الخليج الجديد:
2024-12-18@12:04:58 GMT

هل يسترجع التونسيون ثورتهم؟

تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT

هل يسترجع التونسيون ثورتهم؟

هل يسترجع التونسيون ثورتهم؟

يريد قيس سعيّد تغيير تاريخ الثورة وأن يلغي يوم 14 يناير ويستبدل به 17 ديسمبر وتغيير تاريخ البلاد ويكتب وحده تاريخاً جديداً، يفرضه على التونسيين.

لا تبدو النخبة السياسية التونسية تعي حجم الخسارة التاريخية ولا تزال تناور وتقايض مصير البلاد بحسابات حزبية ساذجة، في انتظار السقوط الأخير، أو المعجزة.

من يتبع قيس سعيّد فهو من المصلحين، ومن يعارضه فهو من الخونة المتواطئين لضرب الدولة، ومصيره السجن بتهمة التآمر على أمن الدولة أو السرقة أو غيرها من التهم.

هل يُستفاد من أخطاء الانتقال الديمقراطي أم أنه تفاؤل المعتقلين المفرط في قيادات لا تزال لا تتفق على التظاهر معاً والجلوس على طاولة حوار لإنقاذ ما تبقّى من الثورة؟

* * *

خرج تونسيون أمس الأحد إلى شارع الثورة، شارع بورقيبة وسط العاصمة في ذكرى ثورتهم، على عكس ما أراده الرئيس قيس سعيّد الذي يريد أن يغيّر تاريخ الثورة وأن يلغي يوم 14 يناير ويستبدل به 17 ديسمبر.

ويريد سعيّد أن يغيّر تاريخ البلاد ويكتب وحده تاريخاً جديداً، يفرضه على التونسيين، ومن تبعه فهو من المصلحين، ومن يعارضه فهو من الخونة المتواطئين مع الخارج لضرب الدولة من الداخل، ومصيره السجن بتهمة التآمر على أمن الدولة أو السرقة أو غيرها من التهم.

لا يتعلق الأمر بصراع على كتابة التاريخ فقط، وإنما خصوصاً بصياغة المستقبل، مستقبل البلاد وتجربتها الديمقراطية التي يريد قيس سعيّد أن ينسفها نسفاً، ويعيد التونسيين إلى بيت الطاعة حيث لا صوت إلا صوت الزعيم ولا حق إلا ما يراه هو.

وفي أغلب تدوينات النخبة السياسية التونسية، خلال اليومين الأخيرين، لا تقرأ إلا عويلاً على ضياع الحرية وسقوط التجربة، وغاب على كثير من هؤلاء تدوينات ليلة 25 يوليو 2021، عندما كان رئيس البرلمان الشرعي راشد الغنوشي، ونائبته سميرة الشواشي، أمام باب البرلمان يحاولان الوقوف ضد الانقلاب، بينما كان خصومهما يتلذذون بالمشهد ويمنّون النفس بسقوط "النهضة" وصعودهم هم إلى الحكم.

ولكنهم اليوم يندمون سراً على ضياع كل شيء، ويقرون بصواب المعارضة التركية التي خرجت لدعم الديمقراطية لحظة محاولة الانقلاب على الرئيس رجب طيب أردوغان، ولكن بعد إيه؟ كما يقول عبد الحليم.

أصدر السجناء السياسيون، أمس الأحد، بياناً بمناسبة الذكرى الثالثة عشرة للثورة، قالوا فيه إن هذه الذكرى الثالثة تأتي "ورجالات النخبة السياسية التي ساهمت في إنجاح الثورة، إما محبوسة في غياهب السجن، أو تُسلط عليها أسوأ التضييقات والاستفزازات خارجه".

وجددوا الثقة "في قدرات شعبنا على الدفاع عن مكاسبه، والتزامنا بالوفاء لقيم الثورة، ونؤكد أن شمس الحرية ستسطع من جديد في بلادنا، بالاستفادة من الأخطاء التي شابت الانتقال الديمقراطي، وبتضافر الجهود الوطنية، لبناء الدولة الجديدة".

فهل إنه يتم فعلاً الاستفادة من الأخطاء التي شابت الانتقال الديمقراطي أم أنه تفاؤل مفرط من المعتقلين في قيادات لا تزال إلى اليوم لا تتفق حتى على التظاهر معاً والجلوس على طاولة حوار توحد فيها كلمتها لإنقاذ ما تبقّى من ثمرات الثورة؟ لا يبدو صراحة أن النخبة السياسية التونسية تعي حجم الخسارة التاريخية، ولا تزال تناور إلى اليوم، وتقايض مصير البلاد بحسابات حزبية ساذجة، في انتظار السقوط الأخير، أو المعجزة.

*وليد التليلي كاتب صحفي تونسي

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: تونس النهضة الثورة التونسية قيس سعيد 14 يناير 17 ديسمبر الانتقال الديمقراطي الخسارة التاريخية قیس سعی د لا تزال فهو من

إقرأ أيضاً:

الأسد في أول تصريح له: لا معنى للبقاء بعد سقوط الدولة بيد الإرهاب

بغداد اليوم- متابعة

في أول تصريح منسوب إليه، منذ سقوطه يوم الثامن من الشهر الحالي، وسيطرة فصائل المعارضة على العاصمة دمشق، أطل الرئيس السوري السابق بشار الأسد، اليوم الإثنين، (16 كانون الأول 2024)، موضحا ظروف خروجه من البلاد.

وقال الأسد في بيان نسب إليه ونشرته قناة "الرئاسة السورية" على منصة تيليغرام، إنه "لم يغادر سوريا بشكل مخطط له كما أشيع".

كما أضاف أنه بقي في دمشق حتى صباح يوم 8 ديسمبر كانون الأول، "يتابع عمله"، لافتاً إلى أنه انتقل إلى قاعدة حميميم باللاذقية في وقت مبكر من ذلك اليوم، لمتابعة القتال.

لكنه أوضح أنه "حين وصل اللاذقية، تبين سقوط آخر مواقع الجيش في دمشق وتدهور الواقع الميداني، عندها طلبت منه روسيا ترك القاعدة بعد هجمات بطائرات مسيرة."

موضوع التنحي لم يطرح

كذلك شدد على أنه خلال تلك الأحداث لم يطرح موضوع اللجوء أو التنحي من قبله أو من قبل أي شخص أو جهة.

إلى ذلك، اعتبر الأسد أنه "لا معنى لبقاء المسؤول في المنصب بعد سقوط الدولة بيد الإرهاب، وعدم القدرة على تقديم أي شيء"، وفق تعبيره.

وأشار إلى أن من رفض المقايضة طوال سنوات الحرب بين "أمن البلاد وأمنه الشخصي، لن يفعل ذلك اليوم"، حسب قوله.

كما ختم لافتا إلى أنه "لم يكن يوما ساعياً أو لاهثا وراء المناصب."

وهذا أول تصريح للرئيس السابق يشرح فيه ظروف خروجه، لاسيما بعدما أكد أكثر من مسؤول سوري، فضلا عن رئيس الحكومة السابقة محمد غازي الجلالي أن الأسد غادر دون أن يعلم أحداً. 

وأوضح الجلالي في تصريحات سابقة، أنه فوجئ بعدم رد الأسد على اتصالاته منذ مساء السابع من ديسمبر كانون الأول .

يشار إلى أن الأسد كان غادر البلاد في الثامن من ديسمبر كانون الأول لتعلن الفصائل في اليوم عينه (8 ديسمبر كانون الأول 2024) سقوط النظام السابق، عقب التقدم السريع الذي حققته "هيئة تحرير الشام" والفصائل المسلحة المتحالفة معها، وسيطرتها على أغلب المدن الكبرى في البلاد من حلب إلى حماة وحمص، وتقدمها نحو دمشق.


مقالات مشابهة

  • عياد رزق: القيادة السياسية تواصل ترسيخ حقوق الإنسان كمسار استراتيجي شامل
  • في الذكرى السادسة للثورة والاستقلال معا لوقف الحرب
  • أردوغان يكشف عن الدولة الوحيدة في العالم التي هزمت داعش على الأرض
  • الائتلاف السوري: ندعم حكومة البشير ونرفض الوصاية الأممية على العملية السياسية
  • مرغم: الصخيراتيون باعوا الثورة وحولوا البلاد إلى صفر لصالح حفتر وعقيلة
  • الأسد في أول تصريح له: لا معنى للبقاء بعد سقوط الدولة بيد الإرهاب
  • حزب الجيل يحذر من مخططات الفوضى الخلاقة ويؤكد دعمه للقيادة السياسية
  • الأمم المتحدة تعلن خطوات جديدة لحل الأزمة السياسية في ليبيا
  • وزارة المجاهدين تُدين السلوكات “المشينة” التي تمس برموز الثورة الجزائرية وتاريخها المجيد
  • داخلياً وخارجياً.. تعرّف على مظاهر الفوضى السياسية التي يشهدها الاحتلال