الخليج الجديد:
2025-01-05@10:51:42 GMT

إسرائيل المنبوذة ومحكمة العدل ومخاطر السمعة

تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT

إسرائيل المنبوذة ومحكمة العدل ومخاطر السمعة

إسرائيل المنبوذة ومحكمة العدل ومخاطر السمعة

نجحت جنوب أفريقيا في تعرية إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، وكشف الصورة المزيفة التي حاولت دولة الاحتلال صنعها على مدى 75 سنة.

دولة تحكمها عصابات ومتطرفون، ولديها حكومات عنصرية أقرب إلى المافيا وتجار الحروب الذين يدعون إلى قتل الفلسطينيين بشكل جماعي ليل نهار.

تداعيات دعوى جنوب أفريقيا تتجاوز تعرية صورة دولة الاحتلال أمام العالم وكشف أكاذيبها وجرائمها الوحشية، بل رفع منسوب مخاطر السمعة لإسرائيل.

يدفع انكشاف إسرائيل المقرضين للعزوف عن منح المؤسسات الإسرائيلية التمويلات والأموال التي تحتاجها لتسيع أنشطتها، وهو ما يرفع كلفة الاقتراض الخارجي.

تعرضت سمعة إسرائيل لضربة قاتلة وفي ظل التطورات الأخيرة الناتجة عن الحرب الإجرامية على غزة وجرجرة دولة الاحتلال لمحكمة العدل الدولية، وربما محكمة الجنايات الدولية لاحقا.

باتت إسرائيل دولة عالية المخاطر جيوسياسيا وأمنيا واقتصاديا واجتماعيا ما قد يدفع المستثمرين الدوليين والشركات لإعادة النظر في الاستثمار بها مع كلفة الحرب البالغة 60 مليار و24 مليار دولار أخرى كلفة الحرب في 2024.

* * *

نجحت دولة جنوب أفريقيا في تعرية إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، وكشف الصورة المزيفة التي حاولت دولة الاحتلال صنعها على مدى 75 سنة.

كذلك، أن تثبت للعالم وبالأدلة القطعية أن إسرائيل دولة احتلال تمارس سياسات الإرهاب والقمع والاستيطان والإبادة الجماعية على نطاق واسع ضد أهالي قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة، لتقتل ما يزيد عن 23 ألف شهيد في غزة فقط.

وأنها تستخدم أسلحة محرمة دوليا في حربها الإجرامية على غزة بهدف القضاء على السكان، وترتكب جرائم حرب من دون رادع أو اعتبار للقانون والمجتمع الدولي.

وأنها ليست، كما تزعم دوماً، تلك الدولة " الكيوت" الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط التي تصنف نفسها على أنها واحة الديمقراطية والأمن والاستقرار وحقوق الإنسان وحرية التعبير بين مجتمعات عربية يحكمها مستبدون وتفتقر إلى الحرية والعدالة.

بل إنها دولة تحكمها عصابات ومتطرفون، ولديها حكومات عنصرية أقرب إلى المافيا وتجار الحروب الذين يدعون إلى قتل الفلسطينيين بشكل جماعي ليل نهار، والتعامل معهم على أنهم حيوانات بشرية كما قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت.

كما أطلق نتنياهو ووزراؤه دعوات صريحة إلى قتل جميع أهالي غزة من دون استثناء، بمن فيهم النساء والأطفال، وإلقاء قنبلة نووية لإبادة أهالي القطاع.

كما أثبت وفد جنوب أفريقيا للعالم أن لدى إسرائيل أيضاً جيشاً يمارس الإجرام والقتل العشوائي والتدمير الكلي وبشكل ممنهج، وسياسة الردع ضد الأطفال والنساء والعجائز، وأنه يسرق الأطفال وجثث الشهداء والأموال.

ببساطة، نجحت جنوب أفريقيا في إحراج دولة الاحتلال من خلال تقديم حقائق دامغة ووثائق قوية تستند إلى جرائم وفظائع حقيقية يمارسها جيش الاحتلال على الأرض بدم بارد.

ولأول مرة يشاهد العالم إسرائيل بهذا الضعف والارتباك رغم الجرائم التي يرتكبها جيشها بحق الشعب الفلسطيني منذ أكثر من 100 يوم، وتجد حكومة نتنياهو والفريق القانوني الإسرائيلي نفسيهما في ورطة.

خاصة أن الفريق لجأ في رده على أدلة جنوب أفريقيا إلى أسلوب ركيك اتسم بالضعف الشديد والاستعطاف والبكائيات، والكذب والتلفيق والدعاية ومحاولة قلب الحقائق، وتذكير العالم بما فعله هتلر والنازيون. وبسرد الأساطير اليهودية ومنها قصة العماليق، بل وممارسة الترهيب عبر اتهام وفد جنوب أفريقيا بأنه يدافع عن حماس والإرهابيين.

ما فعلته جنوب أفريقيا لن تكون له تداعيات فقط على تعرية صورة دولة الاحتلال أمام شعوب العالم الحرة وكشف أكاذيبها وجرائمها الوحشية، بل رفع منسوب مخاطر السمعة لدى إسرائيل.

وهذا النوع من المخاطر له تداعيات اقتصادية ومالية خطيرة على مستقبل دولة الاحتلال ومناخ الاستثمار فيها وتجارتها الخارجية وقطاعها السياحي والمالي والاستثماري، ويساهم في هز صورتها لدى المستثمرين الدوليين وأصحاب الأموال وصناديق الاستثمار والشركات متعددة الجنسيات ووكالات ومؤسسات التصنيف الائتماني.

ويدفع المقرضين نحو العزوف عن منح المؤسسات الإسرائيلية التمويلات والأموال التي تحتاجها لتسيع أنشطتها، وهو ما يرفع كلفة الاقتراض الخارجي.

سمعة إسرائيل تعرضت لضربة قاتلة، وفي ظل التطورات الأخيرة الناتجة عن الحرب الإجرامية على غزة وجرجرة دولة الاحتلال إلى محكمة العدل الدولية، وربما محكمة الجنايات الدولية في وقت لاحق، قد نجد تغيرا كبيرا في تعامل شعوب العالم مع إسرائيل، والنظر إليها على أنها دولة منبوذة وعنصرية.

وقبلها التعامل معها على أنها دولة عالية المخاطر، سواء الجيوسياسية أو الأمنية أو الاقتصادية وحتى الاجتماعية، وهو ما قد يدفع المستثمرين الدوليين وأصحاب الأعمال والشركات نحو إعادة النظر في الاستثمار في اقتصادها وأنشطته المختلفة مع الضربات المتلاحقة التي يتلقاها، ومنها كلفة الحرب البالغة 60 مليار دولار حتى الآن.

إضافة إلى 24 مليار دولار أخرى هي كلفة الحرب المتوقعة في العام الجاري، وما يصاحب ذلك من عجز حاد في الموازنة العامة وإيراداتها، وهروب للأموال، وإفلاس لقطاعات حيوية مثل المقاولات والسياحة.

*مصطفى عبد السلام كاتب صحفي اقتصادي

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل فلسطين جنوب أفريقيا الإبادة الجماعية الاحتلال الإسرائيلي كلفة الحرب محكمة العدل الدولية محکمة العدل الدولیة دولة الاحتلال جنوب أفریقیا کلفة الحرب

إقرأ أيضاً:

حزب الله: مستعدون للرد على "خروقات" إسرائيل

أعلن الأمين العام لتنظيم حزب الله اللبناني، نعيم قاسم، اليوم السبت، أن حزبه مستعدّ للرد على خروقات إسرائيل لوقف إطلاق النار، بعد أكثر من شهر على سريان الاتفاق، الذي ينص على انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، في غضون 60 يوماً.

ودخل اتفاق الهدنة حيز التنفيذ في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بعد شهرين من بدء مواجهة مفتوحة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني المدعوم من إيران، ويتبادل الجانبان الاتهامات بانتهاك الهدنة بشكل متكرر.

الوكالة الوطنية للإعلام - (*) قاسم: حريصون على انتخاب رئيس بالتعاون مع كل الأطراف والمقاومة خرجت قوية من معركة اولي البأس https://t.co/VL55SVHhCS

— National News Agency (@NNALeb) January 4, 2025

وقال قاسم، في كلمة بمناسبة الذكرى الخامسة لمقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني: "قلنا بأننا نعطي فرصة لمنع الخروقات الإسرائيلية وتطبيق الاتفاق وأننا سنصبر، لكن لا يعني هذا أننا سنصبر لمدة 60 يوماً". وأكّد "لا يوجد جدول زمني يحدد أداءنا، لا بالاتفاق، ولا بعد انتهاء مهلة الـ 60 يوماً".

وتابع نعيم قاسم: "قد ينفد صبرنا قبل الـ 60 يوماً، وقد يستمر، هذا أمر تقرره القيادة، فهي التي تقرر متى تصبر، ومتى تبادر، ومتى ترد".

وينص الاتفاق على انتشار الجيش اللبناني في جنوب البلاد، حيث تعمل أيضاً قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، وانسحاب القوات الإسرائيلية خلال 60 يوماً. وينصّ أيضاً على تراجع عناصر حزب الله إلى شمال نهر الليطاني (نحو 30 كيلومتر شمال الحدود)، وتفكيك بنيته العسكرية في جنوب النهر.

رغم وقف إطلاق النار..دبابات إسرائيلية تتوغل في جنوب لبنان - موقع 24 قصفت المدفعية الإسرائيلية اليوم السبت محيط مجمع الإمام الصدر في بلدة ميس الجبل في جنوب لبنان .

وطلب لبنان الشهر الماضي من باريس وواشنطن، "الضغط" على إسرائيل من أجل "الإسراع" في سحب جيشها من جنوب البلاد، كما حثّت اليونيفيل الشهر الماضي على الإسراع في انسحاب الجيش الإسرائيلي، ونشر القوات المسلحة اللبنانية في جنوب لبنان.

وشدد قاسم، على أن "الاتفاق يعني حصراً جنوب نهر الليطاني ويلزم إسرائيل بالانسحاب"، مشيراً إلى أن "الدولة الآن، ونحن منها مسؤولة عن أن تتابع مع الرعاة لتكف يد إسرائيل، ويطبق الاتفاق".

وفي ملف رئاسة الجمهورية، قال قاسم إن "حزبه حريص على انتخاب الرئيس على قاعدة أن تختاره الكتل بتعاون وتفاهم في جلسات مفتوحة"، معتبراً أن "هذا التوافق هو فرصة سانحة لنقلب صفحة باتجاه الإيجابية في لبنان".

ومن المقرر عقد جلسة للبرلمان اللبناني في 9 يناير (كانون الثاني) الجاري، لانتخاب رئيس للجمهورية بعد أكثر من عامين على شغور المنصب.

مقالات مشابهة

  • أستاذ علوم سياسية: يجب تضافر الجهود الدولية لردع إسرائيل عن جرائمها الوحشية
  • خبير: تضافر الجهود الدولية يردع إسرائيل عن جرائمها الوحشية
  •  “قوانين الثورات” العدالة التي لا تُهزم
  • حزب الله: مستعدون للرد على "خروقات" إسرائيل
  • أبو نمو: محبط من سلوك حكومتنا التي فاقت النبي أيوب في صبرها تجاه دولة تشاد المعادية
  • ننشر المشروعات التي تشهدها الدقهلية المؤسسات الدولية في 2025
  • أستاذ علاقات دولية: إسرائيل دائما ترى نفسها دولة فوق القانون| فيديو
  • إسرائيل تعتزم البقاء في جنوب لبنان حتى أبريل المقبل
  • باحث في العلاقات الدولية: الاحتلال يطبق خطة الجنرالات بقطاع غزة
  • شرطة دبي: الدبلوم التخصصي في الابتكار والقيادات الدولية ينطلق 13 يناير