أحد أبرز قادة الحرس الثوري الإيراني، عُرف بتأييده للتدخل الإيراني في دول المنطقة، لا سيما العراق وسوريا ولبنان واليمن. شارك إلى جانب القائد السابق في الحرس الثوري قاسم سليماني في الحرب العراقية الإيرانية خلال ثمانينيات القرن العشرين، وتدرج في مناصب عدة حتى أصبح قائدا لفيلق القدس في الثالث من يناير/كانون الثاني 2020 خلفا لسليماني.

 المولد والنشأة

ولد "إسماعيل قآني" في 1958 في مدينة مشهد (مركز محافظة خراسان) شمال شرق إيران. التحق خلال عقده الثاني من العمر بصفوف الحرس الثوري، وتلقى دورات تدريبية في طهران أوائل 1981.

التجربة السياسية

بدأ مهامه في مركز تدريب تابع للحرس الثوري بمدينة مشهد، ومع بدء احتجاجات وأعمال عنف في محافظة کردستان (غربي البلاد)، توجه إليها في العام نفسه، وبعد تأسيس فيلق القدس واصل مهامه العسكرية فيه.

أصبح صديقا لسليماني في 1983 على الخطوط الأمامية للحرب، ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إيرنا) قوله في مقابلة في 2015 "نحن رفاق حرب، والحرب هي التي جعلتنا أصدقاء". وأضاف "أولئك الذين يصبحون أصدقاء في أوقات الشدة لديهم علاقات أعمق وأكثر استدامة من أولئك الذين يصبحون أصدقاء لمجرد أنهم أصدقاء الحي".

شارك مقاتلا في الحرب العراقية الإيرانية وتدرج في المناصب العسكرية داخل الحرس الثوري، وأصبح خلال الحرب قائدا "للفرقة 21 الإمام الرضا" و"فرقة 5 نصر"، كما خدم في منصب رئيس هيئة الأركان المشتركة لاستخبارات الحرس الثوري.

عُين نائبا لقائد فيلق القدس منذ 1997، وهو العام نفسه الذي عُين فيه سليماني قائدا للفيلق، فخلفه قآني في يناير/كانون الثاني 2020 بعد اغتيال القوات الأميركية سليماني في بغداد.

ينظر إليه على أنه "ظِل سليماني الأكثر تشددا"، وتصفه وسائل إعلام إيرانية بأنه الرجل الصلب الذي لا يختلف كثيرا عن سلفه، وتقول إن له الخبرة الكافية في التعامل مع جبهات القتال المختلفة، كما يُعرف عنه بأنه من المنظّرين لمفهوم "التشكيلات الشعبية".

عُرف بتأييده للتدخل الإيراني في دول المنطقة، ولا سيما العراق وسوريا، اللذين يرى أن الحرب فيهما "وجودية ومصيرية"، فضلا عن أنه شارك فيهما بصفة مستشار عسكري، وعرف بتأييده للنظام السوري، وقاد عمليات لصالحه، إضافة لتقارير إعلامية تشير لدوره في لبنان واليمن، وكان أول من كشف عن امتلاك جماعة الحوثي صواريخ يبلغ مداها أكثر من 400 كيلومتر.

في 2012، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على قآني، مشيرة إلى دوره في المدفوعات المالية لـ"عناصر في أفريقيا" تقول واشنطن إنها تابعة لفيلق القدس وغيرها من "الجماعات الإرهابية"، حسب الولايات المتحدة.

ونُقل عن مصادر في المعارضة الإيرانية أن قآني أدى دورا رئيسا في إدارة لواء "فاطميون"، وهي مليشيا تضم مسلحين من الشيعة الأفغان، تشكلت في 2014 وشاركت في القتال لدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا.

إسماعيل قآني شارك في الحرب العراقية الإيرانية وتولى مناصب عسكرية عدة في الحرس الثوري (رويترز) الوظائف والمسؤوليات قاد "الفرقة 21 الإمام الرضا" التابعة لحرس الثورة الإسلامية بمحافظة خراسان الرضوية (1984-1988)، في الحرب العراقية الإيرانية. قاد فرقة "النصر -5" في 1988. شغل منصب نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة لاستخبارات الحرس الثوري (2007-2008). نائب قائد فيلق القدس للحرس الثوري (1997-2019). قاد فيلق القدس في الثالث من يناير/كانون الثاني 2020 خلفا لقائده الراحل اللواء قاسم سليماني. قآني وطوفان الأقصى:

بعد معركة طوفان الأقصى، التي شنتها كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)ـ على مستوطنات غلاف غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بعث "قآني" رسالة إلى محمد الضيف قائد الكتائب قال فيها إن "إخوانكم في محور المقاومة متحدون معكم، وإنهم لن يسمحوا للعدو ومن يقف خلفه بالاستفراد بغزة وأهلها وتحقيق أهدافه القذرة".

وذكر أن فلسطين والمنطقة لن تكونا بعد معركة طوفان الأقصى كما كانتا قبلها. وأضاف أنه ضمن ما سمّاه استمرار إيران في الحماية والدعم المؤثرين للمقاومة، فإنها ستفعل كل ما يجب عليها في هذه المعركة التاريخية، وفقا لما جاء في الرسالة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الحرس الثوری سلیمانی فی فیلق القدس

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تستعد لسيناريوهات الحرب الأمريكية الإيرانية

ذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية، أن التوتر بين الولايات المتحدة وإيران مستمر في الارتفاع تدريجياً، بعد أن نقل الأمريكيون قاذفات استراتيجية من طراز "بي 2" إلى جزيرة دييغو غارسيا في قلب المحيط الهندي، الموقع الاستراتيجي الذي يمكن أن ينطلق منه الهجوم على إيران، وذلك في وقت أفادت فيه تقارير أجنبية أن إسرائيل تستعد أيضاً لاحتمال وقوع هجوم أمريكي على إيران. 

 

وتناولت الـ 12 الإسرائيلية، التهديدات التي خرجت من مسؤول عسكري إيراني كبير، بالهجوم على القاعدة الاستراتيجية في جزيرة دييغو غارسيا في المحيط الهندي حال تنفيذ هجوم على إيران، موضحاً أن صواريخ "خرمشهر" الباليستية ذات الرؤوس الحربية، وطائرات شاهد 136 المسيرة المطورة، فعالة على مدى القاعدة، وستكون قادرة على ضربها. 

هل تتحرك أمريكا وإسرائيل معاً لوقف البرنامج النووي الإيراني؟ https://t.co/iTl0lvmmTC

— 24.ae (@20fourMedia) March 28, 2025 استعداد إسرائيلي

وأفادت القناة تحت عنوان "الولايات المتحدة تصل إلى نقطة تحول مع إيران"، أن المؤسسة الدفاعية في إسرائيل تتابع عن كثب التطورات المختلفة، وتستعد لسيناريوهات مختلفة من خلال سلسلة من المناقشات، ولكنها تستعد أيضاً لإمكانية المشاركة في هجوم، وتكثيف أنظمة الدفاع الجوي، إذا أصبح من الضروري استخدامها.
وأوضحت أن تعليمات صدرت للجيش الإسرائيلي باستكمال جميع قدراته الهجومية بحلول منتصف عام 2025، أي بعد شهرين، ومن المُحتمل أن يوفر مثل هذا التوجيه قدرات في سياق دفاعي، وأيضاً في سياق إمكانية قيام إسرائيل بعمل عسكري ضد إيران على أراضيها. 


خيارات الأمريكيين

وقالت القناة إن الخيارات التي تواجه الأمريكيين الآن ليست عملياتية فحسب، وعلى الرغم من أن الجيش الأمريكي دفع بعدد من حاملات الطائرات إلى المحيط الهندي، وقاذفات استراتيجية قادرة على شن هجوم على إيران إذا لزم الأمر، إلا أن هناك أيضاً البعد السياسي والدبلوماسي الذي تتعامل معه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. 
وأشارت إلى أن ترامب يمارس ضغوطاً كبيرة على إيران للعودة إلى طاولة المفاوضات بشأن قضية "النووي"، ولكن حتى الآن لم تسفر هذه الضغوط عن نتائج، وفي هذه الأثناء تسمع التهديدات من الجانبين، موضحة أنه بحال تحقق التهديدات، فإن إسرائيل لا تستخف بالأمور، وتحاول الوصول إلى حالة من الجاهزية القصوى، سواء في الهجوم أو الدفاع.

بعد وصول الشبح.. هل يقترب الهجوم الأمريكي على إيران؟https://t.co/FsPa3mjisb pic.twitter.com/D7tgGeeYk7

— 24.ae (@20fourMedia) March 28, 2025 رسالة ترامب

كما تناولت القناة محتوى الرسالة التي كتبها ترامب للمرشد الأعلى في إيران علي خامنئي قبل 3 أسابيع، ونشرتها وسائل إعلام دولية، حيث كتب أن "الوقت حان لفتح صفحة جديدة من التعاون والاحترام المتبادل، أمامنا فرصة تاريخية"، مضيفاً أن "الولايات المتحدة، تحت قيادتي، مستعدة لاتخاذ خطوة كبيرة نحو السلام، وخفض التصعيد، ورفع العقوبات".
وفي وقت لاحق من الرسالة، وجه ترامب تهديدا صريحا لإيران، وكتب: "إذا رفضتم اليد الممدودة إليكم، واخترتم طريق التصعيد ودعم المنظمات الإرهابية، فإنني أحذركم من رد حاسم وسريع".
وأكد الرئيس الأمريكي أيضاً قائلاً: "لن نقف مكتوفي الأيدي في وجه تهديدات نظامكم لشعبنا أو حلفائنا، إذا كنتم مستعدين للتفاوض، فنحن مستعدون أيضًا".
وتابع: "إذا واصلتم تجاهل مطالب العالم، فإن التاريخ سيشهد بأنكم أضعتم فرصة عظيمة".

مقالات مشابهة

  • الحرس الثوري: الأعداء لم يتعلموا أى درس من أحداث الـ46 سنة الماضية
  • الحرس الثوري الإيراني يرد على تهديد ترامب بعمل عسكري ضد طهران
  • الحرس الثوري الإيراني يحتجز ناقلتين لتهريب النفط في الخليج
  • بحرية الحرس الثوري تحتجز ناقلتي نفط أجنبيتين في مياه الخليج
  • الحرس الثوري يحتجز ناقلتي نفط بتهمة تهريب الوقود
  • الحرس الثوري الإيراني يحتجز ناقلتي نفط في الخليج العربي
  • ضباط الحرس الثوري الإيراني يردون على تهديدات ترامب
  • الحرسُ الإيراني يهدِّدُ بإغلاق مضيق هرمز.. حال حصل هذا الأمر
  • إسرائيل تستعد لسيناريوهات الحرب الأمريكية الإيرانية
  • هدد بإغلاق مضيق هرمز..الحرس الثوري: وجود السفن الأجنبية في الخليج غير مُبرر