بعد 100 يوم.. الخلافات السياسية والعسكرية تعصف بالحكومة الإسرائيلية
تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT
أثارت مشاركة وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس في مظاهرة حاشدة بتل أبيب تعارض الحكومة وتهاجم تعاطيها مع ملف الأسرى الإسرائيليين في غزة؛ العديد من التساؤلات حول تماسك الحكومة الإسرائيلية، بعد مرور 100 يوم على الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة.
وتأتي مشاركة غانتس في المظاهرة المناوئة اليوم بعد أن شكل انضمامه لحكومة الطوارئ التي شكلها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقب السابع من أكتوبر/تشرين الأول نقطة دفع كبيرة لحكومة تل أبيب، بحسب مراقبين، خاصة أنه كان من أبرز المعارضين لنتنياهو.
إلا أن تقارير كشفت أن الـ100 يوم اللاحقة شهدت تفجر خلافات حادة؛ بل صراعات داخل حكومة الطوارئ ومجلس الحرب، إذ بدا اشتراك غانتس في المظاهرة متزامنا ومنسجما مع أنباء مشاحنات داخل مجلس الحرب، حيث منع نتنياهو مدير مكتب وزير الدفاع يوآف غالانت من حضور جلسة الجمعة، الأمر الذي أغضب غالانت ودفعه لاتهام نتنياهو بالتشويش على عمله، وانسحب من الجلسة لمدة ساعة قبل أن يعود لاحقا. ويعتبر هذا الأمر موفقا غير مسبوق وفق متابعين خاصة في زمن الحرب.
ونوه تقرير للجزيرة أعده وليد العطار إلى حديث تقارير صحفية عن اشتباك بالكلام وقع قبل أسبوع بين الوزير غالانت ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الأمر الذي ردت عليه وزيرة المواصلات ميري ريغيف بسخرية لاذعة وهي تخرج كيسا من "الفشار" (البوشار) قائلة: "لقد بدأت المسرحية".
وفي سياق الخلافات التي تعصف بالحكومة الإسرائيلية يتحدث المراقبون ووسائل الإعلام عما تعرض له رئيس الأركان هرتسي هاليفي من هجوم قاس شنه وزراء اليمين المتطرف بسبب تشكيل لجنة للتحقيق فيما جرى صباح السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وتتركز الخلافات الحادة وضبابية الرؤية حول مسألة الأسرى وملف ما بعد الحرب، وهو العنوان الذي فجّر وحده أكثر من جلسة لمجلس الحرب وحال دون انعقادها، بحسب متابعين، إضافة إلى مواقف باتت تتكرر على نحو لافت ويصاحبها اتهامات لنتنياهو بأنها من تدبيره مصحوبة بالسؤال: لماذا يسمح بالنيل من قادة جيشه في زمن الحرب؟
ووفقا لمحللين سياسيين؛ يسود اعتقاد واسع بأن نتنياهو يدير هذه الحرب بدوافع سياسية شخصية، ولا يتهمه خصومه بالإخفاق فقط في تحقيق أي من أهدافها بل بالوقوع أيضا رهينة لوزراء اليمين المتطرف الذين يشتري بقاءهم بجواره بأي ثمن حتى لا تنهار الحكومة التي تشير استطلاعات رأي إلى تراجع شعبيتها.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
طبول بلا حرب
كتب / أزال عمر الجاوي
خلال الأيام الماضية ، تعالى قرع طبول الحرب للأطراف تحت عنوانين رئيسيين هما تحشيد القوات في الساحل الغربي وتأسيس مجلس عسكري سعودي في صنعاء .
مالا يدركه الكثيرون أن الحرب بين الرياض وصنعاء قد وضعت أوزارها نهائياً برغبة منهما وكذلك ضمن تسويات شملت المنطقة عموماً وبرعاية وضمانات دولية صينية مباشرة وروسية ضمنية ،وضمن إعادة رسم خريطة المصالح الجيواستراتيجية والتي تأسست عليه مصالح لكافّة الأطراف خلال الثلاثة أعوام الماضية وإعادة صياغة مفاهيم التحالفات والخصومة لعموم المنطقة أيضاً وهذا مايجعلنا نؤكد وبشكل جازم أنه لم يعد هناك أي مصلحة للرياض لخوض حرب جديدة في اليمن ،وفي المقابل هناك حالة انزعاج أمريكية من صنعاء بسبب إسنادها لغزة ،إلا أن أمريكا تعرف جيداً أنه لا حرب في اليمن دون مشاركة السعودية وأن الذهاب إلى حرب في اليمن دون السعودية سيؤدي بها إلى التدخل المباشر والمجازفة بوضع الشرعية الهش والآيل للسقوط دون الدعم السعودي المباشر هذا من جهة ،ومن جهة أخرى تعرف السعودية وأمريكا أن إعادة إشعال الحرب في جبهة واحدة هي جبهة الساحل الغربي دون بقية الجبهات هي مجازفة أقرب للفشل وثمنها لايمكن التنبؤ به ، في المقابل تعرف صنعاء جيداً أن فكرة تأسيس مجلس عسكري سعودي لإسقاط النظام هي فكرة أقرب إلى المزحة ، خصوصاً في ظل أوضاع اليمن الاقتصادية الصعبة والانقسامات ،فالذي لم يستطع اسقاط كرش أو قعطبة لن يسقط الرياض أو مكة .
إذن ، لماذا نسمع قرع طبول الحرب؟!
الأمر يحتمل عدة فرضيات يمكن الأخذ بأحدها أو بها مجتمعة وهي على النحو التالي:
١- جهل البعض بواقع المنطقة الجديد وافتراضهم أن ذلك موضوع مؤقت .
٢- تعمد سلطات الأمر الواقع الاستمرار في خطابات التعبئة الحربية لإحكام قبضتها على مناطق نفوذها
٣- فلسفة سلطات الأمر الواقع لإدارة البلاد بالأزمات كأبسط طريقة للهروب من الاستحقاقات
٤- أطراف خارجية تسعى لإشاعة حالة الخصومة الدائمة لإبقاء الوضع كما هو عليه ولاستنزاف الأطراف بإبقائهم في حالة تأهب دائمة ومرهقة مادياً ومعنوياً .
مايمكننا استخلاصه وبشكل أقرب إلى اليقين هو أننا نعم نسمع طبولاً لكن بلا حرب .