كتب جان فغالي في" نداء الوطن": بعد بدء حرب غزة ودخول «حزب الله» في اليوم الثاني، أي في الثامن من تشرين الأول الفائت، بدا كأن القرار 1701، أصبح خارج الخدمة، فالعمليات العسكرية على الحدود حتى جنوب الليطاني، لم تهدأ: إسرائيل خرقت الإتفاق عشرات المرات، وخسائر «حزب الله»، بسبب الخروقات الإسرائيلية، لامست المئة والخمسين مقاتلاً، حتى أنّ منطقة عمليات القرار 1701، بدت وكأنها منطقة عسكرية يصعب التجول فيها.
في المقابل بدا شمال إسرائيل منطقة عسكرية، نزح المستوطنون منه، وهذا النزوح يشكِّل صداعاً للقيادات في إسرائيل. من هنا فإنّ العودة إلى المطالبة بتطبيق القرار 1701، باتت ملحة بالنسبة إلى إسرائيل، وهي تضغط على الموفدين الغربيين لتطبيق القرار 1701، بما يعني إبعاد «حزب الله» إلى شمال الليطاني، لإتاحة المجال لعشرات آلاف المستوطنين للعودة إلى بيوتهم. في اعتقاد بعض دول الغرب أنّه بالإمكان إغراء «حزب الله» من خلال إعطائه رئاسة الجمهورية «جائزة ترضية» أو ثمن قبوله بتطبيق القرار 1701. فات هذه الدول أنّ التجارب العديدة أظهرت أنّ «الحزب» يناور بالقبول للحفاظ على مكتسبات معينة، ثم يعود عن هذا القبول. أليس هذا ما حصل منذ آب 2006، تاريخ التوصل إلى القرار 1701، قبل به «حزب الله»، لكنه خرقه؟ فماذا يمنع أن يعيد الكرَّة لجهة القبول به ثم خرقه؟ إنّها لعبة «أكل الطُعم من دون أن يعلق في الصنارة»، لكن هل تنجح المناورة هذه المرة من دون ضمانات؟ وفي حال لم تنجح سيبقى ملفَّان معلقين: ملف تطبيق القرار 1701، وملف انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وسيبقى العدَّاد شغَّالاً، مع دخول الحرب المئة يوم الثانية.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية:
القرار 1701
حزب الله
إقرأ أيضاً:
حزب الله كان يستعدّ لـغزو إسرائيل.. اكتشفوا آخر تقرير!
نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية تقريراً جديداً تحدثت فيه مع الباحثة في معهد "ألما" الإسرائيلي للدراسات الأمنية ساريت زهافي عن وضع "حزب الله" في لبنان لاسيما في ظل استمرار الهدنة. وشرحت زهافي حقيقة قدرات "حزب الله" الحالية وأهمية إظهار الصمود في هذا الوقت، وذكرت في التقرير الذي ترجمهُ
"لبنان24" أنَّه حينما اقترب وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل من نهايته أواخر شهر كانون الثاني، دعا الحزب أعضاءه للعودة إلى
جنوب لبنان". وذكرت زهافي أنَّ الحزب كان يستعدّ لـ"غزو إسرائيل"، موضحة أنه "خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، أطلق حزب
الله ما بين 100 إلى 200 صاروخ كل يوم على شمال إسرائيل. في المُقابل، فقد سحبت القوات الإسرائيلية وضمن الكيلومترات القليلة التي تحرّكت فيها داخل جنوب لبنان، أطناناً من الذخائر التي كانت مُعدَّة لغزو حزب الله لإسرائيل". وأكملت: "لقد نجح وقف إطلاق النار في إنهاء القتال، ولكن في حين غادرت معظم قوات الجيش الإسرائيلي لبنان بالفعل، إلا أن بعضها بقي في لبنان محاولاً منع حزب الله من العودة إلى جنوب لبنان ، الأمر الذي تسبب في حدوث احتكاكات". وأشار زهافي إلى أن "هذا استفزاز مخطط له جيداً من قبل حزب الله لدعوة شعبه للعودة إلى مدن وقرى جنوب لبنان". كذلك، أشارت زهافي إلى أنَّ "الاتفاق كان ينص على أن الجيش الإسرائيلي سينسحب من لبنان في غضون 60 يوماً ، وأن تبدأ القوات المسلحة اللبنانية في تنفيذ عملية نزع سلاح حزب الله داخل تلك المناطق. هذا يعني أنه لا يوجد موعد نهائي لنزع سلاح حزب الله في جنوب لبنان، بل هناك موعد نهائي فقط لانسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، وهذا ليس اتفاقاً متوازناً". وأوضحت زهافي أنه "كان من الممكن إحداث تغيير في لبنان"، مشيرة إلى أنه "لا يمكن للحكومة الجديدة أن تضمّ حزب الله بعد الآن، وهذا شرط أساسي لإحداث التغيير"، وأردفت: "أما الخطوة التالية فهي إيجاد طريقة لوقف تدفق الأموال إلى حزب الله، وهو أمر يعتقد زهافي أنه ممكن. إنَّ بنوك حزب الله لا تزال نشطة وغير قانونية في لبنان، وهذا يجب أن يتوقف". وأكملت: "أخيراً، هناك إيجاد طريقة لوقف التدخل الإيراني في لبنان. علينا التأكد من عدم وجود تدخل إيراني في لبنان، ومن عدم إرسال الإيرانيين أموالاً أو مساعدات عسكرية. وعلاوة على ذلك، فإن القيادة الجديدة في لبنان والولايات المتحدة فتحت الباب بقوة لإحداث التغيير. بإمكاننا تحسين الشروط والضغط على لبنان لتنفيذ الاتفاق. بوسعنا أن نفعل ذلك. بوسعنا أن نفعل شيئاً أفضل". لكن زهافي حذرت من أن كل هذا لن يؤدي فعلياً إلى التخلص من حزب الله، وأن هذا لم يكن أحد أهداف هجوم الجيش الإسرائيلي، وقالت إن "حزب الله لن يختفي بشكل كامل". وأوضحت زهافي أن "كل ما تستطيع إسرائيل فعله هو خلق خطوط حمراء لمنع حزب الله من تجاوزها، مما يسمح بعودة الهدوء إلى شمال إسرائيل"، وقالت: "ولحسن الحظ، ورغم أن حزب الله لم يختف، فإن قدرته على تنفيذ عمليات كبرى في الشمال قد تضاءلت، رغم أنه لا يزال يمتلك صواريخ ويمكنه إطلاق نحو 100 صاروخ يومياً على الشمال. ولكن نظراً لأن القدرات قد تضاءلت، فقد أكدت المنظمة على أهمية عودة السكان إلى ديارهم في الشمال". وختمت: "ما أراد حزب الله أن يظهره هو أن سكان جنوب لبنان يعودون. إنهم صامدون. ونحن أيضاً صامدون للغاية. ويتعين علينا أن نظهر للبنانيين أننا عائدون، وأننا لن نتخلى عن الشمال". المصدر: ترجمة "لبنان 24"