الثورة نت:
2025-07-29@08:29:49 GMT

أمريكا تفشل في تشكيل تحالف دولي على اليمن

تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT

أمريكا تفشل في تشكيل تحالف دولي على اليمن

بدأت بـأكثر من 20 دولة وانتهت بعدوان ثنائي مع بريطانيا سيرة حافلة من التحالفات الفاشلة الداعمة للإرهاب من أفغانستان والعراق وسوريا إلى ليبيا وأوكرانيا

مع بداية العدوان على قطاع غزة حذرت صنعاء إسرائيل من الدخول في مرحلة الهجوم البري، ولم يأخذ الكثيرون هذا الموقف على محمل الجد، ولكن بعد ثلاثة أيام من بدء الهجوم البري، اليمن تهدد سفن الشحن الإسرائيلية أو المتجهة إلى الأراضي المحتلة ثم السيطرة على سفينة «جالاكسي ليدر» وتلا ذلك عدد من العمليات البحرية التي منعت السفن التجارية المتجهة للكيان الصهيوني من المرور عبر البحر الأحمر وتسببت تلك العمليات بقلق كبير للداعم والحليف الرئيسي للكيان الإسرائيلي، وكان الإعلان من مستشار الأمن القومي الأمريكي لجو بايدن، أن الولايات المتحدة تتفاوض مع دول أخرى وتحاول إقناعها بتشكيل قوة بحرية دولية لضمان المرور الآمن للسفن في البحر الأحمر، وأن وزارة الدفاع الأمريكية تحاول ضم 40 دولة إلى هذه القوة البحرية الدولية التي ستراقب مساحة ثلاثة ملايين ميل من المياه الدولية وتشمل الدول الأعضاء في القيادة المركزية الأمريكية CENTCOM)).


التحالف فشل قبل أن يبدأ، ووجدت أمريكا وبريطانيا نفسيهما وحيدتين في شن عدوان همجي على اليمن…

الثورة / أحمد السعيدي

البداية بـ 24 دولة
قبل ثلاثة أسابيع أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، عن إطلاق عملية متعددة الجنسيات لما زعم انه حماية التجارة في البحر الأحمر، في أعقاب سلسلة من الهجمات الصاروخية وبطائرات مسيرة شنتها القوات البحرية اليمنية، وقال أوستن بعد زيارة إلى البحرين التي تستضيف الأسطول الأمريكي في الشرق الأوسط، إن الدول المشاركة تشمل بريطانيا والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشيل وإسبانيا وأضاف أنهم سيقومون بدوريات مشتركة في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن تحت مسمى “المبادرة الأمنية متعددة الجنسيات” ويضم التحالف العسكري أكثر من عشرين دولة تسعى على حد قوله إلى ترسيخ المبدأ الأساسي لحرية الملاحة عليها أن تتكاتف لمواجهة التحدي الذي تشكله هذه الجهة”.
اعتذار وانسحاب
في بداية الأمر انضمت لهذا التحالف عشر دول وسط غياب عربي بارز، وما إن أعلنت أمريكا عن هذا التحالف الذي أسمته “حارس الازدهار” في البحر الأحمر، حتى تلقى ضربة قوية من قبل أكبر الدول التي كانت قد أعلنت الانضمام إليه، فبعد موافقة نحو 20 دولةً على المشاركة في هذا التحالف البحري انسحبت كل من ‏فرنسا وإسبانيا وإيطاليا رسمياً منه وأوضحت الدول الثلاث بأنها لن تقوم بإجراء المزيد من العمليات البحرية إلا تحت قيادة حلف شمال الأطلسي “الناتو” وليس “أمريكا”، وبانسحاب هذه الدول لم يتبق من الدول المشاركة في التحالف مع أمريكا سوى بريطانيا التي أعلنت مشاركتها بالمدمرة “دايموند”، وكندا التي لم تحدد حجم مشاركتها، بالإضافة إلى اليونان التي أعلنت مشاركتها بفرقاطة يتيمة، وقد تنسحب تحت ضغوط الحزب الشيوعي، فيما أعلنت هولندا مشاركتها بضابطين اثنين والدنمارك بضابط واحد وأستراليا بـ11 جنديا والنرويج بعشرة ضباط، أما البحرين وسيشيل فليستا داخل حسبان تشكيل تحالف دولي نظرا لصغرهما من حيث المساحة والدور.
ضغوط سياسية
هذه الانسحابات تعكس الدوافع المتناقضة وراء تشكيل التحالف، حيث تشير التقارير إلى أن إصرار واشنطن على تشكيل هذا التحالف هو لحماية الكيان الصهيوني، وإنقاذه من الانهيار الاقتصادي أو على الأقل اهتزاز وضعه الاقتصادي وتجنيبه الخسائر الفادحة التي يتكبدها نتيجة منع القوات اليمنية السفن المتجهة إلى الأراضي المحتلة من عبور البحر الأحمر.
لم تيأس الولايات المتحدة الأمريكية وأرسلت وزير خارجيتها أنتوني بلينكن إلى الدول العربية لممارسة الضغط السياسي للانضمام إلى هذا التحالف أو على الأقل الموافقة عليه وعلى الضربات العسكرية التي ستنفذها على اليمن، ولكن الدول العربية رفضت، وكانت تخشى من ردة فعل شعوبها، وسبق وان أبلغت واشنطن أن الانضمام لأي تحالف ضد اليمن هو في الحقيقة تحالف من اجل حماية إسرائيل، وبالفعل وصل الوزير بلينكن إلى المنطقة والتقى محمد بن سلمان واخبره أن واشنطن تريد أن تتلقى “صنعاء” رسالة مفادها أن “هذا الأمر يجب أن يتوقف” لكن السعودية اعتذرت على المشاركة بسبب المفاوضات الجارية مع صنعاء لوضع حرب اليمن على سكّة الحلّ، وفي المقابل فشلت زيارة وزير الخارجية الأمريكي إلى مصر أيضاً التي أعلنت عدم موافقتها على المشاركة في هذا التحالف البحري الذي تقوده واشنطن، لأن ذلك قد يضعها في موقع الشريك في دعم إسرائيل في حربها على غزة، وهو ما قد يقوض موقعها في المنطقة واعتبارها التاريخي “حارسا” للقضية الفلسطينية”، كما لم تنجح تلك الضغوط السياسية الأمريكية مع بقية الدول العربية مثل الأردن والإمارات وقطر وغيرها.
عدوان ثنائي
وما إن أعلن هذا التحالف فشله رسمياً حتى قررت الولايات المتحدة الأمريكية شن عدوان على اليمن برفقة شريكتها بريطانيا، ويتضح، من العدوان فجري الجمعة والسبت على اليمن بشكل منفرد مع بريطانيا، فشل كل محاولات هذا التحالف لفك الحصار اليمني المفروض على الملاحة الإسرائيلية، أمام حنكة وقدرة القوات البحرية اليمنية التي نجحت بدقة عالية في فرض هذا الحصار بنسبة 100 % وذلك باعتراف وسائل إعلام العدو، وهي نسبة غير مسبوقة في تاريخ الخيارات العسكرية في هذا الميدان.
وبتنفيذها عدواناً على اليمن، تكون الولايات المتحدة الأمريكية قد ارتكبت أفدح خطأ وأكبر حماقة في تاريخها، فاليمن العنيد والمقاوم لن يبقى مكتوف الأيدي، بل أن لديه خيارات كثيرة وواسعة لردع هذا العدوان والرد على منفذيه وكل المتورطين والمشاركين فيه، ولعل الأمريكي يخبر ذلك جيداً خاصة بعد أن جاءه الرد السريع من صنعاء التي لم تتردد في استهداف سفينة أمريكية رداً على الاعتداء الأمريكي على البحرية اليمنية في البحر الأحمر.
تجارب سابقة
وربما لم يأتِ فشل هذا التحالف العسكري على اليمن بجديد، فجميع تحالفات أمريكا القديمة، من أفغانستان والعراق إلى ليبيا وأوكرانيا، ومن الخليج إلى بحر الصين وغيرها، لم تفشل في الوصول إلى النتيجة المرجوة فحسب، بل إن كل هذه التحالفات انهارت بعد فترة وأصبحت عمليا فضيحة لأمريكا، الهروب المخزي من أفغانستان، الفشل في ابتلاع العراق وسوريا، فشل خطة الشرق الأوسط الجديدة في لبنان عام 2006م وحرب الـ 33 يوما، سلسلة الإخفاقات في حرب أوكرانيا، التراجعات القسرية لأمريكا أمام اقتدار إيران البحري في الخليج وما شابهها في بحر الصين ما هي إلا مظهر صغير من مظاهرها، وهي نسخة عقيمة من التحالفات الأمريكية؛ بحيث لم يعد حلفاء أمريكا الأوروبيون يقبلون الأحادية الأمريكية تحت ستار التحالفات الوهمية. وهو النهج الذي برز في معارضة العديد من الدول الأوروبية لاستمرار الحرب في أوكرانيا.
تحالفات تدعم الإرهاب
التحالفات الأمريكية لا تؤدي إلى انعدام الأمن فحسب، بل هي دائما الأساس لتصعيد أزمات وجرائم لا حصر لها في العالم، مثل التحالف ضد تنظيم القاعدة في أفغانستان، والتحالف ضد داعش في العراق وسوريا. التحالفات التي لم تساعد في الحد من تدفقات الإرهابيين فحسب، بل استهدفت بالفعل جبهة مكافحة الإرهاب، وأوضح مثال على ذلك إرهاب الدولة الأمريكية باستشهاد قادة المقاومة في الهجوم الإرهابي على مطار بغداد. وتاريخ الولايات المتحدة في تصرفات مماثلة يظهر أن التحالف الذي تبحث عنه الولايات المتحدة في البحر الأحمر يدعم رسميًا عراب الإرهاب، الكيان الصهيوني، ويطلق العنان لأيدي المحتلين لمواصلة جرائمهم.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی البحر الأحمر هذا التحالف على الیمن

إقرأ أيضاً:

اعلام روسي: اليمن يفرض إرادته على أهم الممرات الملاحية ويتحدى القوى الكبرى

 وسلطت صحيفة "فوينوي أوبزرينيي" العسكرية الروسية، الضوء على فشل واشنطن وحلفائها في التعامل مع قدرات القوات المسلحة اليمنية، التي تحكم سيطرتها على البحر الأحمر، وتنفذ حصاراً خانقاً ضد الملاحة الصهيونية، وذلك في إطار الدعم والإسناد اليمني المقدم لغزة.

وبحسب التقرير الصادر عن الصحيفة الروسية، فإن البحر الأحمر خالٍ تماماً من أي سفينة أمريكية حالياً، وهو حدث غير مسبوق منذ بدء العمليات العسكرية اليمنية للسيطرة على الملاحة، مشيراً إلى أن واشنطن، التي قادت تحالفاً غربياً عدوانياً مشتركاً مع الدول الأوروبية منذ يناير 2024، اضطرت إلى التراجع بعد تلقيها "ضربات موجعة"، وهو ما أكدته أيضاً وكالة "USNI News".

وبيّن التقرير أن العمليات العسكرية اليمنية في البحر الأحمر تتصاعد بوتيرة لافتة، حيث تمكنت قوات صنعاء من إغراق سفينتين مرتبطتين بالكيان الصهيوني، بالإضافة إلى تنفيذ هجوم صاروخي جديد على عمق الكيان الصهيوني، لافتاً إلى أن هذه التطورات تأتي بعد إعلان القوات المسلحة اليمنية في خريف 2023 عن استهداف السفن الصهيونية وحلفائها المارة قبالة السواحل اليمنية، وذلك رداً على العدوان والحصار الصهيوني غزة.

وذكرت صحيفة "فوينوي أوبزرينيي" أن الفشل لم يقتصر على واشنطن وحدها، فقد عجز الاتحاد الأوروبي أيضاً عن تأمين الملاحة في البحر الأحمر، حيث أدى هذا العجز إلى انخفاض حركة السفن بنسبة 60% في الجزء الذي يسيطر عليه اليمنيون، في دلالة واضحة على حجم تأثيرهم على هذا الشريان الملاحي الحيوي والاقتصاد العالمي.

وأشار التقرير إلى تحولات جيوسياسية مهمة في المنطقة، حيث يؤكد قدرة اليمن على فرض إرادته في أحد أهم الممرات الملاحية العالمية، وتحدي القوى الكبرى.

 

مقالات مشابهة

  • مجلة بريطانية: اليمن يفتتح مرحلة رعب جديدة في البحر الأحمر
  • الانتصار اليمني في البحر الأحمر.. رسالة مدوية بنهاية عصر الهيمنة الأمريكية
  • لويدز ليست: اليمن يفتح مرحلة جديدة من التصعيد في البحر الأحمر
  • مستنقع اليمن.. لماذا لا تنتصر القوة الأمريكية على الحوثيين؟ (ترجمة خاصة)
  • صحيفة روسية: اليمن يهزم القوى الكبرى ويفرض إرادته على البحر الأحمر
  • جنرال أمريكي: هجمات الحوثيين في البحر الأحمر ساهمت في تطوير التكتيكات العسكرية الأمريكية
  • السودان.. تحالف «تأسيس» يعلن تشكيل حكومة موازية والجيش يصفها بـ«حكومة المليشيا»
  • اعلام روسي: اليمن يفرض إرادته على أهم الممرات الملاحية ويتحدى القوى الكبرى
  • تحالف حميدتي يعلن تشكيل حكومة موازية بالسودان
  • بكين تتحدى الهيمنة الأمريكية.. الصين تدعو لتعاون دولي في «الذكاء الاصطناعي»