الأمطار الغزيرة تغرق العشرات من مراكز الإيواء في غزة
تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT
غزة (الاتحاد)
أخبار ذات صلةغرقت العشرات من مراكز الإيواء التي تؤوي عشرات الآلاف من الفلسطينيين في المناطق الشمالية والجنوبية من قطاع غزة، بعد أن دخلت مياه الأمطار المختلطة مع مياه الصرف الصحي إلى الغرف الصفية، والخيام، ومنازل السكان.
وفي شمال القطاع، غرقت مراكز عدة تؤوي آلاف النازحين، إضافة إلى المنازل والخيام في جباليا وبيت حانون، وبيت لاهيا، بفعل الأمطار الغزيرة التي هطلت طيلة الساعات الماضية وفجر أمس، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية.
وأضافت أن مراكز الإيواء في مدينة غزة غرقت، حيث دخلت مياه الأمطار إلى مدارس وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا»، في حي الرمال، ومنطقة مربع الجامعات، ومنطقة عسقولة، وأحياء الزيتون والشجاعية والدرج والتفاح.
وفي وسط القطاع، دخلت مياه الأمطار إلى مراكز الإيواء التي تضم عدداً من مدارس «الأونروا» والحكومية، إضافة إلى غرق مراكز الإيواء في مدينتي خان يونس ورفح، كما أن غالبية الخيام بمدينة رفح غرقت وتطايرت نتيجة الرياح الشديدة، حيث تؤوي الخيام كافة أطفالاً.
وناشد السكان المؤسسات الدولية كافة، ومنظمة الصحة العالمية، ضرورة التحرك العاجل لوقف الحرب في المقام الأول، وتوفير مراكز تؤويهم من الأمطار والبرد القارس، في ظل عدم تمكنهم من العودة إلى منازلهم التي هدمت معظمها.
ودخلت الحرب في قطاع غزة يومها المئة، أمس، على الرغم من الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار في النزاع الذي أدى إلى أزمة إنسانية كبيرة في قطاع غزة.
وقال رئيس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» فيليب لازاريني الذي يزور المنطقة الساحلية «إن جسامة الموت والدمار والتهجير والجوع والخسارة والحزن في الأيام المئة الماضية تلطخ إنسانيتنا المشتركة». وأكد أيضاً أن جيلاً كاملاً من أطفال غزة يعاني «صدمة نفسية»، والأمراض مستمرة في الانتشار و«المجاعة» تلوح في الأفق.
وتتزايد المخاوف من اتساع رقعة الصراع في المنطقة، فعلى الحدود مع لبنان شمال إسرائيل، أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، أنه أطلق النار على عناصر دخلت أراضيه، وقتل أربعة من هؤلاء «المقاتلين».
وتم إجلاء عشرات الآلاف من السكان من المنطقة الواقعة على جانبي هذه الحدود في بداية النزاع. وواصل الجيش الإسرائيلي، أمس الأول، قصف قطاع غزة. وتقول الفلسطينية نعمة الأخرس، البالغة 80 عاماً، إن القصف دمر منزلها. وروت: «بدأنا بالصراخ، لم أعد قادرة على التحرك أخرجني أحدهم من تحت الأنقاض ووضعني على عربة». وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف عشرات المواقع.
في مستشفى النجار في رفح، يحاول السكان التعرف على أحبائهم الذين مددوا على الأرض. وذكر صحافي في وكالة فرانس برس في رفح، أن الاتصالات عادت جزئياً غداة إعلان شركة الاتصالات الفلسطينية الرئيسية «بالتل»، عن انقطاع الخدمة. ولم تؤكد الشركة عودة الخدمة، لكنها قالت إن غارة إسرائيلية أودت بحياة اثنين من موظفيها في خان يونس أثناء قيامهما بإصلاح الشبكة.
وتزيد موجة البرد والأمطار التي تهطل في المنطقة صعوبة الحياة اليومية للعائلات التي تخيم في ساحة مجمع النصر الطبي. وقالت نبيلة أبو زايد، البالغة 40 عاماً، بأسف: «لكن إلى أين نذهب؟».
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 1.9 مليون شخص أو نحو 85 في المئة من السكان، اضطروا إلى مغادرة منازلهم. ويلجأ كثيرون إلى رفح أو إلى مناطق أخرى في جنوب هذه المنطقة الصغيرة، بينما تكرر وزارة الصحة المحلية أنه لا تملك بنية تحتية لاستيعابهم. وذكرت منظمة الصحة العالمية أن أقل من نصف المستشفيات في قطاع غزة يعمل وجزئياً فقط.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: غزة فلسطين إسرائيل مراکز الإیواء قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
خبيران: تراجع إسرائيل عن الانسحاب من فيلادلفيا يؤكد أن المنطقة في خطر
قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن حديث إسرائيل عن نيتها عدم الانسحاب من محور صلاح الدين (فيلادلفيا) يعني أنها تخطط لعزل قطاع غزة عن العالم بشكل كامل، في حين قال اللواء محمد الصمادي إن هذا الموقف يؤكد أن المنطقة بحاجة لموقف حاسم من هذا التمدد الإسرائيلي المدعوم أميركيا.
وكان مقررا أن تبدأ قوات الاحتلال الانسحاب من المحور الحدودي بين مصر وغزة السبت المقبل مع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة وإسرائيل.
لكن وزير الدفاع يسرائيل كاتس قال إن إسرائيل ستحتفظ بهذه المنطقة "العازلة" على غرار ما فعلت في الجنوبين اللبناني والسوري.
ووفقا لما قاله الدويري في تحليل للجزيرة، فإن شروط المنطقة العازلة لا تنطبق على محور فيلادلفيا لأسباب عديدة منها أن مثل هذه المناطق تقام بمعرفة الأمم المتحدة أو بواسطة عدد من الدول بهدف حماية المدنيين.
كما أن المنطقة العازلة يتم إنشاؤها بين بلدين جارين من خلال اقتطاع جزء من كل بلد، وهو أمر لا ينطبق على فيلادلفيا لأنه يقع بين مصر وفلسطين، والوجود الإسرائيلي مخالف لاتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل.
وأكد الخبير العسكري أن حديث إسرائيل عن سعيها لمنع تهريب الأسلحة عبر الحدود مع مصر ليس صحيحا، لأن الجانب المصري تحدث منذ 2013 عن أنه دمر كافة الأنفاق التي كانت موجودة على هذه الحدود، مضيفا "عندما زعم جيش الاحتلال العثور على مئات الأنفاق خلال الحرب ردت مصر بنفي هذه المزاعم".
إعلانويرى الدويري أن مصر وقطر تضغطان بكل ما لديهما من قوة لحل هذا الخلاف، ودفع إسرائيل لتنفيذ الانسحاب، لكنه قال إن المشكلة الحقيقية تكمن في الموقف الأميركي الذي تجاوز الموقف الإسرائيلي نفسه.
وختم بالقول إن ما تقوم به إسرائيل محاولة للضغط على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من أجل تقديم تنازلات في موضوع الأسرى، معربا عن اعتقاده بأن المقاومة هي القادرة على إحداث التوازن المقبول بين الأمور العسكرية والإنسانية في هذا التوقيت.
محاولة لمنع أي تهدئة
الرأي نفسه أكده الخبير العسكري اللواء الصمادي بقوله إن حديث إسرائيل عن نيتها البقاء في المحور يعكس سعيها لمنع لأي تهدئة بالمنطقة لتعويض فشلها في الاستيطان، وتنفيذ خطة الجنرالات شمال قطاع غزة.
وأضاف الصمادي أن اختلاق الذرائع من جانب إسرائيل أمر متوقع في ظل الدعم الذي تحظى به من الرئيس الأميركي، مؤكدا أن إسرائيل ليست بحاجة للبقاء في فيلادلفيا، وأنها ستحاول الضغط من أجل تحقيق أهدافها المتمثلة في استعادة الأسرى وإبعاد قادة المقاومة ونزع سلاح قطاع غزة.
وخلص إلى أن الدعم الأميركي المطلق "يضع المنطقة أمام إستراتيجية لبسط نفوذ إسرائيل" مضيفا "لو لم يخرج اجتماع القاهرة المرتقب بموقف موحد وصارم يلجم هذا المد الصهيوني فسوف تكون المنطقة كلها في وضعية خطرة خصوصا وأن ترامب يمنح إسرائيل ضوءا أخضر لفعل ما تريد".
وفي وقت سابق اليوم الخميس، حدد وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين 4 شروط لانسحاب الجيش الإسرائيلي من محور فيلادلفيا، وهي "إعادة الرهائن، طرد حماس، نزع سلاح غزة، السيطرة الكاملة" في إشارة إلى مطلب إسرائيل بالسيطرة الأمنية الكاملة على قطاع غزة.
وينص اتفاق وقف إطلاق النار على انسحاب قوات الاحتلال من المحور في اليوم الخمسين الموافق السبت المقبل، وهو ما تنصلت منه حكومة نتنياهو لتدفع بالصفقة نحو الانهيار.
إعلان