ما يمكن أن يقدّمه لبنان بالديبلوماسية للقضية الفلسطينية أكثر من المساندة العسكرية
تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT
لم يفهم بعض المتعاطين في الشأن السياسي ماذا قصد الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله عندما تحدّث عن "الفرصة التاريخية للتحرير الكامل لكل أراضينا ووضع معادلة تمنع العدو من انتهاك سيادتنا". ومن الطبيعي أن تتبادر إلى أذهان هؤلاء السائلين، وهم ينتمون إلى الضفة المقابلة لضفة "القوى الممانعة" أسئلة كثيرة، ومن بينها وأهمّها: هل كان من الضروري أن يفتح "حزب الله" الجبهة الجنوبية لتحقيق ما كان قد طرحه الموفد الأميركي آموس هوكشتاين قبل "عاصفة الطوفان" بأيام قليلة عندما زار لبنان وتحدّث عن إعادة ترسيم الحدود من النقطة B1، مرورًا بقرية الغجر والنقاط الثلاث عشرة، وصولًا إلى مزارع شبعا وكفرشوبا؟
ويسأل هؤلاء السائلون: فإذا كان هدف نصرالله من خلال تعريض الجنوب لكل هذه المآسي التي يعيشها اليوم بسبب القصف الإسرائيلي المدّمر "التحرير الكامل لكل الأراضي اللبنانية" فإنه كان في الإمكان الوصول إلى الهدف نفسه من دون أن تسيل نقطة دم واحدة من دماء اللبنانيين، ومن دون أن يضطّر "حزب الله" لأن يقدّم كوكبة من خيرة شبابه.
ويرى هؤلاء السائلون أن في مقولة السيد نصرالله عن "التحرير الكامل لكل الأراضي اللبنانية" ما يتناقض مع ما يعلنه "حزب الله" في بياناته العسكرية عن عملياته العسكرية ضد مواقع العدو الغاصب من أنها تأتي لـ "دعم شعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة واسنادًا لمقاومته الباسلة والشريفة". فإذا كان التحرير الكامل الذي تحدّث عنه نصرالله في خطابيه الأخيرين هو نتيجة طبيعية لـ "بركات حرب غزة" فماذا يمكن أن يُقال لو أن الجهود الديبلوماسية، وبالأخص الأميركية والفرنسية، فشلت في منع إسرائيل من جرّ "حزب الله" إلى حرب شاملة قد بدأت ملامحها تتبلور مع انتقال الحرب القائمة في الجنوب من "مناوشات قواعد الاشتباك" إلى حرب حقيقية؟
ويفترض هؤلاء السائلون عدم إمكانية "حزب الله" من تلافي الانجرار إلى "حرب واسعة وشاملة" ترتبط ارتباطًا عضويًا بالحرب المدّمرة على قطاع غزة وبعمليات الحوثيين ضد السفن الأميركية والأوروبية التجارية في البحر الأحمر، وبما تتعرض له القواعد الأميركية في العراق وسوريا من هجومات موجعة، فإن النتيجة لانخراط لبنان في حرب غير مهيأ أو مؤهل لها تكون في المحصلة النهائية المطالبة بتحرير كل لبنان وليس فقط الأراضي المتنازع عليها في الجنوب.
فالذين يعترضون على عدم تحييد لبنان عمّا يجري في غزة لا يقصدون عدم التضامن مع أهل القطاع انسانيًا وعاطفيًا وديبلوماسيًا في المحافل الدولية والعربية، أو من خلال ما يمكن أن يمارسه لبنان من خلال علاقاته الدولية من ضغوطات معنوية على غرار ما أقدمت عليه دولة جنوب أفريقيا على سبيل المثال لوقف المجازر في حقّ أطفال غزة ونسائها وشيوخها. وما قدّمه لبنان على مرّ السنين من تضحيات في سبيل القضية الفلسطينية لم يقدّمه أحد، لا من الأقربين ولا من الأبعدين. وهو مستعد لأن يقف الموقف نفسه الذي وقفه الرئيس الراحل سليمان فرنجية قبل عشرات السنين من على منبر الأمم المتحدة للدفاع عن القضية الفلسطينية في الوقت الذي كان يحتاج فيه لبنان إلى من يدافع عن قضاياه، ولكن ليس على حساب استقراره ووحدته وسلامة أهله وأرضه ومؤسساته وبناه التحتية ومستقبل أجياله، التي أصبحت مشاريع هجرة دائمة. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
مقتل عنصر من حزب الله بغارة إسرائيلية على حولا جنوبي لبنان
أفادت وسائل إعلامية، بمقتل عنصر من حزب الله بغارة إسرائيلية على حولا جنوبي لبنان.
وأعلنت وكالة الأنباء الفلسطينية، مقتل أكثر من 100 شخص وإصابة المئات جراء القصف الإسرائيلي على رفح.
وقصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، آلاف الأطنان من القنابل المتفجرة التي أبادت مناطق كامل داخل المخيم، وأسقطت أكثر من 400 شهيد ومصاب جراء المجزرة التي ارتكبتها قوات العدو الصهيوني.
وتخوض المقاومة اشتباكات عنيفة في أكثر من نقطة، في محاولة للتصدي لقوات الاحتلال الإسرائيلي التي تعجز عن تحقيق الغزو البري.
وقد أعلنت وسائل إعلامية، بدء دخول شاحنات المساعدات الإنسانية المحملة بمواد طبية وأدوية ومستلزمات إلى قطاع غزة عبر معبر رفح.
وقصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مستشفى الأهلي المعمداني في غزة، وأسفر الهجوم عن سقوط مئات القتلى والجرحى.
وقالت حكومة الاحتلال الإسرائيلي، إنه لا اتفاق لوقف إطلاق النار في جنوب غزة والاتفاق يشمل إخراج أجانب مقابل إدخال مساعدات.