إسماعيل قآني.. خليفة سليماني في قيادة فيلق القدس الإيراني
تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT
أحد أبرز قادة الحرس الثوري الإيراني، عُرف بتأييده للتدخل الإيراني في دول المنطقة، لا سيما العراق وسوريا ولبنان واليمن. شارك إلى جانب القائد السابق في الحرس الثوري قاسم سليماني في الحرب العراقية الإيرانية خلال ثمانينيات القرن العشرين، وتدرج في مناصب عدة حتى أصبح قائدا لفيلق القدس في الثالث من يناير/كانون الثاني 2020 خلفا لسليماني.
ولد "إسماعيل قآني" في 1958 في مدينة مشهد (مركز محافظة خراسان) شمال شرق إيران. التحق خلال عقده الثاني من العمر بصفوف الحرس الثوري، وتلقى دورات تدريبية في طهران أوائل 1981.
التجربة السياسيةبدأ مهامه في مركز تدريب تابع للحرس الثوري بمدينة مشهد، ومع بدء احتجاجات وأعمال عنف في محافظة کردستان (غربي البلاد)، توجه إليها في العام نفسه، وبعد تأسيس فيلق القدس واصل مهامه العسكرية فيه.
أصبح صديقا لسليماني في 1983 على الخطوط الأمامية للحرب، ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إيرنا) قوله في مقابلة في 2015 "نحن رفاق حرب، والحرب هي التي جعلتنا أصدقاء". وأضاف "أولئك الذين يصبحون أصدقاء في أوقات الشدة لديهم علاقات أعمق وأكثر استدامة من أولئك الذين يصبحون أصدقاء لمجرد أنهم أصدقاء الحي".
شارك مقاتلا في الحرب العراقية الإيرانية وتدرج في المناصب العسكرية داخل الحرس الثوري، وأصبح خلال الحرب قائدا "للفرقة 21 الإمام الرضا" و"فرقة 5 نصر"، كما خدم في منصب رئيس هيئة الأركان المشتركة لاستخبارات الحرس الثوري.
عُين نائبا لقائد فيلق القدس منذ 1997، وهو العام نفسه الذي عُين فيه سليماني قائدا للفيلق، فخلفه قآني في يناير/كانون الثاني 2020 بعد اغتيال القوات الأميركية سليماني في بغداد.
ينظر إليه على أنه "ظِل سليماني الأكثر تشددا"، وتصفه وسائل إعلام إيرانية بأنه الرجل الصلب الذي لا يختلف كثيرا عن سلفه، وتقول إن له الخبرة الكافية في التعامل مع جبهات القتال المختلفة، كما يُعرف عنه بأنه من المنظّرين لمفهوم "التشكيلات الشعبية".
عُرف بتأييده للتدخل الإيراني في دول المنطقة، ولا سيما العراق وسوريا، اللذين يرى أن الحرب فيهما "وجودية ومصيرية"، فضلا عن أنه شارك فيهما بصفة مستشار عسكري، وعرف بتأييده للنظام السوري، وقاد عمليات لصالحه، إضافة لتقارير إعلامية تشير لدوره في لبنان واليمن، وكان أول من كشف عن امتلاك جماعة الحوثي صواريخ يبلغ مداها أكثر من 400 كيلومتر.
في 2012، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على قآني، مشيرة إلى دوره في المدفوعات المالية لـ"عناصر في أفريقيا" تقول واشنطن إنها تابعة لفيلق القدس وغيرها من "الجماعات الإرهابية"، حسب الولايات المتحدة.
ونُقل عن مصادر في المعارضة الإيرانية أن قآني أدى دورا رئيسا في إدارة لواء "فاطميون"، وهي مليشيا تضم مسلحين من الشيعة الأفغان، تشكلت في 2014 وشاركت في القتال لدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا.
إسماعيل قآني شارك في الحرب العراقية الإيرانية وتولى مناصب عسكرية عدة في الحرس الثوري (رويترز) الوظائف والمسؤوليات قاد "الفرقة 21 الإمام الرضا" التابعة لحرس الثورة الإسلامية بمحافظة خراسان الرضوية (1984-1988)، في الحرب العراقية الإيرانية. قاد فرقة "النصر -5" في 1988. شغل منصب نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة لاستخبارات الحرس الثوري (2007-2008). نائب قائد فيلق القدس للحرس الثوري (1997-2019). قاد فيلق القدس في الثالث من يناير/كانون الثاني 2020 خلفا لقائده الراحل اللواء قاسم سليماني. قآني وطوفان الأقصى:بعد معركة طوفان الأقصى، التي شنتها كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)ـ على مستوطنات غلاف غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بعث "قآني" رسالة إلى محمد الضيف قائد الكتائب قال فيها إن "إخوانكم في محور المقاومة متحدون معكم، وإنهم لن يسمحوا للعدو ومن يقف خلفه بالاستفراد بغزة وأهلها وتحقيق أهدافه القذرة".
وذكر أن فلسطين والمنطقة لن تكونا بعد معركة طوفان الأقصى كما كانتا قبلها. وأضاف أنه ضمن ما سمّاه استمرار إيران في الحماية والدعم المؤثرين للمقاومة، فإنها ستفعل كل ما يجب عليها في هذه المعركة التاريخية، وفقا لما جاء في الرسالة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الحرس الثوری سلیمانی فی فیلق القدس
إقرأ أيضاً:
لقاء السفارة الإيرانية: محاولة لإحياء 8 آذار
كتب اسكندر خشاشو في" النهار":جمع كبير مستشاري المرشد الإيراني علي لاريجاني، ممثلي عدد من الأحزاب اللبنانية في مبنى السفارة الإيرانية في بيروت، خلال زيارته لبنان، في لقاء هو الأول من نوعه منذ بدء الحرب الموسعة على لبنان.
يأتي هذا اللقاء بعد تعرّض "حزب الله" لضربات إسرائيلية قاسية كان أبرزها اغتيال أمينه العام السيد حسن نصرالله، وما تبعها من ارتدادات على الشخصيات والأحزاب الحليفة التي تأثرت بهذا الحدث، حتى بدأت تخرج أصوات ممن كانوا "أهل البيت" لا تنسجم مع خطاب الحزب، فكان لا بد من ترميم هذه الشبكة، وإعادة الثقة إليها عبر التأكيد أن الراعي الإقليمي لا يزال حاضراً وداعماً، توازيا مع الصمود الميداني وإعادة تشكيل القيادة لدى الحزب وبدء عودته السياسية بعد غياب عن السمع لمدة طويلة.
شكلاً، بدا اللقاء صورة مستعادة عن فريق 8 آذار في بداياته، حين كان يقتصر على حلفاء سوريا فقط، ولكن مع تغيّر الراعي الرسمي وانتقاله من السوري إلى الإيراني.
وعلى الرغم من سلسلة الاتصالات الواسعة التي قامت بها شخصيات من "حزب الله" والسفارة الإيرانية في بيروت، لم ينجح اللقاء في ضم أحزاب أو شخصيات من خارج الدائرة اللصيقة بالثناني الشيعي أو بـ"حزب الله"، مع أن الحزب كان قد بنى علاقات تحالفية واسعة خارج إطار ما يسمى الشخصيات أو الأحزاب الوطنية، واستطاع تسجيل خروق واسعة على مستوى الطوائف الأخرى وخصوصاً السنية والمسيحية.
صورة الشخصيات المجتمعة، وجزء منها كان قد غدا طيّ النسيان، وآخرون كان "حزب الله" ابتعد عنهم بنفسه لإدراكه انتهاء دورهم في الحياة السياسية وعدم إمكان تعويمهم، أعادت إلى أذهان اللبنانيين مشهد مرحلة سوداء حملت الكثير من التفجيرات والقتل والتوترات السياسية، عمل معظم الأطراف على طيّها، فإذا بها تعود تحت راية جديدة.
غياب "التيار الوطني الحر" و"الجماعة الإسلامية" وعدد من الشخصيات التي كانت تعدّ حليفة أساسية للحزب، من نواب وعائلات سياسية كفريد هيكل الخازن وأسامة سعد وغيرهما من الشخصيات التي لا تزال تتمتع بحضور سياسي، أثر في شكل كبير على اللقاء وأفقده صفة التنوع، على الرغم من حضور "تيار المردة" والوزير السابق وئام وهاب الذي شنّ أخيرا أعنف هجوم على الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودورها، وبدا كأنه حاضر لمحاولة استعادة دور ضاع منه في السنوات الأخيرة.
كان واضحا عدم رضا "حزب الله" عن اللقاء من خلال عدم تظهيره إعلامياً، والاكتفاء بتوزيع خبر لا يتجاوز السطرين عن لقاء مع مستشار السيد خامنئي تبعه اجتماع في الأونيسكو من دون إعلان وثيقة تحدد الأهداف، كما كان مقرراً في أثناء الدعوات، إنما جرى الاكتفاء بتوزيع أجزاء من كلمات وخطابات مكررة عن المقاومة وفلسطين لا تحاكي المرحلة، ولا تقدم أي رؤية مستقبلية، وهذا ما يؤكد عدم تحقيق الغاية التي عقد من أجلها، وصرف النظر عن فكرة إنشاء لجان صادرة عنه للتنسيق في ما بينها.
وعلمت "النهار" أن من بين أهداف اللقاء ليس التشديد على استمرار الرعاية الإيرانية ودعمها المطلق فحسب، بل تظهير نموذج مختلف أو مقابل للقاءات معراب واستعادة المبادرة وتأكيد جهوزية القوى والشخصيات لحماية خياراتها السياسية، وهنا أيضاً لم يؤد غايته، نتيجة الضعف التمثيلي الوطني للحضور.