صحيفة البلاد:
2024-11-08@01:28:17 GMT

فقراء الأدب وجع في جسد المجتمع

تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT

فقراء الأدب وجع في جسد المجتمع

الأدب جامع الصفات الحسنة ، والأقوال والأعمال المحبَّبة لله ولرسوله وللناس جميعاً ، الأدب ليست كلمة عابرة تمرّ مرور الكرام ، وليس معنىً سطحياً لا عمق له، بل إنه منهج من السلوكيات والكلمات والمعاني السامية التي تشكِّل الشخصية ، فشتان بين الإنسان المؤدب المهذب وبين من يفتقر لذلك ، شتان بين من يحسن التصرفات وترتيب المواقف واختيار العبارات، وبين من يتخبَّط في وحل سوء تفكيره وغثاثة اختياراته للعبارات ، وسوء ردود أفعاله ، وقد افتخر قدوتنا وحبيبنا نبينا محمد عليه الصلاة والسلام بأدبه فقال : (أدّبني ربي فأحسن تأديبي) وأثنى الله عزّ وجلّ عليه بقوله : (وإنك لعلى خلق عظيم).

وكم من الأحاديث النبوية التي أثنت على حسن الخلق ومنها على سبيل المثال لا الحصر (أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً الموطؤون أكنافاً الذين يألفون ويؤلفون) وكم من الثناء ووصف الأدب والخلق الجميل ورد في الشعر فلشوقي : (إنما الأمم الأخلاق ما بقيت، فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا) ، وأيضاً: (صلاح أمرك للأخلاق مرجعه ، فقوِّم النفس بالأخلاق تستقمِ )، وأيضاً : (إذا أصيب القوم في أخلاقهم، فأقم عليهم مأتماً وعويلا)، ولن نستطيع الحصر أو الإحاطة بما قيل في الأدب وحسن التعامل والأخلاق، لكن لعله من المفيد أن نتذكر ونذكر فقراء الأدب ، أن الأخلاق والآداب ، كانت ومازالت وستظل من أهم محاور ديننا الحنيف ، ومن أرقى ما نعتز به ونفتخر، وبدون ذلك يصبح المرء لاشئ، نعم إنها الأخلاق التي تقرِّب بين الناس وتباعد بينهم، الأخلاق التي ترفع في نفوسنا أشخاصاً وتضع آخرين، هي الأخلاق التي أكثر ما تتضح في المواقف وعند الملمات ،الأخلاق التي لا يستطيع من يفتقر إليها ، التظاهر بها حين يختلف معه آخر أو يصطدم به، الأخلاق التي تنبت كالزرع وتحتاج رعاية ذوي خلق ، حتّى تكون أخلاقاً راقية رفيعة تدوم ولاتزول كما قال معروف الرصافي: (هي الأخلاق تنبت كالنبات، إذا سقيت بماء المكرمات) إلى أن يقول : (ولم أر للخلائق من محل يهذبها كحضن الأمهات، فحضن الأم مدرسة تسامت بتربية البنين أو البنات)، لكن هناك من البشر للأسف من اختلطت الأمور عندهم ،فأصبحوا يرون الوقاحة شجاعة ، والتجاوز في حق الكبار عدالة.

فقراء الأدب لا يميزون بين السلوكيات الصحيح منها والخطأ فهم يعتقدون أن الاحترام والتأدب مع الكبار عموماً سواء من الأهل أو غيرهم إنما هو ضعف واستسلام.
فقراء الأدب قد يكونون ذوا علم أو مسؤوليات لكنهم غير مؤهلين ، وإنما تعلو وجوههم قشرة خارجية لا يعرف ما تحتها إلا من اقترب منهم أكثر أو اصطدم معهم.

فقراء الأدب لا يقدرون معروفاً ولا يحفظون وداً ويحسبون أن تربية صغارهم على عدم الاحترام للكبار إنما هو دعم معنوي ونفسي للأسف ، حقيقةً فقراء الأدب وجع خاصةً لمن أحبهم أو وثق بهم وبلا مبالغة اعتبرهم وجع للمجتمع، وبالمقابل دعوني أعرج على أهل القيّم والأدب والذين والحمد لله هم الأكثر وليت فاقدي الأدب يتعلمون منهم حتّى لا يخسروا كثيراً فليس أصعب من خسارة الأهل بعضهم أو كلهم أو فرد واحد منهم ، فالأهل هم واحة الحياة الوارفة من خسرهم فلا شك ستكون خسارته فادحة ، أما أغنياء الأدب فحدثوا حولهم واستمتعوا بالحديث عنهم ، هم أبعد ما يكونون عن الجحود والنكران لأحبتهم ولكل من له فضل عليهم يتمتعون برقي التعامل والأدب الجمّ حتّى عند الإختلاف معهم يرفعون أهلهم منزلة عالية يترفعون عن انتقاص حق الكبار حتى لو أخطأوا في حقهم والديهم وأقاربهم لهم الأولوية، توقير الكبير قيمة يتمتع بها أهل الأدب والتهذيب ، ولايمكن أن يتنازلوا عنها أو يتناسوها.
أصحاب الأدب الرفيع كنز ثمين طوبى لمن حظي بهم.

@almethag

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: الأخلاق التی

إقرأ أيضاً:

مصادر طبية فلسطينية: 37 شهيدًا منذ فجر اليوم 24 منهم شمالي القطاع

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نقلت فضائية “القاهرة الإخبارية” عن مصادر طبية فلسطينية، أن هناك 37 شهيدًا في غارات إسرائيلية على قطاع غزة منذ فجر اليوم الثلاثاء، 24 منهم شمالي القطاع.

كما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية، أن قوات الاحتلال تواصل تدمير البنية التحتية في مخيم الفارعة جنوبي طوباس بالضفة الغربية.
 

مقالات مشابهة

  • معًا ضد التنمر.. ندوات توعوية لطلاب المدارس في إيتاي البارود بالبحيرة
  • رئيس هيئة تعليم الكبار يشارك في اجتماع لجنة حماية الطفل بالمنيا
  • تصيب الكبار و الصغار| كل ما تود معرفته عن الإكزيما
  • خالد الجندي: الحرية تكمن في الانقياد لله والتحلي بالقيم الأخلاقية التي تحمي المجتمع
  • أسامة جلال على النيل لايف اليوم للحديث حول نجوم الفن الكبار الراحلين
  • محمد مغربي يكتب: «الذكاء الاصطناعي» بين الأخلاق والقانون
  • 6 أبراج تحب النوم زى عينيها.. هل أنت من هؤلاء الأشخاص؟
  • تعليم الكبار: دورات لتعليم لغة الإشارة للتعامل مع ذوي الإعاقة
  • «تعليم الكبار»: عقد دورات وورش عمل على كيفية التعامل مع ذوي الإعاقة
  • مصادر طبية فلسطينية: 37 شهيدًا منذ فجر اليوم 24 منهم شمالي القطاع