حديث حوثي عن ضربة أميركية في الحديدة وواشنطن تعلق
تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT
بعد هدوء شهده البحر الأحمر، عقب ضربات أميركية وبريطانية على مواقع متفرقة للجماعة الحوثية يومي الجمعة والسبت، قالت وسائل إعلامية موالية لجماعة الحوثي إن موقعا آخر استهدفته ضربة أميركية بريطانية، اليوم الأحد، بالقرب من البحر الأحمر شمال مدينة الحديدة، فيما نفت واشنطن ذلك الهجوم المزعوم.
إلى ذلك أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، أن تأمين الملاحة في البحر الأحمر، رهن باستعادة مؤسسات الدولة المختطفة في بلاده من قبل الجماعة الحوثية، وذلك في أعقاب التصعيد الحوثي الذي أعقبه توجيه ضربات أميركية وبريطانية لأهداف تتبع الجماعة الموالية لإيران.
وتوقع مراقبون أن الجماعة الموالية لإيران تحضر لهجمات جديدة، وهو الأمر الذي حذر منه الرئيس الأميركي جو بايدن، وتوعد بتكرار الضربات إذا لم يتوقف الحوثيون عن أعمالهم المهددة للملاحة في البحر الأحمر.
وكانت الضربات أدت إلى مقتل خمسة مسلحين حوثيين وإصابة ستة آخرين، ووصفت بأنها ضربات تحذيرية تحمل رسائل لإيران المتهمة بتسليح الجماعة الانقلابية ودعمها بالمال والتقنية خدمة لأجندتها في المنطقة.
ورأى مسؤولون بريطانيون أن هذه الضربات التي شاركت فيها لندن كانت ضرورية، خاصة بعد أن رفض الحوثيون التحذيرات وشنوا نحو 27 هجوما بالطائرات المسيرة والصواريخ على السفن التجارية منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
استعادة المؤسسات
تؤكد الرؤية اليمنية الرسمية أن الحل لحماية الملاحة في البحر الأحمر وبقية المياه الإقليمية لن يكون إلا عبر الشرعية اليمنية واستعادة مؤسسات الدولة المختطفة من قبل الحوثيين. وهي الرؤية التي أكد عليها رئيس مجلس الحكم اليمني رشاد العليمي خلال لقائه في الرياض، الأحد، بسفيرة المملكة المتحدة، عبدة شريف.
وذكر الإعلام اليمني الرسمي أن العليمي أكد أن تأمين حركة التجارة العالمية، واستقرار المنطقة لا يمكن أن يتحقق إلا باستعادة مؤسسات الدولة اليمنية بوصفها الضامن الرئيسي للحفاظ على سيادة اليمن واستقراره، وتنميته، وسلامة أراضيه، وعودته إلى دوره الفاعل في محيطه العربي والدولي، بدلا من جلب مزيد من الدمار والخراب إلى اليمن، ومياهه الإقليمية.
من ناحية ثانية، جدد العليمي تمسك مجلس الحكم الذي يقوده والحكومة بنهج السلام الشامل والعادل، والانفتاح على المبادرات كافة التي من شأنها تخفيف المعاناة الإنسانية التي صنعتها «الميليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني».
وأفادت وكالة «سبأ» الحكومية بأن لقاء العليمي مع السفيرة البريطانية تطرق إلى المستجدات المحلية بما في ذلك مساعي الأمم المتحدة من أجل إطلاق عملية سياسية شاملة بناء على نتائج الجهود الحميدة للسعودية، والمرجعيات المتفق عليها وطنيا وإقليميا ودوليا.
وتقول الحكومة اليمنية إن الحوثيين لا علاقة لهم بنصرة فلسطين، وإنهم ينفذون التعليمات الإيرانية، وهي الاتهامات التي أكدها، الأحد، وزير الخارجية أحمد عوض بن مبارك خلال لقائه، في الرياض، مع السفيرة البريطانية.
وفي وقت سابق رفضت الحكومة اليمنية هذه الضربات، بشكل غير مباشر، وقالت إنها تتمسك بحقها السيادي في حماية الملاحة في البحر الأحمر، إلا أنها حملت الجماعة الحوثية مسؤولية ما آلت إليه الأمور من عسكرة للمياه الإقليمية اليمنية، كما حملت المجتمع الدولي مسؤولية سياساته التي قادت إلى تمكين الجماعة الحوثية وتعظيم قدرتها العسكرية.
ونقل الإعلام الرسمي أن الوزير بن مبارك أوضح للسفيرة البريطانية «أن ميليشيا الحوثي تستغل التعاطف الشعبي مع قضية فلسطين العادلة للقيام بأعمال دعائية ومضللة من خلال استهداف السفن في البحر الأحمر».
وألقت الهجمات الحوثية على السفن في البحر الأحمر بآثارها السلبية على الأوضاع إقليميا ويمنيا، مع عزوف شركات الشحن عن المرور عبر قناة السويس وارتفاع تكلفة الشحن إلى ثلاثة أضعاف للوصول إلى الموانئ اليمنية، وهو الأمر الذي سيزيد من معاناة السكان الذين يعيش نحو 18 مليون منهم على المساعدات الإنسانية الدولية.
تبرير بريطاني وتأهب ألماني
في الوقت الذي صرح فيه الرئيس الأميركي جو بايدن بأن الضربات التي استهدفت الحوثيين كانت نوعا من الرسائل إلى إيران، وصف وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، العملية العسكرية المشتركة مع الولايات المتحدة بأنها كانت «ضرورية ومتناسبة وقانونية»، و«كانت الملاذ الأخير».
وقال كاميرون في مقال نشرته «التلغراف» البريطانية، السبت، حول نتائج الضربات: «قطعنا شوطاً في إضعاف قدرات الحوثيين التي تم بناؤها بدعم إيراني. استهدفنا المواقع التي نعرف أن هجماتهم قد شنت منها»، مؤكدا أن بلاده «ستقيم بعناية أثر ما تم إنجازه».
وأكد أن لندن مستمرة ضمن تحالف عملية «حارس الازدهار» وقال إن بلاده لم «تتسرع في هذه الضربات، فبالإضافة إلى تجميع ونشر فرقة عمل بحرية، أصدرنا تحذيرا تلو الآخر. وطالب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بوقف الهجمات».
وكشف عن أنه تحدث مباشرة إلى وزير خارجية إيران، وأبلغه أن استمرار هجمات الحوثيين ضد الشحن التجاري غير مقبولة على الإطلاق، وأنه «إذا لم يفعلوا ذلك، فسيتعين علينا اتخاذ إجراء».
وأشار وزير الخارجية البريطاني إلى أنه في التاسع من يناير (كانون الثاني) أطلق الحوثيون 21 طائرة من دون طيار وصاروخا على السفينة البريطانية دايموند، وعلى سفن تابعة للقوات الأميركية في واحدة من أكبر هجماتهم حتى الآن.
وشدّد كاميرون على أن العمل العسكري ضد الحوثيين كان الملاذ الأخير، وقال: «لمدة شهرين تقريبا، تحملنا هذه الهجمات دون الرد مباشرة على الأماكن والأشخاص الذين أتوا منها. هذا لم يمنع استهداف قواتنا، ولم يردع الهجمات على التجار في البحر الأحمر، وبالتالي لم يدافع بشكل فعال عن مبدأ حرية الملاحة».
يأتي الوعيد الأميركي بتكرار الضربات ضد الحوثيين والتبرير البريطاني، مع تأهب ألماني لمشاركة محتملة للمساعدة في حماية الملاحة في البحر الأحمر.
وقالت رئيسة لجنة الدفاع في البرلمان الألماني (البوندستاغ) ماري - أجنيس شتراك - تسيمرمان، الأحد، إنه من المتوقع أن تشارك ألمانيا في مهمة بحرية للاتحاد الأوروبي لحماية الملاحة في البحر الأحمر سيقرها وزراء خارجية دول التكتل هذا الشهر.
وأضافت أن هدف المهمة سيكون قيام فرقاطات من الاتحاد الأوروبي بتأمين السفن التجارية التي تمر عبر المضيق. وشددت بالقول: «هذا هجوم على التجارة الحرة ويجب مواجهته».
ومع تشكيك باحثين يمنيين في الأثر الذي أحدثته هذه الضربات فيما يخص قدرة الجماعة العسكرية على الاستمرار في مهاجمة السفن، وجدت قادة الجماعة في الهجمات فرصة لتحويلها إلى مكاسب على الصعيد الداخلي، واستقطاب مزيد من الأتباع من بوابة مناصرة الفلسطينيين في غزة ومقارعة الدول العظمى في البحر الأحمر.
ودفعت هذه التطورات المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في بيان وزعه مكتبه، السبت، للتعبير ببالغ القلق جراء «تزعزع الوضع الإقليمي بشكل متزايد، وإلى التأثير السلبي لذلك على جهود السلام في اليمن، وعلى الاستقرار والأمن في المنطقة».
وحض المبعوث جميع الأطراف المعنية على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتقديم المسارات الدبلوماسية على الخيارات العسكرية، داعياً إلى وقف التصعيد.
وكانت الجماعة الحوثية، أطلقت ما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس» عقب مقتل 10 من مسلحيها في ضربة أميركية في البحر الأحمر عندما حاولوا في 31 ديسمبر (كانون الأول) قرصنة إحدى سفن الشحن، وهي أول ضربة موجعة تلقتها الجماعة منذ بدء هجماتها البحرية.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
موقع أمريكي : القوات المسلحة اليمنية نجحت في منع الوصول إلى البحر الأحمر من خلال الصواريخ الدقيقة والطائرات المسيرة
الثورة نت/متابعات اعترف موقع “19FortyFive” الأمريكي المتخصص في الشؤون الدفاعية، الأحد، بهزيمة الجيش الأمريكي في البحر الأحمر أمام القوات المسلحة اليمنية، مؤكدا أن هجمات الجيش اليمني المستمرة في البحر الأحمر واحدة من نقاط التحول الأكثر أهمية في التاريخ العسكري. وأوضح الموقع أن القوات المسلحة اليمنية نجحت في منع الوصول إلى البحر الأحمر من خلال استخدامهم المبتكر للصواريخ الدقيقة بعيدة المدى والطائرات بدون طيار قليلة التكلفة. وشدد على “الجيش الأمريكي أن يفكر في استعارة صفحة من كتاب قواعد اللعبة الذي تستخدمه” القوات المسلحة اليمنية. وأشار إلى أن عمليات القوات المسلحة اليمنية أثبتت أن السيطرة على البحر من الشاطئ ومنع الوصول إليه يمكن أن يكونا فعالين للغاية، منوها بنجاح اليمنيين في تغيير استراتيجية الحرب يتضمن السيطرة على البحر ومنع الوصول. وبيَّن الموقع أن التغيير الذي أحدثه اليمن يتضمن السيطرة على البحر ومنع الوصول إليه من خلال تطبيق إطلاق الصواريخ الدقيقة بعيدة المدى واستخدام الطائرات بدون طيار ذاتية التشغيل من البر. ولفت إلى أن القوات المسلحة اليمنية تمزج “بشكل فعال بين مزيج من الصواريخ الباليستية المضادة للسفن والصواريخ المجنحة والطائرات بدون طيار الهجومية أحادية الاتجاه للتنافس على السيطرة على خطوط الاتصالات البحرية في ساحل البحر الأحمر”. الموقع يدعو الجيش الأمريكي لاستخدام التكتيكات اليمنية في مواجهة الصين وبعد تسليطه الضوء على نجاح عمليات القوات المسلحة اليمنية واستخدامها تكتيكات تستخدم لأول مرة في التاريخ العسكري والسيطرة على البحار من البر، دعا موقع “19FortyFive” الجيش الأمريكي إلى أن يستفيد من الدروس المستفادة من الجيش اليمني لمواجهة الصين. وأشار الموقع إلى أن برنامج إطلاق الصواريخ الاستراتيجية متوسطة المدى وقوات المهام متعددة المجالات التابعة للجيش الأمريكي مناسبة تمامًا لتطبيق تكتيكات مماثلة في غرب المحيط الهادئ في مواجهة الصين. وقال “ينبغي للجيش الأمريكي أن يسعى إلى تحقيق نفس القدرة في بيئة ساحلية متنازع عليها ضد عدو مثل الصين” حد وصفه. وأضاف أنه “بوسع الجيش أن يستفيد من الجهود التي تبذل بالفعل في المؤسسة العسكرية الأمريكية، فبوسعه على سبيل المثال أن يستلهم مفهوم العمليات البحرية الموزعة الذي تتبناه البحرية الأمريكية، حيث تعمل السفن على نطاق واسع ولكنها تعمل في انسجام وتناغم، وربما تعمل وحدات الجيش على نحو مماثل في غرب المحيط الهادئ. وأشار إلى أنه “في حرب بحرية في غرب المحيط الهادئ، من المرجح أن يضطر الجيش إلى العمل على قواعد في جزر بعيدة ومهاجمة السفن بنفس الطريقة التي” تفعلها القوات المسلحة من داخل اليمن، لافتا إلى أن “الانتشار الجغرافي سيشكل جانباً حيوياً من جوانب القدرة على البقاء في الحرب المقبلة”. وأردف بقوله “ينبغي للجيش الأمريكي أن يطبق مفهوم إدارة العمليات الدفاعية على قوات المهام المتعددة الأطراف المجهزة بصواريخ باليستية موجهة قصيرة المدى، وينشرها على قواعد خارج سلسلة الجزر الأولى، وهي سلسلة الجزر الممتدة من اليابان إلى إندونيسيا والتي تحد الصين”. وقال الموقع “إن هذا الوجود المتقدم من شأنه أن يساهم في الردع المتكامل من خلال إجبار الجيش الصيني على التعامل مع معضلات عملياتية متعددة، على سبيل المثال، سوف يضطر إلى تعقب أهداف بعيدة متعددة في وقت واحد والدفاع ضد بطاريات إطلاق النار الموزعة عبر غرب المحيط الهادئ. وسوف تتطلب هذه البطاريات الاهتمام لأنها تتمتع بالمدى والقدرة القاتلة لضرب وتدمير أهداف عالية القيمة في جميع أنحاء المنطقة. وأضاف أنه “يمكن للجيش الأمريكي والقوات المتحالفة معه تحقيق ميزة تغير مسار الحرب إذا تعلموا من تكتيك اليمنيين المتمثل في السيطرة على البحر من الشاطئ باستخدام طائرات بدون طيار غير مكلفة وأسلحة هجومية دقيقة بعيدة المدى، وإذا تمكنوا من مزج هذه التقنية مع التنقل الجوي”. ويرى مراقبون أن عمليات القوات المسلحة اليمنية البحرية المساندة للشعب الفلسطيني، واحدة من نقاط التحول الأكثر أهمية في التاريخ العسكري، فقد غيرت قواعد الاشتباك البحري، من خلال استخدامها لأول مرة في التاريخ الصواريخ الباليستية لضرب أهداف بحرية متحركة، كما استخدمت الطائرات المسيرة ضد قوات العدو وسفنه. كما يُجزم المتابعون أنه بنفس القدر التي تُفكر وتسعى به الولايات المتحدة لاستخدام التكتيكات البحرية اليمنية ضد خصومها خصوصا الصين وروسيا، فبنفس القدر يتجه خصوم أمريكا لاستخدام تكتيكات الجيش اليمني ضد البحرية الأمريكية وحلفاؤها المنتشرة في البحار حول العالم، ما يؤكد أن اليمن غير القواعد العسكرية للاشتباك البحري إلى الأبد، وأدخل العالم في عصر جديد من الهيمنة والسيطرة على البحار ستغيب عنه حاملات الطائرات والبوارج والغواصات الأمريكية.