الخليج الجديد:
2025-03-31@11:05:10 GMT

هل يسترجع التونسيون ثورتهم؟

تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT

هل يسترجع التونسيون ثورتهم؟

هل يسترجع التونسيون ثورتهم؟

يريد قيس سعيّد تغيير تاريخ الثورة وأن يلغي يوم 14 يناير ويستبدل به 17 ديسمبر وتغيير تاريخ البلاد ويكتب وحده تاريخاً جديداً، يفرضه على التونسيين.

لا تبدو النخبة السياسية التونسية تعي حجم الخسارة التاريخية ولا تزال تناور وتقايض مصير البلاد بحسابات حزبية ساذجة، في انتظار السقوط الأخير، أو المعجزة.

من يتبع قيس سعيّد فهو من المصلحين، ومن يعارضه فهو من الخونة المتواطئين لضرب الدولة، ومصيره السجن بتهمة التآمر على أمن الدولة أو السرقة أو غيرها من التهم.

هل يُستفاد من أخطاء الانتقال الديمقراطي أم أنه تفاؤل المعتقلين المفرط في قيادات لا تزال لا تتفق على التظاهر معاً والجلوس على طاولة حوار لإنقاذ ما تبقّى من الثورة؟

* * *

خرج تونسيون أمس الأحد إلى شارع الثورة، شارع بورقيبة وسط العاصمة في ذكرى ثورتهم، على عكس ما أراده الرئيس قيس سعيّد الذي يريد أن يغيّر تاريخ الثورة وأن يلغي يوم 14 يناير ويستبدل به 17 ديسمبر.

ويريد سعيّد أن يغيّر تاريخ البلاد ويكتب وحده تاريخاً جديداً، يفرضه على التونسيين، ومن تبعه فهو من المصلحين، ومن يعارضه فهو من الخونة المتواطئين مع الخارج لضرب الدولة من الداخل، ومصيره السجن بتهمة التآمر على أمن الدولة أو السرقة أو غيرها من التهم.

لا يتعلق الأمر بصراع على كتابة التاريخ فقط، وإنما خصوصاً بصياغة المستقبل، مستقبل البلاد وتجربتها الديمقراطية التي يريد قيس سعيّد أن ينسفها نسفاً، ويعيد التونسيين إلى بيت الطاعة حيث لا صوت إلا صوت الزعيم ولا حق إلا ما يراه هو.

وفي أغلب تدوينات النخبة السياسية التونسية، خلال اليومين الأخيرين، لا تقرأ إلا عويلاً على ضياع الحرية وسقوط التجربة، وغاب على كثير من هؤلاء تدوينات ليلة 25 يوليو 2021، عندما كان رئيس البرلمان الشرعي راشد الغنوشي، ونائبته سميرة الشواشي، أمام باب البرلمان يحاولان الوقوف ضد الانقلاب، بينما كان خصومهما يتلذذون بالمشهد ويمنّون النفس بسقوط "النهضة" وصعودهم هم إلى الحكم.

ولكنهم اليوم يندمون سراً على ضياع كل شيء، ويقرون بصواب المعارضة التركية التي خرجت لدعم الديمقراطية لحظة محاولة الانقلاب على الرئيس رجب طيب أردوغان، ولكن بعد إيه؟ كما يقول عبد الحليم.

أصدر السجناء السياسيون، أمس الأحد، بياناً بمناسبة الذكرى الثالثة عشرة للثورة، قالوا فيه إن هذه الذكرى الثالثة تأتي "ورجالات النخبة السياسية التي ساهمت في إنجاح الثورة، إما محبوسة في غياهب السجن، أو تُسلط عليها أسوأ التضييقات والاستفزازات خارجه".

وجددوا الثقة "في قدرات شعبنا على الدفاع عن مكاسبه، والتزامنا بالوفاء لقيم الثورة، ونؤكد أن شمس الحرية ستسطع من جديد في بلادنا، بالاستفادة من الأخطاء التي شابت الانتقال الديمقراطي، وبتضافر الجهود الوطنية، لبناء الدولة الجديدة".

فهل إنه يتم فعلاً الاستفادة من الأخطاء التي شابت الانتقال الديمقراطي أم أنه تفاؤل مفرط من المعتقلين في قيادات لا تزال إلى اليوم لا تتفق حتى على التظاهر معاً والجلوس على طاولة حوار توحد فيها كلمتها لإنقاذ ما تبقّى من ثمرات الثورة؟ لا يبدو صراحة أن النخبة السياسية التونسية تعي حجم الخسارة التاريخية، ولا تزال تناور إلى اليوم، وتقايض مصير البلاد بحسابات حزبية ساذجة، في انتظار السقوط الأخير، أو المعجزة.

*وليد التليلي كاتب صحفي تونسي

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: تونس النهضة الثورة التونسية قيس سعيد 14 يناير 17 ديسمبر الانتقال الديمقراطي الخسارة التاريخية قیس سعی د لا تزال فهو من

إقرأ أيضاً:

كتاب: تاريخ البعثات الدبلوماسية

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

هذه فرصة مناسبة لتصفح الكتاب الموسوم (Outposts of Diplomacy)، والذي يعني البؤر الاستيطانية للدبلوماسية، أو المواقع المتقدمة للدبلوماسية، لكن ترجمة عنوان الكتاب إلى العربية لا تتوافق هنا مع فصوله التي يتناول فيها المؤلف تاريخ التمثيل الدبلوماسي، والعلاقات الثنائية بين البلدان، والمهام المكلفة بها السفارات والقنصليات حول العالم. وبالتالي فان الكتاب يتحدث عن تاريخ البعثات الدبلوماسية الدائمة، والنشاطات المنوطة بها. وهو من تأليف: G.R. Berridge من إصدارات 2024 باللغة الإنجليزية، ويقع في 256 صفحة. .
يرى المؤلف ان البعثات الدبلوماسية بدأت في عصر النهضة، عندما اختارت الدولة الإيطالية مجموعة منتخبة من وجهاء القوم لتمثيلها في بعض المدن الأوروبية البعيدة. .
يتساءل الناس الآن: هل يجب أن يكون السفير بهذه العظمة ؟. وهل ينبغي أن يعيش في مبنى باهظ الثمن ؟. ألا يمكن إنجاز الأعمال المكلف بها بإرسال أشخاص للقيام بزيارات خاطفة وجولات سريعة ومحدودة والعودة ثانية إلى الوطن الأم ؟. .
للإجابة، لا بد من العودة إلى الأساسيات. فالحكومات تحتاج دائما إلى نقل مخاطباتها إلى نظرائها بأمان، وتحتاج إلى فهم الردود. قد يبدو الأمر بسيطاً، لكنه ليس كذلك. لا يدرك السياسيون كيف يفكر الأجانب. قد تبدو الرسائل مفهومة للطرف الاول لكنها ربما تكون غير مفهومة ومشوشة للطرف الثاني. فالحكومات بحاجة إلى شخص يضمن فهم كل طرف للآخر، ويحبس دموعه عندما تسوء الأمور (وهذا ما يفعلونه في الغالب). وقد يكون السفير نفسه عبارة عن كبش فداء تم اختياره لمهمة صعبة قد لا يعود منها سالماً. .
باستطاعة السفراء اكتساب مهارات استثنائية على أفضل وجه من خلال معايشة الشعوب التي يتعاملون معها، والتعرف على طباعهم ومخاوفهم، ونزاعاتهم الداخلية، ونواياهم المحتملة. .
يرى المؤلف ان الدبلوماسية زهيدة الثمن مقارنة بغيرها من طرق إدارة العلاقات بين الدول. يُقال إن ديفيد فروست David Frost وصفها بأنها: (فن ترك الآخرين يتصرفون كما يحلو لهم). أما السير هنري ووتون Henry Wotton فقد عبر عن ذلك بشكل مختلف، واصفا السفير بأنه: (رجل نزيه أُرسل ليكذب في الخارج من أجل بلاده). أو: (honest man sent to lie abroad for his country)، فالكذب من ابسط الأساليب التي تستخدمها البلدان لتحقيق أهدافها، ولا يمكن للسفراء تجنب الوقوع في فخ الاحتيال. عادة ما يعتبر السكان المحليون حتى أكثر الطرق البريئة لجمع المعلومات تجسسا. وبخاصة في البلدان النامية. .
يحتاج السفراء إلى الحماية لضمان استمرارهم في أداء مهامهم، ولابد من توفر ارصدة من الحصانات والتفاهمات التي نمت على مر القرون. .
توجد الآن فيالق من الدبلوماسيين أكثر من أي وقت مضى، فقد تزايدت اعداد البلدان بشكل كبير منذ عام 1945. ولم يعد السفراء من الكائنات المهددة بالانقراض. اما إذا كنت ترغب في معرفة تفاصيل حياتهم، فينصح المؤلف بمشاهدة المسلسل التلفزيوني (سفراء Ambassadors) وهو من إنتاج بي بي سي، والذي يدور حول سفارة بريطانية في دولة خيالية في آسيا الوسطى (لا وجود لها)، هي طازبكستان Tazbekistan. .
يضع المؤلف في الختام تعريفاً موجزاً للدبلوماسية على أنها حزمة من الجهود المتعددة يرعاها الطرف الاول من خلال التواصل المباشر مع مؤسسات الطرف الثاني، لإقامة حوار مدروس يدعم الأهداف الإستراتيجية ويعزز المصالح المشتركة للطرفين. .

د. كمال فتاح حيدر

مقالات مشابهة

  • الآلاف يحتشدون في الجوامع والساحات العامة التي حددتها وزارة الأوقاف في مختلف المدن السورية لأداء صلاة عيد الفطر المبارك، وذلك في أول عيد بعد تحرير البلاد وإسقاط النظام البائد.
  • الزعاق يسترجع ذكريات الاحتفال بعيد الفطر في منزل والده.. فيديو
  • ستيفاني وليامز: اللامركزية قد تكون مفتاح حل الأزمة السياسية في ليبيا
  • تعرف على قيادات الشرعية التي قدمت من الرياض لأداء صلاة العيد بمدينة عدن
  • برلماني: التفاف الشعب حول القيادة السياسية ضرورة لمواجهة التحديات
  • برلمانى: الثقة المتبادلة بين القيادة السياسية والمصريين سر استقرار الدولة
  • القوى التي حررت الخرطوم- داخل معادلة الهندسة السياسية أم خارج المشهد القادم؟
  • كتاب: تاريخ البعثات الدبلوماسية
  • بشير العدل : القيادة السياسية تولى اهتماما كبيرا بالشفافية ومكافحة الفساد
  • لماذا يكره الحداثيون التونسيون تركيا؟