فقراء الأدب وجع في جسد المجتمع
تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT
الأدب جامع الصفات الحسنة ، والأقوال والأعمال المحبَّبة لله ولرسوله وللناس جميعاً ، الأدب ليست كلمة عابرة تمرّ مرور الكرام ، وليس معنىً سطحياً لا عمق له، بل إنه منهج من السلوكيات والكلمات والمعاني السامية التي تشكِّل الشخصية ، فشتان بين الإنسان المؤدب المهذب وبين من يفتقر لذلك ، شتان بين من يحسن التصرفات وترتيب المواقف واختيار العبارات، وبين من يتخبَّط في وحل سوء تفكيره وغثاثة اختياراته للعبارات ، وسوء ردود أفعاله ، وقد افتخر قدوتنا وحبيبنا نبينا محمد عليه الصلاة والسلام بأدبه فقال : (أدّبني ربي فأحسن تأديبي) وأثنى الله عزّ وجلّ عليه بقوله : (وإنك لعلى خلق عظيم).
وكم من الأحاديث النبوية التي أثنت على حسن الخلق ومنها على سبيل المثال لا الحصر (أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً الموطؤون أكنافاً الذين يألفون ويؤلفون) وكم من الثناء ووصف الأدب والخلق الجميل ورد في الشعر فلشوقي : (إنما الأمم الأخلاق ما بقيت، فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا) ، وأيضاً: (صلاح أمرك للأخلاق مرجعه ، فقوِّم النفس بالأخلاق تستقمِ )، وأيضاً : (إذا أصيب القوم في أخلاقهم، فأقم عليهم مأتماً وعويلا)، ولن نستطيع الحصر أو الإحاطة بما قيل في الأدب وحسن التعامل والأخلاق، لكن لعله من المفيد أن نتذكر ونذكر فقراء الأدب ، أن الأخلاق والآداب ، كانت ومازالت وستظل من أهم محاور ديننا الحنيف ، ومن أرقى ما نعتز به ونفتخر، وبدون ذلك يصبح المرء لاشئ، نعم إنها الأخلاق التي تقرِّب بين الناس وتباعد بينهم، الأخلاق التي ترفع في نفوسنا أشخاصاً وتضع آخرين، هي الأخلاق التي أكثر ما تتضح في المواقف وعند الملمات ،الأخلاق التي لا يستطيع من يفتقر إليها ، التظاهر بها حين يختلف معه آخر أو يصطدم به، الأخلاق التي تنبت كالزرع وتحتاج رعاية ذوي خلق ، حتّى تكون أخلاقاً راقية رفيعة تدوم ولاتزول كما قال معروف الرصافي: (هي الأخلاق تنبت كالنبات، إذا سقيت بماء المكرمات) إلى أن يقول : (ولم أر للخلائق من محل يهذبها كحضن الأمهات، فحضن الأم مدرسة تسامت بتربية البنين أو البنات)، لكن هناك من البشر للأسف من اختلطت الأمور عندهم ،فأصبحوا يرون الوقاحة شجاعة ، والتجاوز في حق الكبار عدالة.
فقراء الأدب لا يميزون بين السلوكيات الصحيح منها والخطأ فهم يعتقدون أن الاحترام والتأدب مع الكبار عموماً سواء من الأهل أو غيرهم إنما هو ضعف واستسلام.
فقراء الأدب قد يكونون ذوا علم أو مسؤوليات لكنهم غير مؤهلين ، وإنما تعلو وجوههم قشرة خارجية لا يعرف ما تحتها إلا من اقترب منهم أكثر أو اصطدم معهم.
فقراء الأدب لا يقدرون معروفاً ولا يحفظون وداً ويحسبون أن تربية صغارهم على عدم الاحترام للكبار إنما هو دعم معنوي ونفسي للأسف ، حقيقةً فقراء الأدب وجع خاصةً لمن أحبهم أو وثق بهم وبلا مبالغة اعتبرهم وجع للمجتمع، وبالمقابل دعوني أعرج على أهل القيّم والأدب والذين والحمد لله هم الأكثر وليت فاقدي الأدب يتعلمون منهم حتّى لا يخسروا كثيراً فليس أصعب من خسارة الأهل بعضهم أو كلهم أو فرد واحد منهم ، فالأهل هم واحة الحياة الوارفة من خسرهم فلا شك ستكون خسارته فادحة ، أما أغنياء الأدب فحدثوا حولهم واستمتعوا بالحديث عنهم ، هم أبعد ما يكونون عن الجحود والنكران لأحبتهم ولكل من له فضل عليهم يتمتعون برقي التعامل والأدب الجمّ حتّى عند الإختلاف معهم يرفعون أهلهم منزلة عالية يترفعون عن انتقاص حق الكبار حتى لو أخطأوا في حقهم والديهم وأقاربهم لهم الأولوية، توقير الكبير قيمة يتمتع بها أهل الأدب والتهذيب ، ولايمكن أن يتنازلوا عنها أو يتناسوها.
أصحاب الأدب الرفيع كنز ثمين طوبى لمن حظي بهم.
@almethag
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: الأخلاق التی
إقرأ أيضاً:
ضبط 25 ألف مخالفًا لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع
الرياض
أسفرت الحملات الميدانية المشتركة لمتابعة وضبط مخالفي أنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود، التي تمت في مناطق المملكة كافة، وذلك للفترة من 20 / 09 / 1446هـ الموافق 20 / 03 / 2025م إلى 26 / 09 / 1446هـ الموافق 26 / 03 / 2025م، عن النتائج التالية:
أولًا: بلغ إجمالي المخالفين الذين تم ضبطهم بالحملات الميدانية الأمنية المشتركة في مناطق المملكة كافة (25362) مخالفًا، منهم (18504) مخالفين لنظام الإقامة، و(4004) مخالفين لنظام أمن الحدود، و(2854) مخالفًا لنظام العمل.
ثانيًا: بلغ إجمالي من تم ضبطهم خلال محاولتهم عبور الحدود إلى داخل المملكة (1533) شخصًا (30%) منهم يمنيو الجنسية، و(65%) إثيوبيو الجنسية، و(05%) جنسيات أخرى، كما تم ضبط (62) شخصًا لمحاولتهم عبور الحدود إلى خارج المملكة بطريقة غير نظامية.
ثالثًا: تم ضبط (09) متورطين في نقل وإيواء وتشغيل مخالفي أنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود والتستر عليهم.
رابعًا: بلغ إجمالي من يتم إخضاعهم حاليًا لإجراءات تنفيذ الأنظمة (36251) وافدًا مخالفًا، منهم (34729) رجلًا، و(1522) امرأة.
خامسًا: تم إحالة (27576) مخالفًا لبعثاتهم الدبلوماسية للحصول على وثائق سفر، وإحالة (2315) مخالفًا لاستكمال حجوزات سفرهم، وترحيل (12066) مخالفًا.
وأكدت وزارة الداخلية أن كل من يسهل دخول مخالفي نظام أمن الحدود للمملكة أو نقلهم داخلها أو يوفر لهم المأوى أو يقدم لهم أي مساعدة أو خدمة بأي شكل من الأشكال، يعرض نفسه لعقوبات تصل إلى السجن مدة 15 سنة، وغرامة مالية تصل إلى مليون ريال، ومصادرة وسيلة النقل والسكن المستخدم للإيواء، إضافة إلى التشهير به، وأوضحت أن هذه الجريمة تعد من الجرائم الكبيرة الموجبة للتوقيف، والمخلة بالشرف والأمانة، حاثةً على الإبلاغ عن أي حالات مخالفة على الرقم (911) بمناطق مكة المكرمة والرياض والشرقية، و(999) و(996) في بقية مناطق المملكة.