الأنظار السياسية والديبلوماسية تركزت في مرور مئة يوم على "طوفان الأقصى" على آفاق ومصير الوضع في جنوب لبنان.
وتزامنت ذكرى المئة يوم مع إطلالة جديدة للامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله امس في احتفال بذكرى أسبوع القيادي في "حزب الله" وسام حسن طويل الذي اغتالته إسرائيل في بلدة خربة سلم في الجنوب، بدا واضحا ان خلاصة الموقف الأساسي الذي انتهى الى إعلانه نصرالله يشكل رداً رافضاً على التسوية المرحلية التي اقترحها المبعوث الأميركي كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين الخميس الماضي الى بيروت والآيلة، كما بات معروفا، الى التهدئة الميدانية أولا لجبهة الجنوب وعودة "المهجرين" والنازحين اللبنانيين والإسرائيليين على جانبي الحدود ومن ثم الشروع في مفاوضات غير مباشرة حول النقاط الثلاث عشر المتنازع عليها على الخط الأزرق بين لبنان وإسرائيل من دون مسالة مزارع شبعا راهنا.


ومع ان نصرالله أبقى الباب مفتوحا ضمنا للمفاوضات الحدودية بعد حرب غزة، الا انه بدا واضحا انه قطع الطريق على الجزء الأول من تسوية هوكشتاين. وهو اعتبر في كلمته انه "منذ 100 يوم وغزة تصمد، وهي في حالة صمود أسطوري، ويمكن أن يقال لا مثيل له في التاريخ، وهذا المسار إذا استمر في غزة أو الضفة أو اليمن أو لبنان أو العراق، فحكومة العدو لن يكون أمامها إلا الخضوع للمقاومة وإيقاف الحرب". وقال "عمل الأميركيون وحلفاؤهم الغربيون على إحباط أو منع جبهات الإسناد وشنت حرب نفسية على هذه الجبهات وتسخيف هذه الجبهات في لبنان أو اليمن وهذا لم يصغ إليه وقد انتهى وسقط، والدليل على جدواها انتقال الأميركيين وحلفائهم إلى التهديد والوعيد في لبنان والعراق واليمن". وتابع "يقول الأميركي إن إذا لم توقفوا في جبهة لبنان سيشن العدو حرباً عليكم وأنا أقول أن هذا الأمر لم يكن مجدياً منذ 100 يوم ولا يمكن أن يكون مجدياً في يوم من الأيام". وشدد على ان "الذي يجب أن يخشى من الحرب والذي يجب أن يخاف من الحرب هي إسرائيل وجيش العدو ومستوطني العدو، هؤلاء الذين يجب أن يخافوا وليس لبنان، ونحن منذ 99 يوماً جاهزون للحرب ولا نخافها ولا نخشاها وسنقبل عليها، وكما قلنا سنقاتل من دون أسقف ولا ضوابط إذا فرضت علينا". ولفت الى ان "الأميركي الذي يقدم نفسه حريصاً على لبنان عليه أن يخشى على أداته في المنطقة إسرائيل، لذلك موقفنا واضح أن جبهة لبنان من أجل دعم غزة ومساندة غزة والوقوف إلى غزة وهدفها وقف العدوان على غزة... فليتوقف العدوان على غزة وبعد ذلك لكل حادث حديث. الأميركي والبريطاني وغيرهم أتوا إلى المنطقة وسيسمعون في لبنان وسوريا والعراق واليمن سيسمعون صوتاً واحداً: أوقفوا العدوان على غزة وبعد ذلك لكل حادث حديث".

وكتبت" الاخبار": لم يتبدّل السقف الذي وضعه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله منذ اليوم الأول للعدوان على غزة، وجدّد قوله إن كل «التطورات في المنطقة مرهونة بوقف هذا العدوان».
ورداً على رسائل التهديد والـ«نُصح» والتحذير التي تصِل الى لبنان من حرب كبيرة قد يشنها العدو، قال إن «من يجِب عليه أن يخشى من الحرب مع لبنان هي إسرائيل، وحكومتها ومستوطنوها».

وكتبت" نداء الوطن": عشية مرور مئة يوم على بدء المواجهات على الحدود الجنوبية، أعلن الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصرالله أنّ «الكلام الجديد اليوم، إن لم تتوقفوا فالإسرائيلي سيشن حرباً على لبنان». وردّ قائلاً: «إنّ هذا التهويل لن يجدي نفعاً». واستند الى حرب تموز عام 2006 حين «طلبت إسرائيل وقف إطلاق النار»، كما قال، معلناً جهوزية حزبه لـ»حرب بلا أسقف وبلا ضوابط وبلا حدود».
وما كاد نصرالله ينهي كلمته المتلفزة في ذكرى مرور أسبوع على اغتيال إسرائيل القائد العسكري في «الحزب» وسام الطويل، حتى غرق الجنوب في موجة تصعيد اتسعت فيها رقعة الغارات الإسرائيلية لتشمل منطقة واسعة تجاوزت نهر الليطاني ووصلت مجدداً الى منطقة جزين شمالاً. وأتى اتساع رقعة المواجهات، بعد إعلان إسرائيل مقتل إسرائيلية في منزلها ضمن تجمع سكاني في منطقة حدودية شمال الدولة العبرية، بعدما أصيبت بصاروخ أطلق في وقت سابق من لبنان. وتوفيت المرأة متأثرة بجروحها، كما قتل ابنها، وهو جندي إسرائيلي أعلن مقتله في وقت سابق أمس.

ورأت أوساط سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن التطورات المتسارعة في الجنوب وكلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن الاستعداد للحرب يدفعان إلى رسم علامات استفهام  حول مسار الواقع الميداني على الحدود وما يمكن أن يستجد في سياق التصعيد لاسيما أن أي حل لوقف التوتر لم يبصر النور وبالتالي لا تزال المخاوف قائمة من تفلت الضوابط التي تحكم المواجهات العسكرية.  
وأوضحت الأوساط نفسها أن ما من وساطة جديدة في هذا المجال  ما يضع احتمال استمرار هذا الواقع على حاله لفترة مفتوحة من الزمن ، معلنة أن ذلك يدفع إلى رفع الصوت مجددا من قبل عدد من القيادات بشأن تداعيات الوضع فضلا عن توسيع رقعة المواجهات.

واعتبرت مصادر واسعة الاطلاع ل" الديار" ان امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله وبخطابه الاخير، اعلن «عن جهوزية تامة لاي حماقة اسرائيلية»، لافتة الى ان ما ادلى به السيد نصرالله «يفترض ان يشكل رادعا للعدو». ورأت المصادر انه «لولا قوة وقدرة وجهوزية المقاومة، لكان العدو شن حربا واسعة على لبنان منذ اسابيع، لكنه يعي ان ذلك يعني تهديدا حقيقيا لمصير الكيان ككل، وهو ما ابلغه به الاميركيون». 

وكتبت" الشرق الاوسط": برز لاعب مجهول جديد على خط المعارك المفتوحة في جنوب لبنان، إذ أعلن تنظيم سمى نفسه «كتائب العز الإسلامية» تنفيذ عملية أمس في مزارع شبعا.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه تصدى للمجموعة وقتل عناصرها الثلاثة، فيما أصيب 5 جنود إسرائيليين بحالات متفاوتة، نقلوا على أثرها لتلقي العلاج في المستشفى.
وقال الفصيل إن مقاتليه نفذوا الهجوم فجر الأحد على موقع رويسات العلم في مزارع شبعا، وقتل 3 عناصر، فيما عاد اثنان سالمين إلى مواقعهما. وقال في بيان إن العملية جاءت رداً على استهداف مجموعة رصد في المنطقة نفسها الجمعة.
وهذا التنظيم الجديد يُسمع به للمرة الأولى في لبنان ولم يعلن أي طرف عن هويته، وما إذا كان لبنانياً أو فلسطينياً أو غير ذلك. وقالت مصادر أمنية لبنانية لـ«الشرق الأوسط» إن هذا «الفصيل لا يزال غامضاً، وليست هناك أدنى معلومات حتى مساء الأحد عنه».
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حسن نصرالله السید حسن فی لبنان حزب الله على غزة

إقرأ أيضاً:

خطى مصر للتهدئة بين الهند وباكستان

بحكم العلاقات التاريخية والسياسية والاستراتيجية بين مصر، وكل من للهند وباكستان، وبحكم أن مصر عُرِف عنها نهجها ودورها في الإصلاح بين الشعوب، وبعملها الدءوب على إحلال السلام، بل وبحكم تجربة مصر الرائدة في سحق الإرهاب، ومعالجة كل أشكال العنصرية والتطرف، كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وانطلاقًا من تلك العوامل من أول المتصلين برئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، معزيا إياه في ضحايا العملية الإرهابية التي استهدفت السائحين الهنود بولاية كشمير مؤخرًا، بل كان من أول الداعين للتهدئة بين البلدين الجارين، وبعدم اتخاذ القرارات المتسرعة التي من شأنها أن تصعد الموقف بين القوتين النوويتين، بل وداعيًا كلا البلدين إلى اتخاذ الطرق السلمية والدبلوماسية لحل أزمة إقليم كشمير المتنازع عليه من قبل البلدين، إذ يعود هذا الصراع منذ لحظة تقسيم شبه القارة الهندية عام 1947، وتحول كشمير منذ هذا التاريخ إلى منطقة صراع طويل الأمد بين البلدين، كما عرض الرئيس السيسي بعد التطرق للعلاقات الثنائية مع رئيس الوزراء الهندي إلى إمكانية إفادة الهند من تجربة مصر الرائدة في القضاء على الإرهاب من جهة، ولقراءته الاستخباراتية العميقة إلى الكثير من الأسباب التي تقف إلى تأجيج الصراع بين سكان الإقليم من حين لآخر، بسبب العداء غير المبرر، والقائم بين الهندوس والمسلمين، ولإدراك الرئيس السيسي لأهمية إقليم كشمير باعتباره الشريان المائي الوحيد لدولة باكستان، ومن أجل الحفاظ على أمن واستقرار دولة باكستان الإسلامية، وإن دل ذلك فإنما يدل على أن الرئيس السيسي مدركٌ لمخاطر وتداعيات الحروب والنزاعات الدولية التي تعصف بأمن واستقرار العالم، وعلى رأسها حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الذي يقوم به الكيان الصهيوني ضد أبناء الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، وفي لبنان، سوريا، واليمن، وأيضاً تداعيات الحرب الروسية- الأوكرانية على العالم، ولغيرها من الأزمات التي ترخي بسدولها على الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية في مصر والمنطقة والعالم، ولكل تلك الأسباب التي يدركها الرئيس السيسي، انطلق سباق في التدخل النزيه للإصلاح بين البلدين الجارين، انطلاقاً من تقديره لخطورة نشوب حرب نووية لا تحمد عقباها بين الهند وباكستان، ومدى تأثير ذلك في حالة حدوثه على المنطقة والعالم، وانطلاقًا أيضًا من أن الرئيس عبد الفتاح السيسي بخبرته العسكرية والاستخباراتية والسياسية يدرك أن نشوب حرب من هذا النوع تقف من ورائها أجهزة استخباراتية وعلى رأسها المخابرات الإسرائيلية التي تعمل منذ عقود في الهند وإقليم كشمير تحديدًا، وهي التي قال عنها الخبراء والمحللون العسكريون بأنها هي التي تنشر النزاع والفتنة الطائفية والعرقية بين سكان المنطقة، انطلاقًا من العلاقات العسكرية الاستراتيجية بين إسرائيل والهند، تلك العلاقات التي وصلت إلى التبادل العسكري وشراء المعدات العسكرية المتطورة بين البلدين، وقيام إسرائيل في السنوات الأخيرة بمد الهند بكافة أنواع الأسلحة المتطورة، ومنها الطائرات الاستخباراتية والمسيرة لضرب السكان المسلمين في إقليم كشمير، والأخطر من ذلك تزويد الهند بتجربة إسرائيل القذرة والوحشية التي تمارسها على أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل، وصولاً إلى تزويد الهند بالمعلومات الاستخباراتية بالغة الدقة، والتي يمكن أن تمكن الهند وفي حالة نشوب حرب باستخدام الأسلحة النووية في باكستان.

إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يدرك، وفقاً لآراء المحللين، أن الهدف من وراء تلك العملية الإرهابية التي استهدفت السائحين الهنود، هو تأجيج الصراع بين البلدين، وذلك بهدف فتح جبهة حرب جديدة، وصرف نظر العالم الحر عن جرائم إسرائيل في أرض فلسطين المحتلة من جهة، ومن جهة أخرى التسبب في إشعال حرب مدمرة بين الهندوس والمسلمين لإضعاف باكستان تلك الدولة الإسلامية الكبيرة، والتخلص من قدراتها النووية التي تخشاها إسرائيل.

مقالات مشابهة

  • نعيم قاسم: إسرائيل خرقت الاتفاق 3 آلاف مرة وتهدف لتغيير القواعد
  • البرازيل تدعو لانسحاب إسرائيل من غزة وتشدد على دور "بريكس" في تسوية النزاعات
  • إسرائيل تشنّ غارة على ضاحية بيروت ولبنان يطلب "إجبارها"على وقف ضرباتها
  • أعرب عن إعجابه بتأثيره على إيران ووصفه بـمحور المحور.. نتنياهو يكشف تفاصيل سبقت اغتيال حسن نصرلله
  • عن اغتيال نصرالله وعملية البيجر... تفاصيل جديدة كشفها نتنياهو!
  • إسرائيل تواصل العربدة وتقصف جنوب لبنان.. والوسطاء يتحدثون عن "بعض التقدم" في مفاوضات غزة
  • خبير عسكري: إسرائيل تقصف ضاحية بيروت لتثبيت الردع لا ترميمه
  • خطى مصر للتهدئة بين الهند وباكستان
  • بعد التهديد الإسرائيليّ... هذا ما تشهده الضاحية الجنوبية
  • بالفيديو... هكذا اغتالت إسرائيل عامر عبد العال اليوم في جنوب لبنان