الصومال.. جهود مكثفة في مواجهة التنظيمات الإرهابية
تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT
أحمد شعبان (القاهرة، مقديشو)
أخبار ذات صلةيشهد الصومال عمليات إرهابية متنوعة، حيث تم تنفيذ 7 عمليات خلال ديسمبر الماضي، أدت إلى مقتل وإصابة 30 شخصاً، رغم نجاح الجيش في قتل العشرات من حركة «الشباب» في الأسبوع الأخير من العام الماضي.
وقال المحلل السياسي الصومالي الدكتور ياسين سعيد، إن استكمال انسحاب بعثة قوات الاتحاد الأفريقي «أتميس» في عام 2024؛ يشكل تحدياً كبيراً للدولة الصومالية فيما يتعلق بمواجهة «حركة الشباب»، إذ من المحتمل أن تسعى الحركة للاستفادة من الفراغ الأمني والتوترات الإقليمية لتعزيز نفوذها. وأوضح ياسين، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن هناك تحديات وتهديدات إقليمية يتعرض لها الصومال، ومحاولات للتدخل في شؤونه الداخلية، ما يعزز قدرة الحركة الإرهابية على جذب دعم وتأييد خارجي، مشدداً على ضرورة تعزيز الجهود الدبلوماسية الإقليمية والاتحاد الأفريقي لدعم الصومال ووحدة أراضيه وتطبيق القانون الدولي. وذكر أنه لتعويض انسحاب القوات الأفريقية من الصومال؛ يجب تعزيز القدرات الأمنية الوطنية وتحسين التنظيم الحكومي، والتنمية المستدامة، وخلق فرص اقتصادية لتحسين ظروف الحياة، بجانب الشفافية ومكافحة الفساد لاستعادة الثقة بين الحكومة والشعب.
ولفت ياسين إلى ضرورة دعم الصومال بالمساعدات الإنسانية والمعلومات الاستخباراتية وتسليح الجيش، وتوحيد جهود مواجهة الإرهاب، وتعزيز الاستقرار في المنطقة، آخذاً في الاعتبار أهمية أن تقوم الحكومة الصومالية بتكثيف الجهود الأمنية وتحسين التعاون الإقليمي، ومعالجة جذور الاضطرابات، بما في ذلك التوترات القبلية والسياسية، حتى يتسنى التعامل مع احتمالات تزايد قوة «الشباب» الإرهابية.
من جانبه، يقول نائب رئيس المجلس المصري الأفريقي السفير صلاح حليمة، إن جهود مكافحة الإرهاب في الصومال مستمرة وتحقق نجاحات كبيرة، وهناك رد فعل من جانب «حركة الشاب» للتصدي لعمليات الجيش الصومالي.
وأوضح حليمة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش الصومالي ضد الإرهاب حصرت «الشباب» في الجنوب، ولم يعد للحركة وجود في العاصمة أو أماكن أخرى، وإنما عمليات محدودة للغاية حتى يثبت التنظيم أنه مازال موجوداً.
وأشار إلى أن كفاءة الجيش الصومالي قد ارتفعت في مكافحة التنظيمات الإرهابية، وأصبحت لديه إمكانية للتصدي لما تبقى من عناصر الحركة بعد استكمال انسحاب «أتميس» هذا العام، خاصة بعد قرار مجلس الأمن الدولي رفع حظر الأسلحة المفروض على الصومال منذ 30 عاماً، بالإضافة إلى الدعم السياسي الإقليمي والدولية للجيش والحكومة.
ولفت حليمة إلى أن القضاء على «الشباب» بصورة نهائية؛ يتم تدريجياً وقد يستغرق وقتاً، وسوف يشهد عام 2024 المزيد من حصار الحركة ونشاطها الإرهابي، وربما تكون هناك فرصة لمعالجة قضية الأمن في منطقة البحر الأحمر.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الصومال الجيش الصومالي الجیش الصومالی
إقرأ أيضاً:
العيسى في الأمم المتحدة: لا لربط الإرهاب بدين يعتنقه قرابة ملياري إنسان.. مواجهة “رهاب الإسلام” بترسيخ قيم التعايش السلمي
البلاد – جدة
أكد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين، الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، أن “رُهاب الإسلام” يأتي في مقدمة النماذج المُقلِقة لتصاعد خطاب الكراهية وممارساته الخطرة، وأنه لا يضر المسلمين وحدهم، بل يعزز التطرف والانقسامات داخل المجتمعات ذات التنوع الديني. وأشار العيسى إلى أن (رُهاب الإسلام) يُعد- وفق مفاهيم الكراهية- في طليعة مهدِّدات تحقيق المواطنة الشاملة، التي تنص عليها الدساتير المتحضرة والقوانين والمبادئ والأعراف الدولية، منبِّهًا إلى ما أدى إليه من أضرار وجرائم ضد المسلمين، لا تزال تمارس حتى اليوم بتصاعد مقلِق، وذلك وفق الإحصاءات الموثوقة، إضافة إلى عدد من حالات تهميش بعض المجتمعات المسلمة، وعرقلة اندماجها، أو منعها من الحصول على حقوقها الإنسانية. جاء ذلك في كلمة للدكتور محمد العيسى، خلال استضافته من الجمعية العامة للأمم المتحدة، في مقرّها بنيويورك الجمعة؛ ليكون متحدثًا رئيسًا لإحياء اليوم الدولي لمكافحة كراهية الإسلام. وعقد العيسى في إطار استضافته من قبل الجمعية، مباحثات ثنائية مع رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، السيد فيليمون يانغ، تناولت ما بات يعرف بـ “رُهاب الإسلام”، وعددًا من القضايا ذات الاهتمام المشترك. وتؤكد دعوة الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي للحضور، وإلقاء كلمة الشعوب الإسلامية “حضوريًا”، في مقرّ الأمم المتحدة، ثقلَ الرابطة الدولي، وما تحظى به من احترام في كبرى المنظمات في العالم، وتأتي الدعوة اعترافًا بتأثير الرابطة في مكافحة “الإسلاموفوبيا” وخطابات الكراهية عمومًا، وبجهودها وتحالفاتها الدولية الواسعة في هذا السياق. وفي كلمته الرئيسة تحدَّث العيسى بإسهاب عن أسباب نشوء “رُهاب الإسلام”، كما شدّد على أن المسلمين الذين يناهزون اليوم نحو ملياري نسمة، يمثلون الصورة الحقيقية للإسلام، وهم يتفاعلون بإيجابية مع ما حولهم من العالم بتنوعه الديني والإثني والحضاري، منطلِقين من نداء الإسلام الداعي للتعارف الإنساني، كما في القرآن الكريم؛ إذ يقول الله تعالى:” يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا”. وشدَّد على أن “رُهاب الإسلام” ليس قضية دينية فحسب، بل هو قضية إنسانية تهدّد التعايش والسلم المجتمعي العالمي، مضيفًا: “وعندما نتحدث من هذه المنصة الدولية لا ندافع عن الإسلام وحده، بل ندافع كذلك عن المبادئ الإنسانية”.
وأضاف العيسى:” ولذلك نقول:” لا لجعل أتباع الأديان في مرمى الكراهية والعنصرية والتصنيف والإقصاء، ولا للشعارات الانتخابية المؤجِّجة للكراهية، ولا لمن يزرع الخوف ليحصد الأصوات، ولا للسياسات التي تبني مستقبلها على الخوف والانقسام، ولا للإعلام الذي يغذي العنصرية، ولا للمنصات التي تروج للفتنة، ولا للأكاذيب التي تزور الحقائق، وأيضًا لا لربط الإرهاب بدين يعتنقه قرابة ملياري إنسان، ولا للمتطرفين الذين يخطفون الدين، والإرهابِ الذي يشوه حقيقة الدين، وفي المقابل لا لمن يرفض أن يرى الحقيقة”.
وتابَع:” كما نقول أيضًا:” لا” للخوف من الآخر لمجرد اختلافه معنا في دينه، أو عرقه، فمن يتفق معك في الدين أو العرق، قد تكون لديه مخاطر على مجتمعه الديني أو العرقي تفوق أوهامك حول الآخرين”.
وحمَّل الشيخ العيسى المجتمعَ الدوليَّ مسؤولية بناء عالم يسوده التسامح والمحبة، مؤكِّدًا في الوقت ذاته أن على مؤسساته التعليمية والثقافية، مسؤولية أداء دور حيوي وملموس في تعزيز الوعي حاضرًا ومستقبلًا، وبخاصة عقول الصغار والشباب.