رئيس الحكومة يترأس بالرباط إحياء وزارة الثقافة لحفل كبير بمناسبة الإحتفال برأس السنة الأمازيغية الجديدة
تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT
زنقة 20. الرباط
تم مساء اليوم الأحد بالرباط إحياء حفل كبير نظمته وزارة الشباب والثقافة والتواصل بمناسبة الاحتفال برأس السنة الأمازيغية الجديدة 2974، حضره رئيس الحكومة السيد عزيز أخنوش.
وشهد هذا الحفل البهيج، حضور عدد من أعضاء الحكومة وشخصيات سياسية وحقوقية وإعلامية، وممثلين لهيئات دبلوماسية، وسط جمهور غفير من مختلف الأعمار غصت به جنبات مسرح محمد الخامس.
وتم بهذه المناسبة عرض شريط فيديو يرصد لمحطات بارزة في مسار النهوض بالأمازيغية باعتبارها مكونا مشكلا للهوية المغربية.
وتضمن الحفل عروضا موسيقية وفنية حظيت بإعجاب الجمهور، أبدعتها نخبة من أشهر نجوم الأغنية الأمازيغية التراثية والعصرية، من بينهم الرايسة فاطمة تيحيحيت، و كوثر براني و ميمون الريفي و أحمد سلطان وحوسة 46 ،وعائشة ماية، إلى جانب أهازيج ولوحات كوريغرافية أدتها فرقة وحدة الرقص،وسط إلقاء قصائد شعرية أمازيغية.
و تميز هذا الحفل، الذي تخلله عرض منتجات تقليدية تبرز غنى وتنوع التراث الأمازيغي المغربي، تكريم الفنان الراحل محمد رويشة.
وبهذه المناسبة، قال وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد بنسعيد، إن الوزارة لم تذخر جهدا من أجل أن يكون هذا الاحتفال متميزا، وذلك اعترافا بالدور الثقافي للفن الأمازيغي بجميع لهجاته، معربا عن ابتهاجه بالحضور القوي للمواطنين والمواطنات في هذا الحفل.
وأشار الوزير، في تصريح للصحافة، إلى أن الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة 2974 جرى في مجموعة من جهات المملكة، وهو ما يبين مرة أخرى “انخراط الحكومة بتعليمات سامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل أن يكون هناك استثمار قوي في المجال الفني والثقافي ومجالات أخرى أيضا”. وأكد أن وزارة الشباب والثقافة والتواصل منخرطة من جهتها في ترسيخ حضور الثقافة الأمازيغية و الحفاظ على الموروث الثقافي الأمازيغي.
و تجدر الاشارة إلى أن العديد من أقاليم المملكة شهدت تنظيم سلسلة من الأنشطة المتنوعة، وذلك احتفاء برأس السنة الأمازيغية الذي تفضل صاحب الجلالة الملك محمد السادس بإقراره عطلة وطنية رسمية مؤدى عنها.
المصدر: زنقة 20
إقرأ أيضاً:
المفتي من جامعة الصالحية الجديدة: إحياء القيم الأخلاقية ضرورة دينية
أكد د .نظير محمد عيَّاد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، خلال كلمته بندوة "إحياء القيم الإسلامية" التي احتضنتها جامعة الصالحية الجديدة، أن الحديث عن القيم الأخلاقية ليس ترفًا فكريًّا ولا تزيينًا للخطاب، بل هو عودة إلى أصلٍ من أصول الشرائع السماوية، ذلك الأصل الذي يقوم عليه بنيان الدين، إلى جانب العقيدة والتشريع، موضحًا أن عالمنا المعاصر، بما فيه من سرعة في الإيقاع، وحدة في الأحكام، وقسوة في النتائج، يحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى بثّ روح القيم في جسده المرهق، وغرس منظومة الأخلاق في تربة الواقع التي جفّت من معين الرحمة والتراحم.
وأوضح فضيلة المفتي، أن الأخلاق هي الغاية النبوية والمقصد الأعظم من البعثة المحمدية، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما بُعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق" مشيرا إلى أن الأزمات التي نعيشها اليوم، في شتى صورها، هي في جوهرها أزمات أخلاقية قبل أن تكون سياسية أو اقتصادية، وأن غياب الوازع الداخلي أدى إلى فساد العلاقة بين الإنسان وربه، وبين الإنسان ونفسه، وبين الإنسان وبني جنسه. فالرقابة الذاتية لا تولد إلا من عقيدة صحيحة وقلب حيٍّ يأنف القبح، ويتشبث بالحق، ويرتقي بالخلق.
وأضاف فضيلة المفتي، أن سيطرة المادة وضمور الضمير وغياب القانون الأخلاقي هي أمراض العصر الكبرى، مشيرًا إلى ما يحدث في غزة بوصفه شاهدًا صارخًا على ما تؤول إليه الإنسانية حين تنفصل عن منظومة القيم.ومبينًا أن الشرائع السماوية، بل وحتى الفلسفات الوضعية، اتفقت على أصول الأخلاق، وأننا علينا أن نعيد بناء هذه المنظومة عبر القدوة الطيبة، والعلاقات الأسرية السليمة، والحوار الهادف. وختم فضيلته بتوجيه رسالته إلى الطلاب والطالبات قائلًا: "أنتم الثمرة المرتقبة، وأنتم دواء هذا الوطن، أنتم بناة الغد وروح النهضة، فكونوا بأخلاقكم رسلًا إلى العالم، فالأمم تُخاطب بأخلاق أبنائها قبل أقوالهم."
من جانبه، ثمَّن الدكتور محيي الدين مندور، رئيس جامعة الصالحية الجديدة، حضور فضيلة المفتي ومشاركته الرفيعة في هذه الندوة التي تمس جوهر رسالة الجامعة في بناء الإنسان علمًا وخُلقًا، مؤكدًا أن الجامعة وهي تسعى إلى تنشئة أجيال واعية وفاعلة، تدرك أن العلم بلا خلقٍ سيفٌ بلا غمد، وأن القيم هي الحصن الحقيقي أمام الانجراف وراء التيارات الهدامة. وأضاف أن اللقاء مع فضيلة المفتي يمثل جسراً مباركًا بين منارة العلم ومنبر الفتوى، ويجسد الشراكة الفكرية والروحية في ترسيخ الهوية وبناء الوعي.
وفي ختام اللقاء، تمَّ تكريم الفائزين في مسابقة حفظ القرآن الكريم التي نظَّمتها جامعة الصالحية الجديدة، في لفتةٍ تؤكد عناية الجامعة بالقرآن الكريم واحتفائها بأهله، إيمانًا منها بأن كتاب الله هو النبع الأصفى لتزكية النفس وتقويم السلوك وبناء الوجدان، وأن الحافظين لآياته هم الحملة الحقيقيون لميراث النبوة وراية الإصلاح، وقد أعرب فضيلة المفتي عن سعادته برؤية هذه النماذج المشرفة من الطلاب والطالبات، مؤكدًا أن اجتماع الأخلاق بالعلم، والنور بالقرآن، هو السبيل الأمثل لصناعة أجيال تعيد للأمة مجدها وكرامتها.