صحيفة البلاد:
2024-07-06@15:01:07 GMT

اسعد نفسك (2-2)

تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT

اسعد نفسك (2-2)

تكملةً لمقالي السابق، ومن الأحكام المهمِّ ذكرُها كذلك، ما يتعلق بقضاءِ الحاجة، فلا يجوز للإنسان أن يستقبلَ القبلةَ أو يستدبرَها لبولٍ أو غائطٍ في الصحراء، خلافاً للبنيانِ الذي أجاز كثيرٌ من العلماء استقبالَ القبلة أو استدبارَها فيه، أما في الصحراء فلا يجوز مطلقاً، وهذا أمر يغفلُ عنه كثيرٌ من الناس. قال صلى الله عليه وسلم: (إذَا أتَيْتُمُ الغَائِطَ فلا تَسْتَقْبِلُوا القِبْلَةَ، ولَا تَسْتَدْبِرُوهَا ولَكِنْ شَرِّقُوا أوْ غَرِّبُوا).

ومن الجيدِ أن يتخللَ أوقاتَ النزهةِ شيءٌ من ذكر لله، فـ(إنَّ لِلَّهِ مَلائِكَةً يَطُوفُونَ في الطُّرُقِ يَلْتَمِسُونَ أهْلَ الذِّكْرِ، فإذا وجَدُوا قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَنادَوْا: هَلُمُّوا إلى حاجَتِكُمْ قالَ: فَيَحُفُّونَهُمْ بأَجْنِحَتِهِمْ إلى السَّماءِ الدُّنْيا) كما قال ذلك الحبيب صلى الله عليه وسلم، فما أجمل أن تزينوا نزهتَكم بتلاوةِ آياتٍ من كتاب الله، أو مدارسةِ سورةٍ من القرآن، أو قراءةٍ لأحاديثِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، أو تذاكرٍ لدروس الحياة يستفيد منها الأولاد، أو غيرِ ذلك مما ينفع في الدين والدنيا. قال صلى الله عليه وسلم: (ما جلَسَ قَومٌ مَجلِسًا لم يَذكروا اللهَ فيه، ولم يُصَلُّوا على النَّبيِّ؛ إلَّا كان تِرَةً عليهم يَومَ القيامةِ) أي حسرةً عليهم يتحسرون على فاتهم من فضل الذكر في هذا المجلس.

ومن الفرص العظيمة التي يمكن استثمارها في البرّية، التفكرُ في خلق الله، والتأملُ في عجيب صنعه. تتأملَ في النجوم ولمعان ضوئها، وفي السماء وجمال حَبكتِها، وفي الجبالِ وعظمِ خلقها.

(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)

وإن ممّا يجب استحضاره في رحلات النزهة، القاعدةُ النبويةُ الشريفةُ في قوله صلى الله عليه وسلم: (لا ضرر ولا ضرار)، فلا يجوز للإنسان أن يعرِّضَ نفسه أو أهله وولده أو غيره للأخطار والأضرار، كأن يبيتَ في الأوديةِ التي تتعرض للسيولِ وقتَ الأمطار، أو يجلسَ في الطرق والممرات، أو يُنَجِّسَ أماكنَ الظلِّ التي يقصدها الناس، أو يتركَ المكانَ مليئاً بالقمامةِ والأوساخ. فكل ذلك أذىً محرم يؤثم عليه الإنسان.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اتَّقُوا اللَّعَّانَيْنِ) قالوا: وَما اللَّعَّانَانِ يا رَسُولَ اللهِ؟ قالَ: (الذي يَتَخَلَّى في طَرِيقِ النَّاسِ أَوْ في ظِلِّهِمْ).

ومن وجد شيئا من الأذى في الطرقات، فإن العملَ على إزالتِه من شعبِ الإيمان، وحسنِ الخلق، وقيِّمِ الحضارة، قال صلى الله عليه وسلم: (بيْنَما رَجُلٌ يَمْشِي بطَرِيقٍ وجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ علَى الطَّرِيقِ فأخَّرَهُ، فَشَكَرَ اللَّهُ له فَغَفَرَ له).

ونذكِّر الجميعَ عند خروجهم إلى التنزُّه، بأهميةِ المحافظة على الغطاءِ النباتي، وعدمِ قطع الأشجار وإشعالِ النار، إلا في الأماكن المسموح بها، وضرورةِ إطفائها قبل مغادرة المكان، كما نؤكد على الالتزامِ بالأنظمة التي أصدرتها الجهاتِ المعنية بشأن المحّميات الطبيعية وعدمِ الإعتداءِ عليها.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: صلى الله علیه وسلم

إقرأ أيضاً:

رأس السنة الهجرية ١٤٤٦.. قصة الهجرة النبوية للأطفال

في بداية كل عام هجري جديد، نستذكر قصة عظيمة من تاريخ الإسلام، هي قصة هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة. هذه القصة تحمل في طياتها الكثير من الدروس والعبر التي يمكن أن نتعلمها ونستفيد منها.

 سنروي قصة الهجرة بأسلوب مبسط يناسب الأطفال، لنساعدهم على فهم هذه الحادثة التاريخية المهمة.

قصة الهجرة النبوية للاطفالبداية الدعوة الإسلامية

في مكة، بدأ النبي محمد صلى الله عليه وسلم يدعو الناس لعبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام. 

استجاب بعض الناس لدعوته، لكن كثيرين من قريش لم يعجبهم هذا الأمر وأرادوا أن يوقفوا الدعوة الإسلامية. 

عانى المسلمون الأوائل الكثير من الأذى والاضطهاد بسبب إيمانهم.

التفكير في الهجرة

عندما اشتد الأذى على المسلمين في مكة، بدأ النبي محمد صلى الله عليه وسلم يفكر في مكان آخر يمكنهم أن يعيشوا فيه بسلام ويمارسوا دينهم بحرية. 

علم النبي صلى الله عليه وسلم أن أهل المدينة، التي كانت تُعرف حينها بيثرب، قد سمعوا عن الإسلام وأحبوا دعوته، فرحبوا بفكرة هجرة المسلمين إليهم.

التخطيط للهجرة

كان من المهم أن يتم التخطيط للهجرة بسرية حتى لا يعترض المشركون طريق المسلمين. 

طلب النبي صلى الله عليه وسلم من أصحابه أن يهاجروا إلى المدينة فرادى أو في مجموعات صغيرة. 

وفي الليلة التي كان يخطط فيها للهجرة، نام علي بن أبي طالب رضي الله عنه في فراش النبي ليغطي على خروجه.

الرحلة إلى المدينة

اصطحب النبي صلى الله عليه وسلم صاحبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه في رحلته إلى المدينة. 

اختبأ الاثنان في غار ثور لمدة ثلاثة أيام حتى يهدأ بحث المشركين عنهم. 

بعد ذلك، واصلا رحلتهما عبر الصحراء، وقد حفظهما الله ورعاهما حتى وصلا إلى المدينة بسلام.

استقبال أهل المدينة

عندما وصل النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه إلى المدينة، استقبلهما أهلها بالفرح والسرور. 

رحب الأنصار (سكان المدينة الذين آمنوا بالنبي) بالمسلمين المهاجرين، وشاركوا معهم بيوتهم وأموالهم، ليصبحوا جميعًا إخوة في الإسلام.

 أهمية الهجرة

تعلمنا قصة الهجرة النبوية دروسًا كثيرة، منها الصبر على الأذى، والتخطيط الجيد، والتوكل على الله، وأهمية الأخوة والتعاون بين المسلمين. 

كانت الهجرة بداية لتأسيس أول مجتمع إسلامي في المدينة، حيث عاش المسلمون معًا في سلام وبنوا دولتهم على أساس العدل والإحسان.

 

مقالات مشابهة

  • د. يوسف عامر يكتب: قصة مهاجرة
  • خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي
  • خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف
  • «الإفتاء» حكم الذكر جماعة وجهرا عقب صلاة العصر يوم الجمعة
  • دعاء دخول المسجد كما ورد عن النبي.. «اللهم افتح لي أبواب رحمتك»
  • سنن الجمعة المهجورة.. أعمال مستحبة لها فضل عظيم
  • دروس على أعتاب السنة الهجرية الجديدة
  • فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
  • الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم..آداب يوم الجمعة
  • رأس السنة الهجرية ١٤٤٦.. قصة الهجرة النبوية للأطفال