الذكاء الإصطناعي واستنساخ الأصوات
تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT
أخذت بعض استخدامات الذكاء الإصطناعي في الآونة الأخيرة ، أبعاداً سلبية بعد أن أضحت مخرجاته قادرة على التزّييف والتضّليل والمحاكاة والإنتحال بطريقة تبدو وكأنها حقيقية، ما حدا بالأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو جوتيريش”، إلى التحذير خلال جلسة مفتوحة لمجلس الأمن الدولي، من مخاطر الذكاء الإصطناعي على الأمن العالمى، مؤيداً إنشاء هيئة تابعة للأمم المتحدة لإدارة تكنولوجيا الذكاء الإصطناعى على غرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وفي أوائل شهر مايو الماضي، أعلن الأب الروحي للذكاء الاصطناعي”جيفري هنتون”، انقلابه على اختراعه، معرباً عن ندمه جزئياً على العمل في مجال الذكاء الإصطناعى، محذِّراً من مخاطره ومشاكله.
من أمثلة هذه المخاطر والمشاكل، كنت أستمع إلى حلقات التطبيق الشهير Blinkist، عندما بدأت ألاحظ أنهم اعتمدوا مؤخراً بشكل كبير على استنساخ الأصوات بالذكاء الإصطناعي ، حيث تولّي برمجيات، إنشاء نموذج لصوت أيٍ من أصوات الشخصيات السياسية أو التاريخية أو الاجتماعية والفنية ميتة أو على قيد الحياة ،حتّى بلغات أجنبية، وإنشاء نسخة من أي شخص بمجرد تحميل ملف صوتي، أو مشاركة رسالة صوتية، أو مجرد تسجيل صوت يتم تقليده بواسطة أجهزة كمبيوتر بشكل لا تشوبه شائبة .
في هذا السياق، تم مؤخراً تداول مقطع فيديو عبر الواتساب بصوت المُذيع التلفزيوني والإعلامي البريطاني “السير ديفيد أتينبورو “، عن الحرب التي يدور رحاها في غزة الآن ، وقد تفاعل الناس بشكل إيجابي مع الفيديو لأنه كان بمثابة دعم لغزة ضدّ العدوان الإسرائيلي، ولأن الكثيرين إعتقدوا أن هذا هو صوته، بيدَ أنه لم يكن كذلك، فضلاً عن أن المتحدث الرسمي باسمه، نفى أن يكون قد أدلى بأي تصريحات ضدّ غزة أو إسرائيل، الأمر الذي يدل على أنه لا يوجد حدّ لمقدار الضرر الذي قد يحدثه الصوت الذي ينتجه الذكاء الإصطناعي ، مثلما كان الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما ضحية لاستنساخ صوته بالذكاء الإصطناعي في تصريحات لم يدلِ بها في عام 2018م.
كما يمكن أيضاً استخدام تقنية الذكاء الإصطناعي، كسلاح ضد الأفراد لتقليد شخصيات أو سياسيين أو ممثلين مشهورين من أجل نشر معلومات كاذبة، وتقديم معلومات مهمة مثل الرقم السري أو بطاقات الإئتمان أو الحسابات البنكية، وبالتالي التأثير على الرأي العام، مثلما كان الحال مع السير ديفيد.
قد يحاكي شخص ما، صوت والد الرجل أو أخيه ويطلب تحويل الأموال ، فماذا لو ذهب إلى أبعد من ذلك، وتمكَّن خاطف مزيَّف من محاكاة صوت إبنة رجل يطالبه بفدية، بينما الإبنة تصرخ طلباً للمساعدة في خلفية المكالمة؟
كل شيء أصبح ممكناً بفضل التطوّر السريع للتكنولوجيا، وعلى الرغم من وجود طرق للتعرف على أصوات الذكاء الإصطناعي عن طريق برامج تم إنشاؤها، إلا أنها غير معروفة لعامة الناس ، فيما يقتصر استخدامها على المتخصصين أو المهتمين بهذا المجال ، بحيث لن يشك الفرد العادي عند سماع صوت الذكاء الإصطناعي في أنه حقيقة.
قد لا يعلم أحد ماذا سيحدث إذا تم استخدام هذه التكنولوجيا من قبل محتالين بشكل احترافي.
ممّا لاشك فيه أنه ستكون هناك فوضى، ويبدو أننا خسرنا السباق ضدّ تقدم الذكاء الإصطناعي، ولم يعد مواكبة الإبتكارات الناشئة أمراً سهلاً ، ويبدو كما لو أن شخصاً ما، قام بصناعة سلاح فتَّاك وجعله في متناول الجميع، ليكتشف أنه لا توجد قاعدة تحكم استخدامه.
لقد كتبتُ مؤخرًا الكثير من المقالات حول الذكاء الإصطناعي، لكن لا أريد أن يظن أحد أنني مناهض له، صحيح أن للذكاء الإصطناعي العديد من التطبيقات المهمة، ولكنها تشكِّل في الوقت عينه، الخطر الأكبر على قدرتنا على التعايش معها.
jebadr@
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: الذکاء الإصطناعی
إقرأ أيضاً:
الهجرة إلى أميركا في عهد ترامب.. ما الذي سيتغير؟
وضع الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، الهجرة في مقدمة أولويات حملته الانتخابية، متعهدا بإحلال ما أسماه "النظام غير المسبوق" على الحدود الجنوبية، وبدء أكبر عملية ترحيل جماعي للمهاجرين غير الشرعيين في اليوم الأول من توليه المنصب.
وطوال حملته الانتخابية، وصف ترامب الهجرة بأنها "أزمة" وتعهد بالتحرك بسرعة لتنفيذ سلسلة من السياسات، المثيرة للجدل، للحد من الهجرة غير القانونية ووقف تدفق الوافدين الجدد.
وقال ترامب خلال خطاب النصر في فلوريدا، الثلاثاء، "سنصلح حدودنا... نريد أن يعود الناس، لكن يجب أن يدخلوا بشكل قانوني".
ومع ذلك، فإن موضوع إعادة دخول ملايين الأشخاص المحتملين تشكل تحديا قانونيا ولوجستيا ضخما.
معهد سياسة الهجرة أشار إلى وجود العديد من المسارات، ولكل منها تراكمات وتأخيرات مختلفة، والتي تحدد المدة التي ينتظرها الأفراد للحصول على الإقامة الدائمة.
وتخلق الحصص السنوية وتلك الخاصة ببعض الدول تأخيرات واسعة، حيث يواجه بعض المتقدمين فترات انتظار قد تستمر لعقود.
وقد لا يكون لدى العديد من المهاجرين غير الشرعيين وسيلة للانضمام إلى هذه القائمة الطويلة بسبب السياسات التقييدية لإعادة الدخول.
ويمنع قانون إصلاح الهجرة غير الشرعية والمسؤولية عن المهاجرين لعام 1996 إعادة دخول المهاجرين الذين ثُبت أنهم أقاموا في الولايات المتحدة بصورة غير قانونية.
وإذا غادروا وأرادوا العودة بشكل قانوني، فإن أولئك الذين تجاوزت فترة إقامتهم غير الشرعية داخل الولايات المتحدة 180 يومًا ولكن أقل من سنة، فسيواجهون حظرًا لدخول البلاد لثلاث سنوات.
أما الذين تجاوزت مدة إقامتهم غير القانونية سنة، فسيواجهون حظرًا لمدة 10 سنوات.
ترامب "يخطط" لتفعيل قانون عمره 226 سنة لتنفيذ عمليات ترحيل جماعية لمهاجرين ذكر موقع "أكسيوس" الأميركي أن المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة، دونالد ترامب، قد أعلن مؤخرًا عن نيته تفعيل قانون قديم يعود لعام 1798، وذلك حال وصوله إلى البيت الأبيض مرة أخرى. أكبر حملة ترحيل في تاريخ الولايات المتحدةتعهد ترامب خلال حملته الانتخابية بتنفيذ أكبر حملة لترحيل المهاجرين غير الشرعيين باستخدام الحرس الوطني، مستندا إلى قانون "الأعداء الأجانب"، وهو قانون من القرن الثامن عشر يسمح للرئيس بترحيل غير المواطنين من الدول التي تعتبرها الولايات المتحدة معادية.
يهدف ترامب من خلال هذه الحملة إلى تقليص عدد المهاجرين غير الشرعيين بشكل كبير، وهو أمر يرى مؤيدوه أنه خطوة نحو استعادة النظام، لكن المعارضين يرون أن ذلك سيؤدي إلى معارك قانونية وعوائق لوجستية.
جيريمي روبنز، المدير التنفيذي لمجلس الهجرة الأميركي، علق على هذا الموضوع بالقول "إن أي رئيس يختار متابعة الترحيل الجماعي سيكلف الحكومة تكلفة استثنائية ويؤدي إلى تدمير الاقتصاد"
ويضيف روبنز أنه "من الضروري أن يفهم صانعو السياسات والجمهور الأميركي ما الذي سيتضمنه هذا: عشرات المليارات من دولارات دافعي الضرائب، صناعات منهكة أصلاً تم تدميرها، ملايين الأشخاص محتجزين في مراكز الاحتجاز، وآلاف العائلات التي تمزقها، مما يسبب الرعب والفوضى في المجتمعات في جميع أنحاء البلاد" بحسب تعبيره.
ملف الهجرة.. ورقة ترامب لإقناع الناخبين بدعمه يركز الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، خلال تجمعاته الانتخابية على ملف المهاجرين ممن يصفهم بـ"المجرمين" الذين يصلون إلى الولايات المتحدة، وخاصة عبر الحدود الأميركية المكسيكية. حظر السفر، إلغاء المواطنة بحق الولادة ... والمزيدمن المتوقع أيضا تجديد برنامج "ابقَ في المكسيك"، وهو برنامج أطلقته إدارة ترامب الأولى، الذي يفرض على المهاجرين الذين يسعون للحصول على اللجوء الانتظار في المكسيك أثناء معالجة قضاياهم.
كما من المتوقع تجديد سياسة طرد المهاجرين بسرعة والحد من الهجرة على الحدود الأميركية-المكسيكية.
وعد آخر قطعه ترامب خلال حملته الرئاسية وهو التراجع عن المبادرات التي أطلقتها إدارة بايدن والتي سمحت لمجموعات معينة من المهاجرين بدخول الولايات المتحدة بشكل قانوني.
ففي ظل إدارة بايدن، تم السماح لما يصل إلى 30000 مهاجر شهريًا من أربع دول - كوبا، هايتي، نيكاراغوا وفنزويلا - بالدخول إلى الولايات المتحدة بشكل قانوني إذا استوفوا شروطًا معينة، لكن ترامب تعهد بإنهاء هذه المسارات.
وفي محاولة لتكثيف التدقيق في من يدخلون الولايات المتحدة، تعهد ترامب أيضا بتجديد وتوسيع حظر السفر ليشمل قائمة أوسع من البلدان، وإدخال "فحص أيديولوجي" لمنع الأفراد الذين يصفهم ترامب بـ"المجانين الخطرين والكارهين والمتعصبين والمجانين".
تقول حملة ترامب إن هذا الإجراء سيعزز الأمن القومي، رغم أنه أثار مخاوف بشأن التمييز والحريات المدنية.
كما أعلن ترامب عن خطط لإنهاء حق الجنسية المكتسب عن طريق ولادة الأطفال في الولايات المتحدة لوالدين يقيمان في البلاد بشكل غير قانوني. وسيستلزم هذا إعادة تفسير التعديل الرابع عشر من الدستور الأميركي ومن المتوقع أن يواجه تحديات قانونية كبيرة.
لو فاز ترامب.. من يواجه خطر الترحيل بالولايات المتحدة؟ يواجه الملايين ممن يعيشون على الأرض الأميركية بغير شرعي، خطر الترحيل، والانفصال عن ذوويهم حال نجح الرئيس السابق دونالد ترامب في الوصول إلى البيت الأبيض مرة ثانية. دعم "شعبي" يقابله تحذير من "انتهاكات"بينما تحظى خطط ترامب للهجرة بدعم قاعدته الشعبية، إلا أنها تواجه معارضة شديدة من منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان والخبراء القانونيين، الذين يجادلون بأن عمليات الترحيل الجماعي وحظر السفر قد تؤدي إلى انتهاكات لحقوق الإنسان وتحديات قضائية واسعة.
يقول مارك هيتفيلد، الرئيس التنفيذي لجمعية المساعدة القانونية للمهاجرين اليهود "إن المدافعين عن حقوق المهاجرين يشعرون بالقلق حيال ما سيفعله ترامب في إدارة الهجرة القانونية".
ويضيف أنه "من المحتمل أن نلجأ إلى القضاء إذا حاول إغلاق برنامج اللاجئين ويتجاوز صلاحياته... لكن الأساس هو أن الرئيس لديه الكثير من السلطة عندما يتعلق الأمر ببرنامج اللاجئين... وبالنسبة للجوء، سيجعل من المستحيل التقديم عند الحدود كما فعل مع برنامج 'ابقَ في المكسيك".
أما ميشيل مينغ، المديرة السياسية في منظمة "اتحدوا نحلم"، وهي أكبر منظمة يقودها الشباب المهاجرون في البلاد، فقالت بدورها إنهم سيكونون مستعدين "لحماية" العائلات المهاجرة.
وتتوقع مينغ أن تكون هناك العديد من الفعاليات التوعوية حول "معرفة حقوق المهاجرين" خلال ولاية ترامب الثانية، مضيفة .. "بمجرد أن يتولى ترامب المنصب، سنذكره أننا هنا لمقاومة أي سياسة يحاول تنفيذها للإضرار بمجتمعاتنا" على حد قولها.