لفت نظري خبر نُشر قبل أيام يشير إلى قيام المجلس القومي للمرأة باستخراج بطاقات رقم قومي لعدد من السيدات فى إحدى قري محافظة البحيرة، تتبعت الخبر وجدت أن ذلك يأتي فى إطار مبادرة من المجلس بالتعاون مع قطاع الأحوال المدنية انطلقت قبل سنوات بعنوان بطاقتك حقوقك، وتستهدف الوصول إلى النساء من "ساقطي القيد" فى كافة أنحاء الجمهورية.
غياب وعي المرأة بأبسط حقوقها وهو حق المواطنة جعلها تتقاعس عن الحصول على بطاقة الرقم القومي، هذا ما يحدث بل إنه فى بعض الأحيان يحدث بالتعمد لتفادى الوقوع تحت طائلة القانون، فهناك من يتعمدن عدم قيد الأبناء عند ميلادهم حتى لا يتم طلبهم للتجنيد عندما يبلغون السن المقررة، ويترتب على ذلك عدم التحاقهم بالمدرسة، وكذلك الأمر بالنسبة للفتيات حتى يتم تزويجهن مبكرا.
عدم الحصول على البطاقة يعنى حرمان المرأة من الحصول على خدمات متعددة، وبحسب مسئولة فى المجلس القومي للمرأة، فأنه يصعب حصر عدد السيدات من غير حاملات بطاقة الهوية، ولكن المجلس يسعى إلى من يملكن شهادات ميلاد وبلغن السن المقررة لاستخراج الرقم القومي وهي خمسة عشر عاما.
وبحسب بيان الإعلان عن المبادرة فإن المجلس القومي للمرأة وبحكم مسئوليته تجاه تعزيز دور المرأة وقيمتها في المجتمع وضمان حصولها على كافة حقوقها سواء الرعاية الصحية أو الاجتماعية أو السياسية، فأقدم على التعاون مع الجهات الرسمية المعنية من أجل استخراج بطاقات الرقم القومي مجانا للسيدات غير القادرات والفتيات اللاتي أتممن عامهن الخامس عشر على مستوى كافة المحافظات وذلك في إطار مبادرة المواطنة المصرية بطاقتك حقوقك.
تتبُّع هذه الظاهرة والعمل على حلها يحتاج لحملات مكثفة لبث الوعي فى عقول النساء فى الريف والأماكن النائية، واللاتي تستحوذ عليهن موروثات شعبية لا تتفق إطلاقا مع تطور المجتمع، وتتسبب فى أزمات بالغة الصعوبة والتعقيد على مستقبلهن ومستقبل أسرهن.
قلة الوعي تقودنا إلى تفشي ظاهرة الزواج المبكر قبل بلوغ الفتاة السن القانونية المحددة بـ 18 عاما، "روحوا اثبتوا أن ابني كان متجوز بنتكم" هذه عبارة قالها أهل الزوج لأهل الفتاة التى تم تزويجها فى سن الخامسة عشرة ودون وجود عقد رسمي، وإزاء هذا المأزق تفتق ذهن والد الزوجة عن تسجيل المولود باسمه، خوفا من رفع قضية إثبات نسب وبالتالي تعرضه للعقوبة باعتباره وافق على زواج قاصر ليصبح بذلك المولود أخا لوالدته في السجلات الرسمية.
هذه حكاية بسيطة من حكايات أكثر تعقيدا لا تنم سوى عن جهل بالشرائع والاديان وحتى أبسط القيم، ويترتب عليها كوارث لا حصر لها، أيضا هناك الإنجاب المتكرر بحجة العزوة وما شابه وهى مشكلة يدفع ثمنها الآباء الذين يعجزون بإمكاناتهم المحدودة عن الوفاء بمتطلبات تربية الأبناء.
التعليم والوعي هما مفتاح حل تلك المشكلات المتغلغة فى جذور المجتمع، فمن غير المعقول أن نكون فى الألفية الثالثة ومازلنا نعاني مشكلات "الجاهلية"!
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
القومي للأشخاص ذوي الإعاقة يشيد بجهود الدولة في دعم أبطال الأولمبياد الخاص
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أشاد المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة بالجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة المصرية لدعم وتمكين أبطال الأولمبياد الخاص المصري، وذلك في إطار الاستعدادات لمشاركة البعثة المصرية في الألعاب العالمية الشتوية للأولمبياد الخاص، التي تستضيفها مدينة تورين الإيطالية خلال الفترة من 7 إلى 16 مارس 2025.
وفي هذا الصدد، توجهت الدكتورة إيمان كريم، المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، بخالص الشكر والتقدير إلى كل من وزارة الشباب والرياضة، برئاسة الدكتور أشرف صبحي، ووزارة التضامن الاجتماعي، برئاسة الدكتورة مايا مرسي، على الجهود المبذولة لدعم الرياضيين من ذوي الإعاقة الفكرية، وتوفير المناخ المناسب لهم لتحقيق الإنجازات ورفع راية مصر في المحافل الرياضية الدولية.
كما ثمنت الدكتورة إيمان كريم، التعاون المثمر بين الوزارتين في مختلف الملفات التي تخص الأشخاص ذوي الإعاقة، مؤكدة أن هذا التعاون يعكس رؤية الدولة المصرية تحت قيادة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، التي تسعى إلى تمكين ودمج ذوي الإعاقة في جميع المجالات، لاسيما المجال الرياضي الذي يعد من أهم وسائل تحقيق الدمج المجتمعي وتعزيز الثقة بالنفس.
وأعربت المشرف العام على المجلس، عن فخرها واعتزازها بأبطال مصر المشاركين في هذه البطولة العالمية، مؤكدة أنهم يمثلون نموذجًا ملهمًا للإصرار والتحدي، وأنهم سيكونون خير سفراء لمصر في هذا الحدث الرياضي الهام. كما وجهت تحية تقدير لرئيس الأولمبياد الخاص المصري المهندس هاني محمود، على جهوده المستمرة في دعم اللاعبين وتجهيزهم بأفضل صورة للمنافسة العالمية.
وأكدت الدكتورة إيمان كريم، أن المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، يقف داعمًا لكافة الجهود التي تسهم في تحقيق المزيد من المكتسبات للأشخاص ذوي الإعاقة، مشيرة إلى أن النجاحات التي يحققها أبطال الأولمبياد الخاص المصري تعكس القدرات الكبيرة التي يمتلكها هؤلاء الأبطال، وتؤكد على أهمية توفير المزيد من الفرص لهم لإثبات أنفسهم وتحقيق أحلامهم.
وتوجهت الدكتورة إيمان كريم، المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، برسالة تشجيع ودعم لأبطال الأولمبياد الخاص المصري، قائلة: "أنتم فخر لمصر.. نثق بكم ونعلم أنكم ستبذلون كل جهدكم لتحقيق الإنجازات المشرفة، ونتمنى لكم كل التوفيق والنجاح في هذه البطولة العالمية، وعودتكم إلينا مكللين بالميداليات والإنجازات.. تحيا مصر بأبطالها من ذوي الإرادة والتحدي."
جدير بالذكر أن الألعاب العالمية الشتوية للأولمبياد الخاص تعد من أكبر الأحداث الرياضية للأشخاص ذوي الإعاقات الفكرية، حيث تقام كل أربع سنوات بمشاركة واسعة من مختلف دول العالم، وتُعتبر هذه الألعاب بمثابة النسخة الشتوية من دورة الألعاب الأولمبية الخاصة بذوي الإعاقة الفكرية.
وتستضيف أربع مدن إيطالية منافسات هذه البطولة العالمية وهي "تورين، براغيلاتو، باردونيتشيا، سيستريير" والتي يتنافس فيها ما يقارب من 1548 لاعبا ولاعبة من 103 دول في 9 رياضات مختلفة، ومن المقرر أن يقام حفل الافتتاح يوم السبت الموافق 8 مارس، فيما سيقام حفل الختام يوم السبت الموافق 15 مارس.