما وصل إليه في مفاوضاته غير المباشرة عبر رعاية أميركية ممثلة بآموس هوكشتاين. وما صحّ بالأمس يصحّ اليوم. فالرئيس نبيه بري، الذي يفاوض باسم لبنان وباسم "حزب الله" في الوقت نفسه، لما كان قد تمكّن من إعطاء هوكشتاين الجواب النهائي بالنسبة إلى الأفكار الواردة في الورقة الأميركية لو لم يُعطَ الضوء الأخضر من الضاحية الجنوبية. وقد لاقى هذا الجواب ارتياحًا نسبيًا لدى الأميركيين، الذين يرغبون في التوصّل إلى وقف النار على الجبهة اللبنانية بعدما فشلوا في إقناع رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو بضرورة وقف النار في غزة.
ويُقال بأنه لولا الموافقة الإيرانية على ما ورد في الورقة الأميركية لما أعطى "حزب الله" جوابه النهائي، الذي ناقشه الرئيس بري مع هوكشتاين على مدى ساعتين. وقد استطاع لبنان أن يقرأ جيدًا في كتاب الظروف الإقليمية والمحلية المواتية للتوصل إلى وقف النار، الذي يلقى اجماعًا لبنانيًا. وبالتوازي فإن "حزب الله"، الذي أعاد قراءة قرار فتح الجبهة الجنوبية لمساندة أهل غزة، لم يعد قادرًا على أن يسير عكس التيار اللبناني، الذي يتمنى أن تنتهي الحرب اليوم قبل الغد، وذلك نظرًا إلى أن كل يوم يمرّ تتزايد فيه المعاناة والكلفة الباهظة. ويضاف إلى كل هذا أن "الحزب" قد توصل إلى قناعة مفادها أنه بات وحيدًا في ساحة الوغى. لذلك قرر التعاطي مع الورقة الأميركية من منطلقات واقعية، مع احتفاظه بحق "الفيتو" على بعض الأفكار الواردة في هذه الورقة.
في المقابل، وعلى رغم الأجواء الإيجابية التي أعقبت لقاء الرئيس بري بهوكشتاين، فإن التفاؤل الحذر باقٍ سيد المواقف، وذلك تحسبًا لاحتمال انقلاب نتنياهو على الاتفاق، كما حصل عندما تراجع عن موافقته على النداء الأميركي - الفرنسي في هذا الخصوص، خصوصًا أن شهرته في قول الشيء ونقيضه تسبقه. فهو يبدي موافقته في العلن على الاتفاق، ليعود لاحقاً لاتباع سياسة الابتزاز، اعتقادًا منه أنه يستطيع بذلك فرض المزيد من الشروط التعجيزية على لبنان، الذي لن يوافق عليها حتى ولو طالت الحرب لسنوات.
فإذا كانت إسرائيل تطالب بضمانات بذريعة منع "حزب الله" من إعادة بناء ترسانته العسكرية ولو تدريجياً في جنوب الليطاني، فإن لبنان أولى بهذه المطالبة لجهة وقف استباحة إسرائيل لأجوائه. وفي الاعتقاد أن من يسعى إلى وقف النار لا يتصرّف كما تتصرّف إسرائيل، التي رفعت من منسوب اعتداءاتها لتطال صواريخها عناصر من الجيش، وهي ماضية في التصعيد على القرى الأمامية ظنًّا منها أنها قادرة على أن تفرض شروطها من خلال الميدان، وهي ستحاول أن تماطل قدر الإمكان في إعطاء هوكشتاين الجواب الذي ينتظره ردًّا على الجواب اللبناني.
في المقابل، يسود اعتقاد أن نتنياهو لن يقدّم للإدارة الأميركية الحالية هدايا مجانية حتى ولو أن هوكشتاين قد حظي بغطاء سياسي من الرئيس المنتخب دونالد ترامب. ولذلك فهو سيحاول أن يراوغ قدر المستطاع، وهو الذي أدار اذنه الطرشاء لنداءات الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن، ولم يتجاوب معه في ما سعى إليه من محاولات لوقف النار في غزة. فما لم تقدّمه تل أبيب في قطاع غزة لن تقدّمه في لبنان، وعلى طبق من فضة للإدارة الديمقراطية في واشنطن.
فهوكشتاين عاد إلى واشنطن ليطلع ادارته على نتيجة زيارتيه لبيروت وتل أبيب، من دون أن يعرف أحد عمّا أسفرت عنه اللقاءات التي عقدها مع الإسرائيليين من نتائج على عكس ما حصل معه في لبنان. وهذا دليل آخر على أن نتنياهو لا يريد وقف الحرب قبل تحقيق أهدافها التي باتت معروفة، وبشروطه التعجيزية. المصدر: خاص "لبنان 24"