في ذكرى مولدهِ، وعرفانًا بدورها سأتناول جزءًا (دون تفاصيل) من حياة السيدة "تَحيِّة كاظِم" رحمها الله المتوفية في ٢٥ من مارس ١٩٩٢م، والتي لمْ تَنَل التقدير المناسب (كزوجةِ لرئيس أكبر دولةٍ عربية) في الفترة الأهم من تاريخ مصر إذ كانت مثلاً للزوجة الوطنية الأصيلة المُؤازِرة لزوجها دون تَدخُّلٍ منها في عملهِ، ولا في سياساتهِ، والتي كانت تعلَمْ خطورة مواقفهِ النِضاليِّة ضد الملك، والإنجليز، وعاصَرَتْهُ محاربًا في فلسطين، وأثناء الثورة ثم عدوان ١٩٥٦م، عَقِب قراره الجريء بتأميم القناة ثم استهدافه شخصيًا لوأد مشروعه القومي، وعَرقَلة تقدم بلده بعدوان ١٩٦٧م، ثم معارك الاستنزاف، وإعادة بناء الجيش واكتمال استعداداته للعبور الذي لم يشهده لوفاته في ٢٨ سبتمبر ١٩٧٠م.
. عاشت "تحية كاظم" حياةً بسيطةً بلا تَرَف، ولا اهتمام بغيرِ تربية الأبناء تاركةً لزوجِها جُهده، ووقته لإدارة شئون الوطن، لم يُغْرِها لقب السيدة الأولى، ولم تَرغب في التعامل معها على أساسِه. واجَهَتْ حَمْلات غدرٍ، وجحودٍ شَرِسة من إعلام مأجور تَستَهدِفُ تشويه سيرته وذِمَّته المالية بعد وفاته، خاصةً عندما عَقَدَ (مجلس الأمة) في٧ أكتوبر١٩٧٠م، (وبعلم الرئيس السادات)، جلسةً استثنائيةً ناقَشَت مشروع قانون يقضي بتنازل الدولة لأسرة "عبد الناصر" عن بيتهِ بالقاهرة و(استراحة بالإسكندرية) طوال حياتها، ومنّحها معاشًا مساويًا لِما كان يتقاضاه من مرتبٍ ومخصصاتٍ على أن يعود المَسْكَن بعد ٍذلك للدولة ليُصبِحَ متحفًا، ومزارًا للشعب، والتنازل عن باقي دَينٍ استدانه الزعيم (الحاكم النَّزيه) من الدولة بضمان مُرتَّبه لزواج بناته، تَلَا رئيس المجلس تقرير اللجنة التشريعية حول مشروع القانون متضمنًا عبارات تؤكد أن "عبد الناصر" ترك أسرته لا تَملِك مسكنًا. ولا تَملِكُ إلَّاْ سيارة "أوستن" كانت لديه قبل الثورة وأخرى "كاديلاك" أهْداها له الرئيس "جُون كِنيدي" سنة١٩٦١م، (رَدَّتْها لرئاسة الجمهورية مع خطاب شكر). وأعلنت ابنته الدكتورة "هُدَى" أن الأسرة سَتُسَدِّد باقي الدَيْن للدولة، ومستعدة للتنازل عن بيت القاهرة، و(كابينة المعمورة) التي كَتَب عنها "يوسف إدريس" بصحيفة "الأهرام" في عهد الرئيس "مبارك" بأن مساحتها (خمسمائة فدَّان)، ويصل سعرها (مائة مليار جنيه) تكفي لسداد ديون مصر. فأرسلت السيدة "تحية" خطابًا إلى "الأهرام" قالت إن مساحة الأرض (خمسة أفدنة)، وليست خمسمائة وقالت: "يا جماعة لو كانت الأرض دي هاتسَدِّد ديون مصر خُدوُها. فكل ما أنتظره لقاء رَبِّي، وأن أُدفَنْ بجوار "جمال عبد الناصر" الذي أعطى حياته كُلُها لمصر.
وتقول د."هُدَى" إنَ والدتي ليس لها مُمْتَلَكاتٌ تُدِرُ لها دخلاً، ولا أظن أن أحدًا مُنزَّهًا عن الغَرَض يَقْبَل لقَرِينة "جمال عبد الناصر" أن تعيش مُعتَمِدةً على الآخرين حتى لو كانوا أبناءها. ويقول المهندس "خالد عبد الناصر": "ورُدَّتْ الكابينة، ولمْ تُسَدَّد ديون مصر".
(أصل الحكاية ١٣) المقال التالي إن شاء الله.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية:
عبد الناصر
إقرأ أيضاً:
الزعيم ضد الدانة.. بث مباشر مباراة الهلال والخليج يلا شوت اليوم في دوري روشن بجودة عالية hd تويتر
الزعيم ضد الدانة.. بث
مباشر مباراة الهلال والخليج يلا شوت اليوم في دوري روشن بجودة عالية hd تويتر