الاحتكار هو انفراد شخص أو منتج أو شركة واحدة بإنتاج سلعة أو خدمة واحدة ليس لها بديل يستطيع أن يحل محلها، ويكاد يكون الاحتكار حتمية من حتميات التطور الاقتصادى، وحقيقة الواقع تحتم علينا القول والاعتراف بأن الاحتكار قد لعب دوراً إيجابياً فى مرحلة من مراحل التطور الاقتصادى الرأسمالي، من خلال نقل الاقتصاد الرأسمالى من اقتصاد وحدات صغيرة ضعيفة مرتفعة التكاليف قليلة الانتاجية ذات فن إنتاجي بسيط إلى اقتصاد الوحدات القوية الضخمة التى تستخدم الفن الإنتاجي الحديث والذى يقلل من تكاليف الانتاج ويزيد من انتاجيته مع زيادة أجور العمال ونشر ثقافة استهلاك شتى المنتجات، ويرى العديد من علماء الاقتصاد وأشهرهم (جوزيف شومبتير) أن للاحتكار العديد من المزايا، وبعد ذلك انقلبت الاحتكارات إلى عائق شديد الخطورة أمام الحياة الاقتصادية حتى أصبح النظام الرأسمالي عندئذ عاجزاً عن الاستمرار فى المضى السريع إلى الأمام، ومنذ ذلك الحين أصبحت الممارسات الاحتكارية غير التنافسية تنطوى على أضرار ومخاطر جسيمة ليست ذات أبعاد اقتصادية وإنما ذات أبعاد اجتماعية وسياسية حيث تلجأ شركات الاحتكار إلى اتخاذ كافة الوسائل الممكنة التى تتيح لها التخلص من المنافسين الموجودين فى السوق بالإضافة إلى وضع العراقيل أمام ظهور المشروعات الصغيرة والمتوسطة فضلاً عن تخفيض الانتاج وزيادة الأسعار لتغطية هامش ربحيتها دون الاهتمام بجودة المنتج، ومما لاشك فيه أن القضاء على المشروعات الصغيرة والمتوسطة يؤدى إلى فقد الكثير من الأيدي العاملة وانتشار الفقر وزيادة معدلات الجريمة وانخفاض مستوى الاستهلاك وانتشار الركود، ما قد يؤدى إلى حدوث اضطرابات سياسية، ومما لاشك فيه أصبحت قضية احتكار السلع والخدمات الأساسية من الأمور التى طفت على سطح الحياة الاقتصادية فى مصر بشدة ولاسيما فى الآونة الأخيرة وتسبب الاحتكار فى إحداث العديد من الآثار السلبية على مستوى النشاط الاقتصادى أو على مستوى الصعيد الاجتماعى والسياسى من خلال الاحتجاجات الفئوية التى ارتبطت بغلاء المعيشة نتيجة لاحتكار بعض السلع ورفع أسعارها وخاصة السلع الأساسية وبدأت ظاهرة الاحتكار فى مصر مع تطبيق برامج الخصخصة، وبدأت تشتد أكثر فأكثر مع ظهور حالات تزاوج واندماج السلطة بالثروة ودخول رجال الأعمال إلى عالم السياسية، لذلك فالنظرة الفاحصة والدقيقة للواقع المصرى الآن يشهد تلاعبا بكميات وأسعار السلع الأساسية التى تطرح فى الأسواق القائمة على آليات السوق من عرض وطلب فى تنظيم الحياة الاقتصادية وإن هذا النظام لا يتطلب دولة انكماشية أو ضعيفة تجاه حماية المستهلكين ولا تغفل عن التصدى لهذه الممارسات الاحتكارية من خلال تشجيع الدولة على بناء كيانات اقتصادية بديلة للشركات الاحتكارية، فضلاً عن فتح باب الاستيراد وتقديم تسهيلات والغاء الدعم عن الشركات الاحتكارية والكيانات الاقتصادية الكبرى المتحكمة فى الاقتصاد، مع تعديل قانون الاحتكار وإصدار قوانين أخرى موازية تهدف إلى حماية المستهلك كما هو الحال فى الدول المتقدمة.

عمل حملات توعية للمستهلكين بكيفية مواجهة الاحتكارات المختلفة. ضرورة تدخل القضاء للحكم على الشركات المتحكرة وتقسيمها إلى شركات صغيرة وزيادة قيمة الغرامة المحكوم بها بما يؤدى إلى إضافة الأرباح المبالغ فيها إلى خزينة الدولة وحرمان المحتكر منها، ولابد من تدخل الحكومة لوقف التصدير لبعض المنتجات لفترة من الزمن حتى تصبح الأسعار المحلية عادلة طالما أن السوق المحلى فى حاجة إليها، فضلاً عن قيام جمعيات حماية المستهلك بالتوعية المستمرة ضد الممارسات الاحتكارية الضارة.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الممارسات الاحتکاریة

إقرأ أيضاً:

مركز الحوار: الاستحقاق الرئاسي في فنزويلا شهد العديد من ضمانات النزاهة والحياد والشفافية

في سياق مشاركة برنامج شؤون للاتينية بمركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية في الاستحقاق الدستوري بفنزويلا في ٢٨ يوليو ٢٠٢٤، يؤكد فريق المركز على أن فنزويلا قد عاشت حالة الاحتفال بإتمام استحقاق رئاسى جديد شهد عديد من ضمانات النزاهة والحياد والشفافية، كان أبرزها دعوة ما يقرب من ألف مراقب دولى من مختلف دول العالم، قدموا شهادتهم عما جرى في هذه الانتخابات بكل موضوعية، إذ امتلأت المواقع الالكترونية وكذلك مواقع التواصل الاجتماعى، بالعديد المقالات والتقارير والتحليلات التي عبرت عن رؤيتهم ومشاهدتهم الفعلية لما تم، سواء خارج لجان الاقتراع أو داخلها، وأكدوا على أن الانتخابات جرت في جو من حياد الدولة وأجهزتها من ناحية، وحرص المواطنين الفنزويليين على المشاركة فيها من ناحية أخرى.

واستكمالا للعرس الانتخابي في مظاهر احتفال فنزويلا بدعوة وفود من كافة دول العالم للمشاركة في حفل تنصيب الرئيس نيكولاس مادورو لولاية جديدة هو تأكيد على النهج الديمقراطي الذي تعيشة فنزويلا والذي يعد نموذج خاص بالدولة البولفارية وفكر تشافيز.

ويشار هنا إلى أن الشعب الفنزويلي قد عبر عن إرادته في هذا الاستحقاق مما يتطلب من الجميع ضرورة احترام إرادة وسيادة الشعوب في تقرير مصيرها.

ويمتلك الرئيس الفنزويلي برنامجا وطنيا طموحا للوقوف في مواجهة الهيمنة الأمريكية، خاصة وأن الشعب الفنزويلي يقف اليوم أيضا في مفترق طرق وعليه أن يختار عن وعى وقناعة مصلحته التي يتشارك فيها الجميع لتقرير المستقبل على قاعدة العيش المشترك التي أرسى قاعدتها الرئيس نيكولاس مادورو، في لحظة فوزه حينما دعا في خطابه إلى الحوار الوطنى والاستماع إلى الرؤى المختلفة شريطة الالتزام بالسلمية ورفض العنف والإرهاب، وهكذا تبنى الدول وتنهض المجتمعات بالحوار والتفاهم، ولعل التجربة المصرية التي أرسى ملامحها ووضع مرتكزاتها الرئيس عبد الفتاح السيسى في رفض أية جماعة تتبنى العنف وتنتهجه، ودعا إلى حوار وطنى أفرز مخرجات عدة وضعتها الحكومة نصب عينها بهدف النهوض بالوطن وتحسين أوضاع مواطنيه.

وهنا تمثل دعوة الرئيس نيكولاس مادورو، لإجراء حوارا وطنيا جامعا لكافة الأطراف، المسار الأكثر ملائمة إلى بناء المستقبل الفنزويلي في مواجهة التحديات التي تكاد تعصف بالدولة ومستقبل شعبها، وهذا هو الخيار الأخير للمعارضة الفنزويلية إذا ارادت ان يكون لها مكانة في بناء مستقبل الدولة الفنزويلية.

اقرأ أيضاً«بلادنا كلها فلسطين».. رئيس فنزويلا يدعم القضية الفلسطينية.. ويحذر العالم من دبلوماسية الخداع

السفير المصري لدى فنزويلا وترينيداد وتوباجو يلتقي وزير خارجية ترينيداد وتوباجو

رسيما.. فنزويلا تعلن سحب موظفيها الدبلوماسيين من 7 دول في أمريكا اللاتينية

مقالات مشابهة

  • تحقيق مكافحة الاحتكار مع مايكروسوفت يركز على حزم البرامج
  • حماية المستهلك بالإسكندرية تعقد اجتماعاً لمناقشة مكافحة ظاهرة الاحتكار
  • الاحتلال الإسرائيلي يحرق العديد من الأقسام في مستشفى كمال عدوان
  • متحدث الحكومة: انخفاض الأسعار وزيادة المعروض في عدد من السلع الإستراتيجية
  • نشرة إنذارية..تساقطات ثلجية وموجة برد في العديد من مناطق المغرب
  • مركز الحوار: الاستحقاق الرئاسي في فنزويلا شهد العديد من ضمانات النزاهة والحياد والشفافية
  • وفاة ريتشارد بيري منتج العديد من الأغاني الناجحة عن عمر يناهز 82 عاماً في الولايات المتحدة
  • الحويج: نرفض وصفة صندوق النقد لحل الأزمة الاقتصادية 
  • محافظ أسوان: المرحلة الحالية تحتاج للتكاتف وزيادة التوعية
  • اليابان تتهم جوجل بانتهاك قوانين مكافحة الاحتكار