توترت الأحداث في البحر الأحمر، على خلفية الضربات العسكرية الأمريكية والبريطانية على مواقع لجماعة أنصار الله «الحوثيين» في اليمن، يوم الجمعة الماضي، على خلفية استهداف الأخيرة لسفن تجارية إسرائيلية أو متوجهة إلى موانئ إسرائيلية، قرب مضيق باب المندب، تضامنًا مع قطاع غزة.

وفي أحدث التطورات، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية «سنتكوم»، إن الجيش الأمريكي، أسقط  صاروخ كروز مضاد للسفن أطلق من منطقة يسيطر عليها جماعة أنصار الله «الحوثيين» في اليمن، باتجاه المدمرة «يو إس إس لابون» الأمريكية، دون وقوع إصابات أو أضرار، وفقا لـ«القاهرة الإخبارية».

«يو إس إس لابون» كانت تعمل في جنوب البحر الأحمر

وأضافت القيادة المركزية الأمريكية، في بيان عبر منصة إكس «تويتر سابقا»، إن «يو إس إس لابون» الأمريكية كانت تعمل في جنوب البحر الأحمر، مشيرة إلى أن مقاتلة أمريكية، أسقطت الصاروخ قبالة ساحل مدينة الحديدة غرب اليمن.

ويوم الأربعاء الماضي، وافق مجلس الأمن الدولي بتصويت 11 عضوا لصالح القرار وامتنع 4 عن التصويت بينهم روسيا والصين على قرار يدعو جماعة أنصار الله «الحوثيون»، إلى وقف هجماتها في البحر الأحمر.

وكان منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأمريكي في «البيت الأبيض»، جون كيربي، قال في وقت سابق في برنامج «واجه الأمة» على شبكة «سي بي إس» الأمريكية إن الإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، تتوقع رد من جانب جماعة أنصار الله «الحوثيون» على الضربات التي شنتها بلاده والمملكة المتحدة يوم الجمعة الماضي.

عشرات الغارات على عدة مواقع تابعة لـ«الحوثيين»

وشنت القوات الأمريكية والبريطانية عشرات الغارات على عدة مواقع  تابعة لجماعة أنصار الله «الحوثيين»، في  صنعاء والحديدة وتعز وحجة وصعدة، كما جدد الجيش الأمريكي، فجر أمس الأول السبت، استهدافه لقاعدة جوية في العاصمة اليمنية، وفق لما ذكرته شبكة «سكاي نيوز» الإخبارية. 

 

كاميرون: القيام بعمل عسكري ردا على استهداف «الحوثيون» للسفن هو الملاذ الأخير

وكان وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، قال في وقت سابق، إن منذ 19 نوفمبر الماضي، شنت جماعة أنصار الله «الحوثيين»، 26 هجوما على السفن في البحر الأحمر، مضيفا عبر هيئة الإذاعة البريطانية«بي بي سي»، إن القيام بعمل عسكري ردا على استهداف الجماعة للسفن التجارية هو الملاذ الأخير.

وأشار كاميرون، إلى أن بلاده أعطت جماعة أنصار الله «الحوثيين» تحذيرا بعد تحذير بشأن أفعالهم في البحر الأحمر قبل تنفيذها غارات جوية على اليمن.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: أنصار الله الحوثيون البحر الأحمر سفينة أمريكية يو إس إس لابون جماعة أنصار الله فی البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

اليمن وكسر الردع الأمريكي: البحر الأحمر نموذجًا لفشل الهيمنة

عبدالوهاب حفكوف

من بين أكثر جبهات الصراع حساسيةً في الراهن الإقليمي، تبرز جبهةُ البحر الأحمر؛ بوصفها مرآةً حادةً لتعرِّي العقيدة العسكرية الأمريكية أمام خصم غير تقليدي. فاليمنيون، دونَ مظلة جوية، ولا منظومات دفاع متقدمة، ولا حماية نووية، نجحوا في إعادة صياغة مفهوم الردع، بل وفي تحطيم رمزيته في وعي القوة الأمريكية نفسها.

منذ اللحظة الأولى لتدخُّلِها في البحر الأحمر بذريعةِ حماية الملاحة، اعتقدت واشنطن أن بضعَ ضربات محسوبة ستُعيدُ التوازن وتفرض الهيبة. لكن الوقائع أثبتت عكسَ ذلك تمامًا. وقعت في فخٍّ مُحكم بُنِيَ بعناية تكتيكية فائقة، حَيثُ تقابلت العقيدة اليمنية القائمة على “رفع الكلفة بأقل الإمْكَانيات” مع منظومة أمريكية مأخوذة بالسرعة والضجيج.

كل عملية هجومية نفذها اليمنيون كانت تهدم جدارًا نظريًّا:

• فإسقاطُ مسيّرة أمريكية متقدمة لا يُضعِفُ الأدَاة فقط، بل ينسِفُ الثقةَ في أدوات الردع نفسها.

• وضرب سفينة تجارية لا يعطِّلُ الممرَّ فحسب، بل يربك مركز القرار في وزارة الدفاع الأمريكية.

• والأسوأ: أن الدفاعاتِ الأمريكية الذكية استُنزفت حتى أصبحت أضعف من الهجوم ذاته.

وفي العمق، تحولت معادلةُ الكلفة إلى كابوس استراتيجي: صاروخ بسيط لا تتجاوز تكلفته بضعة آلاف، يُقابل بمنظومة اعتراض بملايين الدولارات.

لكن الأمر لا يتوقف عند اليمن. كُـلّ ضربة يمنية ضد المصالح الأمريكية كانت تُترجَمُ إلى نقطة تفاوضية لصالح إيران؛ ليس لأَنَّ اليمنيين في سلطة صنعاء يتحَرّكون بأمر من أحد -فهم أسيادٌ تتضاءلُ أمامهم السيادة الزيتية العربية-؛ بل لأَنَّهم جزء من منظومة ردع إقليمية واسعة، نجحت في تقاسم الأدوار وتوزيع الجبهات، دون إعلان أَو ضجيج.

ومن هنا، بدأ التحول الأمريكي الحقيقي. الإدراك المتأخر أن التصعيد ضد اليمن كشف حجم الكارثة فجعل البيت الأبيض يُعيدُ الحسابات من جديد. فما كان يُخطط له كعملية تأديب محدودة، تحول إلى أزمة استراتيجية دفعت واشنطن للتراجع خطوة، والبحث عن مسار تفاوضي مع طهران.

في المحصلة، الحوثي لم يعد مُجَـرّدَ طرف محلي يحمي سواحله. لقد أثبت، من خلال أداء منضبط وحسابات دقيقة، أنه قادرٌ على تعديل هندسة القوة في الإقليم، وفرض نفسه كطرف لا يمكن تجاهله في أي معادلة تهدئة وَخُصُوصًا في المعادلة الفلسطينية.

هكذا، تحولت جبهة البحر الأحمر إلى مختبرٍ علني لفشل الردع الأمريكي، وصعود منطق جديد في إدارة الصراع.

أُولئك الذين ظنوا بأن العدوانَ الأمريكي سيقضي على اليمنِ في ظل حكم أنصار الله وحلفائهم، سيخيبُ أملُهم وَسيتعين عليهم الاستعدادُ للتعامل مع قوة إقليمية خرجت مرفوعة الرأس بعد منازلة أقوى دولة في العالم!

* كاتب وصحفي سوداني.. بتصرُّف يسير

مقالات مشابهة

  • أنصار الله في اليمن وأولياء الله في غزة.. الرجولة والمجد والشموخ
  • منذ منتصف مارس الماضي.. البنتاغون يُقر بإسقاط الحوثيين 7 مسيرات أمريكية
  • فورين بوليسي: البحرية الأمريكية و"لعبة الخلد" مع الحوثيين في اليمن (ترجمة خاصة)
  • الكشف عن تفاصيل جديدة في حرب اليمن ..بعد تعهّد ترمب بإسقاط الذراع الإيرانية في اليمن وموقف الشرعية من التدخل البري
  • أنصار الله الحوثيون يعلنون مسؤوليتهم عن إطلاق صاروخ على حيفا  
  • تقرير: هجمات الحوثيين في اليمن تمثل تهديدا مباشرا للولايات المتحدة
  • اليمن وكسر الردع الأمريكي: البحر الأحمر نموذجًا لفشل الهيمنة
  • إسرائيل ترحب بالغارات الأمريكية في اليمن وتدعو لنهج أكثر حزما ضد الحوثيين
  • إعادة تموضع لإيران واستراتيجية جديدة لا تتخلى فيها عن الحوثيين على وقع الضربات الأمريكية المستمرة
  • 12 قتيلا في غارات أميركية على العاصمة صنعاء