كيف يستقبل السوريون فصل الصيف؟.. جحيم للفقراء وعروض اصطياف فلكية
تاريخ النشر: 17th, July 2023 GMT
"مع دخول الصيف علينا الشهر الماضي أصبحنا لا نرى نور الكهرباء، كما ارتفعت أسعار معظم المواد الأساسية. لقد كنا بالكاد نتمكن من تأمين الاحتياجات اليومية لمنازلنا ولكن الآن حتى تأمين هذه الاحتياجات لم يعد ممكنا كما في السابق".
يقول بدر (39 عاما)، وهو معلم رياضيات ونازح يعمل سائق تاكسي في دمشق، متحدثا عن معاناته مع بداية فصل الصيف في مناطق سيطرة النظام.
ويضيف في حديث للجزيرة نت "لم نخرج للاصطياف أنا وعائلتي منذ بداية الحرب، فأقصر سفر إلى الساحل وبأرخص الأمكنة سيكلفني مليوني ليرة (200 دولار) ونحن في وضع نحتاج فيه إلى القرش".
وكحال بدر يعاني معظم السوريين، مع إقبال فصل الصيف في مناطق سيطرة النظام، من تردي الواقع المعيشي والخدمي بصورة غير مسبوقة.
وبينما ترزح الشريحة الكبرى من السوريين تحت خط الفقر محرومة من أدنى الاحتياجات الأساسية، ومن الاصطياف الذي بات بمنزلة الحلم، هناك شرائح لا تزال قادرة على تحمل تكاليف الاصطياف بالمنتجعات وحضور حفلات تتجاوز ثمن تذكرة حضورها 10 أضعاف راتب موظف القطاع العام، وفق مراقبين.
حلم الاصطياف بالمدن الساحليةيستمر إيجار الشاليهات (شقق سكنية على الشاطئ) في المحافظات الساحلية بمناطق سيطرة النظام، في الارتفاع منذ بداية صيف هذا العام، وبلغ مؤخرا بدل إيجار شاليه مزود بالماء والكهرباء في منتجع الرمال الذهبية بمحافظة طرطوس مليونا و800 ألف ليرة (180 دولارا) لليلة الواحدة.
بينما تتراوح بدلات إيجار الشاليهات في منتجعات طرطوس واللاذقية بين 400 و800 ألف ليرة (40-80 دولارا) بحسب نوع الخدمات المتوفرة بالشاليه وقربه من شاطئ البحر.
كما وصلت أسعار الحجوزات في فنادق الدرجة الممتازة بالمحافظات الساحلية مثل فندق "هوليدي بيتش" و "أفاميا" و"روتانا" إلى ما بين 600 و850 ألف ليرة (60-85 دولارا) لليلة الواحدة.
ومع بداية الصيف، أعلنت شركات السياحة بالعاصمة عن رحلات سياحية إلى الساحل لمدة يومين، تتراوح تكلفتها بين 500 و800 ألف ليرة (50-80 دولارا) للشخص الواحد.
وبالرغم من إحجام السوريين عن رحلات الاصطياف إلى الساحل نظرا لأسعار الحجوزات الفلكية مقارنة برواتبهم الشهرية، ما تزال تلك المنتجعات والفنادق تجد من يرتادها ويستفيد من عروضها.
يقول أحمد (24 عاما)، مشارك في تنظيم حفلات خاصة بمنتجعات وفنادق طرطوس، للجزيرة نت "أغلبية الزبائن الذين يحضرون إلى حفلاتنا من أثرياء العاصمة ومدن الساحل، وهناك عدد لا بأس به من السياح الذين بدؤوا بالتوافد إلى البلاد مع بداية الصيف".
وبحسب المواطن، يقتصر استقطاب المنتجعات والفنادق بالمدن الساحلية والعاصمة دمشق لفئة محدودة ومقتدرة من السوريين، وللسياح الذين زادت أعدادهم خلال السنوات القليلة الماضية بعد تحسن "الوضع الأمني" في البلاد.
حفلة ثمنها 10 أضعاف الراتبوإلى جانب ارتفاع تكاليف الاصطياف بالمدن الساحلية، تشهد النشاطات الترفيهية الصيفية الأخرى ارتفاعا كبيرا في تكاليفها مقارنة بالصيف الماضي، وهو ما يجبر معظم السوريين على التخلي عنها.
وقد أثار حفل للمغني اللبناني "جوزيف عطية" -الذي أقيم في فندق الشيراتون-دمشق، يوم 13 من الشهر الجاري، سخطا لدى عدد من السوريين على مواقع التواصل مع إعلان الفندق عن سعر تذكرة الحضور والذي بلغ مليونا و200 ألف ليرة (120 دولارا) في حين لا يتجاوز متوسط راتب الموظف بالقطاع العام 150 ألفا (15 دولارا).
بينما سجلت تذكرة حضور حفل المغني اللبناني "صبحي توفيق" -المقامة في مطعم قصر النرجس في 14 الشهر الجاري- سعر 500 ألف ليرة (50 دولارا).
وتنخفض ثمن تذاكر حضور الحفلات الفنية التي تُقام على أرض قلعة دمشق بدعم من شركة سيرياتيل، لتتراوح بين 75 و300 ألف ليرة (7.5-30 دولارا) ومع ذلك يحتاج السوري إلى صرف مرتبه كاملا لحضورها.
وينسحب هذا الغلاء على الأنشطة الأخرى التي اعتاد السوريون على القيام بها السنوات الماضية، حيث ارتفعت إيجارات المزارع الخاصة (فيلا تتضمّن مسبحا) لتتراوح بين 400 و700 ألف ليرة (40-70 دولارا) لليوم الواحد، أما بطاقة الدخول إلى المسابح فتراوحت بين 20 و75 ألفا (2-7 دولارا).
وتلجأ عائلات في دمشق وريفها إلى الاتفاق فيما بينها لاستئجار المزارع بشكل مشترك حتى توفر لأطفالها فرصة السباحة، والشعور ببهجة العطلة المدرسية ولو لمرة واحدة خلال الصيف.
صيف كالجحيمويعيش السوريون في مناطق سيطرة النظام واحدا من أقسى فصول الصيف منذ اندلاع الحرب في البلاد قبل 11 عاما، بسبب تردي الواقع المعيشي والخدمي.
وتضرب الأسواق، منذ مطلع الشهر الجاري، موجات متعاقبة من الغلاء تطال معظم السلع الغذائية والاستهلاكية تزامنا مع انهيار سعر صرف الليرة أمام الدولار الذي تخطى مؤخرا عتبة 10 آلاف ليرة لأول مرة منذ بداية الأزمة الاقتصادية.
كما تشهد سائر المدن "تقنينا" (قطع) غير مسبوق للتيار الكهربائي يصل إلى 7 ساعات قطع مقابل نصف ساعة وصل بالعديد من المناطق، مما يخلف أزمة مركبة لدى السكان الذين يعتمد معظمهم على الكهرباء للطهي والاستحمام واستجلاب الماء إلى الخزان عبر المحرك الكهربائي.
وتقول ليلى (48 عاما)، وهي موظفة قطاع عام بدمشق، للجزيرة نت "إن هذا الصيف يمر علينا كأننا في جحيم، فدرجات الحرارة في ارتفاع، ولا كهرباء لإشعال المراوح، ولا ماء للاستحمام، ولا نملك ما يكفي من المال لتركيب الطاقة البديلة. لقد أصبح العيش هنا لا يطاق".
ومن جانب آخر، أشار بيان برنامج الأغذية العالمي، في فبراير/شباط الماضي، إلى أن 70% من السوريين قد لا يتمكنون في المدى المنظور من توفير الغذاء لعائلاتهم، وأن هناك 12 مليونا لا يعرفون من أين ستأتي وجبة طعامهم التالية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: من السوریین منذ بدایة
إقرأ أيضاً:
مالمو تحتفي بالسينما العربية.. انطلاق الدورة 15 بتكريم أحمد حلمي وعروض سينمائية مبهرة
تتحول مدينة مالمو السويدية كل عام إلى قبلة لعشاق الفن السابع مع انطلاق مهرجان مالمو للسينما العربية، الذي بات جزءًا لا يتجزأ من هوية المدينة الثقافية.
وفي أجواء احتفالية راقية، تنطلق فعاليات الدورة الخامسة عشرة، حاملة معها مزيجًا من الإبداع والتكريم والاحتفاء بالسينما العربية، بمشاركة نخبة من نجوم وصناع السينما من مختلف أنحاء الوطن العربي.
مراسم السجادة الحمراء وبداية الاحتفالتبدأ أولى فقرات الافتتاح مساء الثلاثاء في تمام الخامسة بمراسم السجادة الحمراء في سينما "رويال"، إحدى أكبر قاعات العرض في السويد، مما يتيح فرصة مميزة للجمهور للقاء النجوم ومتابعة وقائع الاحتفال. ويشهد الافتتاح حضورًا لافتًا لضيوف المهرجان وصانعي السينما العربية، في لحظة تترسخ بها هوية مالمو الثقافية المرتبطة بهذا الحدث الفني الكبير.
كلمات الترحيب والإعلان الرسمي لانطلاق المهرجانمع حلول السادسة مساءً، تُفتتح المراسم بكلمة ترحيبية يقدمها نائب عمدة مدينة مالمو ورئيس اللجنة الثقافية بالمجلس البلدي، يان جرونهولم، الذي يعبر عن اعتزاز المدينة باحتضان هذا الحدث البارز.
تلي الكلمة إعلان رئيس المهرجان، المخرج محمد قبلاوي، افتتاح الدورة الخامسة عشرة رسميًا، مع ترحيب خاص بالضيوف وصناع السينما، ثم يتم تقديم أعضاء لجان تحكيم المسابقات الرسمية.
تكريم خاص للنجم الكوميدي أحمد حلميومن أبرز لحظات الافتتاح، تخصيص فقرة لتكريم النجم الكوميدي المصري أحمد حلمي، تقديرًا لإسهاماته المبدعة في عالم السينما. ويتم التكريم بحضور نائب العمدة ورئيس اللجنة الثقافية، إلى جانب المخرج محمد قبلاوي.
ومن المقرر أن يلتقي حلمي بجمهوره في اليوم الثاني من المهرجان عبر جلسة "ماستر كلاس" خاصة، يشارك خلالها خبراته وتجاربه السينمائية.
عرض فيلم الافتتاح "أحلام عابرة"بعد التكريم، يقدم المهرجان مخرج فيلم الافتتاح "أحلام عابرة"، المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي.
ويُعد هذا الفيلم ثمرة تعاون إنتاجي بين فلسطين، السويد، السعودية، وفرنسا، مما يجسد روح الشراكة الثقافية العابرة للحدود التي يتبناها المهرجان.
السهرة الرسمية واستقبال الضيوفتتواصل الفعاليات الساعة الثامنة مساءً، حيث تنطلق مراسم السجادة الحمراء الثانية داخل قاعة مدينة مالمو الكبرى. ويُقام حفل العشاء الرسمي للضيوف والمدعوين، والذي تنظمه بلدية مالمو تحت رعاية العمدة كارينا نيلسون، التي تبدأ الحفل بكلمة ترحيبية دافئة.
ويُختتم الحفل بكلمة شكر من رئيس المهرجان محمد قبلاوي، يعبر فيها عن امتنانه لدعم البلدية والرعاية الكريمة لضيوف المهرجان.
برنامج حافل بالأفلام والفعالياتتستمر أنشطة مهرجان مالمو للسينما العربية حتى الخامس من مايو 2025، حيث تتوزع العروض والفعاليات بين مدينة مالمو وعدة مدن سويدية أخرى.
ويتضمن البرنامج عرض 35 فيلمًا، منها 23 فيلمًا طويلًا و12 فيلمًا قصيرًا، من إنتاج 12 دولة عربية مختلفة، مع شراكات إنتاجية مع 10 دول غربية.
تتنافس 12 فيلمًا ضمن المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة، و11 فيلمًا ضمن مسابقة الأفلام القصيرة.
كما يشمل البرنامج فقرات متنوعة مثل "ليالي عربية"، "عروض خاصة"، عروض مخصصة للمدارس، وعرض لفيلم عائلي.
ليالي عربية بنكهة سعوديةضمن فعاليات "ليالي عربية" التي تقام بالشراكة مع هيئة الأفلام السعودية، يُعرض فيلم "ليل نهار" للمخرج عبد العزيز المزيني في مدينة أوميو بالتزامن مع افتتاح المهرجان.
كما انطلقت عروض "ليالي عربية سعودية" قبل بدء المهرجان الرسمي، حيث عُرض فيلم "نورة" للمخرج توفيق الزايدي في ستوكهولم، على أن تستمر العروض حتى الثامن من مايو في مدن عدة بالسويد والدنمارك وفنلندا.
تزامن مع أيام السينما العربية وأيام صناعة السينمابالتوازي مع انطلاق المهرجان في مالمو، تنطلق أيضًا "أيام السينما العربية" في مدينتي لوند ولاندسكرونا، بتنظيم مهرجان مالمو للسينما العربية.
وفي صباح الأربعاء 30 أبريل، تبدأ فعاليات الدورة الحادية عشرة من "أيام مالمو لصناعة السينما"، والتي تستمر حتى الثالث من مايو.
وتشمل هذه الفعاليات سلسلة من النقاشات، دراسات الحالة، الجلسات التواصلية، بالإضافة إلى فرص تمويلية تهدف لتعزيز الابتكار والتعاون في صناعة السينما العربية.