إنتوا السند الحقيقي ليّ.. لطيفة تشكر حضور عزاء والدتها
تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT
حرصت الفنانة التونسية لطيفة، على تقديم الشكر لكل من قدم واجب العزاء في وفاة والدتها، وذلك عبر حسابها بموقع تبادل الفيديوهات والصور «إنستجرام».
رسالة شكر لطيفة لحضور عزاء والدتهاونشرت لطيفة مجموعة صور من عزاء والدتها قائلة: قد إيه الواحد محتاج في الظروف الصعبة القاسية دي إن الناس اللي بتحبه بجد تبقى جنبه.
. شكرا ليكم كلكم على محبتكم ومنسادتكم ليا ولأخواتي وعائلتي.
أضافت لطيفة قائلة: شكرا لكل من اتصل وظروفه ماسمحتش له بالتواجد وشكرا لكل من زارني في تونس وفي مصر ربنا يخليكوا ليا إنتوا السند الحقيقي ليا في هذه الحياه .. وربنا يرحم أمي ويسكنها فسيح چناته يا رب، ولا أراكم الله مكروه في عزيز.
وكانت استقبلت لطيفة أول أمس واجب العزاء في والدتها التي رحلت عن عالمنا بعد صراع مع المرض في مسجد الشرطة في الشيخ زايد بقاعة الرزاق وحرص على تقديم واجب العزاء عدد كبير من الوسط الفني.
وكانت روت الفنانة التونسية لطيفة تفاصيل أول لقاء جمعها بالملحن الراحل بليغ حمدي، موضحة أنها كانت حينها تدرس في الثانوية العامة، وجاءت لمصر في زيارة سريعة في إجازة منتصف العام، برفقة معلمها وزوجته وعدد من المرافقين.
أضافت لطيفة خلال حوارها ببرنامج "معكم منى الشاذلي" على قناة cbc، أن بعض المرافقين لها من تونس في هذه الزيارة الأولى لمصر، كانوا أصدقاء لنجل الموسيقار محمد عبد الوهاب، وذهبت معهم إلى منزله في "عزومة" دعاهم إليها.
أوضحت أنها فوجئت بوجود الملحن بليغ حمدي بين الحاضرين، إلى درجة أنها كانت ستفقد الوعي من شدة المفاجأة، فهي تحبه بشدة، ولم تتوقع رؤيته، قائلة: "من وأنا طفلة بموت فيه وبغني له، ورايحة عزومة عشا لقيته قدامي، وطلب منى أغني فبمنتهى البراءة بدل ما أغني لحن ليه روحت غنيت (أفرح يا قلبي)".
لطيفةوأشارت لطيفة إلى أنها لم تغنِ لحنًا من ألحانه، لأنها تحب الأغاني التي تُظهر طبقة الصوت، ولكنه لم يكمل الاستماع إليها وذهب للتحدث في التليفون، بينما استكملت هي غناءها.
وتابعت أن الملحن الراحل بليغ حمدي عاد إليها مرة أخرى وأخبرها بأنه اتصل بالشاعر عبد الوهاب محمد وطلب منه أن يأتي للاستماع إلى صوتها، مشيرة إلى أنه جاء بالفعل واستمع لها، واجتمعا الثلاثي في جلسة فنية انتهت بطلب بليغ حمدي أن تأتي إلى مصر وتستقر فيها وتكمل دراستها هنا، لتواصل حلمها في الغناء.
وأشارت لطيفة إلى أنها عادت إلى تونس برفقة حلمها للمجيء إلى مصر لدراسة الموسيقى، وهو ما تحقق بالفعل وخاضت الاختبارات الموسيقية ونجحت بها لتستقر في مصر، وتبدأ رحلتها الفنية.
وقالت الفنانة لطيفة، إنه طلب منها تصوير مشهد جريء في فيلم سكوت هنصور ولم يكن مكتوب في السيناريو من البداية، ولكنها رفضت ذلك المشهد وتحدث معها يوسف شاهين ولكنها أصرت علي موقفها وبالفعل استكمل العمل بدون هذا المشهد، وخرجت من مكان التصوير وكان في نيتها الانسحاب من العمل لكن تم إلغاء المشهد.
فيلم "سكوت هنصور" من أجمل التجارب في حياتيوأضافت "لطيفة" خلال حوارها مع الإعلامية منى الشاذلي ببرنامج "معكم" المذاع علي قناة سي بي سي، مساء يوم الجمعة أن تجربة مشاركتها في فيلم "سكوت هنصور" من أجمل التجارب التي قامت بها في حياتها الفنية، بسبب تعاملها مع عمالقة العمل الدرامي في مصر مثل المخرج الكبير يوسف شاهين والفنان القدير زياد الرحباني والنجمة القديرة فاتن حمامة وغيرهم.
وأشارت لطيفة إلى أنها حظيت بزيارة الفنانة فيروز في منزلها واستمعت إلى بعض النصائح التي قدمتها فيروز لها في ذلك الوقت، موضحة أنها تعلمت الكثير منها.
أحب الأغاني القديمة مثل الأطلال ولسه فاكر للسيدة أم كلثوموعلى جانب آخر، قالت الفنانة لطيفة، إنها تحب الأغاني القديمة مثل أغنية الأطلال ولسه فاكر للسيدة أم كلثوم، وكانت تسمع هذه الأغاني منذ صغرها، فكانت تضع السماعات الصغيرة في أذنيها وتستمع بهذه الأغاني.
وأكدت "لطيفة" أن الموسيقار عمار الشريعي قال لها في بداية مشوارها الفني ماذا تريد أن تغني ؟ .. هل تريد أغاني طويلة أم قصيرة، وكان ردها أنها تريد أن تغني أغاني قصيرة.
وتابعت لطيفة، أنها قامت ببيع سيارتها من أجل عمل البوم "اكتر من روحي بحبك" الخاص بها.
لطيفةوتصدرت النجمة لطيفة تريند تويتر وتيك توك، خلال عرض حلقتها الأولى في برنامج "معكم منى الشاذلي" على شاشة قناة "cbc"، ولاقت الحلقة إشادات واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، لما حملته الحلقة من محتوى مميز وجاذب.
واحتلت لطيفة تريند تويتر في دول عربية عدة، منها مصر وتونس والمغرب والجزائر، إضافة إلى الكويت والإمارات، وكشفت لطيفة خلال الحلقة عن أبرز ملامح مسيرتها الفنية التي تجاوزت 40 عامًا من النجاح، وروت تفاصيل جديدة عن بدايتها وعلاقتها بأسرتها ووالدتها، ودورهم الداعم لها في مسيرتها الفنية الثريه بالنجاحات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: لطيفة عزاء والدة لطيفة إنستجرام تونس مصر بلیغ حمدی
إقرأ أيضاً:
استراتيجيّات التشتيت.. كيف يُشغل الطّغاة الشّعوب عن قضاياهم الحقيقيّة؟
يبقى الثّور الغاضب محبوسا خلف بوّابة حديديّة صارمة لا يستطيع مغادرتها، فيتصاعدَ غضبُه حتى إذا وصل إلى حدّه الأقصى تُفتَحُ له البوّابة لينطلق مسرعا هائجا غاضبا باتّجاه ذلك الكائن الصّغير؛ المُصارِع الذي يعلم يقينا أنّه لا يستطيع الوقوف في وجه الثّور الغاضب والهائج، فلا بدّ أن ينتهج سلوكا مختلفا لمواجهة غضب الثور وهياجه المتصاعد؛ يحملُ على الفور منديلا أحمر يوجهه ذات اليمين وذات الشّمال، يتشتّت انتباه الثّور فيصبح همّه المنديل الأحمر الذي لم يكن في لحظةٍ من اللحظات قضيّته، وفجأة يظهر مصارع آخر يحملُ منديلا آخر، والثّورُ الغاضبُ قد تشتّت انتباهه وغاب تركيز غضبه وانشغل بالمناديل الحمراء الجانبيّة عن المُصارع الذي يسارعُ إلى غرس السّيوف واحدا تلو الآخر في ظهره. وغضبُ الثّور رغم ذلك ما يزال موجها إلى المنديل الأحمر الهامشيّ حتّى يتمكّن المُصارعُ من هدّه والإجهاز عليه.
في الغرف المُغلَقة يجتمعُ المُصارِعُ الصّغير مع مناديله الحمراء، والمصارعُ هنا هو السلطة بكل مكوناتها من أجهزة مخابرات ومؤسسات حكوميّة ومنظومة حكم، والمناديل الحمراء هم أذرعه الإعلاميّة ورجاله من الفنانين والفنانات أو حتى الدعاة والمؤثرين الذين يحركهم بالريموت كونترول في وسائل التواصل الاجتماعيّ، فيكلّفُ أحد هذه المناديل بالظّهور على الشّاشة وبالتغريد والنشر والبث المباشر على وسائل التّواصل الاجتماعيّ وشتم الشّيخ الفلاني أو إثارة المسألة الجدليّة الفلانيّة، أو غير ذلك مما يهيج المتلقي ويثير انتباهه وغضبه.
افتعال وإثارة المعارك الهامشيّة والجانبيّة هدفُه بالدّرجة الأولى ليس القضايا المُثارة أصلا، بل هدفه افتعالُ قضيّة جانبيّة يتلهّى بها النّاس عن الكوارث الحقيقيّة التي يعاينونها ويعانونَها، وينشغل بها العبادُ عن الجراح الحقيقيّة التي تثغب دما وقهرا ووجعا من كلّ أنحاء جسدهم المُنهك
يُستَفَزّ الجمهور الغاضب الذي لا يتعامل معه أبناء الغرف المغلقة إلّا بوصفه ثورا غاضبا هائجا يجب إلهاؤه بالقضايا الجانبيّة والتافهة وتشتيتُ انتباهه وإضعاف تركيزه، وحرف أنظاره عن المُصارع الحقيقيّ وما يفعله من كوارث بالمناديل الحمراء.
ينشغلُ النّاس بالمعارك الجانبيّة المثارة فتتوالى السّيوف التي يغرسها المصارع في ظهره؛ سيف تهاوي العملة، وسيف غلاء المعيشة، وسيف رداءة البنية التّحتية، وسيف الحريّات الغائبة، وسيف جنون الأسعار، وسيف التضخم الاقتصادي، وسيف الخضوع للعدوّ الأجنبيّ، وسيف خذلان الأخ القريب الذي يقتل على الشاشات.
إنّها عمليّة "الإدارة بالأزمة" من خلال افتعال الأزمات الوهميّة والجانبيّة والهامشيّة، لينشغل النّاس بها عن أزماتهم الحقيقيّة التي لا تفتأ تفتك بهم صباح مساء.
إنّ افتعال وإثارة المعارك الهامشيّة والجانبيّة هدفُه بالدّرجة الأولى ليس القضايا المُثارة أصلا، بل هدفه افتعالُ قضيّة جانبيّة يتلهّى بها النّاس عن الكوارث الحقيقيّة التي يعاينونها ويعانونَها، وينشغل بها العبادُ عن الجراح الحقيقيّة التي تثغب دما وقهرا ووجعا من كلّ أنحاء جسدهم المُنهك.
وهذا هو ما ذكره المفكّر الأمريكي نعوم تُشومِسكِي في دراسته "استراتيجيّات التحكّم في البشر والسّيطرة على الجمهور"، ونسَبَه إلى الوثيقة المسمّاة "الأسلحة الصّامتة للحروب الهادئة" إذ يقول:
"حافظوا على تحويل انتباه الرّأي العام بعيدا عن المشاكل الاجتماعيّة الحقيقيّة وألهُوهُ بمسائل تافهة لا أهميّة لها. أبقُوا الجمهور مشغولا، مشغولا، مشغولا دون أن يكون لديه أيّ وقتٍ للتّفكير، فقط عليه العودة إلى المزرعة مع غيره من الحيوانات الأخرى".
لقد ساق نعوم تشومسكي عشر استراتيجيّات لإلهاء الشّعوب في دراسته "استراتيجيّات التحكّم في البشر والسّيطرة على الجمهور"، وجاءت الاستراتيجية الخامسة منها تحت عنوان "خاطِب العامّة كأنّهم أطفال".
استراتيجية التشتيت والإلهاء والإشغال التي تمارسها الأنظمة المستبدّة وأذرعها بحق الشعوب المنهكة تعتمد بشكل رئيس على إقصاء الحسّ النّقدي، وتغييب القدرة الجماهيريّة على التّعامل مع هذه المعارك الجانبيّة بمنطق نقد أسبابها وأهدافها والمُراد منها ومآلاتِها، وذلك من خلال استفزاز عاطفتها الدّينيّة الصّادقة
جاء فيها: "إذا تمَّ التوجّه إلى شخصٍ مّا، كما لو أنّه لم يتجاوز بعد الثّانيةَ عشرة من عمره؛ فإنّه يتمّ الإيحاء له بأنه فعلا كذلك؛ وبسبب قابليّته للّتأثر من المحتمل إذن أن تكونَ إجابته التّلقائية أو ردّة فعله مفرغة من أيِّ حس نقدي، كما لو أنّه صادرٌ فعلا عن طفلٍ ذي اثنتي عشرة سنة".
إنّ استراتيجية التشتيت والإلهاء والإشغال التي تمارسها الأنظمة المستبدّة وأذرعها بحق الشعوب المنهكة تعتمد بشكل رئيس على إقصاء الحسّ النّقدي، وتغييب القدرة الجماهيريّة على التّعامل مع هذه المعارك الجانبيّة بمنطق نقد أسبابها وأهدافها والمُراد منها ومآلاتِها، وذلك من خلال استفزاز عاطفتها الدّينيّة الصّادقة عن طريق مهاجمة أحد أهمّ أعلام الدّعوة على سبيل المثال أو إثارة قضايا تستفز في الناس صدق العاطفة الدينيّة، وسرعان ما يدخلُ الجمهور الغاضب في الاشتباك لأنّه مُستَفز أصلا ومتوثّبٌ للمعركة ومتحفّزُ لها، ولكن تفريغ غضبه يتمّ بطريقةٍ كما لو أنّه تفريغ غضب طفلٍ مندفع يتمّ إقناعه باشتباكٍ آمن لتفريغ طاقته الانفعاليّة وفرط حركته وغضبه المتصاعد.
ما تزال هذه الاستراتيجيّة تنجح في أحيان عديدة وأزمنة مديدة غير أنّ حركة التّاريخ وقوانينه المطّردة ما تزال تثبت أيضا أنّ نجاح هذه الاستراتيجيات ليست قدر الشعوب الذي لا يتغيّر ولا يتبدّل، فقد ينقلب السحر على السّاحر في ساعة غفلة من الطغاة عن سنن الزمان المتبدّل، ولله درّ أبي البقاء الرندي الذي يقول:
لِكُلِّ شَيءٍ إِذا ما تَمّ نُقصانُ
فَلا يُغَرَّ بِطيبِ العَيشِ إِنسانُ
هِيَ الأُمُورُ كَما شاهَدتُها دُوَلٌ
مَن سَرّهُ زَمَن ساءَتهُ أَزمانُ
دارَ الزَمانُ عَلى دارا وَقاتِلِهِ
وَأَمَّ كِسرى فَما آواهُ إِيوانُ
x.com/muhammadkhm