إذا كان الأمريكيون يعتقدون بأنّ اليمن سيتراجع فهُمْ جهلة ميزان الحق مع اليمن لأنّه مع فلسطين وبيت المقدس العدوان الأمريكي سيؤدي إلى استمرار استهداف سفن الكيان والمتجهة إليه أمن البحر الأحمر وهدوء جبهة لبنان والوضع في العراق مرهون بوقف العدوان على غزة

الثورة /

أكّد الأمين العام لحزب الله اللبناني، السيد حسن نصر الله، أنّ “العدوان الأخير على اليمن يمثّل حماقةً أمريكيةً وبريطانيةً”.


جاء ذلك في كلمة متلفزة ألقاها، أمس، بمناسبة ذكرى مرور أسبوع على استشهاد القائد وسام حسن طويل.
وقال السيد نصر الله: كما إنّ العدوان على اليمن يمثّل “تناقضاً أمريكياً”، ففي حين تدعو واشنطن “إلى عدم توسعة الحرب، تقوم هي بتوسيعها”.
ولفت إلى أنّه إذا “كان الأمريكيون يعتقدون أنّ اليمن سيتراجع بعد العدوان فهم مخطئون ومشتبهون وجهلة”.. محذّراً من أنّ “العدوان الأمريكي سيؤدي إلى استمرار استهداف السفن الصهيونية، والسفن المتجهة إلى الكيان المحتل”.
وشدّد على أنّ العدوان الأمريكي على صنعاء “سيضرّ بأمن الملاحة البحرية في البحر الأحمر، الذي سيتحول إلى ساحة قتال”.. واصفاً الأمر بـ”الغباء بحد ذاته”.
وبشأن الردّ على هذا العدوان، فإنّ اليمنيين “هم من يقرّرونه”، كما أكد السيد نصر الله.. مبيّناً أنّ الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وإدارته “يخطئان في إرسال الرسائل إلى إيران وتهديدها بشأن اليمن”.
وأردف قائلاً: “كما عندنا، ما بين اليمنيين ومن اعتدى عليهم الميدان والأيام والليالي، وسيكتشف الأمريكي مدى خطئه”.
وأضاف: إنّ “ميزان الحق مع اليمن لأنّه مع فلسطين وبيت المقدس”، فيما “سيخيب المتخاذلون المثبطون”.. مشيداً في هذا السياق بمواقف علماء البحرين وشعبه، “الذين أعلنوا تضامنهم مع غزة ورفضوا الموقف الذليل لحكومة بلادهم”.
وقال السيد نصر الله: إنّ غزة “تقاوم منذ 100 يوم، وهي صامدة بشعبها بصورة أسطورية، لم يشهد التاريخ لها مثيلاً”.. مشيراً إلى أنّ المقاومة الفلسطينية بـ”كل فصائلها وعناوينها المختلفة تقاتل على مدار الساعة ببطولة قلّ نظيرها”.
أشار إلى أنّ المقاومة في غزة تواصل تصدّيها للعدوان الصهيوني “بصورة مبدعة”.. لافتاً إلى أنّ “لإعلامها دوراً كبيراً في الاطلاع على بطولاتها في مقابل التكتّم الإسرائيلي”.
كما لفت إلى أنّ الكثير ممّن يتابعون معركة “طوفان الأقصى” يجمعون على أنّ “إسرائيل أكثر تشدّداً وتكتّماً وسيطرةً على الأخبار من أي وقتٍ مضى”، وأنّ ذلك يأتي في الوقت الذي يُعَدّ العدو الصهيوني “غارقاً في الفشل بتأكيد محلّليه، ولم يصل إلى أي نصر، أو حتى إلى صورة نصر”.
وأوضح السيد نصر الله أيضاً أنّ العدو الصهيوني “فشل في تحقيق الأهداف المعلَنة وشبه المعلَنة والضمنيّة، باعتراف “الإسرائيليين” وإجماعهم”.
وفي حين لم يتمكّن العدو الصهيوني من “ضرب المقاومة وإمكان إطلاق الصواريخ من غزة، تزداد خسائره وارتباكه ودورانه في الحفرة العميقة”، وفقاً للسيد نصر الله.
وبشأن هذه الخسائر، أكد الأمين العام لحزب الله أنّها “تتراكم في جبهات غزة والضفة ولبنان، بالإضافة إلى الخسائر الاقتصادية وكلفة النازحين”.
كذلك، شدّد السيد نصر الله على أنّ الخسائر الصهيونية تزيد من إرباك العدو الصهيوني.. مُذكّراً بأنّ آخرها كان ما كشفته وسائل إعلامٍ صهيونية بشأن وجود “4000 معوّق في صفوف جيشه خلال 100 يوم، وهو عدد قد يرتفع ويصل إلى 30 ألفاً”.
وبشأن الجبهة الداخلية الصهيونية، أكّد الأمين العام لحزب الله أنّ الصهاينة “باتوا على ثقةٍ بأنّ حكومتهم غير كفوءة ويجب تغييرها وتغيير رئيسها”.. مُشدّداً على أنّ هذا يُعدّ اعترافاً بالفشل، ومنوهاً بأنّ “استعادة الأسرى الصهاينة بالتهديد والتهويل والترهيب لن يجدي نفعاً، والجانب “الإسرائيلي” أصبح يعلم أنه سيرضخ لشروط المقاومة”.
وبحسب ما أكد السيد نصر الله،”لا يزال العدو يقاتل من أجل تحقيق إنجاز ما، قبل انتقاله إلى المرحلة الثالثة من الحرب التي سيعيد فيها انتشار قواته”، إلا أنّ “الكارثة الكبرى ستكون حين تنتهي الحرب وينكشف حجم الكارثة التي لحقت بالكيان، والتي ألحقتها به المقاومة في غزة بالدرجة الأولى، ومن خلفها جبهات المقاومة الأخرى”.
بالإضافة إلى ذلك، أوضح السيد نصر الله أنّ “ما يجري في البحر الأحمر وجّه ضربةً كبيرةً لاقتصاد العدو”.. قائلا: إنّ صورة الاحتلال “انكشفت في العالم، وهو ما تبدّى في محكمة العدل الدولية في لاهاي”.
وتابع السيد نصر الله: “بمعزل عن النتيجة من المحاكمة، فإنّ مشهد كيان الاحتلال في دائرة الاتهام، أمام أنظار العالم وبناءً على أدلة دامغة، أمر غير مسبوق وأربك كيان الاحتلال، الذي يعتمد نفاقاً أخلاقياً أمام العالم، من خلال نفيه قيامه بحرب إبادة جماعية في غزة”. وفي معرض حديثه عن الأوضاع في مختلف جبهات المقاومة المساندة للمقاومة في قطاع غزة، أكد الأمين العام لحزب الله أنّ “الأمريكيين والعديد من الدول الغربية عملوا على مدى 100 يوم على إسكات هذه الجبهات، وإخضاعها وإحباطها”.. مضيفاً: إنّ الأمريكيين باتوا يهدّدون ويهوّلون بالإسرائيليين، كما يحصل في لبنان”.
وبيّن السيد نصر الله أنّه “جرى تسخيف جدوى هذه الجبهات، وممارسة الضغوط في لبنان والعراق واليمن”.. مشدداً على أنّ “هذا لم يُصغَ إليه وانتهى وسقط”.. وموضحاً أنّ الدليل على جدوى الجبهات الأخرى هو “التهديد والتهويل والترغيب على كل من العراق ولبنان واليمن وسوريا وإيران”.
كما أكد أنّ استمرار المسار الحالي على جبهات غزة والضفة ولبنان واليمن والعراق سيدفع الحكومة الصهيونية إلى “قبول شروط المقاومة، وهذا سيعني النصر الموعود”.
ودعا السيد نصر الله إلى “التعاون جميعاً من أجل توفير عناصر الصمود في هذه المعركة، التي لا نعرف مداها حتى الآن”.. مؤكداً أنّ “أمن البحر الأحمر وهدوء الجبهة مع لبنان والوضع في العراق مرهون بوقف العدوان على غزة”.
وفي ما يتعلّق بتفاصيل هذه الجبهات، وتحديداً جبهة لبنان المفتوحة منذ الثامن من أكتوبر الماضي، جدّد الأمين العام لحزب الله التأكيد أنّ هذه الجبهة “وُجدت من أجل دعم غزة وإسنادها، ووقف العدوان عليها.. وحين يقف العدوان، لكل حادث حديث”.
وأبدى السيد نصر الله جاهزية المقاومة الإسلامية في لبنان من أجل خوض الحرب “منذ 99 يوماً”.. مؤكداً “أنّنا لا نخافها وسنقاتل بلا أسقف وبلا حدود”، وأنّ “من يجب أن يخشى ويخاف من الحرب هو إسرائيل ومستوطنوها، وليس لبنان”.
وفي هذا السياق، أوضح أنّ “المقاومة مستمرة وجبهتنا تلحق الخسائر بالعدو، وتؤدي إلى ضغط النازحين الذين ارتفع صوتهم”.
كما أضاف أنّ حجم تكتّم العدو الصهيوني على خسائره “ينعكس من خلال عدم اعترافه باستهداف قاعدة ميرون”، التي استهدفتها المقاومة في لبنان في إطار الرد الأولي على جريمة اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الشهيد صالح العاروري.
وفي هذا الإطار، كشف “أنّ المقاومة الإسلامية في لبنان أطلقت 62 صاروخاً، بينها 40 كاتيوشا و22 كورنيت من المدى الجديد، على القاعدة”.. موضحاً أنّ “18 صاروخ كورنيت منها أصابها”.
وكشف أيضاً “وجود إصابات بشرية في قاعدة ميرون، لكن الاحتلال يتكتّم على خسائره”، بيد أنّ فيديو المقاومة الإسلامية بشأن هذا الاستهداف “كشف زيف العدو”، وكذلك الفيديو الذي يوثّق استهداف مقرّ قيادة المنطقة الشمالية في صفد، بحسب ما تابع.
وبيّن السيد نصر الله أنّ “تكتّم العدو الصهيوني على قتلاه وجرحاه وخسائره وهزائمه يأتي لأنّ الكشف عن الحقيقة سيؤدي إلى إحباط معنوي كبير، باعتراف الإعلام الصهيوني”.
أما بشأن الولايات المتحدة فأكد السيد نصر الله أنّها “هدّدت لبنان بأنّه إذا لم يتم وقف جبهة الجنوب، فإنّ “إسرائيل” ستشنّ حرباً على البلاد”.
وتوجه إلى الأمريكيين بالقول: “تهويلكم لن يجدي نفعاً، لا اليوم ولا غداً، ولا في أي يوم من الأيام”، ومؤكداً أنّ “على الأميركي الذي يدّعي الخوف على لبنان أن يخاف على أداته في المنطقة وقاعدته العسكرية”.
وأضاف: “يتم تهديدنا بألوية مهزومة في غزة.. يا هلا ومرحب”.. مشيراً إلى أنّ “الجيش الصهيوني حين كان معافى وبكامل عتاده، تحطّم أمام مقاومينا في حرب تموز”.
وفيما خصّ العمليات التي تنفّذها المقاومة العراقية، أكد السيد نصر الله أنّ “ما أعلنته المقاومة الإسلامية في العراق عن استهداف مكان ما في حيفا بصاروخ كروز هو صحيح”.. مضيفاً أنّ “معلوماتنا تؤكد أنّ هناك هدفاً أُصيب في حيفا، تم التكتم عنه إسرائيلياً”.
وفيما خصّ صاحب الذكرى الشهيد وسام طويل، قال السيد نصر الله: إنّ “جزءاً كبيراً من أعمال شهدائنا القادة هو من أسرار المقاومة”.
وكان الشهيد طويل من قادة الميدان في حرب تموز عام 2006، كما كان من القادة في محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي في سوريا.. وفي الحرب الحالية أيضاً، كان الشهيد أحد القادة الميدانيين في جبهة جنوبي لبنان، منذ الثامن من أكتوبر الماضي، كما أوضح السيد نصر الله.
وأكد الأمين العام لحزب الله أنّ الشهيد “جريح لكنه لم يتخلَّ عن الميدان، وهو نموذج المؤمن والخلوق والهادئ، والحاضر دائماً في الميدان”.
وتطرّق الأمين العام لحزب الله خلال كلمته إلى تاريخ بلدة الشهيد التي قدّمت أعداداً كبيرةً من الشهداء، وتحدّث عن عائلة الشهيد التي قدّمت أشقاء وأحفاداً ارتقوا شهداء.. مشيراً إلى أنّ العائلات التي قدّمت شهداء ترسل أبناءها اليوم إلى الجبهة.
كما أكد السيد نصر الله أنّ ثمة “أعداداً كبيرةً من الشباب يقاتلون منذ مئة يوم على جبهتنا”.. مضيفاً: إنّ صمود ونزوح وصبر العائلات “هو جزء من الجهاد”.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

1 مارس خلال 9 أعوام.. 41 شهيداً وجريحاً بقصف العدوان السعودي الأمريكي ومرتزقته على اليمن

يمانيون../
تعمد العدوانُ السعوديّ الأمريكي، في الأول من مارس خلال عامي: 2016م، و2019م، ارتكابَ جرائم الحرب، والإبادة الجماعية، بسلسلة غاراته الجوية المباشرة، وقصفه المدفعي والصاروخي، على المنازل والممتلكات، وتجمعات المدنيين، والمراعي، في محافظات الحديدة وصنعاء، وصعدة.

أسفرت عن 9 شهداء، و32 جريحاً بينهم أطفال ونساء، وتشريد وحرمان عشرات الأسر من مآويها، وممتلكاتها، وخرق واضح لاتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة، وترويع الأهالي، وإعاقة التنقل، وتداعيات إنسانية ومادية ونفسية واسعة.

وفيما يلي أبرز التفاصيل:

1 مارس 2016..33 شهيداً وجريحاً في جريمة حرب لغارات العدوان على اجتماع صلح قبلي كبير بحيمة صنعاء:

في الأول من مارس عام 2016م، استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي، اجتماعاً قبلياً للتوقيع على وثيقة صلح بمنطقة بني يوسف مديرية الحيمة الداخلية، محافظة صنعاء، بسلسلة غارات وحشية مباشرة أسفرت عن 8 شهداء، و 25 جريحاً، وتدمير عدد من السيارات، وجريمة حرب ومجزرة مروعة، تضاف سجل الجرائم المتواصلة بحق الإنسانية في اليمن، منذ السادس والعشرين من مارس 2015م، واعتداء سافر على القبيلة اليمنية وكل الأسلاف والأعراف والقيم بين القبل العربية، وانتهاك صارخ لكل القيم والمواثيق الدولية.

فيما كانت قبائل الحيمة الداخلية تتوافد للتوقيع على وثيقة الصلح القبلي الخاصة بحل الخلافات بين بيت الفتيني وبيت العاربة، كان العدوان يرصد حركتهم ومستوى تجمعهم، وحين اكتملت وجبته الدسمة، باشرهم بالاستهداف المباشر.

أحد المشاركين في الإسعاف يقول: “كنا ننقذ البعض وشويه ويعاود الطيران يستهدف التجمعات، ويلاحق السيارات، والتحليق مستمر، والمسعفون استهدفتهم الغارات، والناس البعيدين علينا كنا نحاول الاقتراب منهم، ويحلق الطيران ويقصف ونتراجع، وكان الجرحى يستغيثوا ويقرحوا بالبنادق ونقترب منهم ويعاود الطيران لاستهدافهم، جمعنا بعض الجثث أشلاء مقطعة”.

اكتظ المستشفى بجثث الجرحى والشهداء، وتحركت الطواقم الطبية لبذل قصارى جهدها، وسط أجواء من الرعب والخوف والحزن، الذي خيم على المنطقة وكل مديرية الحيمة الداخلية والمناطق المجاورة لها.

أحد الأطباء وهو يخيط رأس أحد كبار السن، يقول: “وصلتنا عشرات الحالات بينهم شهداء وجرحى بجراحات خطيرة الساعة الثانية بعد منتصف الليل، من أبناء الحيمة، استهدفهم طيران العدوان، الكثير من الحالات خطرة وتتطلب عناية مركزة، وعمليات في الخارج”.

أحد الجرحى من فوق سرير المشفى يروي تفاصيل الجريمة قائلاً: “أول ما اجتمعنا للتوقيع على صلح قبلي، بين بيت الفتيني وبيت العاربة، وبيت محيى الدين النزاري، وقد أحنا نكتب ونوقع على انتهاء الأحكام، وحل القضية، سمعنا حين استهدفنا الطيران الغاشم، بعدد من الغارات المباشرة، نموت بشرف أو نعيش بشرف، إما أن نقبل الذلة لا يمكن، لا يمكن لا يمكن.. العدو يخاف من وحدتنا، ولملمة جراحنا، وحلحلة مشاكلنا الداخلية، هو لا يريد ذلك، وادعو أبناء شعبنا اليمني إلى توحيد الصفوف، ورفد الجبهات، لمواجهة آل سعود الجبناء”.

استهداف تجمعات المدنيين، جريمة حرب مكتملة الأركان، ووصمة عار في جبين المجتمع الدولي، وواحدة من آلاف الجرائم المماثلة التي ارتكبها العدوان بحق الشعب اليمني طوال 9 أعوام، دون أي تحرك أممي لوقف العدوان ورفع الحصار، وإنهاء المعاناة.

1 مارس 2016.. 7 جرحى منهم 3 أطفال و 3 نساء بقصف صاروخي ومدفعي للعدوان السعودي الأمريكي على صعدة:

وفي اليوم والعام ذاته، أضاف العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب جديدة، بقصفه المدفعي والصاروخي على منازل وممتلكات المواطنين في مناطق متفرقة بمديرية رازح الحدودية بمحافظة صعدة، أسفر عن 7 جرحى منهم 3 أطفال و3 نساء، وأضرار واسعة، ونزوح وتشريد عشرات الأسر من مآويها، ومضاعفة المعاناة، وتخويف النساء والأطفال.

هنا طفل ذو 3 أعوام جرح وهو برفقة والده المزارع على سيارتهم العائدة من السوق القريب منهم، تم نقله إلى أحد المستشفيات، بصعوبة عالية، خيط رأسه، ولا تزال الدماء على جسده وملابسه، ينظر إلى من حوله وكله خوف ورعب لا يهدأ، كأنه ينظر إلى حتفه، في مستوصف رازح تعلو صرخات أطفال ونساء، كلهم جرحى، ومعهم أحلامهم ومخاوفهم، طفلة أخرى ذات عامين أو أقل تصرخ وتنوح والدماء منها نسيل، والأطباء يحاولون عزلها عن حضن والدها، وهي تبكي لا تقبل اللحظة، وتخشى من القادم، والأطباء بأياد رحيمة وكلمات رقيقة يحاولون تهدئتها، وعمل اللازم لها في مشهد يدمي القلوب.

صوتها الصارخ يحطم القلوب والأسماع، ويهيج الدموع، ويشحذ همم الرجال ويستنهض الغضب والعزائم، ويبدي الأهالي استنكارهم الواسع، معلنين جهوزيتهم للتحرك الفوري صوب الجبهات.

يقول أحد الأهالي: “العدوان يستهدف مناطقنا، لا نستطيع التنقل، حياتنا وحياة أطفالنا في خطر، الصواريخ والمدفعية، على منازلنا ومزارعنا، وسيارتنا في الطرقات العامة”.

القصف المتواصل على المناطق الحدودية مستمر منذ اليوم الأول للعدوان، رغم الهدنة وتمديدها، ويقدم المدنيون تضحيات كبيرة، واستشهد وجرح منهم الآلاف، ودمرت مئات المنازل، والمزارع والممتلكات، وتعد صعدة المحافظة اليمنية الأكثر تضرراً وعرضة للقصف الجوي والصاروخي والمدفعي، وحولها العدوان إلى أرض محروقة، ومنطقة عسكرية، إلا أن أهلها أكثر صموداً وثباتاً.

القصف الصاروخي والمدفعي، من وراء الحدود السعودية لا يتوقف! وحياة سكان القرى والمناطق الحدودية على حافة الموت، وما يزيد من المخاطر عليهم هو صعوبة الانتقال إلى أماكن توفير الرعاية الصحية، والخدمات الأساسية.

سكان صعدة وكل أبناء الشعب اليمني يدعون المجتمع الدولي والأمم المتحدة للتحرك الجدي في وقف العدوان ورفع الحصار، ووضع حدّ لجرائم الحرب، ومحاسبة مرتكبيها، وتقديمهم للعدالة الدولية.

1 مارس 2019.. استشهاد طفل أثناء رعي الأغنام بنيران مرتزقة العدوان وخروقاتهم المستمرة في الحديدة:

في صباح الأول من مارس 2019م، كان الطفل أحمد سعيد نور، خارجاً من منزله لرعي الأغنام كعادته، المطمئنة إلى إعلان وقف إطلاق النار في محافظته الحديدة منذ أكثر من عام، لكنه لا يعلم أن مرتزقة العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي، يتربصون به ويريدون قتله، وأن هذا اليوم سيكون الأخير في حياته، وبعد ساعات من توزع ماشيته في مراعي منطقة الريمية بمديرية التحيتا، انطلقت رصاصات الغدر لتخترق جسده الصغير، وتسقطه شهيدًا.

أحمد ذو القلب الطاهر والروح البريئة، لم يكن يدرك أن عدوانًا وحشيًا يستهدف طفولته، لم يكن يعلم أن أيديًا آثمة ستنهي حياته البريئة، لقد كان طفلاً يحلم بمستقبلٍ مشرق، ولكن رصاصات الغدر أنهت كل أحلامه.

يقول والد الطفل الشهيد بصوت حزين، ودموع منهمرة: “طفلي عمره 10 سنوات، استهدف بطلقة رصاص من جهة الدواعش، في منطقة الريمية، وهو يرعى الغنم، الطلقة في ظهره وخرجت من القلب والكبد، وبسبب تأخر وقت الإسعاف استشهد، عملنا له إسعافات أولية ما نفع”.

هذه الجريمةٌ النكراء تُضاف إلى سجل جرائم العدوان، الذي لم يرحم طفولةً أو شيخوخة، لقد استهدفوا براءة أحمد، كما استهدفوا آلاف الأبرياء في اليمن، ورحل عنا أحمد، ولكن ذكراه ستظل خالدة في قلوبنا، سيظل رمزًا للبراءة التي اغتيلت، وللطفولة التي سُلبت، سيظل شاهدًا على بشاعة العدوان، وعلى الظلم الذي يواجهه شعب اليمن.

يا أحمد، نم قرير العين، فقد رحلت إلى جوار ربك، وستظل قصتك تروى للأجيال، لتذكرهم بجرائم العدوان، وبأهمية الدفاع عن الحق والعدالة.

جرائم وخروقات العدوان ومرتزقته في محافظة الحديدة، متواصلة رغم اتفاق وقف إطلاق النار، أمام مرأى ومسمع من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي المشرف عليها، دون أي تحرك لإنهاء هذه الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها.

مقالات مشابهة

  • الرئيس اللبناني: أتطلع إلى المحادثات التي سأجريها مع الأمير محمد بن سلمان
  • أمّة المقاومة.. مقاومة الأمّة
  • السيد حسن نصر الله: قائد المقاومة ورمز الصمود
  • حزب الله تقبل التعازي باستشهاد نصرالله وصفي الدين في النبطية
  • فضل الله: ألم تتعب الدولة من العدوان عليها وانتقاص سيادتها؟
  • حزب الله وعائلتا نصرالله وصفي الدين يتقبلون التعازي في دير قانون النهر
  • فضيحة انسانية ارتكبها الاحتلال الاسرائيلي جنوباً.. وعدد شهداء الحرب الأخيرة 6 آلاف
  • 1 مارس خلال 9 أعوام.. 41 شهيداً وجريحاً بقصف العدوان السعودي الأمريكي ومرتزقته على اليمن
  • رسائل من لبنان إلى إيران.. مضمونها قاسٍ وتقرير اسرائيلي يكشفها
  • بالفيديو.. نصرالله في المدينة الرياضية!