تقدُّم في مواجهة التخلّف
تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT
تقدُّم في مواجهة التخلّف
خالد فضل
يبدو أن أقدار دعاة التقدم والديمقراطية والحرية والسلام والعدالة من السودانيين/ات؛ تضعهم دوما في فوهة مدافع وصواريخ وراجمات دعاة التخلف والديكتاتورية والاستبداد والحروب والمظالم من مواطنيهم (مجازا) فالأخيرون لا يحفلون أبدا بسبط حقوق أو رابطة مواطنة!! وهذا هو محك الصراع وبؤرته الملتهبة، بسلاحين جد مختلفين، سلاح الوعي والحرية والسلمية والحجة والرأي والفكر لدى دعاة الديمقراطية وسلاح العنف والحرب والترويع والتخويف والمكارثية والتخوين وإثارة الكراهية ونشر الأكاذيب والتضليل وتعمية الوعي وتغبيش الوقائع وهي الأسلحة المعتمدة لدى دعاة التخلف وناشريه، بتسميم الفضاء الإنساني وتعميق الجراح الملتهبة وفتح القروح القديمة.
إذا (تقدم) تخوض في غمار بحر لجي، أمواجه عاتية، تشوبها كل نوازع ونقائص البشر من تشف وانتقام وأنانية وحب للذات وشره للتسلط والاستبداد بالأمر كله ثروة وسلطة أرضا وبشرا ودون ذلك وأد كل مظاهر الحياة للشعب، والدعوات المسعورة لاستمرار الحرب دون اكتراث بمصائر الناس يمثل اوضح دليل على فظاعة ووحشية بعض بني البشر من فصيلة السودانيين، فالجهل في تقديري ليس هو الأمية الأبجدية؛ هذه أمرها هيّن ويمكن فكها في فصول محو الأمية، إنّ قمة الجهل هي بناء تصوّر وهمي يحقق الرغبة الذاتية وإلباسه ثوب الحقيقة التي لا جدال حولها ومن ثم التبتل في محراب ذلك الوهم باعتباره الحقيقة المطلقة وما سواها باطل، إنّه الذهول عن حقائق الواقع ومجافاة الخبرة وإعادة التجربة مرات ومرات دون تعديل في أي جزء منها ومع ذلك توقع الحصول على نتائج مغايرة للنتيجة الأولى.
أوضح مثال على ذلك ما يجري الآن في السودان، الحرب التي تدور منذ ما يقارب العام، يصر قادة الجيش برئاسة الفريق البرهان على استمرار الحرب وعدم التوصل لاتفاق لوقف اطلاق النار مع قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي، والأخير كان قد وافق على ابرام اتفاق لوقف اطلاق النار دون شروط استجابة لدعوة (تقدم) ولقائه بقيادتها في أديس، وهو موقف يحسب لصالحه على كل حال، فقوات الدعم السريع منتشرة في عشر ولايات تقريبا وتتحكم فيها دون أن تحكمها طبعا، ومع ذلك يقول البرهان إنه سيواصل الحرب، ويعمل على تأليب القبائل والمناطق وتسليح المدنيين ليكونوا مليشيات تقاتل قتال الجيش، وهذه تجربة قديمة مكررة برع فيها الحكم الإنقاذي أيما براعة ومن ثمارها المرة (الجنجويد) وقوات الدعم السريع نفسها، فالأمر إعادة للتجربة بذات المعطيات فهل من راشد يتوقع الحصول على نتائج مغايرة، وحدهم الجهلاء من يتوقعون ذلك!! ثم ها هو حاكم ولاية نهر النيل يصدر فرماناته في محاولة بائسة لإلغاء الثورة المجيدة وإعادة عقارب الساعة لتوقيت العهد المباد، لجان المقاومة لم تتشكل بقرار إداري حتى يحلها حاكم لكنه الجهل المركب والتخبط.
قلنا إن قدر تقدم وكل قوى الثورة هو مواجهة لوثة التخلف والجهل، وفي سبيل ذلك لابد من عمل دؤوب وصبر جميل، وإذا كانت الخطوات قد نجحت مع قائد الدعم السريع، وهناك استجابة معقولة من قيادة الحركة الشعبية/ شمال قيادة الحلو، فإنّ الأمل معقود في استجابة مماثلة من الرفيق عبد الواحد ومن الحزب الشيوعي وحزب البعث ومن لجان المقاومة وكل التشكيلات الثورية الأخرى، فالهدف موحد هو بناء سودان التقدم والسلام والحرية والعدالة ومحاصرة جيوب وعوامل وعناصر الجهل والتخلف وإعادة تربيتها على قيم ومبادئ حقوق الإنسان، ووقف الحرب خطوة لازمة لبدء العمل من جديد في بناء وطن يسع الجميع.
الوسومأديس الحرب الدعم السريع السودان الفريق البرهان تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية(تقدم) حميدتي خالد فضل
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: أديس الحرب الدعم السريع السودان الفريق البرهان تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية تقدم حميدتي خالد فضل الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
أكثر من 50 قتيلاً في قصف لقوات الدعم السريع على سوق بضواحي الخرطوم
لقي أكثر من 50 شخصًا مصرعهم، السبت، جراء قصف استهدف سوقًا في أم درمان، إحدى ضواحي العاصمة السودانية الخرطوم، في هجوم نسب إلى قوات الدعم السريع، وفق ما أفاد به مصدر طبي لوكالة فرانس برس.
وأوضح المصدر في مستشفى النو، طالبًا عدم الكشف عن هويته، أن عدد الجرحى في تزايد مستمر مع استمرار وصول المصابين إلى المستشفى، مشيرًا إلى أن حصيلة الضحايا ارتفعت إلى 54 قتيلًا، بعدما كانت 40 في وقت سابق.
وفي تطور آخر، لقي مدنيان مصرعهما في جنوب العاصمة جراء ضربة جوية استهدفت محورًا خاضعًا لسيطرة قوات الدعم السريع، بحسب ما أفادت به شبكة متطوعين.
ومنذ اندلاع النزاع في السودان في أبريل 2023، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”, يواجه الطرفان اتهامات بارتكاب جرائم حرب، تشمل استهداف المدنيين، القصف العشوائي، عرقلة المساعدات الإنسانية، والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.
وأدى هذا النزاع إلى كارثة إنسانية مدمرة، حيث قُتل عشرات الآلاف، فيما اضطر أكثر من 12 مليون شخص للنزوح، وسط تفاقم أزمة الغذاء التي تهدد الملايين بالمجاعة.
أحد الناجين من القصف في أم درمان روى تفاصيل الهجوم لـ فرانس برس، قائلًا: “القذائف سقطت وسط سوق الخضار في صابرين، ما يفسر العدد الكبير من الضحايا”.
من جانبه، أكد أحد المتطوعين في مستشفى النو الحاجة الماسة إلى أكفان، متبرعين بالدم، ونقالات لنقل الجرحى، في ظل الضغوط الهائلة التي يواجهها المستشفى، الذي يُعد من آخر المرافق الطبية العاملة في المنطقة، رغم تعرضه لهجمات متكررة.
في تطور ميداني لافت، نجح الجيش السوداني الأسبوع الماضي في كسر الحصار الذي فرضته قوات الدعم السريع على مقر قيادته العامة في الخرطوم، كما استعاد السيطرة على مقر سلاح الإشارة ومصفاة الجيلي النفطية شمال العاصمة.
وفي المقابل، توعد قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، بطرد الجيش من الخرطوم، مقراً – ولأول مرة – بالانتكاسات التي تعرضت لها قواته مؤخرًا، مؤكدًا في خطاب متلفز أن الجيش “لن يتمكن من الاحتفاظ بهذه المواقع طويلًا”.
وتحولت العاصمة السودانية إلى ساحة معركة مفتوحة منذ اندلاع النزاع، حيث تعرضت أحياء سكنية بأكملها للتدمير، بينما فرّ 3.6 ملايين شخص من المدينة، وفق إحصاءات الأمم المتحدة.
وتشير التقارير إلى أن 26 ألف شخص قتلوا في ولاية الخرطوم وحدها بين أبريل 2023 ويونيو 2024، بحسب دراسة أجرتها كلية لندن للصحة والطب الاستوائي.
وفي ظل الحصار المستمر والمعارك المتواصلة، يعيش ما لا يقل عن 106 آلاف شخص في العاصمة تحت وطأة المجاعة، بينما يواجه 3.2 ملايين آخرين الجوع عند مستويات حرجة، وفقًا لنظام تصنيف تدعمه وكالات الأمم المتحدة.
وخارج الخرطوم، أعلنت المجاعة رسميًا في خمس مناطق، معظمها في إقليم دارفور، وسط تحذيرات من اتساع نطاق الأزمة ليشمل خمس مناطق إضافية بحلول مايو المقبل.
في تحرك دولي ضد تصاعد الانتهاكات، فرضت إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن عقوبات على عبد الفتاح البرهان، متهمة الجيش السوداني بشن هجمات على مدارس وأسواق ومستشفيات، واستخدام سلاح التجويع ضد المدنيين.
وسبق ذلك، فرض واشنطن عقوبات على محمد حمدان دقلو، متهمة قواته بارتكاب “إبادة جماعية” وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، لا سيما في دارفور، حيث تحظى قوات الدعم السريع بنفوذ واسع.