شبكة اخبار العراق:
2025-03-18@05:10:48 GMT

ديكور فيلم هندي في بغداد

تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT

ديكور فيلم هندي في بغداد

آخر تحديث: 15 يناير 2024 - 9:43 صبقلم :كرم نعمة لو تسنى للمعماريين العراقيين الكبار الذين بقوا يحرصون على ترك لمساتهم على مباني وبيوت العراقيين، أن يسنح لهم التاريخ الذي “لا يكرر نفسه” مشاهدة الرثاثة التصميمية السائدة في البلاد اليوم، ماذا بوسعهم أن يفعلوا؟هل يكفي ذرف الدموع كردة فعل على فساد الذائقة البصرية، مثلما نسد أنوفنا من الرائحة الكريهة؟أشك بذلك، فالتصاميم المنتشرة حالياً في المدن العراقية للمنازل والمباني أشبه بديكور فيلم هندي تتقاطع فيه الألوان الصارخة، فيما تنعدم الوظيفة لواجهات جمالية في بيوت لا تعبر إلا عن ذائقة أصحابها من الطبقة الأوليغارشية المختطفة للبلاد، بعد أن تريّفت بغداد وتراجعت مدَنيّتها.

التصاميم المعمارية الجديدة، تعبر بامتياز عن الانهيار الثقافي والاجتماعي السائد وتراجع الذائقة البصرية في البلاد كمعادل للانهيار السياسي. فقد تشتت المعمارية في البناء العراقي، وفقدت خصوصيتها ويمكن أن نجد ذلك في التصميم المتطفل على خصوصية المعمار الموصلي، بتواطؤ من اليونسكو عندما اختارت تصميماً لجامع النوري يفتقد إلى الخصوصية المعمارية العراقية.أما تصاميم البيوت العراقية المشيدة حديثاً، فتكفل بها “جيل معماري” هو نتاج الرثاثة السائدة، فتراجع مفهوم البيت الذي ينحى لعوامل المفاجأة ويخلق الاستمرارية، ولهذا فدون البيت يصبح الإنسان مفتتاً حسب تعريف غاستون باشلار، إنه -البيت- يحفظه عبر عواصف السماء وأهوال الأرض، يمكن أن نجد ذلك مجسداً في مئات الأحياء العشوائية وبيوت الصفيح والطين المنتشرة في المدن العراقية. بينما التصاميم الشاذة للبيوت الجديدة، أشبه بموسيقى صاخبة مزعجة تنتشر في الطرقات، فمثلما لا يكفي سد الآذان لتجنب سماعها، لا يكفي إغلاق العيون للمحافظة على الذائقة البصرية للمواطن العراقي. البيت المسروق من أهله هنا هو التعبير المصغر للوطن المختطف، عندما لا يكون لك بيت صغير  فبالضرورة لا يمكن أن تنتمي للوطن، مقابل ذلك تجد من يشوهون البيت في محاولة لإضفاء مشروعية ملفقة لوجودهم في بيوت ضخمة، لكنها جوفاء في شكلها الخارجي وألوانها الفاقعة الخارجة من رحم لا يمت بصلة لما يحيط بها في البيئة.تسنى لي أن أتابع على مضض منذ اطلاعي على التصميم المقترح لجامع النوري المحطم في الموصل من قبل فريق تصميم مصري بتواطؤ مخزي من اليونسكو، المعمارية المحدثة في العراق، فثمة الكثير من العروض وثمة الكثير من المجموعات الهندسية الشابة التي تدافع عن الذائقة البصرية وتعرض لمجزرة التشويه في صور لبيوت جديدة تصيب العين الإنسانية بالتوتر. فالمعمار المشوه هو أحد امتدادات التشويه المتعمد لما يجري في العراق منذ عقدين، انهارت لغة الحكي العراقي وتحولت إلى لهجة محطمة بذيئة بلا جذور، سقطت القيم، ساد الفساد وأصبح ميزة لدى الأشخاص، انكسر الفن وتحولت الموسيقى إلى نغمة واحدة مكررة لدى الجميع مستمدة من التخلف والهيجان العشائري والطائفي، وهكذا غابت الذائقة البصرية لمن يصممون واجهات البيوت ومداخلها في العراق.رسم صورة مبالغ فيها حد الفجاجة اللونية للبيت يفقده الألفة والوظيفة التاريخية التي وجدت له منذ أول بيت في التاريخ، لكنه بالمقابل يكشف أبهة المال الفجة وغرور الاستعراض المتغطرس، وهذا أمر قد يميز أصحابه من وضيعي المعرفة وأثرياء المال المسروق. بيد أن سقوط المصمم المعماري في فخ تلك الفجاجة يصنف كجريمة بصرية، ولسوء حظ عيوننا لا يحاسب عليها القانون، قبلها علينا أن نسأل إذا كان ثمة قانون ثقافي أصلا في العراق الحالي!هؤلاء كمن يرتدي الملابس المفرطة في بريقها اللامع للتعبير عن أنفسهم. ومهما غلا ثمن هذه الملابس فهي لا تخفي دواخلهم الخاوية، تماماً كبيوتهم الجديدة الطارئة على تاريخ الذائقة العراقية.فالبيوت فاسدة الوظيفة ومشوهة التصميم كالأغاني الفجة والمراثي الوضيعة وكالسياسيين الأميين وكالفضائيات بخطابها الرث وحثالتها الطائفية. بيوت اليوم في الكرادة والمنصور… أشبه بديكور فيلم هندي مقحم على بغداد!

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: فی العراق

إقرأ أيضاً:

وسط تقلبات المنطقة.. الاتحاد الوطني يسعى لترتيب البيت الكردي - عاجل

بغداد اليوم - بغداد

أكد الباحث في الشأن السياسي لطيف الشيخ، اليوم الإثنين، (17 آذار 2025)، أن الاتحاد الوطني الكردستاني بات يشعر بالخطر في ظل المتغيرات الإقليمية وضعف الدور الإيراني، مما دفعه إلى إعادة ترتيب أوراقه السياسية.

وأوضح الشيخ، لـ"بغداد اليوم"، أن "الاتحاد الوطني يسعى لإصلاح علاقاته مع الحزب الديمقراطي الكردستاني، وذلك لتجنب حصره ضمن المحور الإيراني في المرحلة المقبلة".

وأشار إلى أن "اللقاء الذي جمع رئيس الاتحاد الوطني، بافل طالباني، برئيس حكومة الإقليم، مسرور بارزاني، يأتي ضمن هذا التوجه، بهدف ترتيب البيت الكردي الداخلي وتعزيز موقفه السياسي في ظل الأوضاع الراهنة".

ويشهد المشهد السياسي في إقليم كردستان تحولات لافتة، حيث تتأثر العلاقات بين الأحزاب الكردية بالتغيرات الإقليمية والدولية.

وعلى مدار السنوات الماضية، كانت العلاقة بين الحزبين الرئيسيين، الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني، متأرجحة بين التفاهم والتوتر، نتيجة خلافات سياسية وإدارية، لا سيما بشأن تقاسم السلطة في الإقليم وإدارة المناطق الخاضعة لنفوذ كل طرف.

من ناحيته، رأى الباحث في الشأن السياسي لقمان حسين، أمس الأحد، أن اللقاء الذي جمع رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني برئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني لا ينفصل عن التطورات الإقليمية وصراع المحاور في المنطقة.

وأوضح حسين، لـ"بغداد اليوم"، أن "القوى الكردية تحافظ على قنوات تواصل مع أعضاء في الكونغرس الأمريكي، إلا أن محاولاتها للبقاء على الحياد بين إيران والولايات المتحدة قد لا تنجح".

وأضاف أن "الرسائل الواردة من واشنطن تشير إلى ضرورة توحيد الصف الكردي في المرحلة المقبلة، عبر دخول الانتخابات بقائمة موحدة والابتعاد عن المحور الإيراني، وهو ما يدفع الحزبين الرئيسيين إلى إصلاح علاقاتهما وتعزيز التقارب مع الإدارة الأمريكية، في محاولة لكسب دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".

في الوقت عينه، لعبت إيران دورا رئيسيا في دعم الاتحاد الوطني الكردستاني، بينما كان الحزب الديمقراطي الكردستاني أكثر ميلا نحو التحالفات مع تركيا والولايات المتحدة.

لكن مع تراجع النفوذ الإيراني في المنطقة، ربما يجد الاتحاد الوطني نفسه أمام تحديات جديدة، مما يدفعه إلى إعادة تقييم موقفه وعلاقاته الداخلية والخارجية.


مقالات مشابهة

  • الخارجية العراقية: وصلتنا رسائل بنية الكيان الصهيوني شن سلسلة ضربات على بلدنا
  • وسط تقلبات المنطقة.. الاتحاد الوطني يسعى لترتيب البيت الكردي - عاجل
  • النقل تعلن زيادة أعداد الطائرات العابرة للأجواء العراقية
  • المقاومة العراقية.. حوارات مستمرة وملفات عالقة تقترب من الحسم
  • المقاومة العراقية.. حوارات مستمرة وملفات عالقة تقترب من الحسم - عاجل
  • (4.900) ملايين برميل نفط الصادرات العراقية للشيطان الأكبر خلال الشهر الماضي
  • استمرار القيود على تسويق بعض منتجات إقليم كردستان إلى المحافظات العراقية
  • القوات المسلحة العراقية: مقتل أبو خديجة ضربة قاسية لتنظيم داعش
  • زيارة الشيباني إلى بغداد.. فصل جديد من العلاقات العراقية - السورية
  • زيارة الشيباني إلى بغداد.. فصل جديد من العلاقات العراقية - السورية - عاجل